ترامب  بين اموال ال سعود وبين العدالة الانسانية – مهدي المولى

President Trump, flanked by White House senior advisor Jared Kushner and chief economic advisor Gary Cohn, delivers remarks to reporters after meeting with Saudi Arabia's Deputy Crown Prince and Minister of Defense Mohammed bin Salman (L) at the Ritz Carlton Hotel in Riyadh. REUTERS/Jonathan Ernst

 

موقف  الرئيس الامريكي شبيه بموقف الانتهازي الحقير عمر بن سعد بن ابي وقاص الذي ارسله  يزيد واليا  على الري في بلاد فارس وعند وصوله الى الكوفة اوقفه  المجرم عبيد الله بن زياد وطلب منه ان يقاتل الامام الحسين  وينهي قضيته   ثم  بعد ذلك يرحل  الى منطقة الري   والا  لا تحصل على الري وبما انه حقير وضيع اختار   ذبح الحسين  وبقية ابناء الرسول   وبالتالي ذبح الرسالة الانسانية الاسلامية بذبح الحسين وانصاره الذين طالبوا بالاصلاح ولم يحصل على الري بل ذبح هو وابنه على يد  اهل العدل والحق وهكذا خسر الدنيا والآخرة وذلك هو الخسران المبين

لو دققنا في وضع الرئيس الامريكي ترامب  لظهر لنا انه يعيش   نفس وضع المنافق  عمر بن سعد  لهذا فانه محتار في موقفه  مع من يقف  هل يقف   الى جانب  الحق والعدالة والقيم  الانسانية   او الوقوف الى جانب جرائم ووحشية ال سعود    فالوقوف الى جانب تحقيق العدالة يعني احالة ال سعود القتلة المجرمين الى العدالة لينالوا جزائهم العادل نتيجة    لما أرتكبوا    من جرائم بحق الحياة والانسان  وهذا  يعني توقف ما تدره عائلة  ال سعود البقر الحلوب من ذهب ودولارات وبغير حساب وحسب الطلب    لا شك انه سيختار ال سعود ويضرب الحق والعدالة بحذائه   وبهذا  يثبت ان  شعارات امريكا حول حقوق الانسان وحرية الرأي وانها مدافعة عن الديمقراطية والتعددية الفكرية والسياسية مجرد شعارات تضليل وخداع  للشعوب بل اثبت ان امريكا معادية للديمقراطية والدول التي تختار الديمقراطية مثل ايران    وانها مؤيدة ومناصرة  للدكتاتورية والحكومات الدكتاتورية الاستبدادية  مثل حكم ال سعود

رغم كل الادلة والوثائق التي  أثبتت ا ن  ال سعود وخاصة محمد ابن سلمان الاحمق هم الذين  استدرجوا الكاتب والصحفي المعارض جمال خاشقجي الى قنصلية ال سعود ومن ثم ذبحه وتقطيع جسده وتذويبه ورميه في مجاري الصرف الصحفي  وهناك من يقول ان بعض  القطع من جسده  وضعت في حقائب خاصة ونقلت الى الرياض وقدمت الى ابن سلمان وامر بصنع وجبة طعام له ولمن معه من جثة خاشقجي وقيل قدم  كمية من هذا الطعام الى عائلة خاشقجي عندما زارها      هذه الحقيقة يعرفها الرئيس الامريكي ترامب تمام المعرفة   لكنه يتجاهلها  لان الاموال التي تصب  عليه من قبل ال سعود اعمت بصره وبصيرته

الا ان الرئيس الامريكي ترامب رفض   ويرفض كل الادلة والوثائق التي قدمت له والتي تثبت جرائم ال سعود وان ذبح خاشقجي ليس الجريمة الاولى بل هناك مئات الجرائم اكثر بشاعة من جريمة خاشقجي   التي قام بها ال سعود ومع ذلك ان الرئيس الامريكي لا يرغب سماع ولا رؤية هذه الادلة والوثائق بل كثير ما يغازل ال سعود ويحاول ان يهدئ من خوفهم ومن رعبهم وكأنه يقول لهم لا تهتموا انا معكم  وسوف احميكم وادافع عنكم  مهما كانت الظروف  حتى لو ادمر الحياة واذبح كل   البشر المهم ضرعكم سالم ومستمر في در الدولارات والذهب

المعروف ان الرئيس التركي اردوغان ارسل الى الرئيس الامريكي ترامب  تسجيل مصور حول مقتل الصحفي جمال خاشقجي  لكن الرئيس الامريكي  ترامب رفض سماع ورؤية هذا التسجيل بل قال ساخرا لا اريد سماع صوت  فيه معانات وصراخ واصوات مزعجة

وقال انا كرئيس ليست مهمتي سماع مثل هذه التسجيلات  واضاف متحديا  لم ولن اخسر  حليف استراتيجي مثل ال سعود واذا ايدنا الحق والعدل  يعني قطع علاقتنا بال سعود وبالتالي نحن الخاسرون   بل نراه يتهم ايران بانها مصدر الارهاب وانها  اعلنت الحرب على ال سعود وانها تمول الحركات الارهابية  ويقصد بها حزب الله  في لبنان الحشد الشعبي في العراق انصار الله في اليمن فيلق القدس في ايران  رغم ان هذه الحركات هي التي حاربت الارهاب وانقذت  شعوب المنطقة والعالم من الهجمة الظلامية الوهابية   المدعومة والممولة من قبل ال سعود داعش القاعدة النصرة بوكو حرام ومئات المنظمات الارهابية  كلها ولدت من رحم ال سعود ونمت في حضنها وتحت رعايتها وارسلتها لذبح بني البشر وتدمير الحياة   لكن  يتجاهل كل ذلك ويتنكر لها ويستمر في صب غضبه على الشعوب الحرة وفي المقدمة الشعب الايراني لانها تصدت للارهاب والارهابين وتمكنت من تحرير المنطقة وبدات  بالقضاء على حواضنه وردم بؤره ومنابعه والقضاء على رحمه الذي هو ال سعود  البقرة الحلوب

وهذا هو السبب الذي دفع ترامب الى التخلي عن قيم العدالة  الانسانية وحقوق الانسان    والتمسك بحماية اعداء الحياة والانسان وخيانة القيم الامريكية

لكننا نقول سيكون مصيره كمصير عمر بن سعد   على يد الشعب الامريكي