لا شك إن لكل دين أو معتقد قّيم وثوابت مستوحاة مِن كُتبٍ مقدسة كالقرآن والآنجيل والتوراة أو مِمنْ يتخذون من الآرث الحضاري والثقافي ديناً ، عليه و بالرغم من أن الإيزيدية كانوا يمتلكون كتابين مقدسين وهما “الجلوة والمصحف الأسود” إلا ان ضاعا بفعل الحملات الإبادة السيئة الصيت ، وهذا الأمر يبدو معلوماً للملمين بهذا الشأن ، ولكون موضوعنا مختلف فلا مجال للغوص في سبر أغوار تلك المسألة هُنا ، لكن حالياً الإيزيديون يعتمدون بشكل أساسي على “علم الصدر ” ، أي ان العالم الديني يجب ان يحفظ كل شيء على ظهر القلب وثم يقوم بدور الُمرشد بين الناس بمنتهى الدقة والحذر تجنباً لإيقاع أي نوع من التغير فيه ، بالطبع جزء من هذا العلم الشفاهي الإيزيدي مأخوذ من الكتابان المذكوران قبل ضياعهما وإجزاء منها من وحيُّ الإيمان عن طريق ( الكواجك او الفقرايات ) !.
وعلى الأغلب الموروث الديني للأديان الكتابية على حد قولهم آتي من خلال الوحي على الرسل والأنبياء بواسطة الملاك جبرائيل وليس على هيئة كتاب مطبوع ! ، حينها كثير من الأديان مكنتهم الظروف بتدوين آرثهم بهدف التبشير إلا ان الإيزيدية فضلوا العلم الشفاهي على التدويني لكونهم غير تبشيريين و المحفوظ صدراً يمكن ان يتأثر بيه المتلقي أكثر من المقرؤ . لكن للأسف الشديد لمجرد عدم إمتلاك الإيزيدية كتاب كان سبباً رئيسياً في تعرضهم إلى كثير من الإبادات والمآسي عبر التأريخ حيث ذلك كان حجةٍ جاهزة لشن هجماتهم البربرية و إتهام الإيزيدية بأمور لا تمد لحقيقتهم بصلة !.
و حينما أراد الإيزيدية تدوينها لم تسنحهم لهم الفرصة جراء الملاحقات والمآسي المتكررة ، لذلك لم يستطيعوا أن يجمعوا آرثهم الديني والحضاري في كتاب وأحد ، فقط إن نظام دينهم الطبقي والوظائف الدينية الموزعة كانت دافعاً كبيراً في الحفاظ على تماسكهم الإجتماعي والديني على حدٍ سواء ، حيث الطبقات الدينية الثلاثة :الشيخ، البير،المريد ،كانت متجانسة ومتداخلة من خلال الفرائض الدينية الملقاة على كل طبقة تجاه أخرى .
حتى فيما إذا لو توفر مصدر ديني إيزيدي معين للملأ لا يمكن ان يطلع على كل شيء فيه من قبل الجميع ،نظراً لإحتواءها على أسرار تضرب جذورها أعماق التكوين البشري وأمور لا تعني للجميع عدا رجالات الدين الذين يتسمون بالصفات الروحية الإيزيدية الحقيقية ، وبالرغم من ان يتضح جلياً من هو طاوؤس ملك في النصوص الدينية الإيزيدية المقدسة إلا ان بسبب ضعف الخلفية الثقافية والعلمية لبعض رجال الدين أو المحسوبية السياسية بين المجتمع مؤخراً وأيضاً بعض الكُتاب والمؤرخين المغرضين الذي ابتغوا إلى إيقاع مزيد من الغموض والإبهام إلى المسالة، فأرسوا الموضوع في خانة مظلمة جداً بالنسبة للغرباء حتى لبعض السذجة من الإيزيدية أنفسهم في بعض جوانبهِ حتى أصبح أشبه ما يكون بلغز محير بحاجة إلى فك طلاسمها مجدداً .
هنالك من وقع تحت الظن بأن طاوؤس ملك هو جبرائيل ع وذهب بعض الباحثين إلى أكثر وهماً من ذلك فأرجحوا بأنه عزازيل وقلة قليلة منهم شككوا بتلك النظريتين وحاولوا البحث عن حقيقة الأمر ، لذا عبر هذا البحث سوف لن نستمد معلوماتنا و دلائلنا من أي تلك المصادر سوى النصوص الدينية الإيزيدية التي تعتبر الباب الرئيسي والحقيقي للنبش بهدف إستخراج الرؤية السليمة .
