بقاء بعض الاشخاص في مركز قيادة بعض الدول أو حتى الاحزاب و حركات تحرير الشعوب على الرغم من أنف شعوبها، له علاقة بالدرجة الاولى بعلاقات هؤلاء المشبوهه مع بعض الدول و القوى العالمية أو الاقليمية. و الحركة الكوردية لا تخرج أبدا من هذه القاعدة. و كلما طال أمد بقاء هؤلاء القادات على رقاب دولهم أو أحزابهم فأن ذلك دليل على مدى قوة ارتباط هؤلاء بمصالح الدول الراعية لهم.
فصدام حسين لم يكن ليبقى و يقوى عودة بهذا الشكل لولا الدعم الروسي و الامريكي له منذ أستلامه للحكم بدعم روسي في السبعينات و الى الحرب الايرانية بدعم أمريكي خليجي في الثمانينات، الى درجة لم يستطيع الشعب العراقي الاطاحة به الا بعد التدخل الامريكي و سحب الدعم الدولي منه.
معمر القذافي ايضا لم يخرج من هذه القاعدة و نهايته كانت بأنتهاء الدعم الروسي له و تسليمة الى أمريكا و الغرب بموافقة روسية.
و بعكس هذين الرئيسين فأن نظام الاسد لم يسقط ولم يكن ليبقى لولا الدعم الروسي لحافظ الاسد و الان في زمن بشار الاسد و على الرغم من الرفض الشعبي الواسع فأنه باق على رقاب الشعب السوري بدعم روسي أيراني و أقليمي متعدد.
هذه الامثلة الثلاثة هي فقط نزر من ما يحصل على مستوى العالم و كوردستان هي ضمن هذه النظرية.
لربما هناك بعض القوى الكوردية تتباهي بعراقتها و تأريخها الطويل و لكن لو نظرنا الى تلك الاحزاب سنرى أن بقائهم ليس له علاقة بنضالهم بقدر ما له علاقة بعمالتهم و رعاية بعض الدول لهم.
و لكن السؤال المهم : لماذا لا تدع دولة كتركيا أو ايران بسقوط و أنتهاء بعض القيادات الكوردية؟
و الجواب متشعب و لكن نستطيع القول بسهولة و ببساطة أن هذه الدول هي التي خبزت و عجنت هذه القيادات و تعرف التعامل معها بسهولة و هي تدرك أن هذه القيادات لا تستطيع الاستقلال عنهم و التصرف بشكل وطني ليس في صالح تركيا أو أيران.
كما أن أيران و تركيا و باقي المحتلين يخافون كثيرا من ظهور حركات كوردية مستقلة بشكل حقيقي و ليست لها علاقات أستخباراتية مع قياداتها و هذا هو السبب في صعوبة ظهور قيادات كوردية قوية ليست لديها علاقات مع تركيا أو أيران.
ما يحصل اليوم في عفرين و سوريا بصدد غربي كوردستان اكبر دليل على ما نقولة.
فتركيا هي ضد قوات حماية الشعب و سوريا و أيران لا تستسيغهم لأن هذه الدول ليست لديهم أية سلطة على قواة حماية الشعب و قوات الحماية غير مستعدة للتحول الى عملاء لتركيا و أيران و لكن نفس هذه الدول تقبل المجلس الوطني الكوردي السوري لأن لديهم سلطة و علاقات أستخباراتية معهم و هم أي تركيا و ايران و سوريا يدركون أن هذه الاحزاب الكوردية العميلة هي تحت أمرتهم .
و كبديهية بسيطة لا تحتاج الى ذكاء بارع كي ندركه لو كانت تركيا و سوريا و أيران و العراق يعترفون بحقوق الشعب الكوردي على أساس حقوق الشعوب المدرجة حتى في مواثيق الامم المتحدة فأن جميع الاحزاب الكوردية و من ضمنها حزب العمال و قوات حماية الشعب لا يطالبون بأكثر من ذلك و لأنتهي القتال و الخلاف.
تعامل تركيا مع المجلس الوطني الكوردي و مع بعض أحزاب أقليم كوردستان نابع من حماية هذه الاحزاب للمصالح التركية ووقوفهم ضد حقوق الشعب الكوردي الحقيقية.
هذا التعامل الاستخباراتي المشبوه لبعض القوى الكوردية مع تركيا و ايران بالتحديد هو السبب في منع هؤلاء لسقوط هذه الاحزاب الكوردية و القيادات الكوردية العميلة. و لو سحبت تركيا و أيران دعمهما لهم لسقطت تلك الاحزاب و لاستطاع الشعب الكوردستاني من تشكيل حكومات ديمقراطية و تحرير أنفسهم من الاحتلال.
سر بقاء تلك القيادات العميلة هي الرعاية التركية و الايرانية لهم و ليس محبة الشعب الكوردي لهم.
و كما سقط صدام و معمر بفقدان الرعاية الدولية لهم، فبنفس الطريقة فأن القيادات الكوردية العميلة ستبقى كبشار الاسد طالما بقى الدعم الايراني التركي و حتى الدولي المحدود لهم و سقوطهم مرتبط بأنتهاء تلك الرعاية.
هذا يفسر حقيقه بقاء كابوس عائله البرزاني الحاكمه بالنار والحديد طيله كل هذه السنين
١: هذه الأحزاب تعيش ألان كمريض في الانعاش ، بعد أن إستفحل مرض الخيانة والعمالة ، وحياتهم مرهونة بمن يرعاهم ؟
٢: الدارس المنصف للتاريخ الكوردي القديم والحديث سيجد أن العلة ليس بمستحمري ومستعمري الكورد بقدر ما العلة في جحوش وخونة الكورد ، فهم لايدركون خطورة ما يفعلون ؟
٣: وأخيراً …؟
صدق السيد المسيح عندما قال { كل بيت أو مملكة تنقسم على ذاتها تهلك} فهل أكثر من هذا الشقاق والانقسام والهلاك سيصيب الكورد (بالامس مشاركة جحوش الكورد في عمليات الانفال ، واليوم مشاركتهم ضد إخوانهم وأهلهم مع أحط الأرذال والانذال ، سلام ؟