ما حقيقة الوصية المنسوبة للرئيس الراحل جلال طالباني؟

تداول نشطاء ومحللون وصية منسوبة للرئيس العراقي الراحل والزعيم الكردي جلال طالباني نقلا عن موقع “درج ميديا” المعني بشؤون الشرق الأوسط انطلاقا من لبنان، إلا أن رئيس تحرير الموقع حازم الأمين، نفى صحة الوصية وذكر أنها وردت ضمن فقرة “خبر كاذب” في الموقع العربي.

وأضاف الأمين، في اتصال لموقع NRT عربية، أن الموقع العربي “درج” دأب على وضع زاوية، تنشر اخبارا غير صحيحة تحرك خيال القاريء والمستخدم العربي لمواقع التواصل، “من أجل اتاحة المجال لـقدر من الخفة في حياتنا العامة سيما في ظل هذا الضيق الذي تسبب به أوضعنا في المنطقة” وفق تعبيره.وجاء في خبر “درج” أن الموقع وبعد محاولات مضنية، حصل على الوصية التي تركها الرئيس العراقي السابق والزعيم الكردي جلال طالباني، والتي يبدو أن بعض أقرب المقربين منه قد عملوا على حجبها، بل إنكار وجودها أصلا، ما أوهم المتابعون العراقيون أنها حقيقة وفاتهم الالتفات أو التوفق على عنوان الفقرة “خبر كاذب”.

وكان السكرتير الصحفي السابق لرئاسة الجمهورية كامران قرداغي، علق على الوصية بالقول إن “مام جلال لم يكن بعيدا عن كثير من الأفكار التي وردت في هذه الوصية”، وتابع: “عموما أنها حصيلة افكار ومواقف كثيرين بين كتاب ومثقفين وسياسيين بمن فيهم قريبون من مام جلال”.

واضاف أنه عند مراجعة مقالاتي عن كردستان في (صحيفة الحياة) على مدى عقدين من الزمن يجد القارئ أن ما جاء في الوصية هو تحصيل حاصل.

وفيما يلي نص الوصية المزعومة:

” إذ أتهيأ لمغادرة الدنيا، يفرحني أن كردستان العراقية تحررت من الكابوس الذي عانته طويلا على أيدي السلطات المركزية المستبدة في بغداد. لقد بتنا اليوم أحرارا بفضل نضالات شعبنا جيلا بعد جيل، كما بفضل الصداقات الدولية التي عقدناها، لا سيما مع الحكومة الأميركية وباقي الحكومات الغربية.

مع هذا، لن يفوتني التحذير من بعض التشوهات الكبرى والخطيرة التي تحف بتجربتنا، والتي أعترف بأنني كنت شخصيا متسببا ببعضها. أهم هذه التشوهات الفساد والعائلية.

صحيح أننا شعب تلعب القرابة الدموية دورا أساسيا في حياته وثقافته، لكن علينا أن نكافح، بلا ضراوة، انعكاس القرابة على نظامنا السياسي ومناصبنا الإدارية. وهذا يستدعي منا التصدي بكل قوة لعلامات المحاباة العائلية، بما فيها، وخصوصا، مبدأ التوريث الذي لمسنا بعض أضراره ومفاسده في بلدان مجاورة كسوريا.الأمر الآخر الذي أود التحذير منه يتعلق بعلاقتنا مع أبناء شعبنا في أربيل ومع قيادتهم التي يقف على رأسها الصديق العزيز مسعود بارزاني. إن نجاح العلاقة واستقرارها بين أربيل والسليمانية هما الشرط الشارط لنجاح تجربتنا ككل. صحيح أننا نختلف في أمور كثيرة، لكن الصحيح أيضا أننا نقوى ويشتد عودنا بسبب هذا الاختلاف إذا ما ضمنا تأطيره في حياة برلمانية ودستورية ترعاها المؤسسات. وأنا شخصيا لا أرى مانعا، إذا ما تخلصنا، في أربيل كما في السليمانية، من عوارض الفساد والعائلية والتوريث، في أن نتحول إلى حزبين ديمقراطيين، واحد محافظ ينطلق من التقليد البارزاني العريق الذي بدأت به حركتنا الوطنية في كردستان، والآخر اشتراكي ديمقراطي يشدد على مبدأ العدالة والمساواة وتوزيع الثروة.
ولا أستطيع، هنا، القفز عن خطر ثالث يتهدد تجربتنا، وهو ما ألمسه لدى الكثيرين من مواطنينا الأكراد، لا سيما بين أولئك الذين تستهويهم طروحات حزب العمال الكردستاني. ذاك أن كلامنا عن وحدة كردية تعبر فوق حدود البلدان وتجاربها وثقافاتها المتنوعة بات يشبه الكلام العربي عن الأمة والقومية العربيتين.

إن كل ما يفعله هذا الوهم المكلف أنه يعيق نجاحنا الممكن والمأمول في كردستان العراق، كما يدمر مستقبل علاقتنا بعرب العراق، في مقابل التمسك بنزعة شوفينية لن يترتب عليها أي إنجاز ملموس.

