العلاقات التركية الفرنسية الروزئافايية الألمانية الآن: سيف دين عرفات

باتت العلاقات التركية الفرنسية الآن في بداية مرحلة الصدام بعد استقبال الرئيس الفرنسي ماكرون هيئة روزئافيية وتأكيده على دعم روزئافا وبعد تهديد نائب رئيس الوزراء التركي بالهجوم على الجنود الفرنسيين.

فقد استقبل الرئيس الفرنسي الخميس الماضي من هذا الاسبوع في قصر الأليزية هيئة سياسية عليا كوردية عربية كلدو آشورية-سريانية ومن ضمنهم ممثلي قوات سوريا الديموقراطية (قسد) وايضا ممثلي ال ي ب ك وال ي ب ز وتم اعلام الرئيس التركي أردوغان بذلك عن طريق السفير الفرنسي في أنقرة، واشتركت ايضا في الهيئة المذكورة آسيا عبدالله الرئيسة المشتركة ل حركة تف-دم وايضا مسؤولين من كانتون ئافرين والجزيرة وايضا المتحدثة باسم ي ب ز نسرين عبدالله بالاضافة الى مسؤول الادارة الذاتية الدكتور خالد عيسى.

أبدى الرئيس الفرنسي بحسب الاخبار الواردة استعداده للمساعدة العسكرية ليس في منبج وحدها ولكن في المناطق الاخرى ايضا، وقال بأن فرنسا سترسل بسرعة قصوى القوات العسكرية نحو شمال سوريا في منبج لكي تقوم بوقف التمدد التركي هناك بالاضافة الى مساعدة اللاجئين الفارين من ئافرين من النواحي الانسانية والمساعدات الطبية، وهذا يعني ان اي غزو او محاولة لاحتلال منبج سيؤدي الى الصدام المباشر بين القوات الفرنسية والتركية هناك علما بأن كليهما عضوان في حلف الناتو وهذه مفارقة تاريخية انتجتها المقاومة الاسطورية للقوات الكوردية التي دافعت عن ئافرين لمدة شهرين كاملين ضد ثاني قوة عسكرية في الناتو.

لقد اوضح ماكرون بأن لا علاقة بين قسد وحزب ال ب ك ك مبديا استعداده للتوسط بين فيدرالية روزئافا وشمال سوريا ونركيا، وكان رد تركيا على ذلك العرض قويا جدا من قبل اروغان الذي انزعج جدا قائلا بما معناه سيدرك الآن ومستقبلا مَن يستقبل الارهابيين في قصورهم الرئاسية خطأهم وعليهم ان لا يشتكوا عندما يتعرضون لعمليات ارهابية وهذا بمثابة تهديد واضح لمَن يملك معلومات عن شخصية أردوغان، كما ان نائب رئيس الوزراء التركي بكر بوزداغ هدد تركيا مغردا على التويتر بأن من يتحالف ويساعد الارهابيين سنتعامل معهم كارهابيين، من الجدير الذكر بهذا الصدد بأن جريدة ( لو باريسين ) أفادت بأن ماكرون ارسل قواته العسكرية بالقرب من منبج لكي تقوم مع القوات الامريكية بحماية منبج.

وفي خضم هذه الازمة وبالتوازي اعلنت الصحافة الامريكية وعلى لسان الرئيس الامريكي ترامب بأن امريكا ستنسحب سريعا من سوريا وعلى الآخرين ان يهتموا بسوريا الا أن وزارة الخارجية الامريكية أعلنت بأن ليس لها علم وخطة بالانسحاب من سوريا، مع العلم بأن بعضا من مصادر الاخبار الامريكية ومنها ن ب سي أفادت بأن أمريكا تقوم الآن بتعزيز قواتها في منبج.