لذلك سيكون كل شيء معتمداً على ما ورد في النصوص الدينية الإيزيدية لا غير لكونها المصدر الأساسي والشرعي لكل القضايا التي تعد من المنظور الديني الإيزيدي , عليه يأتي في نصوصنا في البداية لم يكن هنالك شيئ مرئي أو غير مرئي سوى الله سبحانة وتعالى , أي انه موجود منذ الأزل , ثم قام بخلق اللؤلؤة أو الدرة البيضاء من نطق حدثه من خلال الأسرار الأربعة ( الخلان الأربعة ) حتى شكلَّ ملاك على شكل طير ! ، إذ أصبح هنالك ملك خُلق من هيبة الله النوراني ، وبدليل يرد في أحدى نصوصنا الدينية وتحديداً في قول ( علمئ نادر ، دوعايا باوريى ) :
سأل الله الملاك من أنت ومن آنا ؟
رد عليه الملاك قائلاً أنت أنت وأنا أنا !
فجعله يسكن على الدرة تسعمائة الف سنة ثم عاد وسأله نفس السؤال من أنت ومن أنا؟ ، رد عليه الملاك نفس الجواب قائلاً :انا أنا وانت انت !، بنفس الفترة الزمنية تكرر السيناريو للمرة الثالثة لكنه أجاب الملاك أنت ( خودا ) وأنا آزدا أي أنت الخالق وأنا المخلوق ، إنك أنت الذي يليق به المدح والثناء ، لك ٣٠٠٣ أسم ، والأسم الأعظم هو الله ( الخالق المطلق ) (المصدر: قول طاووس ملك ).
وبعد ذلك نظر الله إلى الدرة كما يأتي فى : قول زةبوني مكسور ( الفقير الزاهد )
9- كرنه ركن ؤ ركني
دور ب هه يبه تئ هنجني
تاقه ت نه ما هلگري.
10- تاقه ت نه ما ب صه بري
زور ب ره نگا خه ملي
سبي بوو، سور بوو، سه فري.
11- دور خه ملى، گه ش بوو
وه كى نه عه رد بوو، نه عه زمان بوو، نه عه رش بوو
هنگى بادشئ من ب كيرا خوه ش بوو؟ الترجمة :
عندها نظر الخالق إلى الدرة
الدرة تزلزلت من هيبة الخالق
لم يبقَ للدرة طاقة للصبر
لم يبقى للدرة طاقة للتحمّل
الدرة توهَّجت بالألوان
أحمرت ـ أصفرت – أبيضت
الدرة تزينت وتوهَّجت (أنفجرت)
قبل أن توجد الأرض وقبل السماء
قل لي :ربي مع من كان يتحدث؟ :طبعاً مع طاووس ملك!.
ثم بعد خلق الكون أنبثق فى كل يوم ملاك من نور طاووس ملك ، أي أنه أول نور منبثق من نور الخالق ومن هذا النور تكونت الملائكة السبعه ! هم أسرار الخالق على هيئة ألوان السبعة “لقوس قزح” حول الكون ، تقول السبقة الدينية التالية :
الملائكة السبعة الكبار
واقفون في ديوان الملك الجليل
بمعنى ليس أحد الملائكة السبعه لكنه متجسد في سبعتهم ,
فالتجسد و التقمص هو الإعتقاد الرئيسي في الإيزيدية.
طاوسي ملك هو الشكل الأول المُدْرَكْ الظاهر لنور الخالق والملائكة السبعة هم اصلاً جزء ً من نور طاووس ملك في خلقهم كأنك توقد شمعة من شمعة أخرى
(ورد ذلك في ودعاء الصباح وقول شيه بكرشاخئ ٢ )
سبقة ٤-به دشئ من دور،
سه يرى، سه يران لئ كر
ئو سيورى ؤ بريى كر،
٥- به دشئ من دور ،ش، خو، ڨاڨاره
دور، قه نديله كه، مالداره
الترجمة :
ربي خلق الدورة من ذاته,كشف الدرة ونظر الى الدرة
ربي فرق الدرة من ذاته درة هي قنديلا ( اي نور ساطع)
وقنديل هي مستورة بنور الله
الدرة أو اللؤلؤة التي تشكلت منها الكون توجهت بالألوان أحمرت صارت بيضاء فأصغرت حتى أنفجرت ، هذا النص الديني يعود إلى آلاف السنين لكن آخر تدوين له يرجع إلى أكثر من ثمان مئة عام ، و النظرية التي تسمى علمياً بالأنفجار العظيم كشفه العالم البلجيكي (جورج لومتر)في عام 1927 أي قبل مئة عام فقط ! بينما تجهرت فى العديد من النصوص الإيزيدية المقدسة
كما يرد في السبقات التالية :
به دشي من جباره ، ش دورى آفراندبو جاره ــ ئاخه و آفه و بايه و آكرا .
