لا يبدو على الئيزديين إستعدادهم لفهم التاريخ مهما توغلوا فيه وكُشفت لهم خباياه بتناقضاته وحقائقه ، ولا هم بصدد الإيمان بتراثهم الديني التاريخي المتوارث,الذي ينقل لهم الحقيقة واضحةً جليّة عبر رجال ديننا, الأُمناء الأميين الذين علِموا دينهم وعرفوا تاريخهم ونقلوه إلينا بأمانة , عبّروا فيها عن الحقيقة كاملةً وإن كانت مشوبةً ببصمات الأجانب وندبات الإضطهاد العنيف , وبدلاً من غربلتها وتصفيتها وأستخلاص الحقائق منها ، يرفضونها جملةً وتفصيلا ويُفضلون عليها علوم الأجانب الأعداء الذين كتبوا تاريخنا لهم ، وقلبوا الحقائق إلى الضد, فأصبح مثقفو الئيزديين وكتبتهم جيلاً مكمّلاً لجيل الأعداء يُؤكّدون لهم ما كتبوه عن الدين الئيزدي وتاريخهم .
إذا كانت الشمس لا تكفي أَن تكون دليلاً حاسماً ولا النار التي تُشعل عشيات الايام والمناسبات المقدسة ولا تمجيد الثور الذي منع زرادشت ذبح القرابين من أجله فتعرّض لعداء الكهنة والمجتمع ، إذا كان مصحف رش الذي يُؤكد على علاقتنا بملوك الساسان والأخمين أحشوراش وسابورأول وثاني ، ونوشين روان قد ملأ قصصنا وحتى صهرهم نبوخذنصر الكلداني وليس السومري , ولا ملك فخردين الذي إستقى علومه من فم زرادشت ولا الإيمان بالتناسخ ولا كلام جميع شيابنا وعلماء ديننا الأميّين الذين منهم عرفنا ديننا, وتأكيدهم على زرادشتية الدين الئيزدي ، فماذا ينفع مع جيلنا المثقف الذي يُفضل أقاويل الأجانب على نصوص الدين وكلتور الشعب وقصصه التاريخيّة ؟
ما الذي جعلنا نتسمى بأسمه ( دشتي ) حتى اليوم رغم الظروف المعادية له ؟
ما علاقتنا ببازيد البسطامي الفارسي الزرادشتي يزور لالش من مسافة 1500 كم ويكتسب لقب الاختيار ؟ ( لقب الباباشيخ) ومثله الحلاج الذي ذبح من أجل الدين الداسني, وما المناسبة التي جعلت الئيزديين يُسلمون أمرهم لحفدة مير براهيم الخورستاني الفارسي القندهاري الفقير ؟. . . . . وغيرهم كثيرون جداً .
نعم هناك تعمّد وإصرار على تشويه الدين الئيزدي وتاريخه, لغاية, أو لغايات حددتها السياسة وليس الدافع لمعرفة الحقيقة ، وربما عشوائيون لا هدف لهم غير الكلام الفارغ والهزُؤ والسفسطة بعدما خرجوا ونفضوا أيديهم من الوطن والملّة ، فحتى السياسة بالنسبة للئيزديين تناقض ميولهم السومرية ، ببساطة من ليس زرادشتيّاً ليس كوردياً هذا هو دين الكورد والفرس قبل الإسلام على طول البلاد الساسانية, إنهم يُناقضون أنفسهم بأنفسهم ، لكنهم في التاريخ السومري الذي لم يجدو منه شيئاً فطاحل في الكلام, ولوكان اليوم كتبة سومريون يصفعون مُثقفينا عما نقوله في شأنهم , ما تجرّأ ئيزديٌّ على ذكرهم , السومريون بإختصار شديد قومٌ لم يُحسم إنتماءهم القومي أبداً ، فالساميون ـ خاصة العرب ـ يُحسبونهم ساميين أكديين وقد ذابت حضارتهم ولغتهم في الاكدية والأمورية البابلية بسرعة أي أنهم ذابوا في الساميين ، والآريون يجرون نسبهم إليهم جراً بينما النزيهون من الأجانب يُرجحونهم إلى أصلهم المغولي أو التركي الطوراني إن شئت القول، وآثار اللغة التركية بائنةٌ على بعض أسمائهم، فمثلاً أنكيدو (أن) أداة تفضيل تركية حيّة بمعنى ( الأكثر كيدو) ، كًلكًامش (كًل) تعني الإبتسامة و(مش) تفعيل تعني الصيرورتية ,, ولوكال زاكيزي ( كال) من لوكال يعني الملك زاكيزي, ( كرال ) بالتركية الحالية تعني الملك , وبالتأكيد هناك غيرها ، طبيعي ان تكون هناك تشابهات أو إقتباسات دينية أو إجتماعية بالتجاور ، لكن لا علاقة قربي ولا علاقة دينية فلم يقدس الثور والنار والشمس معاً وبقوة غير العنصر الإيراني من الكورد والفرس, الوحيد من الساميين حمورابي قدس إله الشمس لأنه كان زعيماً لشعب بابل الذي أغلبه من الكيشيين الكورد ، عندما نهضت سلالة أور الثالثة على قدميها وأخضعت الكًوتيين الكورد لم يقولو إنتزع أورنمو الحكم من سلالة أخرى من السومريين .