لقد أصبحت القومية، أيها الأعزاء، وبالا على أصحابها في سائر العالم وليس في منطقتنا فحسب. ما أفضله، في المقابل، هو التركيز على وطنية عراقية ديمقراطية تتيح لنا مجالات التعدّد والحكم الذاتي، وهو ما آمل أن يكون إخواننا العرب على بينة منه ومن ضرورته.

أخيرا، لا بد من الإشارة إلى أنني، أنا شخصيا، ارتكبت عددا من الأخطاء في مراحل نضالنا السابقة، أهمها العلاقات التي نسجناها مع أنظمة وتنظيمات مستبدة ومجرمة بحق شعوبها، لا سيما منها النظام السوري. أما الآن فقد بتنا في وضع يتيح لنا، ومن موقع قوة، تغيير هذا المسار، والوقوف إلى جانب المظلومين والمضطهدين الذين يشبهوننا في كل مكان.”

جدير بالذكر ان عددا من مواقع التواصل الاجتماعي تداولت أمس، خبرا يشير إلى انها الوصية الأخيرة التي تركها الرئيس العراقي الراحل جلال طالباني، من دون معرفة صحتها.

2 Comments on “ما حقيقة الوصية المنسوبة للرئيس الراحل جلال طالباني؟”

  1. المكتوب واضح الكذب فيه لان جلال الطالباني كان يقول دائما الكورد ولم يلفظ بكلمة الاكراد ابدا, وما يتعلق بموقفه من جزب العمال الكوردستاني ليس صحيح ما يفال بهذه الوصية الملغومة الآتية كما يبدو من مصدرلا يريد اي خير للامة الكوردية وابنائها بقطع النظر عن موقفنا من جلال الطالباني ويبدو فعلا انها ليس اكثر من خبر كاذب ولكن لايدخل اطار الترفيه وكذب من قال انه للترفيه

  2. على رأي المثل:
    ( حاميها حراميها … )

    اذا كان يعرف هذا الكم من الفساد في حزبه و في اسرته بذات (مبدا التوريث مثلا كما ذاكر في وصيته) ومن حاشيته المقربين في الحزب … لماذا لم يقم هو بالمبادرة الشخصية و بذلك يكون قدوة لغيره و مثلا صادقا وصالحا كما في وصيته , بان يقوم بمحاسبة المسؤلين في ضمن عائلته (بدا باولاده و شريكته الزوحية) ثم بالمقربين اليه ممن يسمون باصدقاء الدرب , ثم انتهاءا باعضاء حزبه البعيدين … ؟؟؟

    اشم بكل وضوح رائحة و دور المخابرات التركية في صياغة و كتابة افكار و كلمات هذه الوصية الجلالية … !!!

    الكلمات التالية هي التي تسير الكثير من الشبهات حول الشخص الحقيقي الذي كتب تلك الكلمات:

    1- ( مواطنينا الأكراد … !!! ) فجلال طلباني لم يكن يقول كلمة ( الأكراد ) كما هي مروجة من قبل بعض الجهات الاعلامية ذات النفس و الفكر الشوفيني في الوسط العربي , و المفكرين و الباحثين والسياسين الجاهلين للحقائق التاريخية ويرددونها كالببغاءات(بدون قصد منهم, وهؤلاء ما اكثرهم اليوم, على السوشيال ميديا, حتى بتنا نراهم في الكوابيس ! ) الذين يسعون الى ترويج تلك الكلمة عبى حساب الكلمة الاصلة و القديمة ( الكورد , الكرد) , كما جاءت مثلا في ذلك الحديث العنصري و الشوفيني الذي تفوح منه افكار و انفاس الحقد و الكره منذ ذلك العصر, و الذي يتحدث عن عمر و الذي بدوره يتحدث عن محمد او غيره من الاحاديث عن الصحابة و الائمة المسلمين, عندما كان كان يفرد قصة خلق و توكين الكورد , حينما ينسبون الكرد الى وزاج الجن من الانس … !!!!
    (والتي حقيقة يتقبلها المسلم الملتزم بهذه الفكرة ويؤمن بها ايضا , كما يلتزم العالم بالقوانين العلمية ويؤمن بها ايضا … !!!)
    فيكفي ان تبحث في Google و تكتب ( اصل الكرد من الجن ), فتجد المئات ان لم نقل الالاف من المواقع التي تتنحدث فن هذه الفكرة (سواء من جماعة -س- او من جماعة -ش- على حد سواء), هذا الرابط على المثال و ليس الحصر:
    https://www.kitabat.info/subject.php?id=91690

