ترامب . وفاة اتفاق أوسلو . ..الولايات المتحدة الأمريكية هي الراعي الأول للكيان الإسرائيلي العنصري الارهابي وجهان لعملة واحدة فهي التي تمده بالأموال والمساعدات السخية والأسلحة المتطورة تساند في المحافل الدولية من خلال استخدام حق النقض (الفيتو) ضد أي قرار يمكن أن يشكل ادانة دولية لجرائم الكيان الصهيوني وممارساته العنصرية ضد الشعب الفلسطيني . والمفارقة الغريبة أن هذه الدولة الإرهابية تستخدم ذريعة حقوق الانسان والحريات وحقوق الأقليات في العالم لتكون سبباً مباشراً لتدخلها السياسي و الاقتصادي والعسكري في شؤون الدولة ذات السيادة والاستقلال .بل و تعطي الحق لها لوحدها في عمل ما تشاء دون رادع .. أي عدالة تنطق باسمها أمريكا . اليست هي الدولة الأولى و الأكبر في تاريخ الغزو والارهاب بالعالم ؟!! هي الداعم الأول و الأخير للكيان الإسرائيلي العنصري الاستيطاني المجرم . أمريكا تتسم بالأحادية ، والتدخل السافر في شؤون الدول الداخلية، دون احترام لدينهم بل وقوانينهم، فهي تُشرّع بالغداة وتنسخ بالعشي، ليس لديها قانون منضبط، فهي تنتهك القوانين والاتفاقيات . وما قام به ترامب ومنح القدس عاصمه لاسرائيل كأنها ملك يمينه يهبها لمن يشاء ضارب بعرض الحائط مشاعر الفلسطينيين والعرب والمسلمين والمسيحيين في العالم . بهذا تصبح أمريكا بدل وسيط نزيه أصبحت هي الطرف المعتدي المباشر في منح أقدس أقداس الارض للعرب والمسلمين والمسيحيين لاسرائيل ..الكيل بمكيالين والاحتيال صفتان متلازمتان لدى الإدارة الأمريكية التي أصبحت أكثر وضوح في عهد ترامب . منح القدس للكيان الاسرائيلي ليس صفعه فقط للسلام بل اعلان حرب واضح وصريح من امريكا ضد الفلسطينيين ومشروعهم الوطني . أمريكا بهذا تعلن موت أي أمل في مفاوضات للسلام وانتهاء مرحله مرت كانت ستكون الخيار الافضل للعالم في سلام حقيقي . استمرار المفاوضات من قبل السلطه الفلسطينيه في ظل اصدار ترامب شهادة الموت لاتفاق اوسلو يعتبر ضرب من ضروب الاعتراف بما قامت به أمريكا وتشريعه . انتهت اللعبه ووضحت الرؤيه ولم يعد هناك أي مبرر لا لسلطه ولا حتى لفلسطيني في الاستمرار في مفاوضات نهايتها أصبجت واضحه وصريحه .. أمام القياده الفلسطينيه خيار واحد الذهاب الى تفعيل المجلس الوطني الفلسطيني ومنظمة التحرير لضم كافة الفصائل الفلسطينيه ليتحمل الجميع المسؤوليه . والاعلان عن موت اوسلو .. على العالم تحمل مسؤوليته التاريخيه لما حدث ويحدث يوميا من انتهاك لجميع القوانين الدوليه ضد فلسطين وشعبها . العوده الى تحرير كامل فلسطين واعتباره هو الخيار الوحيد فقط الحل الوحيد للخروج من هذه المتاهه من المفاوضات التي أصبحت تشكل عبيء كبير على الشعب الفلسطيني وحقه في الارض . بعد مفاوضات عقيمه لم يحصل فيها الفلسطيني على شيء بل منذ اتفاق اوسلو تصارع ابتلاع الارض وتغيير الديمغرافي على ما تبقى من الضفه الغربيه حتى قارب العدد الى مليون مستوطن . هذا التغيير لم يحدث في العالم الا في بداية الاستيطان لامريكا الجديده . على ماذا تراهن القياده الفلسطينيه بعد أن أصبح الوسيط هو العدو المباشر . لم يعد هناك شيء للتفاوض عليه . القضيه الفلسطينيه ليست مشروع حزمه من المساعدات الماليه أو الانسانيه كما تحاول اسرائيل وأمريكا فرضه على أرض الواقع . كل شيء يمكن اعتباره في الحياه تكتيك وسياسه الا أمام القضايا التي تخص الوطن هذا الكلام لا يوجد له مكان في قاموس الوطن . ما كانت تراهن عليه القياده الفلسطينيه لم يعد موجود . الاستمرار في المفاوضات أو انتظار المستقبل في هذا الظرف يعد من أكبر المصائب على الشعب الفلسطيني . بل مصيبته أكبر من مصيبة وعد بلفور .ذلك الوعد الذي اصبح حقيقه اجراميه ضد الارض والشعب الفلسطيني وهو وعد .. كيف في أمريكا الدوله العظمى تصدر حقيقه وقرار ضد أقدس الاقداس. اذا كان وعد سبب لنا هذه الجرائم فكيف اذا كان القرار موقع رسميا من أكبر دوله في العالم . أترك لكم تخيل هذه الجريمه وعواقبها ونتائجها على الارض والشعب الفلسطيني .على العالم أن يعي الحقيقه موافقة ترامب على شرعنة احتلال إسرائيل للقدس، لا يهدد الفلسطينيين وحدهم بل يتعرّض بالتهديد الفعلي والرمزي لاثنين من أكبر الأديان التوحيدية في العالم، الإسلام والمسيحية، من خلال تعميقه الطابع اليهودي للاحتلال الإسرائيلي، وفي وقت يشهد فيه العالم، والمنطقة العربية خصوصا، ميلاً هائلاً للاحتراب الديني،
النظام العربي تركنا نواجه الصراع وحدنا نحن الفلسطينيين في ظل صمت حزين جدا من تلك الانظمه لما تتعرض له القدس . لن أزيد قولا عن الشاعر نزار قباني في هذا الوقت الحزين وفي هذا الزمن المظلم والظالم …بكيتُ.. حتّى انتهت الدّموع صليتُ.. حتّى ذابت الشّموع ركعتُ.. حتّى ملّني الرّكوع سألتُ عن محمد، فيكِ وعن يسوع يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء، يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء يا قدسُ، يا منارةَ الشّرائع يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرّسول حزينةٌ حجارةُ الشّوارع حزينةٌ مآذنُ الجوامع يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد
{شعر نزار قباني} …….. نائل ابو مروان