انتهت الحرب العالمية الاولى عام 1918 وبدأت دول التحالف بريطانيا وفرنسا بتقطيع جسد رجل اوربا المريض اي الامبراطورية العثمانية التي كانت متحالفة مع المانيا .
استانبول كانت تحت الاحتلال الانكليزي وازمير والساحل الغربي كانت في يد اليونان وكيليكيا واجزاء اخرى كانت محتلة من قبل فرنسا وايطاليا .
الدول الغربية المنتصرة خرجت من تلك الحرب وهي منهكة و كانت تريد انهاء الحرب مهما كان الثمن وهكذا تخلى الغرب عن وعودها لليونان بضم ازمير والساحل التركي اليها .
تركيا تخلصت من حكم السلاطين العثمانيين وذلك عندما وقف الكثير من الاتراك الى جانب اتاتورك الذي نجح في اعلان استقلال الدولة التركية بحدودها الحالية عام 1923 .
طبعا لن ندخل في متاهات ودهاليز تاريخ تشكل الدولة التركية وانما اود الاشارة الى الدور الذي لعبته تركيا على حبل الشيوعية في تهديد العالم الغربي بقيادة بريطانيا والابتزاز الذي استعمله اتاتورك مع الطرفين .
اتاتورك كان يغمز لاستالين بالانضمام الى الدولة الشيوعية الفتية و في نفس الوقت كان اتاتورك يهدد الغرب بقيادة بريطانيا بانضمام تركيا الى المعسكر الشيوعي اذا لم ينفذ الغرب مطالبه في تأسيس الدولة التركية وبشكل خاص منع تشكل اي كيان كردي .
اصاب الذعر والهلع الغرب خوفا من انضمام تركيا الى الشيوعية حيث يعني ذلك فتح المجال أمام روسيا الشيوعية للاستيلاء على الأناضول، وبالتالي على مضيقي البوسفور والدرنديل الاستراجيتين .
لذلك فضل الغرب تلبية مطالب اتاتورك لتشكيل دولة تركية خوفا من انضمامها الى السوفيات .
روسيا ايضا كانت منغمسة في الصراع الداخلي بسبب مشاكل الثورة البلشفية ولم تكن تطمح الى الحاق تركيا بها والدخول في حرب جديدة مع الغرب بعد اربع سنوات من الحرب التي انتهت للتو .
يقال ان اتاتورك كان في اتصال مستمر مع روسيا وستالين بالذات حتى ان تركيا كادت ان ترفع العلم الشيوعي وهو نفس العلم التركي الاحمر الحالي ولكن دون الرموز الاسلامية هلال ونجمة وذلك لابتزاز الغرب .
اتاتورك كان كل طموحه هو ان تنضم تركيا الى الغرب الاوربي وكان من الد اعداء الشيوعية في داخله .
نجح اتاتورك في سياساته هذه حيث استعمل الشيوعية كتهديد للغرب في حال تشكيل كيانات اخرى في الاناضول مثل كردستان ولازستان على البحر الاسود والحاق الغرب التركي باليونان .
نجاح اتاتورك في منع تشكل كيان كردي حينها كان مجرد تأجيل للقضية الكردية وليس حلها .
بعد مرور قرن كامل عادت تركيا الى المربع الاول لتجد نفسها امام القضية الكردية وبشكل اكثر تعقيدا وكأن عقارب الساعة توقفت منذ مئة عام .
يقول اردوغان ان تركيا هي الآن في حرب الاستقلال الثانية . مما لاشك فيه ان تركيا ستخوض حرب الاستقلال الثالثة والرابعة والعاشرة طالما بقيت القضية الكردية دون حل .
الآن يمارس اردوغان نفس اللعبة الآتاتوركية حاليا في الازمة السورية وكل همه هو منع تشكيل كيان كردي .
اردوغان يهدد امريكا بالتخلي عن حلف الناتو والغرب عموما والاتجاه شرقا نحو آسيا لتشكيل تكتلات واحلاف جديدة مع روسيا والصين في حال اذا استمرت امريكا في تحالفها مع الكرد في سوريا بما فيه احتمال تشكيل كيان كردي على حدودها الجنوبية اي في الشمال السوري .
