عيد السرصال – حاجي علو

عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير ، ما أن يقترب عيد رأس السنة الئيزدية حتى يتجدد الكلام عن ((جار شمبووا سةري نيساني )) أو جار شمبووا سور ، وكل من جهته يقول فيه ما يعتقده ، وهو أساساً ليس جارشمبووا سةري نيساني ذلك لأنه:ـ

ـ لا يُصادف الأول من نيسان دائماً هو ضمن الأسبوع الذي يتوسط الربيع بحسب مناخ كوردستان ربما كان مثبتاً في شهر كوردي ـ فارسي مُنع وأُبيد بالزحف الإسلامي وإبادة الداسنيين ، ولا علاقة له بنيسان الذي هو ليس إسماً كورديّاً هو إسم آرامي عُرف بعد العيد بكثير لجأَ إليه الئيزديون بعد تكفيرهم ودينهم وتقويمهم وكل شيء من تراثهم الثقافي فاستخدموا التقويم الميلادي والأسماء الآراميّة تقيّةً ، وهو نقطة التحول من المناخ الشتوي البارد نحو المناخ الصيفي الدافئ فهو نهاية لعام مضى ببرده وبدء عام عمل جديد ، وضمن هذا الأسبوع جعلوا العيد في الأربعاء المقدس ، وهو لا يُصادف أيّاً من الأعياد القديمة مثل أكيتو أو زكموك أو غيره ولا قيامة المسيح ، لم يحدث أن صادفت تلك المناسبات يوم الأربعاء منتصف الربيع ، هذا هُراء ، أما التقارب والتشابه الجزئي فهذا شيء طبيعي فكلهم في بيئة طبيعية متشابهة مناخ البحر المتوسط ، وكل الأقوام لديها مناسباتها ومعظمها تكون في نقاط مناخية فاصلة مثل الفترة الحرجة بين البرد والحرمنتصف الربيع ، أو منتصف الشتاء أو غيرها .

ـ العيد هو أقدم من الدين الئيزدي الحالي وأقدم من التقويم الميلادي الشمسي الروماني الأصل ، الذي لم يُعمل به إلاّ بعد الميلاد بعدة قرون وأتخذه الآراميون بعد تنصّرهم بينما العيد كان معروفاً قبل إنتخاب دياكو الميدي وقيام الميديين كدولة تحكم إيران القديمة كلها ..

ـ زرادشت لم يغفل أهمية الأربعاء المقدس فعندما توصل بالإعتكاف إلى أن اليوم الحقيقي الذي يبدأ فيه النهار بالتفوق على الليل هواليوم الذي يسبق السرصال بشهركامل أي في 21 آذار الحالي نوروزقدم رأس السنة شهراً كاملاً وعينه عيداً وبدايةً للسنة بحسب مبدئه في غلبة الخير والشر ، لكنه أصطدم بالأربعاء المقدس فهو لا يُصادف اليوم الأول 1/ فرفردين 21 آذار دائماً ، ولتلافي هذ الإشكال فقد عين الإحتفال بالعيد في الأربعاء الذي يسبق نوروز سنوياً من العام المنتهي والإسلام حاربه بشدة حتى أن الجاحظ وصف الأربعاء بيوم الشُؤم واليوم المنحوس ، ولم يختف نهائيّاً حتى اليوم

