العراق دولة غريبة ففيها الكل فاسدون و الكل ضد الفساد و الكل يحكمون و الكل باق في الحكم و الارقام فقط تتراكم و لا تنقص. فالرئيس يبقى رئيسا أو يتحول الى نائب و رئيس الوزراء ينهي جميع دوراته و في الاخير لا يعتزل المنصب بل يحتكر منصبا اخر و رؤساء البرلمان و غيرهم كلهم يغيرون المناصب المهمة و يتداولونها و كلما صعد شخص الى منصب مهم فهو أيضا يتحول الى رقم أضافي يجب أن يحصل على منصب الى الموت. و المالكي و العبادي و الفتناوي و نصيف و غيرهم من الوزراء و حتى أعضاء البرلمان غير مثال على ذلك.
أما رئاسة الاحزاب فحدث و لا حرج حيث أن رؤساء الاحزاب لا يتركون الرئاسة أبدا الى القبر.
و لو كان هؤلاء سراق و مافيا و يعترفون بما يقومون به أو حتى ينهبون و هم ساكتون فلا ضير و لكن الذي نراه هو أن الجميع من الرأس الكبير و الى اقل منصب في العراق يتحدثون عن الفساد و محاربته و الذي نراه هو أن الفساد في زيادة كبيرة. فأذا كان في الامس يتم سرقة الرواتب و مخلفات النظام و النفط و العقود المزورة فأن الفساد صار رسميا. حيث أن الحكومة نفسها نقوم بصرف الاموال رسميا و نهبها رسميا و بأسم القانون.
فما كان يقوم به المسؤولون في السابق من فساد باق و تم اضافة فساد قرارات الحكومة الرسمية أيضا اليها و اخرها صرف أموال السكن و بالمليارات و احالة المسؤولون بالمليارات على التقاعد كوزراء أو أعضاء برلمان و هم مستمرون في الخدمة و يستلمون رواتب التقاعد و رواتب المناصب الجديدة التي يسلمونها.
هكذا هو العراق فهل عبد المهدي المشلول سياسيا و المخنوق من قبل الصدر و العامري و العبادي و المالكي يستطيع تصحيح الوضع أو برهم صالح الرئيس بلا صلاحيات يستطيع عمل شئ؟؟ الجواب واضح فالشلل شامل و الفساد شامل و أذا ارادوا أنهاء الشلل فعليهم أنهاء الشعب العراقي الذي صار ينادي بالفساد و يقود الاعتصامات من أجل تكريس الفساد و الحصول على كعكة الفساد.