اكد البطريرك لويس روفائيل الأول ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، الخميس، أن الحضور سياسي خجول لمسيحيي العراق بصناعة القرار، مشيرا الى ان اغلب الاحزاب المسيحية تخضع لوصاية القوى الشيعية والكردية.
وقال ساكو في تصريحات له اليوم (3 ايار 2018)،، أن “العراق بحاجة إلى مصالحة حقيقية مشددا على أن أغلب الأحزاب المسيحية تخضع لوصاية القوى الشيعية والكردية”.
وأعرب عن أسفه لفشل الأحزاب المسيحية في تشكيل تحالف انتخابي موحد تخوض عبره الانتخابات، بما يسهل تبنى قضايا ومطالب المكون المسيحي في البرلمان القادم بصورة موحدة، وقال “أن أغلب الأحزاب والتحالفات المسيحية التي ستخوض الانتخابات تخضع بشكل كامل في تمويلها وتحركاتها وقرارها لوصاية أحزاب وتحالفات أكبر تتصدر المشهد السياسي العراقي، وتحديدا من القوى الشيعية والكردية”.
واشار الى انه “لا يوجد أي تمثيل مسيحي بشكل حر ومستقل، وكانت مشاركة المكون المسيحي خجول، وبالتالي لم يقدموا شيئا يذكر للعراق أو مكوناته”، موضحا ان “هناك شخصيات لم تتحدث أصلا بالبرلمان ولو لمرة واحدة”.
وتابع قائلا، “من أجل أن ننهي انقسام الأحزاب المسيحية يجب أولا أن نوقف اعتماد تمويلها على الأحزاب والكتل الكبيرة وأن نوفر البديل، وللأسف البديل غير موجود، فالكنيسة لا يمكنها أن تمول هذه الأحزاب أو مرشحيها.”، مضيفا ان “المرشحين في حدود 75، والجزء الأكبر منهم تقريبا، وهم 60 مرشحا، يخوضون المنافسة على المقاعد المخصصة للمسيحيين بالبرلمان بنظام الكوتا وهي خمسة مقاعد والآخرون مرشحون على قوائم مختلفة كقائمة النصر التي يترأسها رئيس الوزراء حيدر العبادي”.
وأوضح، ان “مسيحيي العراق يريدون المساواة في الحقوق مع غيرهم من طوائف المجتمع، ولا يريدون أن يُعاملوا كمواطنين من الدرجة الثانية، إنهم يريدون الأمان، ولا أن يتم استهدافهم بالسلاح أو بتشريعات ومناهج دراسية تمس من حريتهم الدينية”، بحسب تعبيره.
وبشأن الاجندات الخارجية التي تستهدف وحدة العراق قال، ان “هناك اليوم أجندات بالعراق وخارجه تستهدف وحدته. الكثيرون يحاولون التدخل بالعراق بحثا عن مصالحهم، تركيا، إيران، الولايات المتحدة. وهذا متعارف عليه، ولكن المهم أن يعرف العراق وأهله أين مصلحتهم”.
وأعرب بطريرك الكلدان في العراق والعالم، عن رفضه لوجود أي ميلشيات أو مجموعات مسلحة مسيحية، قائلا إنه “بالفعل هناك مسيحيون شاركوا ضمن الحشد الشعبي وحاربوا داعش مع الجيش والشرطة بعد اجتياح داعش لمناطقهم، ولكن ليس لدينا في الفكر المسيحي مفهوم الميليشيات ونطالب المجموعات التي دأبت على تعريف نفسها بالحشد المسيحي بالكف عن ذلك وعدم استغلاله في الدعاية الانتخابية لها”.