المتتبع للشأن السياسي العراقي والمراقب الجيد له ؛ يدرك حقيقة واحدة لا تقبل النقاش ؛ ان السبب الرئيس لحرية العراق وتحريره من نطام البعث الفاشي ؛كان نقطتان مهمتان جدا ؛ هو مقاومة الشعب له وخاصة في فترى التسعينيات من القرن المنصرم وانتشار هذه المقاومة عربيا ودوليا ؛والثانية هي تعريف العالم بحقيقة هذا النظام الفاشستي البعثي الذي احرق المنطقة والعراق بتصرفاته العبثية عن طريق المشاركة في المؤتمرات والندوات العالمية ؛ فكان هذا ن الخطان المتوازيان لتحقيق التغيير واقناع العالم بضرورته ؛ نهجا انتهجه شخص واحد في العراق هو سماحة شهيد المحراب السيد محمد باقر الحكيم.
بعد الانتفاضة الشعبانية الخالدة عام 1991 ؛ اصبح العالم اكثر تفاعلا مع القضية العراقية واكثر تداولا في منتديات الاعلام ومؤتمرات الامم المتحدة والمؤتمر الاسلامي وغيرها من التجمعات ؛ حيث كانت قبل هذا التاريخ مغلقة نوعا ما ؛ويعترضها التضليل والتشكيك وعدم وضوح اهداف ونوايا أصحاب التغيير بالنسبة للخطاب العالمي ؛ لذلك فان القضية العراقية اخذت مسارا جديدا من حيث تعاطي العالم معها ؛ وتوضيح ما قام ويقوم به النظام من حملات ابادة منظمة للشعب العراقي مثل فاجعة حلبجة والمقابر الجماعية في الجنوب والوسط وتجفيف الاهوار وعمليات ملاحقة المعارضين في الداخل والخارج ؛ كذلك الوضع الخاص للشمال فيما يسمى خطوط الطول والعرض ووضعه تحت الحماية الدولية ؛ اتحاح فرصة اكبر للتواصل مع العالم ومن الداخل العراقي ؛ وشرح كل ما يحصل بالأدلة مع وصول المعارضين الفارين من النظام الى اربيل والسليمانية.
ومن الجانب الثاني كثفت الحركة الاسلامية بقيادة السيد محمد باقر الحكيم بكافة تشكيلاتها في الداخل والخارج ؛ ضرباتها ضد النظام البعثي وبصورة دائمة قد تكاد تكون شبه يومية ؛ وكانت عمليات نوعية يشهد لها العالم كله ابرزها ضرب القصر الجمهوري ؛عمليات ثارات الشهيد الصدر ؛ زورة ال جوبير؛ عملية ام الغزلان؛ اغتيال عزت الدوري في كربلاء العملية النوعية لاغتيال المقبور عدي صدام في بغداد ومحمد حمزة الزبيدي وضرب مقرات البعث في النجف والرفاعي والناصرية والفهود والطار والمدينة وكركوك ؛ والكثير من العمليات المهمة التي ارعبت النظام وجعلته في حيرة من امره ومزقت اوصاله الداخلية تمزيقا ناعما ؛مما ولد عدم الثقة بين مريدي النظام بانه زال لا محال وهي مسالة وقت فقط .
دمج السيد محمد باقر الحكيم بين هذين الخطين وعمل على اضعاف نظام صدام داخليا وخارجيا ؛ فرغم كل الظروف الصعبة التي واجهت هذه الحركة وابرزها الاتفاقات والتطبيع بين ايران والعراق ؛ الا ان السيد الحكيم اتخذ من الأراضي العراقية ومقرات المجاهدين في الداخل منطلقا لكل العمليات الخاصة والنوعية وعدم احراج الجانب الإيراني في ذلك بسب توقيع معاهدة عدم الاعتاء المتبادل بينهما بعد التطبيع عام 1992 .
خارجيا ؛ اقنع السيد محمد باقر الحكيم المجتمع الدولي بكل اطيافه ومن خلال حضوره في الامم المتحدة ؛والقاء خطاب فيها ؛واعتراف اغلب دول العالم بحق الشعب العراقي في تقرير المصير ؛ مما مهد الطريق الى تعرض نظام البعث الى حملة مقاطعة عالمية كبرى والتمهيد الى وجوب تغيير النظام في بغداد ؛ بعد ان كان هذا النظام يمثل القوى الاستعمارية في المنطقة .
صار جليا للمتتبع ؛ ان السيد محمد باقر الحكيم ؛نجح نجاحا كبير في الموافقة بالمضي بالطريقين معا ؛ واقناع العالم بان الوقت حان للتغيير ؛ وعدم اعطاء الفرصة لصدام بالدفاع دوليا عن نفسه ؛ فصواريخ سكوت قد استقرت في القصر الجمهوري ؛مما اعطى فكرة لكل البعثيين وصدام منهم ؛ ان التغيير قادم لا محاله ….اليوم او غدا ..فمحمد باقر الحكيم هو من رسم الطريق …وعبده ايضا..