في اليابان اتفق الجميع ، ان موقع المعلم ياتي في المرتبة الثانية بعد الامبراطور ، وهذا سر ّ تفوق اليابان العلمي . وحين سئل ذات يوم امبراطور اليابان عن اسباب تقدم بلده في فترة قصيرة ، فكانت اجابته ، ( بدأنا من حيث انتهى الاخرون ، وتعلمنا من اخطائهم ) ، ومنحنا المعلم حصانة الدبلوماسي وراتب وزير ..
مما يجدر به الذكر ، ان المعلم في الغرب عامة يحظى باجلال وتقدير لدى كافة شرائح المجتمع حد التقديس ..
لو عدنا للصدمة التي تلقيناها وتلقاها الشارع من احد مدراء مدارس نينوى وما يقوم به من ضرب وتعنيف للطلبة ، فعل منافي و غير مقبول ، لا مهنيا ولا انسانيا ولا اخلاقيا ولا دينيا ولا حضاريا ، فهو سلوك لا ينم عن شخص مسؤول تربوي وانسان تمرس في ميادين العلم والمعرفة وله باع وخدمة 27 عاما في مجال التربية والتعليم ..
واما بالنسبة للسيد المحافظ ، فلا شك انه مسؤول مميز في واجباته ومسؤولياته ، حقق مواقفا تستحق الاشادة بها ضمن حدود المطالبة بالحق والعدل لدى كل من المسؤول والمواطن ، ولكن هذا لا يعني انه يتجاوز حدود الممكن للحصانة التي يتمتع بها صنّاع الاجيال ومربيهم باهانتهم على الملأ ، هذاخطأ فادح يجب ان يحاسب عليه ، والذين اشرنا الى اقرانهم في الغرب وما يتمتعون به من اكرام وتقدير ..
لو تأملنا كلاهما ، المحافظ والمدير ، لوجدنا ان كلاهما مفتونان بالقيم الغربية بشكل عام ، من حرية وقانون راسخ ومبادئ ثابتة ومختلف انواع القيم ، واحتسابها مقياسا للحضارة وجميع مؤشرات التقدم .ولكن لو برزنا موقفهما في بلدهما لوجدنا ، انهما لا يكيدان لشعبهم ووطنهم ومسؤولياتهم ذلك الالتزام ولا التطبيق ولا الاحترام الواقع على عاتق كليهما …
يقول البليهي :
القضية الحقيقية ، هو ان نكون صادقون في تزكية انفسنا ونحن بوضع لم ولن يكون اسوء مما هو عليه الان . ولا سيما اننا اصبحنا اضحوكة العالم حين ابدعنا بقطع الرؤوس والتفجير .. واُ ضيف انا ، وتفنّنا في الفجور والبربرية والسبي ووأد المرأة ونفي العقل الى المجهول ودمرت الاثار بدعوى الاصنام ..
واخيرا واقولها باسف ان كلا هما ، منبهران بالحضارة الغربية والاشادة باصحابها .. !
فلعلنا منهم ، فعلا نستفيد ولكن …. !
هنا في ألمانيا بالصدفة وفي القطار تبادلت الحديث مع أحد كبار السن فاشتكيت له من طبيب شخص لي مرضاً وبعد عامين من العلاج وبعد أن وجهني توجيهاً خطيراً للغاية , تبيّن أنه لم يكن هناك أي شيء . فقال صاحبي هؤلاء ليسوا أطباء العصا ,
أما أن تسمعين بأطباء يحيون الموتى ، فهؤلاء عباقرة في بطون أمهاتهم وبدون مدرسة , وكان أميون بنفس العبقرية في الماضي
في عام 1976 عندما شُهّر بالمعلم في الجريدة الرسمية على مسألة الضرب كان هذا اليوم في نهاية النفق وسيأتي الأسوأ
يجب أن يعود العصا أو الشرطي أو يُلغى التعليم الحكومي . فالناس ستتعود على التعليم في المدارس الخصوصية ولا يقبل فيها الطالب إلاّ بعد دفع الأجور و يبوس يد المعلم … حتى يقبل إبنه
كان تصرف ارعن من اداري لا يعرف ادارة معزتين. انه من مدرسة النهيق والزعيق في ادارة البشر.
يجب ان يسبق قيم الاخلاق والإنسانية كل اجراء اداري وهو ما يسمى بمدرسة الادارة الانسانية