ثم يستشهد الأخ الكاتب بيوم الأربعاء كعنوان لمقاله ، المحلل الذي يملك ذرة من الرُؤية التاريخية في تحليل الأحداث يدرك بما لا يقبل الشك أنه ليس اليوم الذي قُدّس منذ الأزل فأسمه (( جار شةفبووـ الليلة الرابعة)) كبقية أيام الاسبوع يؤكد أنه في البداية كان كغيره من الأيام, واليوم المميز ((ئيني )) المنسوب إلى إلهٍ كان معظماً سابقاً هو الذي كان مقدساً في البداية وهو منسوب إلى إله الحكمة والعقل (( ئيناهيتا)) الذي ألغي تقدسيه بتوحيد زرادشت فألغى جميع الآلهة إلا إله الشمس, بدليل أن أسماء أيام الأسبوع الفارسية القديمة أيضاً تنتهي بنفس اليوم منسوب للإله ئيناهيتا : (( ئيناهيتا شيد )) ولا يُعمل بها اليوم فإيران تستخدم الأسماء الكوردية حالياً ، ولابد أن حدثاً عظيماً جداً قد صادف يوم الأربعاء في وقت ما, جعله بهذه الدرجة من العظمة فنسبناه إلى الإله طاوسي ملك ، وتقديسه قد سبق ملك فخردين الذي ولد وتوفي فيه ، تماماً مثل قصة ولادة النبي محمد ووفاته في يوم الإثنين ، فزرادشت لم يلغِ الأربعاء عندما ألغى السرسال ونقله من موقعه إلى 21 آذار بل نقل قدسية الأربعاء أيضاً فثبته في الأربعاء الذي يسبق نوروز مباشرةً بإسم جارشمبووا سور كما هو معروف .
التقويم القمري الطبيعي, كان هو الذي عُمل به عند جميع البشر أولاً ، وفي جنوب العراق السومري وغير السومري, لم يتخذ أحدٌ التقويم الشمسي أبداً ، في الشمال الزراعي أيضاً كان قمرياً أيضاً في البداية, ولأجل تثبيت المواعيد الزراعية, هُم أحدثوا السنة الكبيسة ، كل ثلاث سنوات يُضاف شهر حتى تستقر المواعيد المناخية وبعد الإعتراف بزرادشت الذي حسب السنة الشمسية بدقة وبعد وفاته بمئة عام في حوالي 480 ق م , وحساب السنة الشمسية والقمرية بالأيام في العهد الأخميني على يد دارا الكبير عمدوا إلى خلط التقويمين كل سنتين ب 355 يوم وسنة ثالثة ب 385 يوم, خليط شمسي قمري ، وهكذا تغيرت وعُدّلت التقاويم مئات المرات حتى إستقرّت في الصورة المُثلى المعمول بها الآن بعد تدخل الفلك وحسابات الزمن بالثانية والدقيقة .
