يقول مراقبون إن فرنسا، تحاول ملء الفراع الدولي في كردستان، إثر ابتعاد الولايات المتحدة عن المشهد السياسي في الإقليم، وارتباكها في رعاية وساطات واضحة بين بغداد وأربيل، في أعقاب إعلان القيادة السياسية الكردية، إلتزامها بوحدة أراضي البلاد، ودستورها.
وتفجر الخلاف بين بغداد وأربيل في أعقاب إجراء إقليم كردستان استفتاء على الاستقلال في الخامس والعشرين من أيلول الماضي، تلته سلسلة إجراءات اقتصادية وعسكرية اتخذتها الحكومة الاتحادية، ردا على الخطوة الكردية.
ويقول مراقبون إن “خطط باريس لتعزيز حضورها في المشهد العراقي، ربما تهدد النفوذ الأميركي في بغداد، وتعيق خطط الولايات المتحدة الرامية إلى احتواء النفوذ الإيراني في العراق”.
ويشكل الموقف الفرنسي بشأن الاتفاق النووي مع إيران، صداعا لسكان البيت الأبيض. ولا تتطابق الرؤية الفرنسية، مع نظيرتها الأميركية بشأن إيران، فبينما تعتقد باريس أن بالإمكان التوصل إلى تفاهم مع طهران بشأن الملف النووي، تتخذ واشنطن مواقف متشددة.
وتتزامن هذه التطورات، مع قراءات تتحدث عن رغبة أوروبية في العودة إلى منطقة الشرق الأوسط.
ويشكل الموقف الفرنسي الحالي، امتدادا لسلسلة مواقف أوروبية متقاطعة مع الولايات المتحدة، بشأن العديد من ملفات المنقطة، آخرها اعتراف واشنطن بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون دعا خلال لقاء في باريس مع رئيس حكومة إقليم كردستان، نيجيرفان بارزاني، (السبت 2 كانون الأول 2017)، إلى الحوار بواسطة فرنسية بين الحكومة الاتحادية والإقليم، مشيدا في الوقت نفسه بـ”تأكيد بارزاني استعداد أربيل لبدء مفاوضات لتسوية كل المشاكل”.
وربط الرئيس الفرنسي بين “عراق قوي ومتعدد يعترف بكل من مكوناته” والاستقرار الفوري والمتوسط المدى في الشرق الأوسط، مؤكدا أن فرنسا ستكون في تصرف الأطراف لإنجاح هذا الحوار الوطني البناء.
ويقول مراقبون إن الرئيس الفرنسي يتبنى ملف الوساطة بين بغداد وأربيل بنفسه. واستقبل ماكرون، بارزاني في قصر الإيليزيه مطلع الأسبوع، ثم هاتف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي.
ويشير مراقبون إلى “الدور الناعم” الذي تلعبه فرنسا بعد أزمة استفتاء إقليم كردستان، حيث تسعى باريس إلى استغلال جفاء العلاقة بين واشنطن وأربيل وسد الثغرة التي تركتها الولايات المتحدة في كردستان. وناورت فرنسا إبان تصاعد حدة تصادم بغداد والإقليم في محاولة للحفاظ على توازن العلاقات التي تربطها مع الطرفين، حيث حذرت الإقليم من أن إعلان الاستقلال سيزعزع المنطقة، لكنها دعت الحكومة المركزية العراقية إلى منح الكرد “قدرا أكبر” من الحكم الذاتي. وأكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أن “الأمر المستحب اليوم هو دمج الكرد العراقيين في إعادة بناء العراق والمصالحة في البلاد من خلال الحصول على أكبر قدر ممكن من الحكم الذاتي”.
وتسعى فرنسا لتوسيع نفوذها في إقليم كردستان وتنمية استثماراتها فيه. وتفسر مصادرعراقية تحدثت لـ NRT عربية، بذل باريس جهودا أكبر لتحل محل واشنطن بالجمود الذي أصاب العلاقة بين الطرفين الكردي والأميركي، بالتزامن مع ضبابية موقف البيت الأبيض، من جهود الوساطة بين بغداد وأربيل.
ولفرنسا علاقات صداقة قديمة وقوية مع كرد العراق وعملت لصالح الاعتراف التام بحقوقهم في إطار الدستور العراقي.
لكن المساعي الفرنسية لملء الفراغ الذي خلفته الولايات المتحدة بين بغداد وأربيل، يطرح تساؤلات كثيرة، فيما يتعلق بمصير مصالح الولايات المتحدة في العراق.
ويعتقد خبراء في شؤون العلاقات الدولية، أن أن الولايات المتحدة لن تجميد العلاقات مع إقليم كردستان؛ فسياسة واشنطن التي ترمي إلى محاصرة النفوذ الإيراني في العراق تحتم عليها إصلاح العلاقة مع أربيل.
ودعمت واشنطن في الأزمة بين بغداد وأربيل رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي مكاسب عسكرية مهمة في الحرب على تنظيم داعش. وتعول الولايات المتحدة على العبادي في مواجهتها للنفوذ الإيراني المتغلغل في البلاد، وفقا لتصريحات مسؤولين بارزين في الإدارة الأميركية.
ويقول مراقبون إن “الولايات المتحدة ترى في الكرد شريكا يمكنه لعب دور في عملية تحجيم النفوذ الإيراني في العراق، لذلك ربما تعمل على تقريب وجهات نظرهم مع العبادي، لتحقيق هذا الهدف على المستوى المتوسط”.
nrt
القاده الاكراد يعتقدون ان لهم اهميه خاصه عند امريكا و بريطانيا و كل مره يعيد التاريخ نفسه
امريكا هي من سهلت للمالكي الولايه ٢ و تفرعنه و هيه
من ساعد العبادي على حرب الاقليم
حتى هيه من حرضه عندما تم تسريب اخبار عن عدم ممانعه امريكيه عن اي عمل عسكري ضد الاقليم من اي اتجاه
اما اكذوبه احتواء إيران فهذه كذب و تدليس
اكتبو لنا ما هي الفروقات بين تصريحات سفير امريكا دوغلاس سليمان و الجنرال سليماني تجاه الاقليم
كل ما تفعله ايران و الحشد في العراق يتم ب ضوء اخضر امريكي