مُؤخراً نشر الأخ مهدي كاكئي مقالاً أكد فيه على أوجه الإختلاف بين أهم طائفتين محتفظتين بكامل خصائص دينهم القديم, من أتباع دين متشتّت أباده الإسلام, واضطهده طوال 1400سنة ولا يزال . في الحقيقة الطوائف المتشظية من الزرادشتية تحت سيف الإسلام, لا تحصى ولا تعد أغلبها إصطبغت بالإسلام بصورة كليّة أو جزئية ، وكثيرٌ منها إستعرب لغةً ونسباً وديناً ، إلا أن العداء العنصري والتناقضات الدينية أدلةٌ شاخصة على هويتها التاريخية الزرادشتية المفقودة كالعلويين والدروز وألشيعة العراقية ، وأعداد هائلة من طوائف أخرى كالكاكئيين وأهل الحق والكلهور وفرق لا تعد من المتصوفة ، وما بقي على دينه القديم علناً إسماً وهويّةً وإيماناً, إلاّ طائفتان إحداها فارسية اللغة في إيران والأخرى كوردية في العراق وأنحاء كوردستان, هما الئيزديون والزرادشتيون الإيرانيون ، لكن الأستاذ مع الأسف لم يُقدم أي تشابه وكأنه ليس هناك تشابه ، والأنكى من ذلك أهمل أهم ركائز الدين الزرادشتي ومبادئه (( الذي هو في الحقيقة دين إيراني سبق زرادشت ))هذه الركائز هي أساس الإيمان المزداسني الزرادشتي : الشمس ، النار ، الثور ، لم يتطرّق إليها من قريب أو بعيد وهي المشتركات الرئيسية لكل من آمن بالشمس وصاحبها قبل زرادشت وبعده ، فمثلاً الشمس مُقدَّمة على غيرها عند الئيزديين بينما عند الزرادشتيين الفرس النار هي الأولى ، وعند الهنود الثور, والجميع يُؤمنون بثلاثتها معاً ، وزرادشت نفسه قدّم الشمس على غيرها كما عند الئيزديين الآن
لم يتطرق إلى العناصر الطبيعة الأربعة التي أكد عليها زرادشت وملك فخردين أيضاً ( التراب الهواء, الماء, النار) بينما أكد على أن الزرادشتية تقوم على قوتين بإلهين مستقلين أحدهما أهورمزدا للخير وأهريمن للشر وهذا منافي للتوحيد الذي دعا إليه زرادشت كأول نبي توحيدي إيراني ، فبحسب توفيق وهبي جعل زرادشت أهورامزدا إلهاً أوحد خالق الأرض والسماء ، وعرف القوتين بأنهما توأمان يعملان ضدين تحت سلطة أهورامزدا وإله الشر أهريمن في صراع دائم معه لكنه مغلوب في النهاية, إستقلال الشر عن إله الخير جاء على يد ماني ذي الميول المسيحية أهورامزدا الله وأهريمن الشيطان ، ثم يقول أن الئيزديين يُؤمنون بأن الخير فقط من الإله والشر من البشر ، وهذا غير صحيح, الئيزديون يقولون أن الخير والشر كلاهما من باب الله (( هةردوو ز دةركًةهي خودينة ) هذا معروف لدى الجميع, ومثبت في قولٍ للملك فخردين أن الله وهب للإنسان العقل والنفس وهما ( الخير والشر ) في صراع دائم في النفس البشرية ويُؤكد الئيزديون مقولة أُخرى (( بةلكيَ داريَ ز داريَ ناكةفت بيَي فروارا خودي // أي لا تسقط ورقةٌ من شجرة دون أمر من الله )) بهذا هم يُحاكون المحيط الإسلامي في التخيُّر والتسيُّر فهم بالأساس مخيرون يؤمنون بان الإنسان أعطاه الله العقل الكامل فهو مخيَّر ويحمل وزر أخطائه ، والأديان السماوية أيضاً مضطربة في هذا التعريف فالإيمان اليهودي هو إطاعة يهوه المطلق لا مخير ولا مسير ولا جنة ولا نار هو الشعب المختار واصطفاهم الله على العالمين ، الزعيم الحاكم بينهم إذا خرج عن طاعة يهوه فعمل شرّاً في عيني الرب , يُعاقبه يهوه في حياته مع شعبه كما عاقب شاوول ويواكيم وغيرهما وإذا فعل حسناً لاقى رضا من يهوه ونجح مع شعبه وأفلح ، المسيحيون مخيرون من يتبع المسيح يفلح وينال الحياة الأبدية , ومن لا يتبعه فلا ، والإسلام مسيّر مطلق 100 % ومع ذلك يُحاسب بشدة على أعماله يوم القيامة وقد أثر هذا في المحيط كثيراً على الأديان الأخرى كالداسنيين الئيزديين . ه
