التطرق و ممارسة السياسة من أبوابها الضيقة تتمثل بتحالف القوى الكوردية مع قوى عراقية أخرى من أجل تشكيل حكومة عراقية و أن تأخذ القوى الكوردية وعود أو لنقل ضمانات بأن تلك القوى العراقية ستقوم بتطبيق الدستور العراقي و الايفاء بوعودها.
هذا النوع من التصرف السياسي مارسته القوى الكوردية في العراق و منذ سقوط النظام الصدامي و نتيجتها كانت الفشل و سيكون الفشل مصيرها في هذه الدورة أيضا ان لم يتمعن الكورد و يتعمقوا قليلا في السياسة و ممارسة العمل السياسي البرلماني.
في العراق هناك الان مجموعتان عربيتان أحداها هي مجموعة الصدر و العبادي و الاخرى هي مجموعة المالكي و العامري و الاربعة لا اختلاف كبير بينهم كورديا و لكنهم يختلفون في ولاءاتهم الدولية و الطائفية. فالعبادي مقبول أمريكا، و المالكي و العامري مقبولان أيرانيا.
فوز العبادي و الصدر بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة تعني حصول تلك الحكومة على دعم أمريكي خليجي و زيادة حظوظها الدولية و بالتالي التقليل من أهمية الكورد دوليا. و رأينا كيف أن صعود العبادي نجم عنه تخلي أمريكا و باقي الدول عن الكورد و سماحهم بعودة الجيش العراقي الى كركوك و باقي المناطق الكوردستاني خارج الاقليم.
فوز المالكي و العامري بتشكيل الحكومة العراقية المقبلة سينجم عنه عداء أمريكي و خليجي للحكومة العراقية و بالتالي تقوية المركز الكوردي دوليا. و هذا بالضبط ما نجم عنه عند تسلم المالكي لمقاليد الحكم في العراق. حيث ازداد الدعم الدولي لجنوب كوردستان الى درجة وصلت الى تقبل وضع الدولة داخل الدولة للكورد.
أكثر السيناريوهات ضررا للكورد هو تشكيل حكومة توافقية بين الصدر و العبادي و المالكي و العامري حيث عندها سيستمر الوضع على ما هو علية الان.
و أستنادا على هذا الطرح فأن صعود المالكي و العامري الى سدة الحكم في العراق هو الافضل سياسيا للكورد في حال تصرف الكورد بشكل صحيح مع الحاله، و لكن هذا ليس الافضل عراقيا. فأذا كان الكورد يريدون أعادة بناء عراق قوى عندها عليهم التحالف مع الصدر و العبادي و أنجاح حكومتهم. أما أذا أرادوا موقعا سياسيا دوليا قويا للكورد لأنفسهم فعليهم مساندة و لا نقول التحالف مع المالكي و العامري. و هذا ليس تحايلا سياسيا أو نظرة أنانية الى الاحداث و العراق بل أن السياسة تتطلب العمل بطريقة ديمقراطية لضمان حقوق الشعب الذي تناضل من أجله.
و الاهم من النقاط أعلاه هي دخول فكرة المساندة السياسية الى الخطاب و الواقع السياسي الكوردي، بدلا من فكرة التحالف السياسي أو حتى المعارضة السياسية.
ففي حالة المساندة السياسية سوف تقوم الاحزاب الكوردية بأعطاء أصواتها فقط الى القوى التي يريد الكورد بأن تقوم بتشكيل الحكومة و لكن القوى الكوردية سوف لن تشارك في الحكومة المشكلة و تحتفظ لنفسها بحق فرض المواقف على الحكومة من خلال عدم منحها التأييد داخل البرلمان و اسقاط الحكومة عند الضرورة. دوليا سوف لن يتم أعتبار الكورد حلفاء للمالكي و العامري في هذه الحالة و لا يتحمل الكورد مسؤولية أخطاء تلك الحكومة و مسؤولية العداء بين تلك الحكومة و أمريكا و في نفس الوقت ستكون تلك الحكومة أسيرة الاصوات الكوردية في البرلمان.
أما في حالة التحالف السياسي فعندها ستكون القوى الكوردية جزاء من الحكومة و سوف لن تستطيع معادات حكومة العبادي و الصدر بسبب الضغوط الامريكية و الدولية علية حيث الصراع الايراني الامريكي قائم. و لكن لو قام الكورد بمساندة تلك الحكومة فأن المجتمع الدولي سوف يعلم بأن الكورد غير راضون لا من حكومة العبادي و الصدر و لا من حكومة المالكي و العامري و هم يعملون على أبقاء الديمقراطية في العراق.
و من هنا نستطيع القول أن الكورد يستطيعون الدخول في مرحلة المساندة السياسية و أنهاء مرحلة التحالف السياسي الذي لا يتقبلة الشعب الكوردي و هو يعاكس دعوات الاستفتاء و الدولة التي تصدرها بعض القوى السياسية الكوردية و منها الحزب الديمقراطي و أجزاء من الاتحاد الوطني.
نتمنى ان لا تخطأ القيادة الكوردية هذه المرة وتغير ولا تعيد الفاشلين الفاسدين وذوى الوجوه الكالحة والبائسة القديمة الى الساحة والواجهة وتختار الاخلص والانزه والاثقف والغيور وتحاول باى ثمن وطريقة ترويض المعارضة وتوحيد الصف الكوردى المتشرذم والمنقسم
أعتقد أنه لا يوجد (( أفضل )) بالنسبة للكورد ، وفرصهم في المكاسب يُكاد يكون صفراً و تأثيرهم في الحكوكمة المقبلة هو دون الصفر ، مهما كان هم لا يختارون السبيل السليم أبداً إذا كان في المعادلة طرفاً نافعاً ، هم مع السنة في جميع الأحوال ، الآن هم سيختارون صف الصدر والعبادي إذا كان لهم خيار, وهم أعداؤهم ، أليس الصدر هو الذي أجبر المالكي على طرد الأمريكان وفتح بذلك باب جهنم على الشرق الأوسط وجلب داعش إلى العراق ، والآن هو ضد المالكي ، والكورد سيختارون الإنتحار على إختيار صف الشيعة وإيران ، ليس بسبب السياسة بل بسبب الدين فقط