لماذا  نجحت امريكا في بناء اليابان وفشلت في بناء   العراق – مهدي المولى

.

هذا  عنوان مقال نشر في احدى الصحف اللبنانية   وعندما ننظر نظرة موضوعية عقلانية لاتضح لا علاقة لامريكا في فشل بناء العراق وفي نجاح بناء اليابان وانما الامر يرجع في ذلك الى سياسي العراق واليابان بالدرجة الاولى اما امريكا فدورها مساعد ليس الا

نعم امريكا حررت العراقيين  وحررت عقولهم وجعلت منهم بشرا احرار  اي  نقلتهم من العبودية والوحشية والظلام الى الحرية والحضارة والنور   لهذا من حق العراقي ان يحتفل بهذا اليوم ويعتبره  بداية تاريخ العراق  وهذا  ما فعلته  امريكا تجاه الشعب الياباني

وهكذا حررت امريكا شعبي  اليابان والعراق ودعت ابناء هذين الشعبين الى بناء اليابان والعراق نعم انها تساعد الشعب الذي يبدأ في البناء

وهذا يعود الى مسئولي اليابان والعراق

فالمسئولون في اليابان اجتمعوا وتوحدوا ودرسوا الوضع الجديد ووضعوا خطة واحدة  وبرنامج واحد والتزموا بالصدق والاخلاص والتضحية ونكران الذات وصرخوا صرخة واحدة من اجل بناء اليابان وسعادة الانسان الياباني وتحركوا جميعا وكان الشعب الياباني ورائهم وصرخوا جميعا صرخة واحدة  هيا لبناء اليابان وسعادة الانسان الياباني وكانت هناك منافسة كبيرة وواسعة بين المسئولين انفسهم   في العمل وحماية ثروة اليابان وتنفيذ الخطة فكانوا يعملون ليل نهار حتى ان بعضهم كان يعمل 48 ساعة في اليوم وليس 24 ساعة بل انتشر مرض جديد في اليابان وهو مرض حب العمل حيث جعل المواطن الياباني يرفض اي اجازة مهما كان مرضه نتيجة لعشقه للعمل بل يعتبر العمل هو الدواء الشافي لكل الامراض  في كل مجالات الحياة في التعليم والصناعة والزراعة  حتى تمكنوا من استغلال امريكا وامكانياتها العلمية والاقتصادية  لصالح الشعب الياباني حتى ان المسئولين تجاهلوا كل ما قيل ويقال عن امريكا محتلة امريكا  تحتل اليابان

بل كانوا ينطلقون من منطلق آخر  كانوا يرون في القوات   الامريكية وقواعدها  محررة وحامية لليابان    ارضا وبشرا وفعلا لولا القوات الامريكية  لأكلتها الهجمات العسكرية المسلحة للمجموعات المتطرفة التي انتشرت في كل العالم  وولدت انظمة شمولية وحكم الحزب الواحد والرأي الواحد والحاكم الواحد    ومنع الشعب الياباني من العلم والعمل  لهذا نجح الشعب الياباني في بناء وطنه والغريب ان الشعب الياباني عاد الى  تاريخه  والى النقاط المضيئة  وانطلق منها   في بناء مستقبله مثلا انه استمر في احترامه  للأمبراطور وتقديسه وهكذا نجح  في بناء مستقبله وهذا هو سبب نجاح عملية بناء اليابان

ولو عدنا الى العراقيين ودرسنا وضع العراقيين  بدقة بعد تحرير العراق والعراقيين من ظلام وعبودية وحشية   بيعة الطاغية صدام التي هي امتداد لبيعة الطاغية معاوية  على يد قوات التحالف الدولي وعلى رأسها القوات الامريكية  كان هذا اليوم يوما خالدا في تاريخ العراق في هذا اليوم انتقل العراق  من العبودية الى الحرية    لكن المشكلة  السياسيون في العراق     فالسياسيون  العراقيون  كانوا منقسمون  على شكل مجموعات عصابات  لكل مجموعة  عصابة خطة خاصة بها وبرنامج خاص بها  لهذا كل مجموعة شكلت حكومة خاصة بها وبدأت بالعمل لمصلحتها على حساب الحكومات الاخرى وبالتالي الخاسر الوحيد هو العراق هو الشعب العراقي

وبما ان هذه المجموعات همها المصالح الخاصة والمنافع الذاتية ادى بالنتيجة الى انقسامات داخل كل المجموعة من هذه المجموعات اي داخل المجموعات الشيعية السنية الكردية حتى  بقية  المجموعات الصغيرة  التركمانية المسيحية الايزيدية   بل حتى ما  سموا انفسهم المدنية العلمانية اليسارية وهكذا لم نسمع اي صوت للعراق والعراقيين وبالتالي ازدادت هذه المجموعات ثراء ورفاهية وقوة لا مثيل لها ولا شبيه في حين يزداد العراق دمارا   وخراب ويزداد العراقيون فقر وجوع وحرمان وبشكل لا مثيل له ولا شبيه