ـ الأربعاء الاحمر حقيقة تاريخية ودينية ولا علاقة لها بالبيضة ولا الدم ولا القتل ولا الحرب ولا اي شيء ، يبدو أن البعض من الكتبة ينتهجون نهج علماء المسلمين كلما وجدوا شيئاً علميّاً يتشابه مع ما في ذهنهم من تفاسير فيجهرون بها ويفسرون الدين طبقاً لها ، الدين لا علاقة له بالعلم الطبيعي الذي يكتشف حقيقة الاشياء ، الدين هو موروث الفكر البشري المتراكم ، منشؤُه التفكير في الطبيعة والتفاعل مع المحيط ، الأربعاء الأحمر يعني أربعاء الصحة وفيه وداع السنة المنتهية وإستقبال السنة الجديدة ، وهي أقدم من الدين الئيزدي بكثير ، وكان مقدساً سلفاً ولهذا إجتمعوا فيه وانتخبوه زعيماً لهم في 728 ق م للتصدي للإعتداء الآشوري الضاغط لمئتي عام ، أما معني الأحمر فتعني الصحة ولا علاقة لها بأي شيء دموي لا في البيضة ولا في الحرب ولا الثورة إنما طلب الصحة من إله السنة الجديدة وإستلام المرض الاصفر منهم بالنسبة لإله السنة المنتهية في عشية أربعاء منتصف الربيع ، لم يكن مثل هذا التقويم الذي أتى به الرومان قبل المسيح وعرفه الشرق الأوسط بعد حكم البيزنطينيينيشعلون النار ويقفزون فوقها داعين السنة السابقة أن تأخذ معها صفرتهم أي أمراضهم ومن السنة الجديدة أن تمنحهم حمرتها أي الصحة (( زردي من براي توو سورخي تو براي من ))هذه شعيرة موجودة في إيران حتى اليوم رغم إسلامهم ويُحاربها الملالي بشتى الطرق .
ـ الدين الئيزيدي لم يرث شيئاً من أحدالسومريون كانوا قلة مهاجرة من آسيا الوسطى ولم يكونو آريين وسرعان ما إنصهروا وذابوا في الأكديين الساميينوالساميون لم يُمجدو الشمس إلاَ بعد غزوهم لبلاد الميديين حمورابي كان يحكم الكيشيين الكورد الزروانيين في بابل ومنهم تعلم تقديس الشمس ولا يوجد غيره عَبدَ الشمس من الشعوب الآرامية الساميّة أبداًإله القمر سين وغيره كثيرون من الآلهة المتعددة كانت تعبد في جنوب العراقفلا علاقة للئيزيديينبالسومريين ولا الآراميين ولا الكلدانيين وغيرهم من الساميينالإقتباس بالتجاور قد حدث إنما (( الشمس والنار والثور )) لم يعبده أحدٌ منهم ، لا سابقاً ولا لاحقاً راجعوا كتاب كلدو وآشور للأب أدي شير لتعرفو تفاصيل العلاقة بين الساميين والكوردوهذه الرموز الثلاثة هي أُسس الدين الئيزدي الحالي كما كان في زمن زرادشت وقبله ، الدين الئيزدي بهذا الإٍسم لا يزيد عمره على 786 عاماً شمسياً منسوب ليزيد بن معاوية وإن لم تكن لنا به علاقة في زمانه غير السيف .

ـ ـجميع تواريخ البشر بدأت قمرية فالإنسان قد تعلم من الطبيعة كل شيء ، ولم يتعلمو شيئاً بالإلهام ولا الوحي ولا الأنبياء صنعوا التقاويم وقد كان التقويم القمري معروفاً وعُمل به في جنوب العراق المتحضر غيَّره بعض الآراميين بعد تنصرهم فاتبعوا تقويم الكنيسة الميلادي ، ولا يزال القمري معمولاً به عند اليهود والعرب وربما الصابئة أيضاً دورات القمر جعلت السنة 12 شهراً وعدد كل دورة أقل من ثلاثين ومنه بدا تقسيمه إلى أربعة أسابيع ، أما التقويم الشمسي فلا بد أنه قد توصّلوا إليه بعد تعلم الزراعة وتثبيت مواسم الزرع والنضج لكل محصول ومن هنا برزت الحاجة إلى التعديل وتغير الأشهر والايام عشرات المرات قبل أن تتثبت بالصورة الحالية ، ولما كانت الزراعة قد بدأت في كوردستان فلا بد أن يكون التقويم الشمسي قد بدأ العمل به أوّلاً في كوردستان أيضاًوأعتكاف زرادشت في الكهف وإعتزاله البشر لدراسة الفلك وتعيين الإعتدال الربيعي بدقةٍ فيزيائية علمية أكبر دليل على ذلك .

