على مدى العصور الماضية كانت العلوم والأديان شبه متقاربة في تطورهما، وأغلب الأسئلة الشكوكية النابعة من المعرفة العلمية كانت تخدم الروحانيات بطريقة أو أخرى، وكانت لها أجوبة تلائم التراكم المعرفي حينه، وكان الحديث أو التأويلات تتحدث عن الذات الإلهية، ودون التوقف على الخلفية اللاهوتية أو الفلسفية لكلمة أو معنى الذات، ومدى تصغير القدرات الإلهية بالكلمة هذه والتي لاتزال دارجة في الأوساط الفقهية الإسلامية بل والأديان الإبراهيمية الأخرى، وتطغى على كتابات معظم اللاهوتيين في العصر الحالي رغم خلفية التطور العلمي المتسارع مقارنة بالروحانيات التي خيمت عليها شبه جمود، والتي ربما لطغيان مفهوم الإيمان بالنقل، حدثت الهوة بينهما، وعلى أثرها ظهرت الخلافات المتنوعة، ولم تعد تقف على الأسئلة الشكوكية المذكورة وغيرها، بل تعدت الحدود التقليدية كما في الماضي، ولم يعد يقف حتى علماء الفكر على التناقض الصارخ بين الذات والإله، وبين الإله والقدسية، والكل يعلم أن القدسية أضفيت على معابد وشخصيات مهمة أو آلهة أرضية منذ بدايات ظهور الروحانيات، فتصاعدت وتشعبت مع تعمق المعارف البشرية، وسحبت على الآلهة السماوية ومنها الإبراهيمية، وتم صياغتها وتكرارها بأوصاف متنوعة، وهي التي دفعت بالإنسان على طرح الأسئلة الشكية كالتي نطرحها هنا كأمثلة:
أليس التقديس أو وصف الإله بالذات التجسيدية، أو مهاجمة بعض التكفيريين لبعض الكتاب تحت حجة: التعرض للذات الإلهية، كفر، معتبريها تصغير للإله؟ أليس تسمية القدرة الكونية باسم الله أو بأسماء أخرى حسب لغات الأديان كالخودي تشخيص وتصغير لماهيته؟ مثلها مثل الدفاع عنه، وتوكيل الذات في نشر تعاليمه؟
ألا يلاحظ أن التوكيل تعظيم للذات الشخصية، مقابل تصغير للإله، وهي محاولة مباشرة لتضييق الهوة بينه وبين القدرة اللامعروفة؟ وهل الإنسان على مقاس قدرة الإله المالك لكون عرف، حتى الأن، نصف قطره فلكيا بـ 500 مليار سنة ضوئية، وعدد النجوم فيه أكثر من عدد حبات الرمل في جميع صحاري الكرة الأرضية، رغم أن الأبعاد الإنسانية بلغت مقاسات ثوابت العالم الألماني ماكس بلانك في الطول والزمن والكتلة، وهي ثوابت فيزيائية رياضية نظرية لا تزال من المستحيل للإنسان بالتجارب الوصول إليها. فما هي أبعاد هذا الموكل وقدراته، ليكون مقدساً على مقاييس البشر؟ وبالمقابل هل هذه القدرة تحتاج إلى تقديس من الإنسان العدم، أو الأكثر من العدم؟ وهنا لا تلغى جدلية، أن الأديان روحانيات، لا بد منها لتنظيم البشرية بطريقة ما، لكن تقديسها وفي الأبعاد المذكورة تصغير لما نسميه بالله أو خودى؟ وبمناسبة ذكر الأسماء الوصفية، يظهر أن اسم (خودى- وتعني بالكردية الذي أعطى ذاته) يعكس الوصف الفلسفي واللاهوتي الأقرب إلى ماهية الإله الكوني من بين جميع الفلسفات، أو الأوصاف النصية أو اللغوية الأخرى.
فالدراسات التاريخية والفلسفية وحتى اللاهوتية، ترجح أنه مع بوادر نشوء الوعي الفكري الروحي ولدت فكرة الإله الأبعد من الطبيعة، سخرها الإنسان لغاية الهيمنة قبل أن تكون طمأنينة للذات أمام عوامل الطبيعة، ونتجت عنها آلهة أرضية الأبعاد، لا علاقة لهم بالإله الكوني، وهم على خلاف وفي صراع حسب رغبات مخترعيهم، المدافعون عنهم في الأرض، أي أنه على الأرض أو بعض البشر آلهة ضعيفة تحتاج إلى مساعدة شرائح من الناس لا العكس.