وسط كل هذه الاخبار هناك تشويه وتضليل اعلامي كبير وحرب نفسية تسلكه آلة الدعاية التركية الضخمة بواسائلها المسموعة والمرئية، والمصادر المحايدة تشير الى الكوارث والمصائب الكبيرة التي يتعرض لها أهل ئافرين الفارين من العدوان التركي على اراضيهم ومدنهم وقراهم فمثلا اشار الطبيب الألماني ميشائيل فيلك العائد لتوه من ئافرين الى تلك الكوارث، وكمثال واحد سأذكره هنا على كيفية تضليل التلفزيون التركي لما يجري هناك، وقد شاهدت في احدى الفيديوهات مقابلة لقناة تلفزيونية تركية مع احد المدنيين الكورد باللغة الكوردية حيث أفاد ذلك المدني بأن عسكركم التركي وحلفاؤهم أخذوا ثلاثة بنات صغار من قريتنا وتم اغتصابهن لقد أخذتم كل شيء منا ولكن المذيع والمترجم ترجم قائلا : ( نحن سعداء لوجودكم هنا ).

بالتوازي مع ما سبق قام الميت التركي في مدينة ديلوك الكوردستانية( غازي عنتاب) بتشكيل هيئة لادارة ئافرين برئاسة حسن شندي المعروف بين الكورد بنفاقه وكذبه السياسي والمنتمي بحسب الانباء الى الأنكسة المعادي للادارة الفيدرالية في روزئافا وشمال سوريا والمقرب جدا من حكومة كوردستان الجنوبية ومن حليفها التركي، ومن الجدير الأشارة هنا الى ان الميت التركي قام ايضا بتشكيل جمعية كوردية في عنتاب في عام 2016 م تحت اسم ( جمعية الكورد المستقلين السورية) ولكن الحقيقة انهم غير مستقلين ويتبعون الانكسة مباشرة وأنشأت لمحاربة ال ب ي د وال ي ب ز في روزئافا وباتت مصادر الانكسة المالية معروفة وهي على ما أعتقد من قبل الميت التركي وهنا لا أملك دليلا ولكن المصدر الآخر الواضح هو الحكومة الاتحادية الالمانية عن طريق عضو الانكسة سيامند حاجو  (المنتمي الى المركز الاوربي للدراسات الكوردية) فقد اشارت الحكومة الالمانية بأنها ساعدت الانكسة ومركز الدراسات المذكور بشكل مباشر بمبلغ 364753 يورو اي حوالي ثلاثمائة وسبعون الفا من اليوروات.

وفي سؤال من قبل عضوة البرلمان الالماني أوللا يبكة ( من حزب اليسار الالماني ) بهذا الخصوص أفادت الحكومة الاتحادية بأنها دفعت من عام 2013 وحتى عام 2017 مبلغ 958838 يورو أي حوالي مبلغ مليون يورو دعما لمشاريع سيامند حاجو في مركز الدراسات الخاصة بروزئافا وشمال سوريا، وهذا يعني بأن ألمانيا التي باعت لتركيا الاسلحة بمبلغ 4,4 مليون يوروفي حربها في ئافرين وشمال سوريا تساعد ايضا تركيا بشكل غير مباشر لادارة ئافرين المحتلة عن طريق الانكسة ومركز الدراسات المذكور.

وأخيرا لا بد من الاشارة الى المحادثة الهاتفية التي جرت بين ماكرون وترامب قبل اكثر من اسبوع واعتقد بأن ذلك يتعلق بما يجري الآن في ئافرين ومنبج ويتعلق بوقف تمدد الجيش التركي المحتل كما يرغب به اردوغان باحتلال كوباني وكري سبي وقامشلو وكل المدن الكوردية حتى شنكال والموصل وكركوك متخيلا الخلافة العثمانية التي يريد اعادة حدودها بما كانت تسمى آنذاك حدود الميثاق المللي.

ئافرين وما جرى فيها عرت الجميع وكشفت ما هو مستور وستؤدي باعتقادي الى مزيد من التأزم في العلاقات التركية مع اوربا وبشكل خاص مع فرنسا واليونان لننتظر الايام والاشهر القادمة والتي ستصبح حبلى بالمفاجآت التي قد لا تسر دولة الاحتلال التركية وعداوتها الدائمة ضد كل ما يمت بالقضية الكوردية العادلة في كل اجزاء كوردستان.

سيف دين عرفات – ألمانيا – في 31 / 3 / 2018 م.