خصخصة الفرح والفوضى- رسل جمال

اعلنت وزارة الصحة العراقية، ان عدد المصابين بسبب الالعاب النارية والاطلاقات العشوائية، في احتفالات ليلة رأس السنة الميلادية، قد بلغ (200) مصاب، رقم يخبرنا اننا لا نجيد الاستمتاع كدول العالم الاخرى، بعيدآ عن الدماء والقتل، رقم لم يتسبب به الارهاب هذه المرة، بل كان جراء ارهاب بعض العقول الطائشة التي تستخف بارواح الناس.

تحولت بهجة ليلة الافراح، الى ليلة مليئة بالحزن والالم لبعض العوائل التي فجعت بأحد ابنائها هنا او هناك، ولا ادري أي فرق تحدثه، اطلاق العيارات في مناسبة حزينة، عن تلك التي تطلق في المناسبات السعيدة ( كفوز المنتخب العراقي) فكلاهما ستهو حتما على رأس مسكين ما!

ان ارتفاع عدد ضحايا( فوضى الاحتفال) ولا يسبب الاحتفال أي ضحايا تذكر، سوى في العراق!
انما هي ظاهرة تنم عن تدهور حضاري واضح، وخطير وحالة لايمكن الوقوف والتفرج عليها من بعيد، دون ان نحرك ساكنآ،  اضافة الى اعداد الضحايا، هناك اعداد اخرى من الاطفال ممن بترت ايديهم، نتيجة للاستخدام الخاطئ لتلك الالعاب النارية، ونتيجة لتخاذل بعض الجهات التي ادخلت وسمحت لمن هم دون السن القانوني بشراء مثل تلك الالعاب الخطرة.

ان السكوت والاكتفاء بالشجب والاستنكار، دون اللجوء الى عقوبة قاسية بحق من يطلق العيارات النارية، يشبه الخضوع امام وباء فتاك، دون ان نقضي عليه باللقاحات اللازمة، لا ننسى ان اطلاق العيارات العشوائية،فرصة تقدم على طبق من ذهب للمندسين، ولمن يريد ان ينغص فرحة النصر، لتنفيذ جرائمهم تحت  عنوان”رصاصة طائشة”

ان العيارات الطائشة وما تسببه من أذى، جعل البعض يتضرع بالدعاء لله ان يخسر المنتخب حتى لا تعاد الكرة، متى سنخصخص الحزن كما خصخصنا الفرح؟ لا اعلم