الله الجبار كون الدرة (اللؤلؤة) من أربع عناصر التراب الماء و الريح و النار
قه ولئ علمئ نادر، “دوعا باوريى
١-به دشا ل، ناڨ دورئ ل خه وله بوو
المولى كان مخفياً بين الذرة
نه عردبو نه عسمان بوو،
لم يكن هناك لا السماء ولا الأرض
نه چيا، نه سكان بوو،
لم يكن هناك لا الجبال ولا الكائنات
باوري ناڨه ك، ش خودا بوو.
الإيمان كةن أسم من أسماء الله
٢- به دشا دناڨ دورئ دا بوو،
المولى كان ضمن الذرة (اللؤلؤة)
ب كَراني ٣٠٠٣ ناڨ ل خوّ دانى بوو،
كان له ٣٠٠٣ أسم
ناڨه ك، ش ئ باوري بئ ناني بوو
أراد أن يخلق الإيمان (طاووس ملك)
٣-خودئ باوري چيكر ،٩٩ ره نكَ بيرا فريكر
الله خلق الصدق ( الإعتقاد ) وارسل معه ٩٩ لوناً
٤- ب وئ با وريى، خو، ش نافا دورئ جهى كر.
بالإيمان فصلَ عن اللؤلؤة.
قه ولئ علمئ نادر، “دوعا باوريى. (آية)
السبقة ٦و٧من قه ولئ :مرسوما چه بير : تؤكد أن أول ملاك منبثق من نور الخالق هو طاووس ملك ثم جعله رئيساً على سبع ملائكة، أي أنه ليس ضمن الملائكة السبعة.لاحظ: جعله رئيساً على الملائكة السبعة وليس رئيس الملائكة لأن الخالق سبحانه وتعالى وحده هو الرئيس وخالق كل شيء :
-به دشايي من خوش خالقى،
ژ، نورا، خو چيكر طاووسي مه له كا،كر ،
ره يسي ،هه ر، هه فت، مه له كا
-هه ر هه فت مه له كا، ب نورئ دخه ملن، ب عه بادتي دفاخرن..
الله هو الخالق الأساسي وخلق من نوره طاوؤس ملك
وجعله رئيسا للملائكة السبعة يشع النور من الملائكة السبعة ويفتخرون بالعبادة.
تقول سبقة من (قول قدرتة ملك الغفور) :
به دشايى من ئيكا خا خالقة ،نورك ژ، ذا دا بو، بو تاووسي ملاكا، شوقا، خا دا جاردا طبقة.الترجمة :
الله وأحد هو الخالق لا شريك له، أشرق منه نور فأصبح طاووس ملك.
اضاء 14 طبقة ” الكون” .
به دشئ من كنيات ئافا كر ژ دور ؤ جه و هه ره. سپارتبوو ،هه ر هه فت سوريت هه ر ،ؤ ،هه ر ه.
تاووسى مه له ك كره سه روه ره.
المصدر :سه ب قه . 6 ژ قه ولى به دشاى.
وهذه السبقة الدينية تؤكد أن أحد أسماء الله الحسنى هو طاووس الملائكة :
-كو از بشما وى خودانة چيا ، كفا، ون بكن آلي يا،
كا، بزانبن تاوسي ملك ناڨ شيرين كيا؟
-هه و، بو چاركا ژ چارا تاووس ملك ژ نورا وأحد القهارة،
سه ري هليلة نور ستارا، خودئ هايا نورة نورانا، ش قدرتة تكا بيانه عرض ؤ عرش ؤ عزمانة، خودئ ناڨة خا كرا تاووسي ميرانا. المصدر :خزاموك (خزانة قبه فلكة، قه ولى :باتشايا ،قه ولى :خودانن چيا)
الترجمة : أقول لكم يا أصحاب السمو
عندما تحاولون معرفة
من هو طاوؤس ملك العزيز
يُعرف دائما
بأن طاوؤس ملك من نور الواحد القهار.
في رأس الهليل النور هو الغطاء
الله هو نور على نور
من الكرامات تُبين
الأرض والسموات والعروش
الله جعل من أسمه طاوؤس الملائكة
ورد أيضاً سبقة من قول الأربعاء :طاووس ملك نور من النور.
تاووسي ملك ناڨك ژ ناڨة إله هيا. بمعنى طاووس ملك أسم من أسماء الله الحسنى.
