منذ عام 1933 تم فرض قراءة هذا القسم موضوع البحث صباحا ويوميا على جميع تلاميذ المرحلة الابتدائية لترديدها قبل الدخول الى الصفوف في كل انحاء تركيا .
كاتب نص هذا القسم هو وزير التعليم حينها رشيد غالب الذي كان من عتاة اصحاب النظرية العرقية التركية الى حد الجنون كما و هو نفس الشخص الذي بدل الآذان من اللغة العربية الى اللغة التركية .
في سنة 2013 وبالتزامن مع سياسة اردوغان في الانفتاح الكردي والبدء بالعملية السلمية مع الكرد تم الغاء هذا القسم تماما وسط احتجاجات وتذمر واستنكار من جميع الحركات والاحزاب السياسية تقريبا باستثناء حزب العدالة والتنمية والاحزاب الكردية والليبراليين وجزء يسير من اليساريين .
هذه الخطوة كانت جزئا من العملية السلمية وتطمينا للكرد .
قبل عدة اسابيع صدر قرار من احدى المحاكم العليا في الدولة تقول فيه انه لا يحق للحكومة اتخاذ قرار بمنع قراءة هذا القسم موضوع البحث .يعني العودة الى المربع الاول .
اي ان قرار المحكمة العليا يفتح المجال مرة اخرى لاعادة قراءة القسم في المدارس كالسابق .
استغرب حزب العدالة والتنمية و رئيسه اردوغان صدور مثل هكذا قرار بعد تطبيقه لمدة خمسة سنوات ويعتقد الكثيرون ان هذا القرار ما هو الا مجرد مؤامرة من صنع واعداد بقايا عناصر الدولة السرية والتي تعود الآن الى الساحة من جديد وبزخم غير متوقع بحجة حماية الكماليزم من الاسلاميين .
انفجرت القنبلة العنصرية في تركيا مرة اخرى مع قرار المحكمة لاسيما بين حزب العدالة وحزب الحركة القومية العنصري .
تبادل الحزبان الشتائم والكلام البذيء واتهامات وصلت الى حد التخوين ولكن سرعان ما عادوا الى التحالف والتآلف لكسب الانتخابات البلدية التي ستجري بعد خمسة اشهر .
الدستور الحالي ينص على ان كل المواطنين الذين يعيشون على الارض التركية هم اتراك حصرا .
ادناه تجدون اقتباسا من القسم الذي كان يردده التلاميذ الصغار كل صباح في المرحلة الابتدائية وكانت كالتالي ــ
انا من العرق التركي
انا دؤوب ومستقيم
حياتي كلها مرهونة بوجود العرق التركي وسأسير على درب اتاتورك العظيم
كم هو سعيد من يقول انا من العرق التركي …. انتهى الاقتباس .
البعض من الصحافيين المناوئين للعنصرية قالوا اذا كان كل من هو على ارض تركيا هو تركي ويحمل كل تلك الصفات الواردة في القسم اذا من اين جاء هؤلاء الذين تحاربهم الدولة منذ اربعين عاما بحجة انهم يريدون تقسيم تركيا ؟ طبعا القصد هنا الكرد الذين ليسوا اتراكا .
و قالوا ايضا اذا كان التركي مستقيم ونزيه ودؤوب وعظيم فمن هم هؤلاء الذين تعج بهم السجون التركية من مجرمين ولصوص وحرامية ومحتالين وقتلة وووو ….
الم يردد كل هؤلاء الذين يقبعون حاليا في تلك السجون نفس القسم وهم طلاب صغار في المرحلة الابتدائية كل صباح ولمدة سبع سنوات ؟
هذا هو التفكير العنصري التافه اي
خيال مريض وعقل صغير وعقدة نقص وانفصام الشخصية ……….
بنكي حاجو
كاتب كردي