ثم يُهاجم الزرادشتيين فيقول (( ظهور زرادشت كان كارثة للئيزديين فقد ساهم في إرتكاب المجازر ثم هرب …… ترك الدين الئيزدي وعبد شيئاً آخر )) ما هو هذا الشيء ؟ ثم متى ظهر الدين الئيزدي ؟ هل كان زرادشت بعد الشيخ عدي ؟ لا أدري من أي جعبة أخرج الأخ هذه الحقائق التاريخية وهو الذي قال قرأت كل الآفستا ولم أجد فيها شيئاً ، نعم قرأها وكنت أتابع فقراته المنشورة, لكنه لم يكن يُوضّح منها شيئاً وعدة مرات علقت على بعض منشوراته لأستدراجه إلى التحليل الموضوعي ، لكنه لم يرد, لأن لم يكن لديه ما يرد به غير تنزيل النصوص المدونة .
كان على الاخ أن يفصح عن دليل تاريخي واحد في حروب الئيزديين ضد زرادشت, كإسم قائدهم مثلاً أو سنة الحدوث أو موقعه أو أي شيء يُوضح إدعاءاته .زرادشت عاش في أهدأ فترات الحكم الميدي سلماً, وأكثرها قوةً وإزدهاراً خاصة في منطقة منشئه ميديا .
عند بلوغه سن الرشد 642 ق م كانت المعاهدة بين الآشوريين والميديين مستتبة والعلاقات على أحسن ما يكون وحروب آشور بانيبال كانت شديدة على عيلام وبابل التي يحكمها أخوه فقتله ، الإهتمام بالدين كان شغل زرادشت الشاغل, لم يحمل سلاحاً ولا قتل إنساناً ولا أحدث فتنة , واعتكف في الجبال حتى تولى إبن آشور الضعيف سانابل ولاية آشور ونابو بلاصر القوي زعامة بابل وكيخسرو الجبار ولاية ميديا وكاوة الحداد الميدي قائداً لآشور في نينوى ….. فسقطت نينوى ولم يشترك فردٌ من بلد زرادشت في القتال , في هذه الاثناء أفصح زرادشت عن إصلاحاته الدينية فاصطدم بالكهنة بسبب معارضته للقرابين التي كانت مصدر إقتصاد الكهنة فحاربوه وهرب لاجئاً إلى حاكم ميدي في خراسان/ بلخ التي كانت تتعرّض لهجماتٍ مستمرة من الطورانيين هناك; وقتل على يدهم طبيباً يعالج الجرحى ولم يكن مقاتلاً .
وأخيراً ينصح المُدافعين عن الزرادشتية أَوذوي الميول الزرادشتية بالتوجه إلى مكاتبهم المعترف بها والإنضمام إليهم وترك الئيزديين في حالهم وحريتهم مع دينهم ، هنا أنا أيضاً أُوافقه الرأي فلا خلاص للكورد جميعاً وبضمنهم الئيزديين إلاّ بإستعادة الدين الزرادشتي الداسني والإتحاد مع إيران إذا كانوا يحلمون بشيء إسمه إستقلال ، وإيران الجبارة اليوم لن يُكتب لها المستقبل إلاّ بالعودة إلى جادة الصواب والكف عن حفر قبرها بيدها .
وفي شأن آدم والخليقة والزواج لم نر في مقاله شيئاً يستحق التعليق ، يكفي أن نقول أنّ قول زبووني مكسور لملك فخردين واضح ومفهوم وكل ما عداه باطل لا شأن للئيزديين به في موضوع الخليقة ، وتحريم الزواج المسافح لم يكن في العهد السومري ولا من دينهم أو ثقافتهم التي لا علاقة للئيزديين بها ، تحريم زواج المحرمات فقرة في تشريع حمورابي (1790 ق م ) عقوبتها ليست القتل إنما النفي ( الخروج من البلاد ) لأن الزواج المسافح كان جارياً وكثير الحدوث وبدأ منعه على عهده , فكانت قصة الخليقة البابلية إستجابةً لتشريعه هذا, حتى وإن كانت ميراثاً ثقافيّاً من العهد السومري فتعديلها قد حدث في بابل بدليل أن الإله السومري إنليل قد تزوّج من إبنته إنكي, بالمناسبة إنكي أيضاً إسم تركي يعني البقرة وهناك إله آخر إسمه آنو بمعنى الأم . بقي أن نقول : أن بابل حمو رابي كان معظم شعبها من الكورد الكيشيين ( بالدين الشمساني الزرواني ) وهم الذين حكموا بابل بعد سقوط الأموريين بيد الحيثيين .
