هل جُنّ المالكي؟ إنه يهدّد بالحرب الأهليه !- ساهر عريبي

في تصريح يعكس حالة الإحباط واليأس التي يعيشها, رئيس الوزراء العراقي السابق وامين عام حزب الدعوة ”الإسلامية“ هذه الأيام, لوّح نوري  المالكي بخيار الحرب الأهلية في حال خسارته للإنتخابات النيابية المقرّر إجراؤها في العراق يوم السبت المقبل!.
فقد اشار المالكي في معرض حديثه عن الإنتخابات في لقاء متلفز مع الإعلامي أحمد ملا طلال (افتح الرابط تحت)  أشار الى أن أحد أسباب إندلاع الحروب الأهلية هو الإحصاء السكاني والطعن في نتائج الإنتخابات! دون ان يذكر أي مثال على ذلك! مما أصاب المحاور بالذهول قائلا له ”الله يستر هل هذا تهديد؟“.
لكن هذا التصريح ليس بغريب على من طعن في نتائج الإنتخابات التي خسرها في العام 2010 وطالب بإعادة عد وفرز الصوات مما كلّف خزينة الدولة ملايين الدولارات حينها لإنه لم يتوقّع الخساره! فما كان منه الا ان يلتف على الدستور بعدها وبتواطؤ من المحكمة الإتحادية ليمنع القائمة الفائزة من تشكيل الحكومة , لكنه عاد في العام 2014 ليعترض على عدم تكليفه بتشكيل الحكومة  لأنه فاز بالإنتخابات بالرغم من ان التحالف الأكبر في البرلمان رشّح العبادي!
إزدواجية توضح وبلا يدع مجالا للشك بان حب السلطه قد استحوذ على نفسه وبالشكل الذي أفقده صوابها حتى وصل به الحد الى التلويح بالحرب الأهلية التي خرج منها العراق لتوه  بعد أن قدم آلاف التضحيات! فهذا الهذيان لا يعكس سوى فقدان التوازن بعد ان اعمى حب الكرسي بصره وبصيرته.
إذ ان أبسط مطلع على الوضع السياسي في البلاد سيخرج بنتيجة مفازها ان المالكي سيمنى بهزيمة مخزية في هذه الإنتخابات ولأسباب متعددة اولها:
أن قائمة إئتلاف دول القانون  التي فازت في الإنتخابات الماضية قد انفرط عقدها وتشطرت الى عدة قوائم, ومنها قائمة النصر التي يتزعمها رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي تقف خلفه معظم قيادات حزب الدعوة الذي يرأسه المالكي شكليا. كما وانضمت  الى هذه القائمة أطراف أخرى كانت في دولة القانون ومنها كتلة مستقلون.
واما منظمة بدر فهي الأخرى انهى زعيمها زواجه  الكاثوليكي  بدولة القانون ليعلن تشكيل قائمة الفتح . ولذا فلم يبقى مع المالكي سوى الخط الثاني من قيادات الدعوة وما يسمى بحزب الدعوة تنظيم العراق الذي ينتمي له فلاح السوداني والذي أفسد قادته أيما فساد, يضاف الى ذلك صهريه وأبناء عمومته وأقاربه وهكذا تحولت دولة القانون الى دولة المالكي!
ثانيا: إن الشعب العراقي  وبعد ان نجح في الخروج من العديد من الكوارث التي أوقعها فيه المالكي وخاصة إحتلال داعش لثلث العراق بات مدركا اليوم اكثر من أي وقت مضى لمدى فشل وفساد المالكي طوال سنوات حكمه الثمان والتي اوصلت العراق الى ما وصل اليه من سوء بعد ان أهدر الف مليار دولار طوال سنوات حكمه المشؤومة.  ولذا فإن عزوف الناخب عنه أصبح امرا طبيعيا ولم يعد يقف في صفه سوى المرتزقة والإنتهازيون .
ثالثا: إن موقف المرجع الديني آية الله العظمى السيد علي السيستاني كان واضحا من المالكي عندما فضّل تعيين بديل عنه في العام 2014 ولم يطرا على ذلك الموقف أي تغيير , بل أكدته المرجعية في بيانها التاريخي حول الإنتخابات والذي دعت فيه الى عدم إنتخاب المجربين الفاشلين والفاسدين من المسؤولين السابقين ممن يقفون على رأس بعض القوائم , في إشارة الى المالكي  لا ينكرها  الا جاحد.
رابعا: إن الشعب العراقي  أصيب بإحباط كبير جرّاء فشل وفساد حزب الدعوة الذي يرأٍه المالكي طوال السنوات الثلاثة عشر الماضية التي حكم فيها الحزب البلاد ونشر فيها الدمار والفساد وهو ما حدا بقطاع كبير من العراقيين الى اتخاذ قرار بعدم إعطاء صوتهم لحزب الدعوة بشقيه.
وهكذا تبدو حظوظ فوز المالكي بالإنتخابات شبه معدومة , فلِمَ يتم تزوير الإنتخابات لمنع فوز المالكي ؟  ولذا فإن تلويح المالكي بالحرب الأهلية يثبت بأنه يريد إحراق البلاد وإعادة إدخالها مرّة أخرى في أتون الصراعات المذهبية والقومية والحزبية, لا لسبب سوى حبه الكرسي الذي جلس عليه صدفة  والذي لا يستحق أن يعتليه مرة اخرى ولو للحظة, وخاصة بعد أن أقرّ سابقا بفشله داعيا الطبقة السياسية وهو من بينهم الى التنحّي جانبا , لكنه لم يلتزم بدعوته  وأصر على خوض الإنتخابات التي سيمنى بها بهزيمة ساحقة سيبوء بعدها بخزي الدنيا ولعذاب الآخرة اكبر.