-الكتاب المقدس للمسلمين يؤكد هذا الامر بشكل مباشر، لكن رغم ذلك يتهمون طاووس ملك بأنه إله الشر، علماً بأنه أول ملاك منبثق من نور الخالق سبحانه وتعالى : بسم الله نور على نور والحمدلله الذي خلق النور
* بسم الله الذي خلق النور من النور*
ونحن نقول في دعاء الصباح : نوور ژ نوورئ شفقي سبحانه ژ ته خالقي مه له كه ل به ر تفقي – اي النور منبثق من النور,
خُلِقَتِ الْمَلائِكَةُ مِنْ نُورٍ اي من نور الخالق :
﴿ الله نور السماوات والأرض مثل نوره كَمِشْكَاةٍ فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب دري يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدي الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم ﴾
[ سورة النور:35] راجع أيضاً الحديث الذي يقول :نور نبيك يا جابر،
ذكر أيضاً في التوراة (سفر التكوين 1: 3) وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ.
المسيح عليه السلام قال «انا هو نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة بل يكون له نور العالم » (يوحنا٨: ١٢).
-أعتقد البعض سهواً أو عمداً بان عزازيل هو طاوس ملك ، بينما هذا الأعتقاد خاطيء جداً ، لأنه نادراً ما يذكر إسمه في العلم الباطني الإيزيدية مقارنةً بالملائكة الأخرين كعزرائيل ملك الموت الذي ينطبق عليه كثير من صفات طاووس ملك اما أكثر ملاك أقرب إلى صفات طاووس ملك هو : جبرائيل أمين الوحي ، لكن صفات جميع الملائكة قريبة من الصفات التي يذكرها الإيزيديين وهذه هي الحقيقة التي بوحتها الفلسفة الإيزيدية لأنه الجامع لكل صفات الملائكة .
في الإيزيدية لا يوجد ملاك يمثل الشر إطلاقاً إنما يعتقد الإيزيدية أن الخير والشر مصدرهما وأحد إلا وهو الخالق وبالتالي يصدر الأمرين حسب أعمال الفرد كما جاء في دعاء الصباح : ( يا خودي خيري بده شه ري وه ركره ) أي : ياالله أمنح لنا الخير وأبعد عنا الشرور .
كما لا يوجد في “العلوم الإيزيدياتي” سبقة ( نص ) ديني وأحد يبين من خلاله بأن عدد الملائكة هو ستة وأن السابع هو طاووس ملك على الإطلاق ! بينما تتوفر عشرات السبقات الدينية تؤكد بأن عددهم سبعة وطاووس ملك هو أساسهم وأولهم ، أي إنه أول الملائكة
كما لا توجد سبقة دينية تقول بأن عزازيل أو جبرائيل وغيرهم رئيس الملائكة وحتى (لو) وجدت فهذا لا يعنى إنه هو، هناك سبقات تؤكد أن أحد أسماء الله الحسنى هو طاووس الملائكة :
-عرض ؤ عرش ؤ عزمانة، خودئ ناڨة خا كرا تاووسي ميرانا.
نحنُ الإيزيدية نؤمن بهذه الملائكة لكن هذه الأسماء فرضت علينا وهي من الإسرائيليات (ئيل :أي إله ) ، نحن لدينا أسمائنا الخاصة تعرف بالخودانات خودئ و خودانن ما ، أي الله و ملائكته وعددهم ليس فقط سبعة كما يعتقده الكثيرين
المصدر: راجع قوله بحرا .
إلى هنا أظهر لنا من يكون طاووس ملك وإختصاراً نعرفه على النحو التالي : هو أول ملاك منبثق من نور الخالق على شكل طير بعد ذلك أنبثقت سبع ملائكة منه كنور مشع لذلك هو لا يشكل أحد الملائكة إنما جامع صفات السبعة !.
أما طاووس الملائكة هو :أسم من أسماء الله الحسنى.
إنطلاقاً من هذا الإيمان يغضب المؤمن الإيزيدي حينما يقوم أحد بإطلاق كلمة أو معلومة خاطئة عن طاوؤس ملك .
في السبقتين التاليتين من قولئ (ئيزي ) يظهر انه الخالق لأن أسمٌ من أسماء الله عند الإيزيدية :
تاوسي مني ميرانا ـ خالقي عردو عزمانا ـ تاوسا مني ملاكا خالقئ هفتا و دو مله ته و هشتي هزار خولياقه ته.
الترجمة :
الطاوؤس الملائكة هو خالق الأرض والسماء.
طاوؤس الملائكة هو خالق إثنان وسبعون مله.
ملاحظة: ميرانا تأتي بصفة الجمع وليس مفرد وتعني دينياً المؤمنين أو الملائكة وليس كما يتخيل البعض بالإشارة الى آله ميثرا الفارسي وما إلى ذلك من روايات مخترعة !
جاء أسم الخالق مع طاووس “ملك” وليس الملائكة وهذا للدلالة على ان الخالق وحده هو مالك وخالق كل شئ
وأحد أسمائه هو طاووس الملائكة.
