حزب البارزاني يريد فرض أرادته على القوى الكوردية الاخرى و ترغم الناخبين للتصويت لها

وجهت الحكومة العراقية انتقادات لاذعة لجهات حكومية كردية تحاول إرغام الناخبين في إقليم كردستان على التصويت لصالحها. وأكد المتحدث باسم الحكومة العراقية، سعد الحديثي، أن رئيس الوزراء، حيدر العبادي، تعهد بمحاسبة أي حزب كردي أو جهة حكومية تتورط بإرغام منتسبي القوات الأمنية والموظفين على التصويت باتجاه معين. وقال “تتوارد أنباء عن وجود ضغوط يتعرض لها منتسبو القوات الأمنية وموظفو الدولة في إقليم كردستان من قبل أطراف في الأحزاب الحاكمة، من خلال تخويفهم بإنزال عقوبات بحقهم، كالنقل والفصل، لإرغامهم على التصويت باتجاه معين”، موضحاً، في بيان، أن هذه الإجراءات، إن صحت، فإنها تمثل مخالفة خطيرة للقوانين، وأن القائمين عليها سيتعرضون إلى المساءلة القانونية. وتابع “ندعو المواطنين إلى عدم الاكتراث لمثل هذه التهديدات، وإننا سنقف معهم ونساندهم في ممارسة حقهم الانتخابي بكل حرية وحسب قناعة كل منهم”.

سياسيون أكراد أكدوا، من جانبهم، وجود ضغوط على الناخبين من قبل أحزاب مقربة من حكومة إقليم كردستان. وقال عضو تحالف الديمقراطية والعدالة الكردي، أحمد رضا، إن بعض أنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني شنوا حملة على الدعاية الانتخابية لمرشحي القوائم الأخرى في محافظتي أربيل ودهوك، مبيناً، لـ”العربي الجديد”، أن شباباً، مدفوعين من حزب البارزاني، مزقوا صوراً لتحالف الديمقراطية وحركة التغيير في المحافظتين. وأوضح أن بعض الأحزاب في السليمانية تدفع ثمن تقاربها مع بغداد، مؤكداً أن الحزب الديمقراطي الكردستاني يريد أن يلقي بالأكراد وطموحاتهم في التهلكة بسبب الإصرار على السياسات المتشنجة التي تسببت بالتفريط بحقوق الشعب الكردي. وشدد على ضرورة التعامل بواقعية مع نتائج الانتخابات المقبلة بعيداً عن التزمت الذي يصر عليه حزب البارزاني.

إلا أن وجود أصوات كردية معارضة لم تثنِ قيادات حزب البارزاني عن مواقفها السابقة. وأكد وزير المالية العراقي السابق، والقيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني، هوشيار زيباري، أن “استفتاء الانفصال كان بداية لإعلان الدولة الكردية، وأن يوم الاستقلال قادم لا محالة”، مضيفاً، في حفل انتخابي على أطراف محافظة نينوى المتاخمة لحدود إقليم كردستان، “لسنا نادمين على إجراء الاستفتاء الذي يعد وثيقة تاريخية مقدسة ستبقى إلى الأبد”. وتابع “لسنا ضيوفاً في العراق”، موضحاً أن “للأكراد حصة في هذا الوطن القائم على الشراكة”. يشار إلى أن حزب البارزاني، الذي قاطع الانتخابات في كركوك بذريعة أنها محتلة، أكد، في أكثر من مناسبة، أن المعركة الانتخابية في المحافظة ستكون خاسرة بالنسبة للأكراد، كما أن الكتلة الكردية في البرلمان العراقي ستكون أقل من الدورة السابقة.

المصدر: العربي الجديد