ومع تطور المفاهيم وتعمق الغايات توسعت الصراعات بين التجمعات البشرية، على خلفية السلطتين الروحية والمادية، واللتين يخلقان بحضورهما معاً التوازن في ماهية الإنسان كفرد، وكذلك في العلاقات الإنسانية كمجتمع، سلبا وإيجابا، ولم يحصل التوازن ذاته بين الآلهة الأرضية المخلوقة، فبقدر ما تصاعدت الصراعات والحروب والكوارث بين البشر، ظهرت نوع ما من جدلية الأضداد بين الآلهة الأرضية، والتي ساعدت في حالات نادرة على التطور الحضاري، وفي أغلبيتها ساهمت على هدمها.
وعلى مدى التطور المعرفي، توسعت وتعمقت الخلافات بين القوى الدينية والمادية، ومع الزمن وحين نشوء الإمبراطوريات، والدول، أصبح الصراع بين السلطتين شبه معادلة لا بديل عنها، وأحيانا لا بد منها، فسجنت السلطة المدنية الإنسان بترهيبه على الأرض، وسلطة خالقي الآلهة الأرضية بترويعه من غضب الإله فيما إذا لم يقدس ويعبد، والمدعين بمتبعيه عندما ملكوا القوة ليس فقط نشروا هذه المفاهيم بل طبقوها على الإنسان وهم أحياء، وأصبح من شبه المستحيل التخلص من العبودية التي خلقوها كثقافة بين المجتمعات الدينية، ووضعوا ذاتهم ضمنها، وبذلك أصبحت البشرية تكوينا قائما على الصراعات الدموية لا الفكرية، وفي الواقع الشكوك أو لنقل الصراع الفكري في الداخل الإنساني انعكاس لما هو بين المجتمع وكذلك بين القوتين الروحية والمادية على الأرض، بل بين تابعي الآلهة المتعددة، متناسين أن الإله الكلي غني عن مساعدتهم ودفاعهم، وصراعاتهم، وهو خارج أبعاد الآلهة الأرضية.
فحتى أن المعالجة الفلسفية للإله ومطلقه المتناقض والمعالجة الدينية، لم يحل هذا المعضلة البشرية، القائمة على ترهيب المجتمعات، وتقبل كل هذه الأنواع من الآلهة، رغم وجود تقاطع ما بينهما من حيث الحيز الروحي للتيارين، وأستمر أس الخلاف قائما، وكثيرا ما توقفت تعاريف كل طرف على المطلق الإلهي أو للأبعاد الكونية، وحتى فيما وراء الطبيعة، أو ما قد نسميه ما وراء الكون حيث تقول الأديان السماوية هناك يكمن الإله، لكن دون أن يتخلوا عن آلهتهم الأرضية.
والفلاسفة كاللاهوتيون من الديانات المختلفة أو حتى أحيانا من الديانة ذاتها، يتناقضون بين عدمه أو انتشاره بمطلقه بين المحسوس وما وراءه. وقد تطرق جلهم إلى ماهية الإله، ووصفوه كلغز كوني غير قابل للحضور بمستويات العقل البشري، وأبعد من أن يعرف، أو أن نتماشى وتعليل متعارض، والمشابهة لبعض الأديان أو مذهب ما، حيث يرون أن الإنسان جزء من الإله، وهو العقل المتحكم بقدراته، أي أنه الإله في ذاته، وينتهي كليته عند عدمه، وبالتالي لا رحلة للإنسان إلى اللامتناهي حيث القوة المطلقة الأبعد من العقل والروح، والأديان فصل بشكل لا إرادي بين الماهية الإلهية المطلقة وخصائصه، أي بين الوصف التجسيدي ذات الأبعاد الإنسانية، والماهية الكلية التي لا وصف لها، وهنا أحد جوانب التناقض في الدين، والتي يهاجمونهم بها العلمانيون عادة.
