الكثير من الشعوب كانت ضحية لقوى إستعمارية أقوى منها، وكونها كانت ضحية، لم يمنحها ذلك الحق في العيش بحرية وفي إطار دولة مستقلة. وإن عزف بعض السياسيين الكرد على وتر الضحية، وسرد تفاصيل المأساة، غير كاف ولا يصنع دولة لهم، ولا يمنحهم هذا الحق المشروع، وخير دليل على ذلك هو التعامل السلبي مع نتائج الإستفتاء الكردي، بإقليم جنوب كردستان، الذي أجري قبل عدة أشهر.
بالطبع من حق الكرد أن يدافعوا عن قضيتهم، وتذكير العالم بمأساتهم، والظلم الذي لحق بهم على مدى عقود طويلة من الزمن، على يد حكومات الدول المحتلة لكردستان، بل هذا واجبهم وخاصة المثقفين منهم والسياسيين الموجودين في مواقع المسؤولية حاليآ. ولكن كان عليهم أن يدركوا في المقابل، بأن الضحية لا تكافئ بالنهاية بجائزة ترضية. ففي السياسة الدولية، لا مكان للضحايا والمساكين، والمشاعر الإنسانية،
فمكان مثل هذه الأشياء الجمعيات الخيرية، ومنظمات حقوق الإنسان، وليس الساحة الدولية التي يتصارع
فيها الدول على المصالح الإقتصادية، والسياسية وتخوض حروبآ من أجل تحقيق تلك المصالح، ولا يهما من هو الضحية، ولا أعدادهم.
وعلى القيادة الكردية الحالية الموجودة في جنوب كردستان، مراجعة سياساتها بشكل جدي، والتوقف مليآ عند الحمقات والخطايا، التي إرتكبتها في الفترة الماضية، ولا تحمل الأخرين سبب فشلها الفاضح، وتقديم إعتذار للشعب الكردي، بعد تقديم إستقالتها. أظن كفى ما أضاعته مما حققه هذا الشعب المكافح والصبور عبر السنين، وبأثمان غالية. إن هذه القيادة المتمثلة بعائلتي البرزاني والطالباني ومن لف لفهما، أفلست أخلاقيآ، وسياسيآ ووطنيآ، وأن آوان رحيلها عن الحكم مرة وإلى الأبد.
الجميع يعلم إن إقليم جنوب كردستان، كان يتمتع بصلاحيات تفوق ما يتمتع به أي إقليم فدرالي في الدول الفدرالية في العالم، وكانت له شبكة علاقات دولية كبيرة، ومع ذلك رفضت الدول الكبرى إستقلال الإقليم عن الدولة العراقية. سقط عن ذهن مسعود البرزاني وجماعته، إن إقامة الدول تختلف كليآ، عن إقامة المشيخات والمزارع العائلية الخاصة.
لإقامة دولة مستقلة، أنت بحاجة إلى أكثر من أن تكون ضحية، وأول هذه الأشياء، هي الوحدة الداخلية، وثانيآ، إيجاد دعم دولي لمثل هكذا خطوة، أي بمعنى ربط إستقلال بمصالح تلك الجهات، وإختيار اللحظة للإقدام على مثل تلك الخطوة. بمعنى دراسة الظروف الدولية والإقليمية جيدآ، وإستغلالآ اللحظة المواتية والذهاب للهدف مباشرة.
إن محاولة بعض المطبلين من أبواق عائلتي البرزاني والطالباني المهيمنتين على الإقليم، تبرير فشلهم الذريع في قيادة الإقليم لأن يصبح دولة مستقلة ستباء بالفشل، لأن الحقيقة والواقع على الأرض، أكبر من أن تحجب بغربال كذبهم والدجل.
إن السبب الرئيسي الأول في فشلهم ذاك، هو صراعهم الساخن والبارد، حول السلطة والنفوذ والمال، منذ سنين عديدة، وليس غدر الأمريكان وسواهم. والسبب الثاني، هو جهل هذه القيادات بحقيقة السياسية الدولية، تجاه المنطقة ومعضلاتها، ومن ضمنها القضية الكردية.
إن إصرار بعض الأقذام على إتهام الأخرين بالخيانة في كل شاردةٍ وواردة، لا يمكن أن تجعل منه بطلآ قوميآ. إن إطلاق صفة الخيانة على كل مَن تختلف معه، وإطلاق صفة النقاء والقداسة على كل مَن تتفق في الرأي معه، لا يمنح صاحب هذا الفكر المريض، حقآ أو سلطة. وبهذه العقلية الإقصائية لا يمكن بناء الأوطان أبدآ.
إن إقامة دول مستقلة في المنطقة كالتي نعيش فيها، يحتاج إلى جهود جميع فئات الشعب ومكوناته، ووحدة القرار السياسي والهدف، ومن ثم حشد كافة الطاقات وتسخيرها لتحقيق هذا الهدف النبيل.
وثانيآ، يجب تفعيل كافة المؤسسات الموجودة، وإنشاء ما لم تنشئ من مؤسسات بعد. ثالثآ، الإتفاق على شكل هذه الدولة، والخطوط الرئيسية لدستورها القادم، بهذا الشكل يمكن تجنب شخصنة هذه القضية المصيرية، وإرتجالها من قبل البعض الباحثين عن مجدٍ شخصي.
14 – 12 – 2017
كيف تتوقع من ال طالباني و ال بارزاني الكف عن عزف هذه الوتر
هذه الوتر مربح جدا و يكسب التعاطف لهم و يغض الطرف عن الفاسد
بارزاني يتباكى على الانفال و حلبجه و نجيرفان الكل يعرف تهريب النفط مع عدي
الطالباني يتغنون ب قدس كوردستان و يتباكون على الشهداء و حلبجه و باعو كركوك لايران.
ليعلم ماذا حدث لبولندا في الحرب الثانيه و تقسيهما و
البوسنه
امثله كثيره
١: بكل بساطة هاتين العائلتين لا يريدان دولة مستقلة ، لأن مفهوم الدولة يعني( سلطات تشريعية وقضائية وتنفيذية) مستقلة ، تحميها القوانين المفعلة في الدستور ، وليس أحزاب وميلشيات عشائرية أكل الدهر وشرب عليها ، والانكى بعقلية رجعية ؟
٢: لقد نصحت السيد البرزاني في مقال إذا أراد صنع دولة مستقلة ، نعم صنع دولة ، فالدول تصنع كما المصانع ، تحتاج الى (خبرات وعقول وأموال ، بالاضافة الى حرية الرأي ونقد العمل والساسة) وليس بظلم الاخرين وإحتكار المنافع والمناصب والضحك على الشعب ، كما طلبنا بحل كل الأحزاب الرجعية و العشائرية وتأسيس احزاب وطنية وديمقراطية تجمع كل فئات الشعب وحسب الخبرة والكفاءة لتحقق لهم حلمهم المنشود وليس حسب الرشوة والمحسوبية وعقول ونفوس خربها الفساد والدود ؟
٣: واخيراً …؟
صدق الشاعر أبا القاسم الشابي عندما قال {من يتهيب صعود الجبال … يعش أبد الدهر بين الحفر} فمن يخرج الكورد من الحفرة التي أسقطهم فيها ساسته ، سلام ؟