حاجي علو
30 5 2018
مرحبا استاذ حاجي ارجو ان تعرفنا باسم ملك فخرالدين في الحقبه الزردشتيه لان هذا الاسم عربي بالاضافه انه درجه دينيه اسلاميه ةالرجاء افتونا بمآ تعرفه مع عدم خلط الحابل بالنابل وخلط التواريخ ولكم الامتنان
ملك فخردين لم يكن في زمن زرادشت ، لكن علومه من فم زرادشت ، فهو تلميذه إذن مهما بَعُدَ الزمن بينهما ، وعدة أبيار إسمهم محمد بير محمدي ربن ، بير محمود بير محمد رشان واول مير ئيزدي جد تحسين بك إسمه محمد ، هل يعجبك هذا أم لا ؟ أنت حر وهذه هي الحقيقة
كان عليك أن تكون في كوجو في 3 8 2014 حتى تستوعب التاريخ وشكراً
شكرا استاذي الجليل ولكن لم يعجبني في الحقيقه وانا بصفتي لست ناقداولكن ابحث عن الحقيقه استاذي الكريم بالعكس انا من أنصار أفكارك التي تنور بها العقل الأزدي ولكن لماذا اسم محمد في تراثنا وما علاقه وجودي في كوجو بالمساءله وارجو ان يتسع صدرك بكلماتي واتمنى كل الكتاب الاردنيين مثلك و بنفس الأفكار مع شكري وامتناني ولكم العمر المديد
التي
نعم وجودك في كوجو مثال ، أعني بذلك كي تعرفون الظروف التي عاشها الئيزديون تحت سلطة الخلفاء المسلمين طيلة 600 عام من 638 ميلادية إلى 1258 ميلادية فرمان متواصل مثل فرمان كوجو لأن كم لا تعرفون التاريخ القاسي على حقيقته ، فتظاهروا بالإسلام وتسمَّوا بأسمائهم كي يتملصو منهم ولو أن بعض الكورد لم يسلمو إسلاماً صحيحاً لما تمكن الئيزديون من التنكر والإختفاء ثم النجاة , وجميع الممارسات الشبه إسلامية فرضت على الئيزديين قبل قدوم الشيخ عدي وليس بسببه وهكذا أَضرب المثل في كوجو لكي يفهم الئيزديون لماذ هذه الاسماء والعادات الإسلامية المكتسبة
[در عصر ساسانيان علاوه بر اهورامَزدا، ميترا (ايزد مهر) و اناهيتا (ايزدبانوي آب) اهميّتي فوق العاده يافتند. در اين زمان اعتقاد براين بود که اهورامَزدا نگهباني جهان را همسان به اين دو ايزد واگذاشته است….]
في العصر الساساني ، علاوةً على أهورامزدا ، أعطيت أهمية فوق العادة ل( ميترا/ إيزيدميهر , وأناهيتا (إلهة الماء )، على أن أهورامزد قد أوكل إليهما حراسة العالم وحتى اليوم يُسمى يوم الجمعة (ئيني )بيوم البالاف أي الغسيل لأنه يوم إلهة الماء
أهورامزدا إسم كوردي ، بالفارسية القديمة ( إيزيد ميهر ) وبالفارسية الحالية خداي خورشيد ، وبالعربية إله الشمس وبلغة الئيزديين الآن خوداني رؤزًي ، وهو طاوسي ملك ، أما إيزد فيعني إله بالقاموس أيّ إله كان ويزدان جمع بالسورانية والفارسية ولا يوجد جمع في البهدينانية ، إذن فكلمة يزدان تعني جميع الآلهة وهذا مخالف للتوحيد أي أن الئيزديين هم فقط موحدون والبقية مشركون متعددو الآلهة
نعم استاذ حاجي مثلما تفظلت . ولحد اليوم يستعملوا الكرد اهوورامزدا في حياتهم اليوميه وعلى سبيل المثال عندما يقع الكردي في مشكله ما أو محنه او مازق ما يصيح . هاوار هاوار يعني اهورامزدا بالشكل المختصر. وشما زباني فارسي خوب بلدي دستي شما درد نكن و تا ايندى ايزد نكاه دار