ونعود إلى السؤال الأول، لماذا شخص الإنسان القدرة الكونية تحت أسم، الله، خودى، وشبهه بكائن بشري رغم إعطاءه القدرات الخيالية، لكنه من جهة أخرى لم يحرره من التشخيص؟ وهل حقا القدرة الكونية ذاتها أمرت شريحة من الناس بتسميتها؟ وأنه أختار لذاته أسم الله أو خودى أو God أو Boog؟ وعند شعوب أخرى وفي ديانات قديمة أو في جغرافيات خارج جغرافية الديانات السماوية بأسماء أخرى؟ ولماذا ظل الإله في الشخصية الذكورية؟ وهنا أعرض السؤال المعروف بالإحراج المنطقي، من أوجد الإله؟ والسؤال يذوب في حال وقفنا على القدرة الكونية المتكاملة، ففي الأولى يدرج الإله ككائن، وفي الثانية كلي بين علة(الإله) كائن ومادة وروح فاعلة وعلة غائية، قد يكون عدما وموجودا، وهو، هي، خارج جميع الأبعاد الكونية الإنسانية وستكون حتى في التصورات العلمية غير المكتشفة، أو المتصورة وجودها…
يتبع…
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
22/8/2018م
إن الأرض لا تقدس أحداً، وإنما يقدس الإنسان عمله
يعني أنت مقدس(( يا اخي الدكتور محمود عباس) )لا لشيء بعيد عنك، لشيء منك، مقدس إذا كنت مستقيماً، مقدس إذا كنت نظيفاً، مقدس إذا كنت طاهراً، مقدس إذا كان باطنك كظاهرك وسريرتك كعلانيتك.
إن الله لا يقدس أمة لا يأخذ الضعيف حقه
الشيء الدقيق جداً : وهو يقدس من شاء من خلقه، وفق مراده وحكمته،
لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( إن الله لا يقدس أمة لا يأخذ الضعيف حقه ))
يقول عليه الصلاة والسلام :
(( إنَّما أَهلك الذين قبلكم : أنَّهمْ كانوا إذا سَرقَ فيهم الشَّريفُ تَرَكُوه، وإذا سَرَقَ فيهم الضعيف أقاموا عليه الحدّ . وَأيْمُ اللَّهِ لَوْ أنَّ فاطمةَ بنْتَ محمدٍ سَرَقَت لقطعتُ يَدَهَا ))
تسمية الجنة بحظيرة القدس وجبريل روح القدس :
ما هو التقديس ؟ التقديس ؛ التطهير، سميت الجنة بحظيرة القدس، لأنها مطهرة من كل عيوب الدنيا، لا في كبر، ولا في ضعف بصر، ولا في شيب، ولا في إنحاء ظهر، ولا في ابن عاق، ولا في زوجة سيئة، ولا في دخل قليل، ولا في فقر، ولا في مرض، سميت الجنة بحظيرة القدس لأنها مطهرة من كل عيوب الدنيا، وجبريل سماه الله في القرآن الكريم، روح القدس،
قال تعالى في القرآن الكريم :å
(قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ)[سورة النحل الآية : 102]
لأنه مطهر من كل عيوب التبليغ، لا ينسى، ولا يغير، ولا يبدل، ولا يضيف، ولا يحذف، ولا يبالغ، لأنه مطهر من كل عيوب التبليغ .
من عرف هذا الاسم القدوس
أيها الأخوة الكرام، علاقتنا بهذا الاسم من عرف هذا الاسم “القدوس”
1.طهر نفسه عن متابعة الشهوات
ومن عرف اسم “القدوس” لا يبالي فيما فقده، بعدما وجده، لا يبالي فيما فقد من الدنيا بعدما وجد الله.
الذي يعنينا من الأسماء الحسنى موقفك من هذا الاسم، الله “القدوس” هل قدست نفسك ؟ هل طهرتها ؟ الله “القدوس” هل أقبلت عليه ؟ أخذت منه الطهر والنقاء ؟.