تركيا لن تجد الاستقرار والديمقراطية والحرية والرفاه الا بالجلوس مع الكرد في الداخل التركي لاجل بناء دولة عصرية تسود فيها المساواة الكاملة بين الكرد والترك .
23 نوفمبر 2018
بنكي حاجو
كاتب كردي
عظيم وعظيمٌ جداً ،
الآن بدأتم تفهمون ، منذ الحرب الأولى والإعلام الغربي ينشر أن الشاه هو شرطي الخليج تغطيةً وإخفاءً لدور لتركيا التي أصبحت شرطيّةً على البسفور منذ 1774 ، في 1918 مات الشرطي، وفوراً إحتلّت بريطانيا اسطمبول كإجراء إحتياطي مؤقت بحثاً عن بديل فلم تجده , فجاء عصمت ئينونو إلى كمال باشا بورقة إحياء الشرطي تتضمن : التخلص من الإسلام كشرط أساسي ثم شروط الواجهة الإعلامية مثل الديموقراطية وحقوق الإقليات والمهازل الغربية المعروفة حتى اليوم , كان كمال على أهبة الإستعداد للتضحية بكل شيء في سبيل إنقاذ ولو جزء من تركيا ، فقذف بالقرآن من فوق السماوات السبع وبالخليفة من فوق سبعة دول ومنع الحج و حروف القرآن ورفع كأس الخمر أمام الملالي وشربه فعاشت تركيا وعادت إليها أشلاءها وثار المناضل العبقري سعيد بيران وقاد ثورته من أجل عيون الخليفة وليس من أجل الكورد ومثله فعل الشيخ محمود وكل الكورد ،
ألم يطلب بوش الإبن من الكورد ذلك عندما أزاح صدام ؟ نعم قاله على الهواء قبل إزاحته ((نسعى لتأسيس شرق أوسط كبير علماني )) لقد كان بوش الغبي متوهماً في الكورد بأنهم سيتهافتون مثل كمال من أجل تأسيس كوردستان ، لكن هيهات , فقد طار مسعود إلى السعودية لجلب الأموال وبناء المساجد ودعى المؤتمر الإسلامي لكي يتزعم هو الأمة الإسلامية , وشوف النتيجة ونفس الشيء أكراد سوريا , لقد مات الكورد ولن يعيشوا رغم أن الفرص لم تنته فبوجود إسرائيل وإيران الموحدة القوية لن تنتهي الفرص , لكن لا أمل فالأعمى لا يرى أبداً .
الى السيد بنكي حاجو تحية طيبة, ومقالكم هذا فيه الكثير من الاشارة الى التاريخ الذي نجله احيانا, وقد اصبت كبد الحقيقة من وجهة نظري الشخصية.
و من هما ومن هذا البا بالتحديد على الكورد ان يغتنموا الفرصة الان, و يحاولوا اقناع احدى الدول الكبرى (امريكا في مقدمتها) على تبني القضية الكوردية و المساهمة في حلها عن طريق استقلال كوردستان, مقابل اعطاء الكورد الجهة المقابلة (امريكا) وعدا باخضاع تركيا كاملة بحدودها الحالية (وليس فقط استقلال كوردستان), مضافة اليها مساحة كوردستان كاملة, زعلى ابقائها في منطقة النفوذ الامريكي حصرا, في حال قبلت بهذا الحل.
اي ان امريكا لن تخسر منطقة نفوذا ضمن الناتو مطلقا, بل على العكس ستزيد امريكا من مساحة نفوذها في الشرق الاوسط على حساب روسيا (في سوريا) و ايران (باعتبار ان العراق وسوريا هما في الحضن الايراني) … ثلاث عصاقير بضربة واحدة !!!!
كوردستان لا تُعوَّض تركيا للناتو أبداً ولا الدول العربية , الأمل الآن وفي المستقبل في إيرا ن وإسرائيل ، لكن ليس قبل أن تفعلو ما فعل كمال باشا , أنسوا غير ذلك واحقنوا دماء شتابنا وشكراً