ثم عن الصيام, فيقول الزرادشتيون لا يصومون ،بينما الئيزديون يصومون وجعل من هذا إختلافاً كبيراً وهو ليس كذلك فزرادشت حرم الصوم على المزارعين فقط ، أي أنه عفاهم ولم يُحرم الصوم وهكذا فعل الئيزديون ، فالأنترنت الفارسي يتحدث عن جل كبير 40 يوم وجل صغير 20 يوم شتاءً ومثله صيفاً, بحسب الدين الإيراني المزديسنة الذي سبق زرادشت ((دين باستان إيران )) ، واليوم عندنا صوم فرض 3 أيام فقط وصوم محاباة غير محدود ، هكذا يكون زرادشت قد ألغى الأربعانيّتين وأبقى على الأيام الثلاثة الحرجة في أقصى نهاية الإبتعاد الشمسي التي تسبق 21 كانون أول, كذلك التناسخ, وهي من أبرز إعتقادات الدين الزرادشتي في الثواب والعقاب الروح الخيرة تذهب إلى كائن أسمى في اللباس التالي والشريرة إلى كائن أردأ , وهكذا يعتقد الئيزديون أيضاً, لكن الأستاذ ينكر ذلك عن الزرادشتيين الحاليين وهي من زرادشت نفسه ، وإذا كان الزرادشتيون الحاليون يُؤمنون بالآخرة كبقية الأديان السماوية ، فالئيزديون أيضاً يُؤمنون بها ولنا قولي قيامتي على غرار الإيمان الإسلامي بالآخرة ، وهذا ليس شيئاً عجيباً غريباً لمن يعيش في المحيط الإسلامي تحت السيف المُنسلّ
التوحيد ليست من الئيزديين بل من زرادشت حين أعلن أهورامزدا إلهً أوحد وسمى بقية الآلهة إما دئيفةكان أو ئزدات, مساعدون لأهورامزدا وأهريمن, ئزدات هي جمع لكلمة ئيزد الذي يعني الأله وعند الجمع يصبح يزدان ويعني الله أيضاً حتى اليوم لكن الصحيح هو المفرد إيزد معروف في كل البلاد الكوردية والفارسية ، أُضيف إليه أداة الجمع ( ان) فأصبح يزدان بنفس المعنى ، ولا يوجد عند الئيزديين شيطان او أي إله للشر ، والشيطان فُرض على الئيزديين بسبب رفضهم الإسلام بشدة والتمسّك بدين الشمس ، فأعتبروا عبدة إبليس لأن الشمس من الشيطان بحسب التعريف الإسلامي, وأُلحق بهم بسبب الرفض التام للإسلام وليس لأنهم يعبدونه ، وعندما يغضبون لذكره, هم يغضبون لأتهامهم بالكفر على أنه دينهم ومعبودهم ، الئيزديون عرفوا الله كخالق أوحد , قبل غيرهم من الأقوام المحيطة ، لكن المسلمون يحسبون جميع معتقدات الشعوب التي ترفض الإسلام كفراً وشياطيناً وأصناما عدا المسيحيين واليهود مع أن دين الزرادشتيين أيضاً هو دين كتابي, لكن المشكلة في السلطة والحكم الساساني الذي كان العرب يرزحون تحته فلما غلبوهم دمروهم كي لا تقوم لهم قائمة ، فكتاب آفستا وكتاب التوراة قد دُوّنا في نفس الفترة الزمنية تقريباً (( القرن السابع الهجري التوراة دُوّن لأول مرة في 650 ق م عندما كان عمر زرادشت عشر سنوات ثم دوَّن زرادشت كتابه في حياته, فلا يكون الفرق أكثر من 50 عاماً )) فيكون زرادشت أول كاهن مجتهد كتب كتابه بيده وبسبب ذلك فقد طغى إسمه على الدين الإيراني القديم جداً المزديسنة / داسني ، ثم أن التسمية الزرادشتية أطلقت عليه من قبل الآخرين الأعداء بعد الإسلام فالأسم المزداسني كان هو الدين الرسمي للدولة الساسانية حتى نهايتها ولم يأت إلى التسمية أبداً فلم يكن الإيرانيون يُسمون بالزرادشتيين قبل الإسلام ولا الئيزديون كانوا ئيزديين قبل الشيخ عدي كلاهما قد بدّلا إسميهما المزدايسني بعد تكفيره تحت الضغط الإسلامي . ا
حاجي علو
2 4 2018
من ألاخر …؟
١: تشكر على التوضيحات ياعزيزي حاجو ، ألموسف أن الاسلام شوه كل ألأديان حتى التي في الهند والسند عن جهل وحماقة وغباء ، ليبقى هو الدين الأوحد ، ولليوم لازال أتباعه يفعلونها ويصدقونها ؟
٢: الحقيقة الساطعة لدى كل باحث منصف هى أن الاسلام دين هجين ومشوه خلقاً وأخلاقاً ، واذا كان البعض لازال يجهل حقيقته فالحمد لله كشفها اليوم أحفاده من الدواعش والاخوان المجرمين ، ويكفي الفسق والشرك والتناقضات التي فيه لتثبت صحة ما يقال ؟
٣: الحقيقة أن الكثير من الشعوب سقطت تحت سيوف وبطش الغزاة المسلمين ولم تقم ، بينما المسيحية سقطت في إمبراطوريات ودول وأماكن كثيرة ولكنها نهضت من جديد ، فيكفي ان ندرك إلى أين وصلت جحافل الغزاة المسلمين خاصة في أوربا وكم حكموا وكيف أعيدوا إلى جحورهم ، واليوم يجري تقزيمهم والقضاء عليهم عالمياً ؟
٤: وأخيراً …؟
صدقني لولا نجدة مرتزقة وجحوش الكورد الذين تطبعوا بطبع الغزاة المسلمين لقضيى عليهم أقله في دولنا ، رغم الكوارث والمآسي والويلات التي سببها ألاسلام واتباعه لهم ، والمصيبة لازال الكثيرون ولليوم من أفضل مرتزقته وجحوشه ، والانكى أنهم يدينون ويستنكرون ما يصبهم ، سلام ؟
المسيحية واليهودية تنعمت بالعهدة العمرية خلال العصر الراشدي كله أي أنهم كانوا في العصر الذهبي (( بمقاييس ذلك الزمن )) ، لكن بعد أن تمت تصفية الدولة الساسانية نهائيّاً ، بدأت مآسي المسيحيين أيضاً خاصة في مصر ، لقد كانوا أفضل حالاً في كل العهود من الداسنيين الئيزديين الممنوعين نهائيّاً