هناك إختلاف جوهري بين مقاومة عفرين وكل ما سبقتها سواء في التأريخ الكردي القريب أو البعيد وإن كانت مقاومة كوباني قد أصبحت رمزا شامخاً في النضال والتصدي للقوى الإرهابية وبشجاعة منقطعة النظير ، ولكن مقاومة عفرين قد فاقتها من حيث الفرق الشاسع بين الظروف التي رافقت الحدثين ، فمقاومة كوباني كانت تساندها التحالف الدولي وبالطيران ولكن مقاومة عفرين على العكس من ذلك فقد تخلت عنهم التحالف وخاصة روسيا والتي كانت تحسب أن الطرف الكردي ضعيف فحاولت أن تملي عليهم تسليم عفرين للنظام البعثي وأما سنتخلى عنكم وبذلك أعطى الضوء الأخضر لتركيا بالهجوم معتقدة هي الأخرى بأن عفرين لقمة سائغة ولكن عزم وإصرار وبطولة المدافعين عن عفرين قلبت كل الموازين وأبهرت العالم وسوف يتذكره التأريخ وستدرس في الأكاديميات العسكرية ولأجيال٠٠
ليس فقط روسيا فحتى أمريكا وحلفائها لم يحركوا ساكنا لمنع العدوان على حليفهم بالأمس الكورد والذين بذلوا أنهارا من الدماء في محاربة الإرهابيين بل كانوا القوة الوحيدة على الأرض٠٠
لندع روسيا وأمريكا جانبا ، أليس كان الأولى بأن تتدخل الأمم المتحدة وخاصة جيش دولة تجتاح حدود دولة أخرى عضوة فيها وبدون أية موافقة شرعية ؟؟ لا بل حتى لم يتسرب من الإجتماع المنعقد لهذه المشكلة أية ردود ، لو كان شعبا آخر غير الكرد هل كان سيدث نفس الشيء ؟؟ لا أحد يعتقد ذلك ، ومع كل الهجمة الشرسة وإستخدام الآلة العسكرية المتطورة وها قد تجاوز الهجوم الأسبوع الثاني بأيام وسقطت كل الرهانات فقد أبدى المقاتلات والمقاتلين آيات من البطولة ونكران الذات وكشفت الوجه الحقيقي للإرهابيين عندما مثَّلوا بجثة القديسة بارين فأصبحت رمزاً عالمياً ستخلد في التأريخ وكذلك كشفت عورة السياسة الدولية والتي تكيل بمكيالين وموقف الأمم المتحدة وبنظري أنها بصمتها أمام هول الجرائم التي أُرتكبت فقدت شرعيتها لأنها لم تقم بواجبها وحسب بنودها ومواثيقها ٠٠
أمّا كردياً فقد كشفت مقاومة عفرين الأطراف المتخاذلة والذين لم يحركوا ساكنا أو متعاونا بشكل مباشر أو غير مباشر مع الغزو وبأشكال متعددة وحتى بالمقالات أو بالقنوات المرئية أو المسموعة ٠٠
نستنتج من هذه المقاومة بأن إرادة الشعوب لا تقهر إذا ما وجدت لها الأرضية المناسبة والفكر النير مهما كان قوة العدو الغاشم ، وكذلك فإن الطرف القوي لا يستيع أن يفرض إملاأته كما فعلت القوى المدافعة عن عفرين ورفضت الطلب الروسي ، وكذلك لا يمكن النجاح لثورة أو حركة بدون فكر ثوري والإخلاص للمباديء والتضحية والإبتعادعن الفكر العشائري المتخلف وعن الفساد آفة أية حركة أو نضال وأهم عامل هو بناء الإنسان والإهتمام به والعدالة والمساوات وبدون هذه العوامل مجتمعة لا يمكن لأية حركة أن تنجح فمقاومة كوباني وعفرين أصبحتا مدرسة لتعليم الأجيال ٠
07/02/2018