“الشخص المناسب في المكان المناسب”، كثيراً ما نسمع هذه المقولة، و خصوصاً في العمل السياسي. فما هو معناها؟ لنناقشه على قسمين اولهما “الشخص المناسب” وهو الذي يتحمل مسؤولية المكان أو المنصب أو الأفراد ضمن موقع محدد، وثانيهما “في المكان المناسب”، أي أن قدرته وقوته في الأدارة والتحكم، تناسب المكان الذي وُضَع فيه كمسؤول أو قائد للمجموعة.
كما اخذت الشخوص المناسبة، مكانها المناسب لأداء مهمة الحفاظ و الدفاع عن الوطن والأعراض والمقدسات في الثلاث سنوات الماضية، و ضحوا بالغالي والنفيس، من اجل سلامة هذا الوطن، و بالفعل حققوا اروع البطولات، ضد داعش التكفيري، و عاشوا اصعب اللحظات التي لا يمكن لأي شخص طبيعي غيرهم، وصفها لشدة صعوبتها.
شكراً لكم من اعماق القلب، على عطائكم و تفانيكم و اخلاصكم، فلكم مكانة خاصة و رفيعة، و فضل كبير لن ننساه ابداً، نتوارثها اجيال بعد اجيال بكل حب و صدق و احترام، شكراً لكم و لشهدائكم و لجرحاكم لما قدموا و سيقدمونه، شكراً لكم و لعوائلكم و لأولادكم لصبرهم و لسكوتهم رغم سلب حقوقهم.
و لكن دخولكم المعترك السياسي، سوف يغير الموازنات، و من الممكن ان لا يكون مكانكم المناسب، لأداء العمل السياسي، مثلما سمعنا توجيهات المرجعية في خطبة الجمعة، بهذا الخصوص حيث قالت ” إن معظم الذين شاركوا في الدفاع الكفائي لم يشاركوا فيه لدنياً ينالونها أو مواقع يحظون بها، فكانت نواياهم خالصة من أي مكاسب دنيوية، ومن هنا حظوا باحترام بالغ في نفوس الجميع واصبح لهم مكانة سامية في مختلف الاوساط الشعبية لا تدانيها مكانة ُ أي حزب او تيار سياسي، ومن الضروري المحافظة على هذه المكانة الرفيعة والسمعة الحسنة وعدم محاولة استغلالها لتحقيق مآرب سياسية يؤدي في النهاية الى ان يحلّ بهذا العنوان المقدس ما حلّ بغيره من العناوين المحترمة “.
عندما نلبي نداء المرجعية، في الالتحاق بساحات الجهاد و الحرب، يجب ان تكون لهذه التلبية، استمرارية حتى النهاية و في تعيين المصير.
من بدء هذا المشوار، بنية خالصة و قربة الى الله تعالى، او التحق في منتصف الطريق، التزامه بتوصيات الاخيرة للمرجعية، يثبت انه جاء لأجل العراق فقط وبعيدا عن الدنيا و مناصبها الخداعة.