قولئ: مه ها: تقول السبقة رقم ٢
به دشايى من ئيك ب تنئ – الله وأحد الأحد
ئه وى ،سه وراند ،بوو چه ندى دنئ – هو المتحكم بكل الكون
٣-به دشايى من ئه ڨ دنيا سه وراند – الله قام بتكوين الكون
ئو د بيڨا و د قه دراند : كونها بالدقة و بالحساب
هش ده هه زار خو لقه ت د نيف دا دده براند، – خلق ثمان مئة ألف من المخلوقات
٤-به دشئ من دور مه كانه -الله لا احد يعلم مكانه
ل با وى وه عه يانه – هو العالم هو البصير
وي خالقة عرض ؤ عه زمانه ، -هو خالق السموات والارض
٥-ئه و بوو جارا ش ميره : أصبح المتحكم
به دشايى من قونتار كر ،شه ڨ و روزه : خلق الليل والنهار
ل ناڨ دا دانا به هشت ؤ دوزه: وضع فيها الجنة و الجهنم
٦- ل ناف دا دانا روج ؤ هه يفه: وضع فيها الشمس و القمر
دا ز غافلا ب چن تيفه: حتى يعلم بها المغفلين
ئه وان نه تاوسي ملك ئه ڨ دنيا ب بوستا ديڨا:
جعل طاووس ملك يقيس ويقدر الكون بالدقة و بالحساب
٧- بيفا ؤ كر قه داره : قام بحسابها و تقديرها.
شيشمس ب خو خوند كاره، رونايا شيشمس دا بنيت به حرا.
شيشمس نفسه تلميذ الخالق أشعة شيشمس إضاءة أعماق البحار
٨- به دشايى من، ل به ر ،حوكمى خويى ره وايه:
الخالق متحكم في كل شيء.
ئه وى، ده شت، جى كر، رو كبانده سه ر، چيايه:
خلق السهول و وضع فوقها الجبال.
٩- به دشايى من ،رب الصمد، لم يولد ولم يلد .
توجد لوحة على مدخل نبع عين البيضاء يؤكد علماء الدين الإيزيدي إن اللوحة الأصلية كانت في معبد لالش النوراني لكن أخذها البريطانيون إلى المتحف الملكي لأن عمرها كان يتجاوز عمر الأديان الحديثة وفيها الكثير من الأسرار التي من شأنها تكشف الكثير من الحقائق المخفية، اللوحة الحالية مكتوب عليها هذا النص (أنا ملك الدموم سميت سبعة أسوم، أسم مكتوب على” الدر “باب عين البيضاء حي القيوم) بمعنى :أنا ملك الحي سميت بسبعة أسماء أي إنه متجسد في سبعة ملائكة، أسم مكتوب على” الدر” (الدرة أي الكون) حي القيوم بمعنى الملاك الذي لا يفنى وليس له نهاية لأنه من نور الله سبحانه وتعالى.
يعتقد الايزيديون ، بأن الله موجود في كل مكان وهو الخير والرحمة لأن الله هو الأساس، والمخلوقات أجزاء من الروح العليا ، وأن الجزء تابع للكل لذلك فأن تقديسهم للظواهر الكونية كالشمس والنور والقمر (سن) مبني على فكرة كون هذه الظواهر جزء من الذات والمقدرة الإلهية التي يعجز عنها البشر ,وأن هذه الظواهر هي تعبير خارق للإرادة الإلهية ، لذا فأن التعبير الذي يقوله الإيزيدية عن الشمس ( شيخ شمس ) هو إمتداد طبيعي للتسمية البابلية والسومرية للإله شمس والإله تموز، أوتو، شماس وغيرها من التسميات الرمزية وكل هذه الأمور دون المساس بوحدانية الله وقدرته على خلق هذه الظواهر التي يعجز عنها الإنسان مهما عظمت قوته وسلطانه، فالتوحيد هو من ثوابت العقيدة الإيزيدية وهم لايعتقدون بوجود الأرواح الشريرة والعفاريت والابالسة لأنهم يعتقدون أن الاقرار بوجود قوى أخرى تسيّر الإنسان تبرير لما يقوم به البشر من أفعال ، لذا الإنسان في العقيدة الإيزيدية يكون المسؤول الأول والأخير عن أفعاله و ليس الجن أو الأرواح الشريرة.
كما يؤمن الأيزيديون بتناسخ الأرواح ، وهو اعتقاد سائد و رئيسي في المعتقد الايزيدي ، حيث يؤمنون بأنه عندما يموت الإنسان يخرج الروح من جسده و يستقر في جسد آخر و هكذا لعدة مرات و في كل مرة تتم مجازات الروح على الخطايا التي ارتكبها و هكذا إلى يوم القيامة.