أيها الأخوة الكرام، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى، والاسم اليوم “القدوس”
معاني القدوس
فاسم “القدوس” يدل على ذات الله إذاً هو من أسماء الذات، ويدل على صفة القدسية إذاً هو من أسماء الصفات، ويدل التقديس كوصف من أفعال الله عز وجل إذاً هو من أسماء الأفعال، هو من أسماء الذات، ومن أسماء الصفات، ومن أسماء الأفعال، فالله جل جلاله مقدس في ذاته، منزه عن كل نقص وعيب لأنه يتصف بكل أنواع الكمال .
القدوس من تقدست عن الحاجات ذاته وتنزهت عن الآفات صفاته :
لذلك قالوا في تعريف اسم “القدوس” : من تقدست عن الحاجات ذاته، وتنزهت عن الآفات صفاته، لا يحتاج أحداً، ويحتاجه كل شيء في كل شيء.
القدوس هو تقديس عن مكان يحويه، وعن زمان يبليه
و”القدوس” من تقدس عن مكان يحويه، وعن زمان يبليه، نحن نكون في مكان، ومضي الزمان يستهلكنا .
التقديس هو التوحيد و التوحيد أن تفرد الله في العبادة وإفراده بالوحدانية
أيها الأخوة، لكن لو تعمقنا قليلاً التقديس هو التوحيد، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد، التوحيد أن تفرده في العبادة،
أردف النبي خلفه سيدنا معاذ وقال له:
هل تدري ما حقُّ الله على العباد ؟ قال : قلت : الله ورسوله أعلم قال : فإن حقَّ الله على العباد : ـ بعد ذلك أجابه النبي ـ أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً
هل تدري ما حقُّ العباد على الله إذا فعلوا ذلك ؟ قلتُ : الله ورسوله أعلم، قال : حقُّ العباد على الله أن لا يعذِّبهم
أنشأ الله لك حقاً عليه .
الأحدية
إذاً التقديس هو التوحيد، التوحيد هو أن تفرده بالعبادة، وأن تفرده بذاته وبصفاته، وبأفعاله، أي
كما قال الله تعالى في القرآن الكريم(لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)[سورة الشورى الآية : 11]
أي هو أحد، هذه أحديته، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد .
الوحدانية
والتقديس أيضاً إفراده بالوحدانية، الوحدانية شيء، والأحدية شيء آخر ، الوحدانية أي لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا شريك له هو واحد، لا مثيل له هو أحد، فالله عز وجل واحد أحد
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
(الأحَدُ الصَّمَدُ الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ، ولم يكن له كُفُوا أَحَدٌ)[سورة الإخلاص]
تقديس الله التفصيل في إثبات الكمالات له و أن تنفي عنه كل ما لا يليق به :
أيها الأخوة، التقديس نفي واثبات، يجب أن تنفي عنه كل ما لا يليق به، لكن النفي يجب أن يكون مجملاً، يعني مستحيل أن تمدح ملكاً وأن تقول هو لا يكذب، ولا يرتكب فاحشة، وليس لئيماً، وليس بخيلاً، التفصيل في النفي لا يليق بذات الله عز وجل منزه عن العيوب، أما التفصيل في الإثبات وارد، هو رحمن رحيم، غفور رحيم، واحد أحد، فرد صمد، كبير متعال، عدل، يجب أن تفصل في إثبات الكمالات له، ويجب أن تجمل في نفي العيوب عنه، هذا من التقديس .
قال الله تعالى في القرآن الكريم:
(وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ )البقرة
القدوس هوالمطهر عن كل صفات الكمال البشري :
أيها الأخوة، الآن في معنى آخر : “القدوس” هو المطهر عن كل صفات الكمال البشري، بحسب علاقاته، يتصور العدل بقاضٍ، والرحمة بأب، فإذا أراد أن ينزه الله عز وجل، وأن يقدسه ينسب له صفات الكمال البشري، فقال العلماء : الله عز وجل قدوس، أي منزه عن صفات الكمال البشري.
لذلك قالوا :كل ما خطر في بالك فالله بخلاف ذلك
هو مطهر عن صفات الكمال البشري، يعني كلمة منتقم بالإنسان لا ترتاح لها، لكن المنتقم من أسماء الله الحسنى يوقف الجبارين عند حدهم، يريح الناس منهم إذا مات العبد الفاجر
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(( يستريح منه العبادُ والبلادُ، والشجر والدواب )
منتقم الله عز وجل، في طغاة ما في حل لإنهاء طغيانهم إلا بالموت، وسبحان من قهر عباده بالموت، فالمنتقم بحق الإنسان قد لا ترتاح لهذه الصفة، أما بحق الواحد الديان الرحمة كلها في انتقام الله عز وجل .
