محمد باقر الحكيم …موعد لم يكتمل – علي هادي الركابي 

اكملت كل التزاماتي الشخصية ؛ واعددت نفسي ؛ فبعد طوال زمن وفراق سألتقي به ؛ و سأشكو له كل شيء ؛ نمت مبكرا فللصباح تتمة بعد ان وجدت صعوبة كبيرة في ان تغمض عيناي ؛ استيقظت مع اطلالة الفجر ؛ فصباح محمد باقر الحكيم في الناصرية هو ماكنت احلم به ؛ ترى هل اقبله ام التقي به ام ماذا سأقول له ..انه حلم طويل بدأت اعيش معه منذ كنت في ال15 ربيعا عندما سمعت به لأول وشاهدته مرة من قناة صوت العراق الثائر التي جلبتها الرياح الى بيتنا بعد ان كنت ابحث عن مباراة لكرة القدم فدخل الى قلبي وسمعي وبصري ومن يومها بدأت حكاية اسمها محمد باقر الحكيم .
اجتمع ابناء مدينتي المخلصين ؛ تهيئنا للذهاب الى الناصرية فالمسافة بين مدينتنا والناصرية هي 60 كم فقط؛بينما تساوي عندي الالاف الكيلو مترات ؛ انطلقنا وفي السيارة بدأت افكر ترى ما سيكون مستقبل الحكيم في العراق؟؛هل يتولى الزعامة وهل ياخذ بثأر اهله السبعين من البعثيين؟ ؛ هل سيلقي القبض على صدام ؟ هل سيبني دولة عصرية عادلة يسود فيها اخلاق ال محمد فهو ابنهم وهو حريص على ذلك ؟ هل سيستقبله العراقيين كما استقبل الامام الخميني في ايران ؟ .
وصلت سيارتنا الى مبنى المحافظة القديمة ؛ طل علينا القائد بعد الفراق ؛ابتسامته تعلو وجهه البهي فهو رغم الجراح الكبيرة وسني الغربة ؛ بدا كانه ضوء قمر يعلو سطح الارض ؛ هتفت الجماهير عاليا (محمد باقر يسوه العوجة ومابيها )(نعم نعم للحكيم ) ؛لوح بيداه الينا ورفعهما للسماء بالدعاء للعراق وربما كان يشكر الله على هذا اللقاء والعودة ؛ ثم خطب بالجموع المليونية الزاحفة نحو الادارة المحلية ؛ انا اقبل ايادي المراجع العظام ؛ وتحدث عن بناء الدولة وما ينتظرنا من تحديات كبيرة ؛ نظرت اليه نظرات كانها نظرات القاء والوداع معنا ؛ اصبحت اقربه بخطوات ؛لكن افواج البشر منعتني من السلام عليه او حتى تقبيله قبلات الوداع قبل القاء ؛فهو اللقاء الاول والخير معا ؛ ربما جعل الله هذه الدقائق حصتنا فقط من حياة هذه العملاق ؛ فهي هبة من الله اكتملت بلقاءة معشوقييه في العراق بعد اكثر من 25 سنة من الفراق الطويل ؛كان يردد شكرا لله على النعمة فهو يقصد نعمة اللقاء بشعبه؛ او ربما شهادته المبكرة؟
انهى خطابه الشجي ؛ وودعناه على اطراف الناصرية الى محبيه في السماوة اللذين كانوا يفترشون الطريف العام منذ ساعات طوال ؛لم اكن اعلم انه لقائي الاخير به ؛ كنت اتصور اني املك الوقت الكثير لأتشرف به ؛ وامضي معه الساعات الطوال ؛ فهو رجل بحجم امة ؛وقائد لم يساوم على تاريخ النجف قبل ان يكون تاريخ ابيه .
توارى موكبه عن الانظار وتجاوز السيطرة الرئيسية ؛ انتظرت قليلا قبل ان ارجع الى سكاني وانا افكر في هذه الشخصية الكبيرة وهل انا في حلم ام حقيقة ؛ تداركت نفسي في منتصف المسافة؛ وشعرت بسعادة غريبة وامل كبير في ذاتي ؛ نعم انه محمد باقر الحكيم ؛ انه هبة الله الينا ؛ سنبني العراق ؛ وسنكون في مصاف دول العالم الثالث والعالم الاسلامي ؛ سيكون العراق رقما ؛ ثم فكرت قليلا ؛ ترى هل سيمح اعداء العراق بذلك ؛ ام ان موعدنا مع الحكيم او مع النصر لم يكتمل بعد وسنستمر بتقديم قوافل الشهداء الى ان يأذن الله لنا ….يوما ما …لا نعلم ….انه قرار الله فينا … وصلت بيتنا متاخرا وفي الليل انبهرت عندما رأيت من قناة العالم ان الملايين كانت في استقبال القائد من حجه الكبير …حج الجهاد ……….