استبشر الرأي العام العراقي بهجة وفرحاً , في تصريح رئيس هيئة النزاهة العامة ( حسن الياسري ) الى صحيفة الصباح الرسمية . الناطقة بأسم الحكومة , وجاء فيه عن اعلان ( أحالة نوب رئيس الجمهورية الثلاثة , الى القضاء العراقي , بتهم الكسب غير المشروع ) واعتقد الكثير , بأن وعد رئيس الحكومة حيدر العبادي بمحاربة الفاسدين والانتصار عليهم , يبدأ اول خطواته الفعلية بقوة , بأحالة رموز ابطال الفساد والفاسدين الثلاث ( المالكي وعلاوي والنجيفي ) , وهذا انفراج كبير للازمة المالية التي يعاني منها العراق , بشق شرنقة سرطان الفساد والهة الفاسدين الثلاث ( الهبل والعزى والمناة ) . ولكن هذا التصريح لم يكن له عمراً , سوى يوماً واحداً , حتى هبت زوابع الفاسدين , بالاستنكار والشجب والغضب العاصف والمدوي , لان تصريح رئيس هيئة النزاهة , تجاوز خطير على الخطوط الحمراء , بتعطيل حرية الفاسدين , في السرقة واللصوصية , وهذا خرق غير مسموح به , ستقطع اليد , التي تسمح بالتطاول على آلهة الفساد والفاسدين , التي تملك حماية وحصانة آلهية , لا يمكن الدنو والاقتراب منها , وان الاقتراب يشكل ضرراً كبيراً لعملاقة الفساد والفاسدين الاشاوس الابطال , ولا يمكن ان يمر دون عقاب صارم وماحق , وتحت ضغط الفاسدين الهائل , اضطر رئيس هيئة النزاهة ( حسن الياسري ) , ان يتنصل من كلامه ويتراجع في الاعتذار . ولكن لم ينتهي الامرالى هذا الحد , بالتراجع والاعتذار , بحجة الخطأ المطبعي اللعين , بل طالبوا العبادي بمعاقبة رئيس تحرير صحيفة الصباح الرسمية , رغم انه توسل بالاعتذار والصفح لهذه الغلطة في شتيمة آلهة الفساد المقدسة , رغم ان الوسواس الخناس الشيطان , تلاعبت يديه بالخطأ المطبعي , بل طالبوا بتعويض مالي لاصلاح الضرر , الذي اصاب آلهة ( التمر والدولار ) في المطالبة بتعويض مالي قدره 200 مليون دينار لكل واحد من آلهة ( الهبل والعزى والمناة ) يعني نقداً ( عينك عينك ) 600 مليون دينار عداً ونقداً ( خطيه يدفها العبادي المسكين والفقير من جيبه الخاص ) , هذ الموقف المشين لرئيس هيئة النزاهة ( حسن الياسري ) لم يحافظ على كلامه كرجل كالرجال , بل راح باكياً بالتوسل والاعتذار , وانه بريء من هذا التصريح اللعين , وانما اشتكى بعين باكية , بفيروس الخطأ المطبعي , هكذا دأب عمل هيئة النزاهة العامة عبر السنوات الطويل , بان تترك الحرية المطلقة لفاسدين الكبار العمالقة ( حيتان البحر الكبيرة ) وتفتش عن السمك الصغير الفاسد , الذي لايحمل هوية ولاسند ولاحماية , لكي تقتنص منه و( تثرم على رأسه البصل ) , حتى تعلن انتصارها الموهوم , على الفاسدين بحفظ خزينة الدولة كحدقة عيونهم وامينة على المسؤولية , وبهذا الشكل ضاعت مئات المليارات الدولارية , التي سرقت ونهبت من ضلع العراق , دون متابعة واهتمام , رغم انها تملك ملفات ضخمة بالفساد , لكنها تلتزم بشريعة الفساد والفاسدين بعدم تجاوز الخطوط الحمراء لانه بمثابة اعلان حرب عليها , وستجد نفسها يجرفها فيضان البحر في الغرق والموت . لذلك تغض الطرف , وتعطي العين العمياء وليس العوراء , حتى يمروا الفاسدين بكل امان وسلام ووداعة ومحبة , ويحفظهم الله على سلامتهم بالوصول الى اوطانهم الاصلية , وهم في وسام الشرف في الفساد وفي اللصوصية والاختلاس , لذلك لم نسمع او نجد بأنها منعت فاسداً كبيراً واحداً , من مئات الفاسدين الهاربين , الذين حملوا اطنان الذهب والدولار وسافروا الى الخارج , تعودنا على الطمطمة والسكوت . فليس غريباً من رئيس هيئة النزاهة ان يتوسل بذل ومهانة ويرفع راية البيضاء بالاستسلام الذليل الى ألهة الفساد ( الهبل والعزى والمناة ) , كأن تصريحه الى صحيفة الصباح الرسمية , لم يسجل على اشرطة التسجيل , لكن لغمطة قضية ولفلفتها بدعوى التصريح اصابه الخطأ المطبعي , حتى تمر القضية بسلام , ولكن يجب دفع مبلغ 600 مليون دينار ( سيدفعها العبادي المسكين من جيبه ومصروفه اليومي ) . ان زوبعة الفاسدين في جولتهم , التي تعتبر انتصاراً لهم , في تكميم الافواه , انها موجهة برسالة بالغة في تعبيرها مباشرة الى العبادي نفسه , تحذره وتنذره , اذا رفع اصبعه وتطاول ضدهم , فستقطع وتحرق , لانهم عملاقة كبار , وهو قزم صغير ……………….. والله يستر العراق من الجايات !!