تحت مضلة السيستاني داعش من جديد في العراق – بقلم ماهر خليل الحسيني

لقد صدرت الكثير من التصريحات لكبار قادة البيت الأبيض و التي أكدت تورط السعودية بدعم داعش من خلال مد التنظيم بالمال و العتاد و الأسلحة المتطورة و الزج بالمرتزقة للانخراط في صفوف هذا التنظيم الإرهابي رغم أنها قد أعلنت وفي أكثر من مناسبة محاربتها للإرهاب المتطرف فيما كذب تلك المزاعم السعودية جل ساسة الإدارة الأمريكية و خاصة ترامب ، وهذا ما أثار حفيظة حكام و أمراء الرياض ، مما دعاهم إلى إعادة ترتيب أوراق البيت السعودي من خلال تصحيح الأوضاع المزرية التي تعصف بالبلاد و اليوم فقد وضع بن سلمان في دفتر أولوياته القادمة زيارة العراق سعياً منه لإعادة داعش للعراق من جديد من خلال فتح قنصلية للسعودية في مدينة النجف وبالاتفاق مع حكومة العبادي و السيستاني الذي رحب كثيراً بتلك الزيارة وقد قدَّم الضمانات لأمريكا و العبادي و التي تعطي الطمأنينة من موقف إيران الرافض لتلك الزيارة لكن السيستاني و من باب رد الجميل الذي برقبته لكل من السعودية و الكويت وما قدماه له من تسهيلات و اتفاقات مع النظام السابق لتمكينه من إعادة دخول العراق و الاستقرار وهذا ما دفع بالسيستاني إلى مباركة و دعم التوافقات بين أمريكا و العبادي لإنشاء قنصلية سعودية يكون مقرها في النجف و تحت حماية مليشياته في حين انه قد تناسى ماذا فعله داعش بالعراق و العراقيين و بدعم السعودية ؟ داعش سرقوا تاريخ و آثار البلاد القديمة ، داعش هتكوا أعراض العراقيات ومارسوا بحقهن أبشع جرائم الاغتصاب و السبي و بيعهن بسوق العبيد و سوء معاملتهن ، داعش قتلوا الشباب في سبايكر و الصقلاوية و الحويجة و غيرها من مدن العراق التي عانت الأمرين من التفجيرات و المفخخات و الأحزمة الناسفة و العبوات القاتلة ، داعش سرق مقدرات و خيرات و قطع الأرزاق و الأعناق ، داعش هجر الملايين و أجبر الفقراء و المستضعفين و تحت تهديد السلاح على النزوح من مدنهم و بيوتاتهم و تشريدهم في الصحاري القفار ، داعش ضرب مقدسات الإنسانية جمعاء الإسلامية و غير الإسلامية فجر الجوامع و قبور الأنبياء و الأولياء الصالحين ، داعش سرقة الابتسامة و البراءة من وجوه الأطفال و الصغار ، داعش قتل و ذبح و قطع رؤوس العلماء الزهاد ، داعش حرَّف الحقائق التاريخية و تلاعب بمصادر المسلمين ، و بعد كل تلك الجرائم و الانتهاكات يأتي السيستاني ليفتح قنصلية لأسياد داعش في أرض الإمام علي ( عليه السلام ) ليضع موطئ قدم لهم في العراق و لمرتزقة هذا التنظيم الإرهابي الضال المنحرف من جديد وهذا ما سيشكل خطراً دائماً على العراقيين و ستعود معه انهار الدم العراقي إلى الجريان من جديد وهذا ما يسعى له بن سلمان و سيضع جذوره خلال زيارته المرتقبة للعراق و التي أثارت حفيظة الشارع العراقي الذي أعلن عن رفضه لزيارة بن سلمان للعراق فيما أعتبر ترحيب السيستاني بفتح قنصلية لداعش إنما هي خيانة للوطن و لدماء الشهداء و استخفاف بالعراقيين و للمتاجرة بأرواحهم و تهدياً لمستقبل أبنائهم .