يحتفي العراقيون في هذه الأيام بمناسبة تحرير كامل الأراضي العراقية من دنس تنظيم داعش الإرهابي ونحن وفي هذا المقام نزف أسمى آيات التهاني والتبريكات لكل العراقيين بهذه المناسبة وخصوصاً القوات الأمنية وعوائل الشهداء المضحين من أجل الوطن ولكل من ساهم بهذا التحرير …
وعودة إلى صلب ما نريد أن نصل إليه من فكرة نريد أن نقول وهذا الأمر لا أتصور إنه غائب عن العديد من العراقيين بشكل خاص وهو إن الانتصار الذي حققه العراقيون هو انتصار على عصابات داعش الإرهابية وقد أصبح العراق خالياً من التجمعات الواضحة والصريحة لهم فلم يعد يوجد لهذه العصابات معسكرات تدريب أو مدن يسيطرون عليها لكن هل هذا يعني أن الإرهاب قد انتهى في العراق ؟ الجواب قطعاً لا بل يوجد هناك إرهاب لكن تحت عناوين وأقنعة أخرى غير المسمى داعش ، فداعش صفحة من صفحات الإرهاب وقد تم طي سجلها لكن مع هذا لم تنتهي الحرب على الإرهاب وهذا الأمر يتطلب منا كعراقيين أن نعمل بكل جهد وقدرة وإمكانية بالعمل على محاربة الإرهاب من جذوره ومن أصله …
فالمرض الخبيث يبقى موجداً في جسم الإنسان حتى بعد استئصال الورم ولذلك تكون هناك علاجات أخرى بعد العملية تستهدف أصل الورم ومنبعه، فكذلك الحرب على الإرهاب يجب أن تستهدف منبع الإرهاب وأصله وإلا فإن الحرب لم تنتهي بنهاية داعش الذي سوف يعمل من جديد تحت مسميات جديدة وتنظيمات إرهابية أخرى ، فإن لم تكن الحرب على منابع الإرهاب الفكرية موجودة فإن ” ما يوجد من حلول – إن سُمّيت حلولًا- فهي عبارة عن ذر الرماد في العيون، وعبارة عن ترقيعات فارغة، ولا جدوى منها إذا لم يُعالج أصل وفكر ومنبع وأساس التكفير، أمّا الحلول العسكريّة والإجراءات الاستخباراتيّة والمواقف الأمنيّة والتحشيدات الطائفيّة والوطنيّة والقطريّة والقوميّة والمذهبيّة والدينيّة فهذه لا تأتي بثمرة إذا لم يُعالج الفكر التكفيريّ ومنبعه ” كما عبر عن ذلك أبرز رجال التحقيق التاريخي والديني في عصرنا…
لذا نقول مادام منابع الإرهاب الفكرية موجودة فإن الحرب مع الإرهاب مازالت مستمرة ونهاية تنظيم داعش في العراق لا تعني نهاية الإرهاب فالإرهاب موجود مادامت منابعه الفكرية موجودة بما تمثله تلك المنابع من شيوخ وأئمة ضلال وفتاوى تكفير قائمة على أسس ونظريات تكفيرية أوجدتها شخصيات مريضة – كابن تيمية – حسبت على الإسلام والإسلام منها براء.