منذ تحرير العراق وحتى اليوم لم نر اي مسئول فكر بمصلحة الشعب بل كان كل تفكيره وشغله الشاغل هو مصلحته الخاصة ومن الطبيعي كل ذلك على حساب مصلحة الشعب العراقي لهذا نرى الشعب يزداد فقرا وجوعا وجهلا وحرمان اي فتحت امامه ابواب جهنم في حين المسئول فتحت امامه ابواب الجنة بكل انواعها ثروة ونفوذ وشهادات علمية ونساء وغلمان وحسب الطلب وبدون عناء وتعب ويصبح من اصحاب الاعمال والعقارات ليس في العراق فقط بل في بلدان اخرى عديدة
لهذا نرى المواطن العراقي الشريف الكريم عزف عن الذهاب الى مراكز الانتخابات لانه لا يصدق وعود المسئولين حتى انه لا يحب ان يستمع اليهم ولا حتى رؤيتهم
في يوم الجمعة الماضية حضرت مرشحة الى البرلمان الى احدى حلقات القشلة وحاولت تعرف نفسها وتطرح برنامجها فرفض الكثير من ا لأستماع اليها صارخا لا نريد الاستماع الى الكلمات المنمقة والعبارات المزوقة انها تضلنا وتخدعنا ومنذ 15 عاما والمسئولون يسرقون اموالنا دمائنا ارواحنا عقولنا
لم يتغير شي نفس الآليات التي توصل المرشح الى كرسي البرلمان انها آليات فاسدة لا توصل الا الفاسد
لم تتغير الرواتب العالية المكاسب والامتيازات التي لا مثيل لها في العالم اضافة الى النفوذ والقوة والقدرة على كل شي لهذا نرى عناصر شبكات الفساد واللصوص والاحتيال والرشوة والدعارة اول المرشحين الى البرلمان وبما يملكون من اساليب الاحتيال والخداع نراهم في مقدمة الفائزين وبمجرد الجلوس على كرسي البرلمان تنهال عليه الدولارات بغير حساب وتستمر تنهال عليه حتى لو لم ينتخب مرة ثانية لانه سيحصل على تقاعد يعادل تقاعد اربعة رؤوساء امريكا ونفس الامتيازات والنفوذ والمكاسب وبعضهم يحصل على مناصب مهمة في السلطة
الكثير من اعضاء البرلمان فاسدون ولصوص وحتى ارهابيون منقسمون الى مجموعات كل مجموعة تخدم جهة وفي صالح جهة وكل مجموعة تمثل حكومة خاصة لها خطتها الخاصة التي تتعارض مع خطط الحكومات الاخرى فمجموعة البرزاني حكومة مستقلة وحكومة الاخوين النجيفي حكومة وحكومة الدهلكي والكربولي حكومة والصدر حكومة والحكيم حكومة وكل هذه الحكومات تعمل من اجل افشال الحكومة المركزية في بغداد
ومحاربتها وهكذا ساد الفساد وتحكم الارهاب وحلت الفوضى وسوء الخدمات في كل مكان وفي كل المجالات فلا قانون ولا مؤسسات قانونية ولا دستور ولا مؤسسات دستورية القوة هي التي تحكم
حتى عدنا الى ايام الجاهلية الاولى الى العشيرة واعرافها وشيوخها واصبح كل شيخ عشيرة رئيس حكومة له علم وحرس واصبح كل مسئول خاضع لشيخ عشيرته لانه هو الذي يوصله الى عضوية الى كرسي البرلمان الى كرسي المسئولية وفي هذه الحالة لا بد ان يطبع ذلك الكرسي او المصب بطابع عشيرته
المصيبة الكبرى والكارثة العظمى ان احزابنا هي الاخرى اصبحت عشائرية حيث تبدأ بعائلة المسئول ثم عشيرته ومن شروط الترشيح ان يخدم عائلته وعشيرته ويحقق امنيات شيخ العشيرة اولا وهكذا بدأت صراعات ونزاعات بين المسئولين لا تحل الا وفق الاعراف العشائرية فتحولت مقرات الوزارات والمؤسسات والدوائر الحكومة وحتى مقرات القوات الامنية الى دواوين لشيوخ العشائر لحل المنازعات والخلافات بين المسئولين
لانهم يرون في ثروة العراق كعكة وكل واحد يريد الحصة الاكبر من الطبيعي تحدث خلافات ومنازعات بين هؤلاء المسئولين وهنا دور العشيرة واعرافها وشيوخها في حل هذه الخلافات والمنازعات طبعا الضحية الشعب العراقي المنهوب المحروم الذي لا حول له ولا قوة
هناك دعوة بدأت تنال تأييد الجماهير الشعبية التي تدعوا الى الغاء حكومة المحاصصة الشراكة واقامة حكومة الاغلبية السياسية لا شك انها خطوة مهمة في بناء العراق وسعادة الشعب
لكن هذا يتطلب اولا الدعوة الى منع صعود المرشح الى البرلمان بالواسطة اي برغبة رئيس القائمة وقادة القائمة وفي هذه الحالة يصبح عبد في خدمة رئيس القائمة لا رأي له ولا موقف حتى ولا شرف ولا كرامة سواء نائب او نائبة لو اخذنا عدد اعضاء البرلمان الذين لم يخترهم الشعب بل اختارهم رئيس القائمة يزيد على نصف اعضاء البرلمان وهؤلاء هم اس الفساد والارهاب
نريد نائب يختاره الشعب حتى يشعر بالفخر انه مختار من الشعب وفي هذه الحالة يتحرك بصدق واخلاص لخدمة الشعب على عكس الذي اختاره رئيس القائمة حيث يشعر بالنقص لهذا تكون مهمته نشر الفساد والرذيلة حتى يكمل نقصه
مهدي المولى