تجري هذه الأيام نشاطات جماهيرية كبيرة في أقليم كوردستان و خاصة محافظة السليمانية من أجل تشكيل حكومة جديدة تمهد الى أنتخابات نزيهة في أقليم كوردستان. و من أجل التمهيد لهذه التغيير الحكومي أنسحبت حركة التغيير و الجماعة الإسلامية من حكومة البارزاني على أمل التحالف مع قوى أخرى و النجاح في مسعى أبعاد سيطرة حزب البارزاني على السلطة في أقليم كوردستان منذ 26 عاما.
حزبا البارزاني و الطالباني و من أجل القضاء على المظاهرات لجأوا الى العنف و القتل و سجن الناشطين و ما يميز تجاوزاتهم سكوت الدول الأجنبية و العراق عن القمع الذي تمارسة حكومة البارزاني.
حزب البارزاني و من أجل استمرار سيطرته على الإقليم قام بالتحالف مع حزب الطالباني و استغلال حزب الطالباني من أجل الاستمرار في الحكم. و حزب الطالباني و بهدف أستمرار سيطرته على الأقل على السليمانية يقوم بتنفيذ أوامر حزب البارزاني بحذافيره.
أما حزب البارزاني فبدأ بالعودة الى نوري المالكي عراقيا كي يؤثر على العبادي كي لا يدعم المظاهرات في أقليم كوردستان.
حزبا البارزاني و الطالباني يمتلكان القوى المسلحة الحزبية و الثروات الاقتصادية في الإقليم في حين المتظاهرون ليس لديهم سوى صوتهم و حجارتهم، و الحزبان لا يترددوان أبدا في قتل المتظاهرين و الشعب من أجل سلطتهم تماما كما بشار الأسد و صدام و لا نقول أبدا حسنى مبارك أو زين العابدين بن علي في تونس لأن الأخيرين و بعد أعتراضات جماهيرية تنازلوا على السلطة و تركوها، بينما حزبا البارزاني و الطالباني غير مستعدان أبدا لترك السلطلة لا للمتظاهرين و لا الى المعارضة.
و لكي تنتصر الجماهير ضد حكومة دكتاتورية عسكرية فاسدة و قاتلة لابد من الثورة الشاملة و كشف الاعيب حزبي البارزاني و الطالباني في حرق المقرات و الدوائر الحكومية و أتهام المتظاهرين بهكذا أعمال تخريبية و كذلك كشف تحالفات حزبي البارزاني و الطالباني مع المالكي و أيران من أجل قمع المتظاهرين و الجماهير.
على الجماهير أن تستعد لمنازلة حزبين لا يختلفان أبدا عن الأسد و صدام في قتل الشعب و تجويعة و أستبدادة، و لا يختلفان عنهما في أستخدام حتى الأسلحة الكيمياوية ضد شعبهم من أجل البقاء في السلطة و أتهام الاخرين بتنفيذ تلك الاعمال الدنيئة و الاجرامية.
الجماهير ترى كيف تعاملت حكومة البارزاني مع حركة الجيل الجديد و شاسوار عبدالواحد عندما حاول الوقوف ضد سلطة هذين الحزبين. شاسوار عبدالواحد أخطأ كثيرا في تقديراته و أستعداداته و تصور بأنه يتعامل مع أحزاب نزيهة و غير أجرامية. فكانت نتيجة السجن و حرق قنواته الفضائية بملايين الدولارات.
شاسوار عبدالواحد لم يتحدث عن الثورة المسلحة و أكد دوما على سلمية المظاهرات و لكن عندما رفع شعار ( أرحل) تعاملت معه سلطة الإقليم و بشراسة. و هذا يؤكد أن كل من يقول لحكومة البارزاني أرحل فأن التنكيل و القتل و السجن و الحرق سيكون مصيرة و المظاهرات السلمية تقوم السلطة نفسها بتحويلها الى عنيفة كي تتهمها لاحقا بالعنف.
و هذا يؤكد أن حزب البارزاني الذي هو الحاكم الفعلي لإقليم كوردستان سوف لن يتنحى عن السلطة أبدا و كما قال الطالباني بصدد المالكي فأن بديل البارزاني هو البارزاني ألا أذا لجأ الشعب الى الثورة و الاعتصام الجماهيري الشامل و شل الحياة في عموم كوردستان و رفض التعامل مع حكومة البارزاني و حزب الطالباني و السيطرة على مصادر التمويل المالي لهذه الحكومة.
وهل سيكون اللاحق أفضل منه ؟ كلاّ وألف كلاّ ، الرئيس البارزاني لم يكن ينقصه الإخلاص للكوردايةتي أبداً ، ولا الشجاعة ، لكن القفص سد عليه طريق الصواب ، وهو مسدودٌ أمام الجميع