حزب الدعوة الاسلامية يمثل حاضنة الفساد والتدليس …؟ – احسان النفاخ

عند دراسة نشآت الاحزاب في الدول المتقدمة نخلص الي نتائج متباينة عند مقارنتها بنشآت الاحزاب في دول العالم الثالث ودول العالم العربي ، والعراق خاصة كونهُ موضوع البحث ، لنآخذ نموذجين لقراءة وجه التباين في عملية التآسيس السياسي والثقافي والمجتمعي والعلمي لدينامية نشآت الاحزاب في الدول المتقدمة ، والنامية والعراق حسب تقييم اليونسكو كان من الدول النامية التي وصلت كفاءتها في مجال التعليم والصحة في عقد السبعينات من القرن المنصرم الى مستوى كفاءة ايطاليا . التكوين الحزبي في الدول المتقدمة يمر بعِدت مراحل ، وعبر تراكمية متعددة في مختلف المجالات لهدف تحقيق التوازن والحركة في اتجاه يخدم النمو والازدهار في البلد المعني ، ولنآخذ سويسرا لانها تمثل نموذج مثالي ، وديمقراطيتها تتسم بنظام يسمى الديمقراطية المباشرة ، فتكوين الاحزاب فيها يخضع لقوانين دقيقة وواضحة وعلى درجة عالية من الشفافية . فالنخب المؤسسة للاحزاب السويسرية بمختلف تلويناتها تعتبر نواة مثالية في المواطنة والمستوى العلمي والثقافي والاقتصادي ، نخب تمثل النجاح المتصل الذي حققتهُ سويسرا في مختلف الميادين ، لانها نخب سياسية ارست قواعد النجاح والازدهار انطلاقا من خبرتها التراكمية واستلهام التجارب الناجحة في الدول المتقدمة مع الحفاظ على خصوصيتها الثقافية وممارسة عملية مآسسة شفافة دون عنف او تجريح للطرف المخالف ، ولايمكننا الخوض في تفاصيل اكثر شمولية لهدف الاقتضاب ، اما تآسيس الاحزاب في العراق فيخضع لعدة مراحل تتسم بالظرفية اذما اخذنا العوامل الداخلية والخارجية في الاعتبار، التي ساهمت في تكشيل الاحزاب في بداية تشكل الدولة العراقية ، اثناء وبعد الاستعمارين العثماني ، والبريطاني الذي كان لهما الدور المؤثر في تشكيل الحركة السياسية والتآثير عليها بشكلِ مباشر . وصولا الى الغزو الامريكي ، وهنا يكمن الفرق بين دول مستقلة تصنع تآريخها بذاتها ودول خاضعة لمستعمر يتحكم في قرارها السياسي ، كما هو حال العراق اليوم ، فنشآت الاحزاب الاسلامية وغير الاسلامية تمثل فعل طارئ صنعتهُ قوى خارجية لضمان سيادتها على القرار السياسي في العراق ، ولانوغل بعيدا في اعماق التاريخ السياسي ، عند مراجعة تاسيس احزاب اسلامية كتبت بيانات تآسيسها في قم ودمشق اثناء الحرب العراقية الايرانية ، واما حزب الدعوة فقد تآسس ايضا في زمن مشابه ، حيث قدم الانكليز وشاه  ايران  لهُ دعما متواصلا لغرض التآثير في الحراك السياسي العراقي ايام مراحل المخاض ، وخلاصة القول ان مقومات بقاء واستمرار هذاه التشكيلات الهُلامية ليس خاضعا لإرادة حرة ومستقلة ، إنما لاهداف تخدم اعداء العراق وتزيد الدمار فيه اذاما قيض لها ان تحكم ، وهذا الذي برهنتهُ لنا تجربة حكم زمر ضحلة بائسة ، لاتملك ادني كرامة ، نظرة عابرة على افعال كوادر وقيادات الاحزاب الاسلامية العراقية ومقارنة ماضيها الذي يمثل حلقة متصلة من الخسة والدنائة ، والجريمة المنظمة  ؟ لاتفاجئ المراقب للحدث العراقي . بحاضرها الذي  لايقل خسة عن ماضيها ، فحزب الدعوة احتضن شخصيات بعثية واعلامية كانت بوقا للنظام السابق ، ومعروفة بولائها لهُ ، عندما قدم بصورة مفاجئة شخصية من هذا الصنف الى الواجهة بوساطة وليد الحلي الذي لايقل فسادا عن زملائه في دولة القانون ، وقد اصبح هذا الرفيق بقدرت قادر من كوادر حزب الدعوة وتم ترشيحهُ على قائمة دولة القانون لخوض الانتخابات لمجلس النواب المنصرمة ، وقد نجح في الوصول الي البرلمان بدعم حزب الدعوة لهُ ، ثم تحول الى رئيس هيئة الاعلام العراقية ، وتحول مقيم دائم في القنوات الرسمية وغير الرسمية ، انهُ شخصية مليئة بالتناقضات ويمتلك خبرة  في حوك الفتن والاشاعات ، وعلى دراية عالية بطرق الاختلاس والغش والتدليس ، تصورا انهُ استطاع على مدار سنوات ان يخدع مؤسسات ثقافية سويسرية عريقة ، وجمعيات خيرية وحكومية من خلال ادارتهِ لمركز ثقافي عربي اسماه المركز الثقافي العربي السويسري ، طبعا تآسيس المراكز الثقافية في سويسرا يخضع لقوانين ولوائح معمول بها دوليا ، إلا انهُ استطاع ان يحتال على هذه القوانين من خلال جمع عديد من البسطاء ومن ذوي التعليم الابتدائي ، واصحاب الحرف ، وتوزيع مناصب شكلية لهم كي يكون امام السلطات السويسرية مؤسسة فيها اقسام وتوزيع واجبات ، واضافة الى استخدام ذوي النوايا الحسنة ، وسويسريين لهم خبرة في مجال تشكيل المراكز الثقافية ، فقد استخدم فنانة تشكيلية سويسرية معروفة وكانت على علاقة عاطفية معه ، تزوجها زواج متعة كما يقول ؟ اسمها اورسلا باخمان ، كانت تنجز التقارير السنوية للمركز امام السلطات السويسرية المعنية ، وكان يقدم لها اسماء معوقين ، وتنكجية ، وفيترجية ، وبعضهم مرضي نفسيين ، كمسؤلين عن أقسام ادارية في المركز واقسام الذاتية ، واقسام العلاقات العامة ، والاعلام ، وطباخين وتجار خردة حتى ان بعضهم لايجيد القرائة والكتابة ، وفي الحقيقة ان بعض المتخلفين يديرون المركز ، وذاما شعر بمثقف عراقي يحاول ان يمارس دور  معهُ يفتعل معهُ مشكلة ويدفع بآحد مريديه بآفتعال ازمة تصل الى حد الاشتباك ثم هو يتدخل لحلها ويطلب منهُ تحاشي الحظور في المركز، وصل به الامر استخدام المركز  حتى لاغراض جمع المعلومات والتجسس حتى وصل الى درجة مستشار امني في احد الاقسام المعنية بالاجانب في سويسرا ، وكان متحمسا لغزوا العراق وبعد الغزوا بآيام ذهب الى السفارة الامريكية  في بيرن وهي عاصمة سويسرا لتقديم الشكر والمنه الى الرئيس الامريكي بوش ومعهُ  مجموعة من العراقيين المغفلين ، واستطاع ان يستثمر اموال التبرع التي تقدمها شركات مساهمة عملاقة لدعم الثقافة لصالحه الخاص ، ويستخدم المهرجان الذي اسماه مهرجان المتنبي ، التي تدفع تكاليف اقامتهُ هذه الشركات والدولة السويسرية لمقايضة الشعراء والمثقفين العرب في حصوله على دعوى مماثلة مقابل دعوتهُ لهم ، وقد تم بالفعل دعوتهُ الي المغرب ومصر وسوريا ، وكان بارعا في اختلاق طرق مبتكرة  في الاحتيال ، والكذب والقائمة تطول لسرد افعالهُ الشائنه ، وتزييفهُ للحقاىق وصل بهِ الحال ان يشعر ان شخص عظيم يضاهي عظماء الامة حتى انهُ فضح نفسه في حوار في برنامج تلفزيوني اسمهُ “مسؤول صائم “، عندما سآلتهُ مقدمة البرنامج عن اسماء ولديه ،  فآجابها هذا الحسن وهذا الحسين وانا علي  ؟ موحيا لها بانهُ علي ابن ابي طالب ؟ وكانت تلك القشه التي قسمت ظهر البعير ؟ اثار هذا الحوار مع الرفيق علي الشلاه ضجه كلفته كثيرا. واحرجت الحزب الذي تبناه ، تصورا هذا المختلس، والفاسق استطاع ان يتلاعب بالقوانين في سويسرا لمدة سنوات  ومازال، ويسخر اموالا طائلة لصالحه الخاص باسم الثقافة والادب ، ماذا فعل  وسيفعل في العراق ؟ هذا نموذج واحد قدمتهُ للقارئ الكريم عن احتضان مرتزقة حزب البعث  العميل لشخصيات بعثية فاسدة قمعية ، ويعتبر بالقياس لغيره من كوادر حزب الدعوة  المخضرمين من صغار الفاسدين والافاقين . لذا لانجانب الصواب عندما نسمي الاحزاب الاسلامية العراقية بحواضن التدليس والفساد .
احسان النفاخ
كاتب عراقي مقيم في سويسرا