عاهرات اللسان – خالد الناهي 


صفة تطلق في العادة، على من يكون لسانهن سليط، فلا تخشى، او تتردد من قول اي كلمة مهما كانت غير لأئقة، فترى الكثير ممن حولها يخشون الخوض معها في حوار او نقاش، حتى وان كانوا هم على يقيين بأنهم على صواب.
مثل هذه النساء موجودة في مختلف طبقات المجتمع في البيت، القرية، الشارع، العمل، الخ
في العادة هذه الشخصيات، كثيراً ما تفتخر بأسلوبها، وتبرر ما تتحدث به تحت يافطات وعناوين مختلفة منها الصراحة، وقول الحق وغيرها

سابقاً كان هذا الأسلوب مستهجن جداً، ومن يمارسن هذا الأسلوب عددهن قليل جداً، وربما يكون محصور في بعض المتسلطات، وفي الغالب من فقدت عفتها وأخلاقها
لكن في وقتنا الحالي أصبح لهذه الطريقة رواج ومقبولية لدى الكثير من ابناء الشعب، والأنكى من ذلك اخذنا نصفهن بأوصاف ، ونمنحهن القاب لم تتجرأ اطهر النساء ان تصف نفسها بهذا الوصف.
فتجد على سبيل المثال يطلق على بعضهن لقب زينب العصر
والسؤال هنا، الى من اطلق هذا اللقب هل تعرف من هي زينب( عليها السلام)؟ وبماذا تحدثت مع يزيد؟
قطعاً لا تعرف، وألا لما كنت تجرأت على ذلك
فأن السيدة زينب، عندما تحدثت لم تتحدث بغير القرأن والسنة، ولم تتحدث الا عندما كانت مرغمة على الكلام، عندما شاهدت يزيد لعنه الله أراد قتل الأمام السجاد ( عليه السلام ).
وشتان بين زينب بنت أمير المؤمنين الطاهرة بنت الأطهار، وبين زينب البعض التي لا تنفث الا السم، ولا تعتاش الا على الفتنة والتحريض.

ما نستغربة اكثر أن هذا الأسلوب أخذ يعجب بعض الرجال هذا ان كانوا رجالا، فأتخذوه منهج لهم، وطريقة لوصول لمبتغاهم، فتراهم في القنوات التلفزيونية ليس لديهم غير السباب والشتائم، بالأضافة الى التحريض بين مكونات الشعب، هذا سني وذاك شيعي وهذا كردي، فلا تفهم من حواره غير الصراخ والصوت العالي.

لقد انتقل هذا الأسلوب حتى الى وسائل التواصل والعالم الأفتراضي
فتجد البعض عندما يكتب مقال، او ينزل بوست في صفحة معينة، واختلفت معه في الطرح او الرؤيا، يشن عليك هجوم لاذع، وكلمات نابية، حتى بنات الليل لا تستخدمها.

لذلك اردنا ان نطرح سؤال ما الذي تغير؟ لماذا فقد البعض الذوق في الكلام؟ وفقدن اخريات الحشمة في اخراج الكلمات النابية من على السنتهن؟، هل ما يتلفظن به من كلمات نابية يعكس اخلاقهن، ام يخاطبن الشارع بثقافته؟ متى كان صوت المرأه العراقيه مرتفع؟، لماذا الكلام الموزون، والهادئ لم يعد مرحب به؟
نعتقد هذه اساليب دخلية علينا، ولا تمثلنا ابداً، فنحن شعب مثقف و واعي، نميل دائماً الى الحوار وقبول الأخر، مهما اختلفنا معه، ولو كان غير ذلك، لم تجد هذا التنوع الجميل في مجتمعنا.

لذلك ليس امامنا الا الخلاص من هولاء المتطفلين على مجتمعنا
ويحصل ذلك متى ما أحسنا الأختيار، وتقدمنا للأمام لتأسيس دولتنا العصرية العادلة.