في أحد الأساطير الأيزيدية يظهر: أن الأيزيديين ليسوا من حواء (هواء) كبقية الشعوب بل من نسل نبي شيت عليه السلام الذي كان ولادته بمعزل عن الأخرين ، خلقه الله بعد أن قتل قابيل أخاه هابيل؟ و لكي لايختلط نسله مع نسل آدم و حواء أُرسلت له الحورية( ليلون) ليلى من الجنة وحدثت عملية التزواج ثم تكاثر الأيزيديين وأعتزلوا القوم للعبادة في الجبال والمغارات والكهوف لهذا التزواج الايزيدي من الأخرين خطايا وآثام لا تغتفر وإلى يومنا هذا وحتى خارج طبقته الدينية للحفاظ على النسل وذلك بتطبيق النظام الطبقي الديني( الحد و السد) ، وهنا نستنتج بأن الإيزيدية قوم ذو كيان خاص جداً تماماً يملكون كل مقومات الشعب المستقل.
لكن المثيولوجيا والعلم الباطني الإيزيدي توضح بأن :
عندما قرر الخالق أن يخلق آدم عليه السلام حتى يتفرع منه إثنان وسبعين مِلَه فيما بعد : شاء الخالق أن يخلق صفوة
هذه الصفوة من البشر تكون نموذج تتوفر فيها كل الصفات الحميدة قوم تابع للخالق و ملائكته مباشرة ً لا وسيط بينهم وبين الخالق سوى خوداناتهم اي أسرار الملائكة الذين تجسدو في روح الأولياء الإيزيديين الصالحين
(هذا الأمر يفسر عدم وجود أنبياء في الإيزيدية)
اثنان وسبعون
هذة الصفوة من البشر تتعايش مع إثنان وسبعون ملّه وهؤلاء جميعاً يدعون العدل وكل ملةّ تعتقد أن اعتقادها هو الصحيح
وكلهم يقفون موقف الضد من الإيزيدية
حينها سأل ملك شه سن :
يا إلهي اذا كان هذا قرارك فكيف تستطيع ملتّك
العيش بين هكذا أقوام ؟
وكان جواب الخالق : اكون حاضر مستجيب دعواتهم لو بقي منهم ثلاث أشخاص يحملون لوائي بصدق ويسنتجدوني بي .
قال :ملك شيخ سن أنا أتشفع لهم عندك فجعله الخالق شيخ سنته “الطريقة” قال ملك شه شمس : أنا أنور طريقهم من بعدك فجعله الخالق المفر ( المحب : حج ) في ديوان الرب (جنة الفردوس ) حج الأيزيديين الأول .
ملك شرفدين أصبح لهم دين، طاوؤس ملك أصبح لهم الإيمان
شيخادي باتشايا ملك آدي أصبح لهم ئول، ملك ئيزي ئاتقاد
ملك شيخو به كر مولا ،ملك فخره دين ريبر أي المرشد
وهكذا بعد ذلك نزل الملائكة إلى لالش النوراني ومن تراب لالش ونبع عين البيضاء (نبع زمزم) قاموا بتشكيل القوالب على عدد الملائكة بعد إكتمال القوالب جاءت الأرواح الإيزيديين الأوائل الذين كانوا يعيشون بدون قالب في كوكب آخر ثم أمر الله أن يدخلوا في تلك القوالب (الأجساد)
لهذا السبب يجب على كل إيزيدية و إيزيدي أن يتعمد في نبع عين البيضاء في لالش النوراني و بالإضافة إلى ذلك مازال كل الإيزيديين يحتفظون بالبراته : وهي تصنع مره واحده في كل عام في مغارة كانيا سبي حيث يقوم مجموعة من الإيزيديين الذين يخدمون في معبد لالش مع مجموعة من القوالين الذين يعزفون على دف و شباب وهم حفاة الأقدام بدخول مغارة عين البيضاء ثم يعجنون التربه الموجودة في المغارة مع ماء عين البيضاء المقدسة على شكل كريات بحجم حبة البندق. المصدر : قه ولى ئيزي.
لماذا يتخذ الإيزيدية “طير طاووس” رمزاً لهم ؟
طاووس ملك :نور الخالق الملاك المتجسد في الملائكة السبع المكلفين بإدارة شؤون الكون وتنظيمها
تاووس الرمز الشهير للديانة الإيزيدية الذي يشرح لنا قصة الخليقة والتكوين بشكل دقيق :
لكل الشعوب الدينية في العالم معتقدات معينة وطقوس وعادات وتقاليد تحتفظ بها منذ القدم وتدل على عمقها التاريخي، والإيزيدية من أقدم الديانات في المنطقة وفيها من العادات والتقاليد المتوارثة ماتدل على ذلك فضلاً على الحقائق التاريخية الأخرى لا يتسع المجال لذكرها وخشية من ان تخرجنا من الموضوع قليلاً .