القدوس من قدّس قلوب الزاهدين عن حبّ الدنيا :
إذاً “القدوس” من قدّس قلوب الزاهدين عن حبّ الدنيا، “القدوس” من قدّس قلوب العارفين عمن سواه، نهاية المطاف لا يحزن قارئ القرآن،
لأنه يقرأ قوله تعالى :(فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى)طه
يقرأ قوله تعالى :(فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ)البقرة
يقرأ قوله تعالى :(مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً)[سورة النحل الآية : 97]
أ قوله تعالى :(إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آَمَنُوا)[سورة الحج الآية : 38]
القدوس من قدّس نفوس الأبرار عن المعاصي
“القدوس” من قدّس نفوس الأبرار عن المعاصي، هو قدوس، ويقدس المؤمنين، أي يطهرهم، “القدوس” من قدّس نفوس الأبرار عن المعاصي، وأخذ الأشرار بالنواصي .
قال الله تعالى في القرآن الكريم:(إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ)[سورة البروج]
أي إنسان لا يدخل حساب الله في حساباته يعد من أغبى الأغبياء، لأن الإنسان في قبضة الله، وفي ثانية واحدة يكون في حال، ويصبح في حال .
من أدعية النبي عليه الصلاة والسلام :
(( اللهم إنا أعوذ بك من فجأة نقمتك، وتحول عافيتك، وجميع سخطك، ولك العتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بالله ))
قال الله تعالى في القرآن الكريم:(يَومَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[سورة الشعراء]
ما القلب السليم ؟ هو القلب الذي قدسه الله .
أنت حينما تقبل على الله يقدس قلبك، وأعظم عطاء تناله من الله أن تلقاه بقلب سليم، والقلب السليم هو القلب الذي لا يشتهي شهوة لا ترضي الله، طوبى لمن وسعته السنة ولم تستهوه البدعة، القلب السليم هو القلب الذي لا يصدق خبراً يتناقض مع وحي الله، القلب السليم هو القلب الذي لا يحكم غير شرع الله ، القلب السليم هو القلب الذي لا يعبد إلا الله .
لذلك هناك قلب يلامس السماء رفعة، وهناك قلب يلامس الحضيض ضعة ، هناك قلب يكبر ويكبر، ولا نرى كبره، فيتضاءل أمامه كل كبير، وهناك قلب يصغر ويصغر ولا نرى صغره فيتعاظم عليه كل حقير .
القدوس من قدّس قلوب أوليائه عن السكون إلى المألوفات
“القدوس” من قدّس قلوب أوليائه عن السكون إلى المألوفات، ملايين مملينة جاءت الحياة، كبرت، تزوجت، أنجبت، وماتت، ولم تفعل شيئاً، رقم سهل، ملايين مملينة، كن رقماً صعباً، أتى الله بك إلى الدنيا لتكون شيئاً مذكوراً .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( إِن الله وِتْر يُحِبُّ الوِتْرَ ))يحب التفوق .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( إنكم لن تَسَعوا الناس بأموالكم، فليسعهم منكم بَسْط الوجه وحسنُ الخلق
كن متميزاً، كن متفوقاً، كن طموحاً، كن رقماً صعباً، أدِ لأمتك شيئاً، احمل هم أمتك، اخرج من ذاتك، “القدوس” من قدس قلوب أوليائه عن السكون إلى المألوفات يعني أكلنا، وشربنا، ونمنا، وسهرنا، وألقينا بعض الطرف، أنت مخلوق لمعرفة الله، علة وجودك أن تعبد الله .
قال الله في القرآن الكريم:(وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)[سورة الذاريات]
والعبادة هي: طاعة طوعية، ممزوجة بمحبة قلبية، أساسها معرفة يقينية،تفضي إلى سعادة أبدية .
القدوس من قدّس قلوب العابدين عن دنس المخالفات واتباع الشهوات
“القدوس” من قدّس قلوب العابدين عن دنس المخالفات، واتباع الشهوات،
من الأدعية المأثورة : ” اللهم لا تقطعنا عنك بقواطع الذنوب، ولا تحجبنا بقبائح العيوب ” .