لعل زرادشت بإعتكافه لتحديد يوم غلبة إله الخير على إله الشهر قد توصّل قبل غيره بأنه هو اليوم الذي يجب أن تبدأ به السنة الجديدة 1/ فرفردين الشهر الأول الإيراني الذي يُصادف 21 آذار غربي ميلادي بحسب مبدئه ولابد أن يكون قد توصل بالحساب إلى أن عدد أيام السنة الشمسية هو 365 وهنا برز إشكالٌ آخر فهو لا ينقسم إلى 12 شهراً متساوي الأيام ، وقد يكون هو أو غيره من الميديين بعده قد إقترح تقسيم السنة إلى 13 شهراً , 12 منها ب 30 يوماً والأخير ب أيام فقط تنحصر فيها شرور السنة ونوائبها كلها والأربعاء الذي فيه يُسمى بالأربعاء الأحمر ، فيه الإحتفال بتوديع السنة السابقة وإستقبال السنة اللاحقة هكذا كانت السنة الإيرانية القديمة أيّام الميديين مُقسّمة إلى 13 شهراً ، ولن تكون بدعة إذا حاولنا تعديل تقويم خاص بنا نقسم السنة إلى 13 شهراً كل منها ب 28 يوماً بحيث يتثبّت عيد السرصال في يوم الأربعاء من الأُسبوع ويصدف أول نيسان دائماً فتكون مواقيت الأعياد والمناسبات الئيزدية كلها مثبتة في أيامها الثابتة في الأسبوع والشهر والسنة على مدار السنين ، ولن يكون تأرجح في التقويم الئيزدي الجديد إلا بمقارنة الميلادي الشرقي الذي لا علاقة لنا به ولن يكون التأرجح أكثر من أسبوع كما هو معمول به سلفاًوكالآتي :ــ

ــ عيد السرصال الأربعاء 1 /نيسان 786 ئيزدي ، يصادف 14 نيسان غربي 2021

ـ عيد جلة الصيف الإثنين27 تيرماه 786 ئيزدي ، آب غربي 2021

ـ عيد جما ــ14 الثلاثاء تشرين أول ئيزدي 786 ، 6ــ 12 تغربي 2021

ــ موسم صوم المحاباة يبدأ كانون أول ئيزدي 29تشرين ثاني غربي

ــ عيد الصوم 24 كانون أول ئيزدي ، 17 كانون أول غربي

ــ بيلندا كةشكا بيرافات 10 كانون ئيزدي ، 31 كانون غربي 2021

ــ تبدأ الباتزمية من الأحد 12 كئيزدي 786 ، كانون الثاني غربي 2022

ــ بيلندة الكبير الجمعة 17 كانون ئيزدي ، كانون غربي 2022

ــ عيد جلة الشتاء الأربعاء 15 رةشة ماهشباط ئيزدي ، شباط غربي 2022

ــــــ 14 ئادار ئيزدي فيه زيبك و قريبك وهي ليست عيداً دينياً / 1 آذار غربي

27 و28 منه كًيسك

10 ــ عيد نوروز بةهاروك ئيزدي 786 / 21 آذار غربي

11 ــ مةلكةزةن سفرا ماستا 17 بةهاروك 786 ئيزدي 1/ نيسان غربي 2022

12 ــ عرفات تلوين البيض الثلاثاء 28 بةهاروك ئيزدي / 12 نيسان غربي 2022

ويكون الأسبوع الكبيس والسنة الكبيسة كل سنوات يكون شهر دما سال 35 يوماً ، وكل 28 سنة يكون شهر دما سال 42 يوماً أو شهران كبيسان معاً كل منهما 35 يوم ، وهكذا تتثبت المناسبات في التواريخ المبينة بدقة دائماًوهذا تقويمٌ معمولٌ به سلفاً في تاريخنا وليس بدعة أو خطأً

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الزروانية دين شمساني قديم جداً أنصهر في المزداسنية في العهود اللاحقة

حاجي علو

One Comment on “عيد السرصال – حاجي علو”

Comments are closed.