و أن الشواهد والشخوص الأثرية المتوفرة في آرجاء إيزيدخان تقطع الشك باليقين أن لإيزيدية جذور تاريخية متصلة بحضارات خارقة في القدم كالسومرية والبابلية والآشورية. وأيضاً الشعوب المجاورة للايزيديين استنسخوا العديد من الرموز الإيزيدية ونسبوها لأنفسهم مع مرور الزمن في ظروف مختلفة كالشمس و الصليب والهلال وغيرهم.
فكرة إبتكار :
بعد سنوات طويلة من الدراسة والبحث والاستكشاف من الباحث الأركيولوجي “لوفره نبو” الخبير بالآثار واللغات القديمة توصل إلى وجود كثير من الكلمات المتداولة في الإيزيدية حالية كانت تستخدمها شعوب الحضارات المذكورة ، مثل تاووس وكلمة آدي، “شيخادي” الخالق”، خودا ، ئيزي ” شيشمس” شه سن، لالش، شنكال، وآمين. بالإضافة إلى الكثير من الأسماء والرموز والطقوس التي لاتزال محتفظة لدى القوم الإيزيدي ، واكتشف في الألواح السومرية السبعة “المحفوظة” أنه تم ذكر كلمة “ئيزدي” الإيزيدي مكتوبة بالخط المسماري باللغة السومرية تتكون من ثلاث مقاطع
هي(ئي زي دي) وترجمتها : السائرين على الطريق الصحيح الغير الملوثين.
مدلولات رمز الطاووس :
رمز الطاووس : يوضح لنا من خلال الصورة المرفقة عندما يفرد الطير طاووس أجنحته يمثل نصف أجنحته 12 شهراً 12 ساعة ليل و 12 ساعة نهار، ليصبح العدد 24 ساعة أي يوم وأحد ، 24 وكل ذلك على شكل دائرة شبيهة بالساعة. العيون الموجودة داخل كل جناح تعني أن الخالق سبحانه وتعالى يرانا أينما كنا .
ويمثل أجنحته من الداخل سبع ملائكة الذين انبثقوا من طاووس ملك، سبع (خودانات )، سبع قارات، سبع بحار، عدد طبقات الارض السبعة ، عدد طبقات السماء السبعة ، عدد أيام الأسبوع السبعة ، ألوان الطيف القزح السبعة وإلخ
أما رقم 3 فهي، أركان الثلاث ، أيام صيام الثلاث ، ثلاث وظائف دينية الشيخ البير المريد، ثلاث خودانات تاووس ملك ئيزدي ، شيخادي “آدي” .
مثلما يظهر في الصورة أن الطاوس يقف فوق كرة (الدرة) التي شكلت منها الكون والمؤلفة من أربعة عناصر: (الماء التراب الهواء النار) وهذا ما يساندهُ علم الفلك رقم 4 صليب متساوي الأضلاع أربعة جهات، فصول السنة الأربعة، يوم الأربعاء حيث الأربعاء هو يوم كوكب عطارد( رمز لطاؤوس ملك، شماس ،نبو،آنو ،أوتو ) وهو يوم مقدس لدى البابليين والأيزيديين.
المطلع على تاريخ العراق القديم يجد إن أشهر معابد بابل كانتا معبدي “إيزاجيلا و إيزيدا” (لاحظ كلمة ” إيزيدا “) وقد كان من النادر أن تخلو مدينة بابلية من هذين المعبدين, وإذا كان إيزاجيلا قد كان مكرسا لعبادة مردوخ آلهة بابل، فان معبد إيزيدا أصلاّ كان قد تم بناؤه لتكريس عبادة (نبو خذ نصر،) يرد هذا الأسم في العلم الإيزيدي ب “بختالنصر” ، وبلغت الجماعية الدينية التي أقترن أسمها بنابو في القرن التاسع قبل الميلاد ذروتها حينذاك و أطلق على معبد نبو اسم إيزيدا ” ايزيدي” أي عبادة الله وهو الأسم الذي أطلق ويطلق على الإيزيديين حتى الآن.
المطلع على تاريخ العراق القديم أوبلاد شنعار يجد إن أشهر معابد بابل هما معبدي (إيزاجيلا و إيزيدا ,لاحظ: كلمة ” إيزيدا “) وقد كان من النادر أن تخلو مدينة بابلية من هذين المعبدين, وإذا كان إيزاجيلا قد كان مكرسا لعبادة مردوخ آلهة بابل فان معبد إيزيدا أصلاّ كان قد تم بناؤه لتكريس عبادة (نبو خذ نصر) يرد هذا الأسم في العلم الإيزيدي ب “بختالنصر” وبلغت الجماعية الدينية التي أقترن أسمها بنابو في القرن التاسع قبل الميلاد ذروتها حينذاك و أطلق على معبد نبو اسم إيزيدا ” ايزيدي” أي عبادة الله وهو الأسم الذي أطلق ويطلق على الإيزيديين حتى الآن.