ليس هناك حكومة عراقية واحدة  نعم هناك حكومة  عراقية واحدة لكنها حكومة اسمية لا خطة ولا برنامج مهمتها  مساعدة الفاسدين واللصوص وحمايتهم من اي عقوبة حتى لو القي القبض على بعضهم  فانها ستقوم بأصدار عفو عام   فحكومة البرزاني وحكومة  الاخوين اثيل النجيفي وحكومة دواعش  السياسة التي تمثل داعش والمجموعات الصدامية وحكومة الصدر    وحكومة الحكيم    ليس هذا فحسب بل اصبح كل شيخ عشيرة حكومة  وهكذا الغي القانون والمؤسسات الدستورية وعدنا الى ايام جاهلية ابي سفيان الى حكم العشائرية واعرافها وشيوخها

والغريب لكل هذه الحكومات خطة وبرنامج ولها الامر والنهي الا حكومة بغداد لا تملك خطة ولا برنامج وليس هناك  من يطيعها  ويأخذ بها مثلا عندما كانت تصدر حكومة بغداد الى  حكومة البرزاني امرا يسخر البرزاني به ويرميه تحت حذائه ويقول لا اعترف به بل هناك من قال لا يشرفني ان اكون عراقي وهناك من يفتخر انه لم يلفظ اسم العراق عندما ادى قسم اليمين الدستوري في اقليم شمال العراق الذي سموه ظلما اقليم كردستان وهذه حال حكومة الاخوين النجيفي وحكومات الصدر والحكيم  والجعفري والعبادي واصبح العراق والعراقيين تحت رحمة العوائل الفاسدة المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها ال سعود وكلابهم الوهابية والصدامية  ودواعش السياسة    وهكذا اصبح الشعب العراقي خارج العملية

وهكذا ساد الفساد وسوء الخدمات والارهاب والموت في كل مكان وفي كل المجالات    وهذا هو سبب فشل  امريكا في بناء العراق وسبب نجاح امريكا في بناء اليابان

 

2 Comments on “لماذا  نجحت امريكا في بناء اليابان وفشلت في بناء   العراق – مهدي المولى”

  1. تحيّة طيبة جداً جداً
    لماذا ؟ أًحقّاً أًنت الذي تسأل هذا السؤال ؟ كنت أظن فيك الشخص المثالي في فهم مآسي الدول الإسلاميّة كلها ولا حاجة إلى التفاصيل ،
    السرطان الذي في دماغ الإعلاميين وأنصاف السياسيين هو أن كل شيء تريده أمريكا تفعله ولا أحد يتحرك بدونها ، أمريكا تدير مصلحتها أولاً هذا مفهوم وثانياً لا تمسك بيد أحد فتمنعه من عمل شيء أو تجبره على عمل آخر ، إنما تتخذ مواقف إزاء كل موقف يتخذه الجانب الآخر مهما كان حجمه سواء أكان روسيا أو الصين أو أفقر دولة في جزر المحيط الهادي أو أفريقيا تطلب العون تُعاون،بما يُفيد الطرفين ، تتحدى تكسر رقبته ، لا فرق موقف إزاء كل موقف قد يتبدل في ليلة وقد يدوم سنوات ، مثلاً البارزاني رفض بوش الإبن في سياسته الدينية فنفض بوش يده منها في وقته 2007 لكن البارزاني لم يفهم ماذا فعل وفي كل مرة يستشير أمريكا ويعود بخفي حنين حتى هُزم أخيراً

  2. ١: هى حقيقة أن ألأيد الوحدة ما تصفق ، ومصيبة العراقيين أن أيدي ساستهم في الداخل العراقي وجيوبهم في الخارج ، والمصيبة الاكبر أن معظهم مرتزقة وخونة و ذيول ؟

    ٢: أمريكا لم تبني فقط اليابان بل بنت معظم أوربا وكوريا الجنوبية ، وكان للعراق أن يكون دبي الشرق كما وعد ساستهم ، وكيف لهم أن يحققوا ذالك وقد غدر بهم قادة شيعة العراق كما قادة إيران ؟
    لذا لم يكن لهم من خيار غير قلب الطاولة على رؤوس الجميع ؟

    ٣: وأخيراً …؟
    إذا أراد ساسة العراق للعراق حقاً قيامة فلابد من العودة به لأحضانهم قبل حلول الكارثة الكبرى التي تنظروهم ، حيث سيكون قتلهم عمل شعبي مقدس بعد سقوط نظام الولي السفيه في قم وطهران ، فغبي من يتعد أن العم سام قد نسى غدر شيعة العراق وإيران ، ويكفي تصريح السفير الأمريكي في بغداد {لابد من عودة السنة لحكم العراق في هذا العام ، سلام ؟

Comments are closed.