العيب القبيح يقطع عن الله، والذنب يحجب عن الله .
أيها الأخوة، الشيطان يوسوس للإنسان أن يكفر، فإذا رآه على إيمان وسوس له أن يشرك، فإذا رآه على توحيد وسوس له أن يرتكب الكبيرة، فإذا رآه على طاعة وسوس له بالصغائر، فإذا رآه على ورع بقي معه ورقتان رابحتان، الأولى بالتحريش بين المؤمنين هذه الخصومات، وهذا الحسد، وتراشق التهم بين المؤمنين، هذه ورقة رابحة بيد الشيطان فإن لم يفلح بقيت معه ورقة رابحة أخيرة، أن يغريه بالمباحات، يصرف وقته في تزيين حياته إلى درجة غير معقولة، ثم يفاجأ بالموت، آخر ورقة رابحة بيد الشيطان أن يغريك بعمل لم تخلق له .
علاقتنا باسم الله القدوس
أيها الأخوة الكرام، القداسة : هذه الطهارة والبركة، والبركة الخير الكثير، قدّس الرجل ربه قال إذا عظمه، وكبّره، وطهر نفسه بتوحيده وعبادته،
قال تعالى يصف الملائكة في حالهم مع الله :
(وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ)[سورة البقرة الآية : 30]
الكلام دقيق، أي نطهر أنفسنا من كل العيوب، حتى نقبل عليك يا ربنا .
إن الله طيِّب، لا يقبلُ إلا طيباً
الآن دخلنا بموضوع دقيق : الأقوياء في الدنيا، أي إنسان أعلن لهم الولاء يقبلونه ولا ينتبهون إلى سلوكه، أي إنسان رفع صورتهم يقبلونه، أي إنسان أرسل لهم برقية تأييد يقبلونه، لكن الواحد الديان، إن لم تكن مستقيماً، إن لم طاهراً، إن لم تكن رحيماً، إن لم تكن منصفاً، إن لم تكن متواضعاً لا يقبلك، الولاء للأقوياء شيء، والولاء لله عز وجل شيء آخر .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( إن الله طيِّب، لا يقبلُ إلا طيباً ))
ولا يلقي في قلبك السكينة، ولا يشعرك أنه يحبك إلا إذا كنت طاهراً، من الكذب، من الغش، من الاحتيال، من الكبر .
أيها الأخوة، القداسة الطهر، والله عز وجل لا يقبلك إلا إذا كنت طاهراً، من الذنوب ومن العيوب معاً، نقدس لك نطهر أنفسنا من الذنوب كي تسمح لك أن نتصل بك .
إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ
أيها الأخوة، كل واحد منا ينظف مركبته، لأن هذه المركبة يراها الناس، ينظف بيته إذا جاء البيت بيته نظيف، وأحياناً يعطره، ينظف جسمه، ينظف ثيابه .
ثيابك، وبيتك، ومحلك التجاري، ومركبتك هي منظر الخلق، الناس ينظرون إليك، وإلى ثيابك، وإلى بيتك وإلى طلاء البيت، وإلى أثاث البيت، وإلى مركبتك، فالإنسان يطهر منظر الخلق .
ورد في بعض الآثار القدسية :
(( يا عبدي طهرت منظر الخلق سنين، أفلا طهرت منظري ساعة ))
ما هو منظر الله عز وجل ؟ هو قلبك .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(( إِنَّ الله لا ينظرُ إِلى صوركم وأَموالكم، ولكن ينظر إِلى قلوبكم وأعمالكم )
لذلك قال الله في القرآن الكريم:
(يَومَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[سورة الشعراء]
القلب السليم هو القلب الذي لا يشتهي شهوة لا ترضي الله، ولا يصدق خبراً يتناقض مع وحي الله، ولا يعبد غير الله، ولا يحتكم إلا لله .
أيها الأخوة الكرام، نحن في أمس الحاجة إلى معرفة أسماء الله الحسنى، لأن لها أثر كبير كبير في حياتنا.
والحمد الله رب العالمين
علي بارزان
—
Skickat från Snabbt anteckningsblock