العراق وتنازع ظلام الليل والنهار- عبدالحمزة سلمان

نقف عند نقطة إيقاف لحظة من الزمن بإلتقاط صورة فكرية, هل اللحظات التي تليها مباركة سيلج فيها الفجر أم لحظات شؤم,لا سامح الباري و ستقودنا لحظاتها التي تليها, إلى دهاليز الظلام, وإلى أحداث غير متوقعة تدخل على مسار الزمن تغير إيقاعه, وتمضي بنا نحو شفا هاوية جديدة, مطلقة صريرا مزعجا, يشرخ السمع, ويبعث شعورا مقززا في النفس, وتضمحل الحدود والفواصل بين القيم والأخلاق, والخير والشر بعبث العابثين.

خرج العراق من محنته بعد نداء أطلق, يدعو شبابه بالتجحفل, لإنقاذه عند فجر أيقظهم فيه دوي الإنفجارات المتتالية, هزت المدن والعاصمة بغداد, أحداث دامية إختلط بها الدم, و إشتركت أجزاء الجثامين المتناثرة مع بعضها, بحيث لا يمكن الفصل بينها, أيقن العراقيون أن عدوهم لا يفرق بينهم, مما زادنا إصرار وعزيمة, وثبات موقفنا من قادتنا, ومراجعنا الكرام, التي إزدادت قوة وصلابة من وهج النيران, التي أوقدها العدو ومن باع الضمير أمام الدولار الأمريكي, واعتبر المنصب أثمن من دماء أبناء البلد, في أكبادنا, وأجساد إخواننا, ليتبين أن مصيرنا مع العراق واحد, وطريقنا بالشهادة واحد, ونحن شعب واحد, لا نتجزأ.

دفعنا ثمن النصر دماء غالية, إرتوت بها تربة بلدنا, وطهرت الأرض  من دنس ونجاسة العصابات الإرهابية الكافرة, وأعادت بصيص الأمل, والترقب لحياة جديدة, تنتظر التطور والرفاهية, وفق مبادئ وأخلاق الديانات السماوية, التي بلغ بها الرسل والأنبياء, لمن يعم المعمورة, وحينما شعرنا إشراق النور للحياة في العراق, عبث العابثين أن يخمدوا النور عن دورنا السكنية, بخبث الخصخصة للكهرباء, ونحن نعلم بها فشلت في مرافق الحياة الأخرى .

يمر الوقت وتتتالى اللحظات, يتشكل منها الساعات والأيام والأشهر, ونحن نلازم الصمت, ونترقب خطوات العابثين من الفاسدين والفاشلين, ننتظر وعود من بيدهم زمام الأمور, لتطهير البلد منهم, وإجتثاثهم من أصولهم,  وإعادة ما نهبوا من ثروات, و مليارات الدولارات التي لم تحويها كروشهم, فغزت البنوك العالمية, لتنعش الإقتصاد في البلدان الغربية, كما وعدوا الشعب بالحفاظ على العراق, وخيراته وأرضه وسمائه, ستجيبنا الأيام القادمة, ما هي الحلول؟ أم تنتظر منا إراقة دماء طاهرة جديدة؟