    2- ( .. تستهويهم طروحات حزب العمال الكردستاني …!) اذا كانت هذه فعلا مذكورة و مكتوبة في وصية (الدعبول, السمين, الطبلة) جلال طلباني فهي دلالة و شهادة وحجة عليه وضده (قانونيا و فكريا), فشخص ما على فراش الموت و امام سكرات الموت التي يشعر بقربها منه:
    هل من المقعول و المنطق ان يدعوا السياسي السليم العقل الى زيادة الحقد و الكره والتنفير في الوسط السياسي الكوردي, الذي هو متازم اصلا, بدلا من التوجه الى الصلح و المساهمة في التقارب بين رؤى جميع الاطراف مهما تباعدت في رؤها السياسية, لان المنطق يقول بان الشخص الذي يشعر بدنوي اجله (في زمن قريب) يسعى الى تلميع ميراثه (باخص في المجال السياسي) ومحاولة جعل نفسه رمزا وطنيا شاملا(ان صح التعبير) بجمع جميع التكتلات و الرؤى السياسية تحت ابطه , و الخروج امام الراي العام كالمنقذ للجميع … !

    و في هذه النقطة بالذات, تنبعث رائحة و دور المخابرات التركية (في هذه الطبخة), فمن يعرف تاريخ طلباني (وتاريخ حزبه) سيدرك جيدا بان اوجلان (وحزبه) كان الاقرب ايدولوجيا وعقائديا (كلاهما يساريان, اشتراكيان,ذو خلفية شيوعية, لهما خصم مشترك برزاني وحزبه) الى الطلباني على مدى التاريخ بين الحزبين.

    3- ( أخيرا، لا بد من الإشارة إلى أنني، أنا شخصيا، ارتكبت عددا من الأخطاء في مراحل نضالنا السابقة، أهمها العلاقات التي نسجناها مع أنظمة وتنظيمات مستبدة ومجرمة بحق شعوبها، لا سيما منها النظام السوري. أما الآن فقد بتنا في وضع يتيح لنا، ومن موقع قوة، تغيير هذا المسار، والوقوف إلى جانب المظلومين والمضطهدين الذين يشبهوننا في كل مكان…. !!!)

    لا يارجل …. !!! اليس حليفك الجالس في طهران (الله الارضي, كما يصف به مؤيده قولا وليس كتابة, ليتركوا خط الرجعة عند الحاجة) اولى ةاجدر بالنقد قبل الاسد الديكتاتور (ان لقبه هو الاسد … بمعنى انه حيوان !!! اصلا هو حيوان وليس ببشر, فمهمى علا وطار وحلق عاليا فهو يبقى حيوان لا فائدة منه في قيادة البشر).
    ولكن جماعتك (اصدقائك الداعمين يا طلباني) هم يمثلون الدين الاسلامي و يحكمون وفق الشريعة الاسلامية, والاسم الرسمي لدولتهم يحمل مدلول اسلامي (جمهورية ايران الاسلامية) … فهل يمكن ان تقول بانهم افضل حالا من الاسد .. ؟ او انهم غير مستبدين مثل الاسد .. ؟ او انه اقل شرا من الاسد .. ؟ او ان القوات الايرامية لا تشارك في القتل و التدمير مع الاسد .. ؟

    وفي هذه المنقطة وهذا السياق ايضا, يبرز الرائحة النتنة للمخابرات التركية في وراء الكلمات و الافكار, فبعد التقارب التركي-الايراني في استانا و سوشي, لم يعد الايرانيون يشكلون تهديدا للاتراك (بل على العكس تحالفوا في جبهة واحدة واصبحوا احباء مع الايراني, تحت مباركة اليد الروسي طبعا) و لم يبقى غير الاسد (الغير مرغوب فيه تركيا يجوب مثل الذباب على سكون و صفاء التركي, بمعنى ان كانت تركيا هي الخرية فان الاسد هو الذباب الذي يغربش و يضجر سكون و صفاء تلك الخرية). ومن هنا برز نقد الاسد كمثال, ولم يتم ذنر ايران كمثال, مع العلم ان النظام الايراني هو اقدم في السلطة (1970) بينما الاسد جاء الى السلطة في (1973).

    و رائي الشخصي, التاريخ و الحقائق تقول على ارض الواقع بان (برزاني وحزبه, طلباني و حزبه, اوجلان وحزبه) هم اسواء ثلاثة احزاب في واقع الحركة الكوردية اليوم, و بالاخص في هذه الفترة التي تمر بها الشرق الاوسط من احداث.
    قكانوا يحب ان يكونوا اكثر تماسكا و تقاربا من اي وقت مضى, ولكن وقائع الحال يشير بانهم اكثر غبائا و جحشنة و خيانة الى الشعب الكوردي, فبدلا من وقف التهجم و لبتهاترات الغير المبررة ضد بعضهم, هم كمن يصب الزيت على النار, و يكرنون بعضهم اطثر من اي وقت مضى.
    اقولها ولا اخجل من قولها, هم حمير في السياسة (للاسف الشديد كورديا) … ! لان احداث اليوم في الشرق الاسط لن تتكرر الا في 100 عام اخرى.

Comments are closed.