خرج منذ يومين بخطاب متلفز ليعلن باسم اليمنيين استسلام اليمن، إعلان كان بمثابة خيانة عظمى لدماء شهداء اليمن ولأطفال ذاقوا ويلات العدوان السعودي الصهيوني. أراد أن يُعطي نصراً للمهزومين على حساب كرامة وشرف وآلام اليمنيين ومُقابل رجوعه الى حكم اليمن وإذلال شعبه.
إنقلب مع أعوانه على المقاومين وجزء من أنصاره صفق له، ولكن معظم معظم اليمنيين ومعهم القسم الأكبر من الجيش والقوى الأمنية والقبائل وطبعاً أنصار الله واللجان الشعبية لم يرق لهم هذا الإنقلاب اعتبروه غدراً وخيانة.
عبدالملك الحوثي ناشده بالرجوع عن الخيانة ولكنه لم يأبه وأكمل في انقلابه، عقلاء اليمن أيضاً ناشدوه ولكن غروره كان اكثر حضوراً في عقله من وطنيته وأخلاقه.
قوى العدوان شنت حملة دعم لعلي عبدالله صالح في إعلامها المنتشرة في معظم الدول العربية والأجنبية وأطلقت ذبابها الألكتروني لنشر الأكاذيب والأضاليل والتحريض كما تفعل دائماً وفعلت مع سورية والعراق ولبنان وليبيا الخ الخ ، ثم أرسلت طائراتها الحربية لدعم الإنقلاب في صنعاء بأكثر من خمسين غارة.
كل جهود قوى العدوان بدعم الإنقلاب فشلت، فأرسل صالح بنداء استغاثة الى عُمان والسيد حسن نصرالله للتوسط له عند لجان المقاومة وأنصار الله، كان قد فات الأوان، لم يصله أي رد، فالشرفاء لا يتوسطون للخونة.
قوى العدوان أدركوا أنهم انهزموا مجدداً، فشنوا غارات على مقرات حزب علي عبدالله صالح ليمحوا أي أثر يُدينهم ويُدين صالح، كالوثائق ومخازن الأسلحة التي تم تهريبها إليه من عدن. أدرك صالح أن لا مجال له بأن يبقى في صنعاء، فحاول الهرب ضمن ثلاث سيارات مع أقرب مساعديه الى مأرب ومنها الى الإمارات، ولكن المقاومة لاحقته وحين أصبحت على مقربة منه جاءت طائرات حربية إماراتية وقصفت موكبه فمات على الفور.
مسألة طريقة موته ما زالت غير مؤكدة 100%، ولكن مسألة قصف الطائرات الإماراتية هي الأقرب لغاية الآن الى المعطيات المتداولة، خاصة أن قوى العدوان حريصة على عدم وقوع صالح بقبضة المقاومة اليمنية حتى لا يفضح الأسرار الكبيرة المتوفرة لديه.
خطأ صالح أنه لم يفهم الشعب اليمني بالشكل الصحيح فهو لطالما كان يتحدث معهم بعلو وغرور، لم يُدرك أن أهمية اليمن ودم اليمنيين وكرامتهم بالنسبة لليمنيين أهم منه ومن حزبه، فوقع في شر عمله.
اليمن اليوم تخلص من طاغوت حكم بالنار والحديد لأكثر من ثلاث عقود، طاغوت ساهم بصنعه جزء من الشعب اليمني من خلال تمجيده وتعظيمه، وهذا الأمر يحدث دائماً في العالم العربي وحدث على مر العصور. نتمنى أن لا يتكرر هذا الأمر في اليمن ويسعى اليمنيون بمختلف أطيافهم العمل على توحدهم بوجه العدوان الإجرامي وبناء يمنهم السعيد من جديد بعيداً عن صناعة الزعامات والارتهان الى أعداء اليمن كآل سعود وابن زايد وغيرهم.
عشتم وعاش اليمن عزيزاً منتصراً بإذن الله