أقدم رمز ديني إيزيدي مكتشف أركولوجياً حتى الآن هو ” عامود شيمند ” يعود تاريخه لـ9500سنة ق.م اكتشفته حفريات جامعة هايدل بيرج في كوباني تبا، قرب آمد ديار بكر . و هو عبارة عن عامود مربع من الحجر يلتف حوله أفعتان مجدولتان . العامود المربع هو رمز التوحيد و يشير إلى العناصر الأربعة : الماء، النار، التراب، الهواء . والأفعى ترمز للخلود و للحكمة. وهذا الرمز مشاع في الحضارات السومرية و الميدية وأغلب الحضارات القديمة إجمالا عند السومريين يسمى “كاديكوس” وفي الحجر المربع موجود في “مكة” من آثار أبراهيم الخليل . و موجود في مقام شرف الدين في سنجار. و الأفعى موجودة على باب معبد لالش معبد إيزيدي العالم لايمكن للمرء تحديد فترة نشأتها وذلك نتيجة قدامتها ، وآيضاُ و على معظم صيدليات العالم . ثم يأتي رمز الدائرة للدلالة على الأزلية و الأبدية رمزها عند الإيزيدية ” الكريفان” والدائرة ضمنها الصليب المتساوي المتحرك يسمى مننديلا ، لاهوتيًا هو شائع في كل الحضارات قبل الأنبياء و الرسل .ثم يأتي رمز سنجق رئيس الملائكة رمزاً لنزول الروح، أقدم رمز هو رمز معبد سوريا “ماري” تاريخه 2500 ق.م يرتبط بمفهوم نفينا = العدل و نفيسيسا = المساواة على طرفي السنجق وزيران بهذه التسمية
كل الحضارات القديمة بما فيها الاديان تعرضت وما زالت تتعرض للابادة والتصفية لحلول بديل مختلف عنها يناسب السلطات على مر التاريخ ، وما تعرضت له الايزيدية يشبه الهاوية حيث وقعت فيها في العهد الميدي ثم في الدوامة الكبرى في عهد زرادشت حيث كانت الايزيدية محاربة من زرادشت من جهة والتي كانت مرفوضة لاسباب قومية من الفرس من جهة ومن فكر وفلسفة فلسفة الزرادشتية من جهة أخرى ، أما الطامة الكبرى كانت بظهور الإسلام و إنتشار الغزوات الإسلامية لنشر هذا الدين بحد السيف أو فرض الجزية وباعتبار لم يتم ذكر أسم الإيزيديين بشكل واضح في كتاب القرآن فتم تصنيف الإيزيديين بعد وفاة محمد عليه السلام باعتبارهم كفار وتم غزوهم مئات المرات حتى ظهور المنقذ والمجدد للديانة الإيزيدية الشيخ آدي(شيخادي) عليه السلام ، حيث استطاع أن يفرض هيبتهِ وقدراته وكراماته الألهية للشعوب المجاورة حتى توقفت الحروب المستمرة في تلك الفترة خوفاً من إنواره المشعة في آرجاء إيزيدخان .
صبحي نبو باحث وناشط في الشأن الإيزيدي وسياسي مستقل.
جدير بالإشارة : تم الإطلاع على البحث من قبل كثير من الملمين بالشأن الإيزيدية وفلسفة عقيدتهم ، بالإضافة إلى مجموعة من رجال الدين الإيزيدي .
بشكل عام الطرح جيد ويقدم تصويبات منطقية خاصة الاعتماد على النص الديني الايزيدي وهو(الاقوال والسبقات الدينية الايزيدية) . ولكن نقطتان احداهما خطأ اولها لاواقع مقدس في كتاب ايزيدي موجود بضمنهم (الجلوة ومصحف ره ش)وليس معقولا ان يفقدا ويضيع ونحن باقيين فعلى ماذا كنا نتبع ديننا ولايوجد نص ايزيدي يقول هذا النص من هذان الكتابان او قول باسمهما .اضافة الى ان كتاب الجلوة يقول ( انا ارشد بغير كتاب ) ودائما النص الشفاهي اساس الاديان وثم قام البعض بكتابته . والثاني الحي القيوم هو اسم (الله الاعظم ) في السريانية والعربية وفي اليهودية هو يهوه تعني الكائن الدائم مع تحياتي .