لا شك ان مأساة العراق والعراقيين خاصة في عصرنا هي الثقافة والمثقفين رغم التغيرات المهمة التي حدثت في العراق سواء التغيير الذي حدث في 14 تموز عام 1958 او التغيير الذي حدث في 9 تيسان في عام 2003 الا انهما لم ينجحا ويحققان المطلوب ربما هناك من يقول ان القوى الهمجية الظلامية الوحشية كانت قوية وهجماتها الظلامية الوحشية مكنتها من افشال هذه التغيرات وهذا سبب لا يمكن انكاره وامر طبيعي جدا و متوقع لان التغيير الذي حدث كان ضربة موجعة بالنسبة لاعداء التغيير لهذا يرفضون التغيير ويتصدون له بقوة من اجل أفشاله والقضاء على كل من ساهم في صنعه وكل من يؤيده لكن السبب الرئيسي هو لا مبالات المثقف وعدم اتخاذ اي موقف واضح نعم قد يكون هناك مواقف حركة لبعض المثقفين الا انها مواقف وحركة فردية لا قيمة ولا تأثير نحن بحاجة الى مواقف الى حركات جماعية وفق خطط وبرامج موضوعة مسبقة والتحرك بموجبها يجب ان تكون لها رؤية مسبقة بوقوع الحدث وما بعد وقوعه وما هي الاجراءات التي يمكن اتخاذها
السؤال اين المثقف اين ثقافته ما قبل التغيير وما بعد التغيير ما هي الخطط والاجراءات التي وضعت في نجاح التغيير ونجاح مسيرة ذلك التغيير وحماية هذا التغيير من هجمات اعداء التغيير للأسف كل ذلك لم يحدث وهكذا ترك الامر بيد السياسيين وحدهم والسياسي دائما ينطلق من مصالح خاصة ومنافع ذاتية ونتيجة لذلك بدأت الخلافات والمنازعات بينهم وبالتالي سهلت لاعداء التغيير النجاح في القضاء على التغيير مما ادى الى اثارة الفتن العشائرية والطائفية والقومية وحتى المناطقية وهكذا ضاع تغيير 14 تموز 1958 وفتح اعداء التغيير نار جهنم على العراقيين
وعندما حدث التغيير الجديد في 9-4-2003 وحاولنا اغلاق نار جهنم فتجمع كل اعداء العراق الذين ذبحوا تغيير 14 تموز وهجموا هجمة ظلامية وحشية لا مثيل لها في كل تاريخ العراق ومنعوا العراقيين من اغلاق باب جهنم
الغريب في الامر ان المجموعات التي اعلنت الحرب على التغيير الاول اي يوم 14 تموز والتي تمكنت من ذبحه هي نفسها تعلن الحرب على التغيير الذي حدث في 9-4-2003 والاكثر غرابة انها نفسها التي اعلنت الحرب على العراقيين في زمن الامام علي
لهذا على المثقفين ان يحددوا موقفهم ويتجمعوا ويتوحدوا في حركة واحدة وفق خطة واحدة والانطلاق نحو حركة ثقافية عراقية واحدة وفق منطلقات ثابتة لا يجوز التجاوز عليها وخاصة في الفترة الحالية التي نعيشها انها من اصعب الحالات فالاعداء يتربصون بالعراق والعراقيين الفرص ولديهم القدرة على استخدام كل وسائل التضليل والخداع من اجل رمي العراق والعراقيين في نار جهنم
فالظروف ملائمة جدا لتحرك المثقفين و صنع حركة ثقافية عراقية واحدة يمكن ان تبدأ وتتسع وتكبر ويصبح لها دور كبير في المسقبل
وهذا يتطلب من المثقفين العراقيين الحريصين على وحدة العراق والعراقيين وبناء العراق وسعادة العراقيين ما يلي
اولا ان يتوحدوا في تيار في مجموعة واحدة من كل العراقيين بمختلف اطيافهم واعراقهم وارائهم وتوجهاتهم ومحافظاتهم المختلفة
ثانيا يضعوا خطة واحدة وبرنامج واحد يحدد فيها فيه المسيرة الجديدة التي تسير عليها الحركة الثقافية العراقية الجديدة
ثالثا من ضمن هذه الخطة وضع ثوابت واضحة لا يجوز الخروج عليها مهما كانت التحديات والظروف مثل
وحدة العراق والعراقيين بناء العراق الديمقراطي الحر التعددي حكم الشعب الذي يضمن للعراقيين جميعا المساوات في الحقوق والواجبات ويضمن لهم حرية الرأي والعقيدة فهذه نقاط ثابتة لا يجوز التحدث بها او حتى التقرب منها تحت اي ظرف
من الاعذار التي رددها البعض حول دعوة البرزاني للانفصال وتقسيم العراق لولا حكومة بغداد العنصرية لما دعا البرزاني الى الانفصال وتقسيم العراق وما ردده النجيفي وغيره بالارتماء في احضان داعش الارهابي لولا حكومة بغداد الشيعية الطائفية لما رمينا انفسنا في احضان داعش الوهابية
حقا ان العذر اقبح من الفعل
لا ننكر ان الجميع مقصرة وفاسدة والجميع منطلقة من مصالحها الخاصة ومنافعها الذاتية وكل مجموعة تريد الحصة الاكبر فثروة العراق مجرد كعكة وكل واحد يحاول الاستحواذ على المساحة الاكبر والضحية هو العراق والعراقيين
والسبب خلو الساحة العراقية من الثقافة العراقية والمثقفين العراقيين
اما آن الاوان للمثقفين التحرك لصنع ثقافة عراقية واحدة والا فانهم مشاركون في فشل التغيير الجديد وفي هذه الحالة يساهمون مع اعداء العراق في رمي العراقيين جميعا في نار جهنم