لقراءة الأجزاء السابقة من (وجها لوجه مع داعش) يرجى الدخول إلى موقعي الفرعي في الحوار المتمدن:
http://www.ahewar.org/m.asp?i=
…وقبيل الفجر نهضنا، ذهبنا إلى سيارة خيري لنشحن هواتفنا ـ وكانت هنالك العشرات من السيارات وقد ركنت كيفما اتفق ـ جلسنا في السيارة ننتظر أن تشحن موبايلاتنا، وأخرج خيري بعض البسكويت وقال: “هذا سيكون فطورنا”. ثم رجعنا إلى الكهف ثانية.
وفي الصباح امتلأ الوهاد الذي نحن فيه بالناس ودخل إلى كهفنا أكثر من ثمانية عوائل وكذلك امتلأت الكهوف الأخرى القريبة فلا يمكن الابتعاد كثيرا عن نبع الماء في هذا الحرّ وجلس البعض في فيء الصخور الكبيرة في الجانب الشرقي من الوهاد. امتلأ المكان بالناس وأقترب الوقت من الظهيرة وبدأ الأطفال يبكون من الجوع والحرارة والنساء تولول من جديد، وكان قد ألتم حوالينا عدد من الأهالي، فقال خيري: عندما يأتون بغنمي للإرواء علينا أن نذبح بعضها لهؤلاء الناس ليأكلوا.
وما أن تبرع خيري بذبح بعضا من أغنامه حتى بدأ جميع الرعاة وكلّ من يملك المواشي بتقليده واستمر الأمر لمدة سبعة أيام وهي مدة بقائنا في الجبل محاصرين، ولو لا فكرة القيام بذبح الأغنام وتقديم لحمها للأهالي لما تمكنوا من توفير طاقتهم والعبور إلى الجهة الأخرى من الجبل ثم النجاة بأرواحهم.
عندما تكون في محنة حقيقية تحدث بعض الأمور ليست على البال لتجتاز بسببها تلك المحنة. إضافة إلى فكرة خيري الشيخ خدر بذبح المواشي للناس كان بعض أصحاب السيارات الحوضية من عرب الجوار قد اعتادوا أخذ الماء من نبع السكينية إلى قراهم وأهاليهم وكانوا معروفين للبعض من شبابنا الذين كانوا يعملون عندهم في بناء بيوتهم ودورهم فأوصوهم بجلب بعض الحاجيات الضرورية كالدقيق والرز.
هكذا رتبت بعض الأمور خلال هذا الأسبوع فقد تقاسم أهالي القرية الذين كانوا يسكنوها قبل مجيئنا كلّ ما لديهم من زاد وطعام مع النازحين، وكذلك السواق العرب يجلبون بعض الحاجيات المهمة لبعض معارفهم واصدقائهم وهم بدورهم يتقاسمونها مع البقية. وكلّ يوم وخاصة في المساء دعاية جديدة تفيد بقرب وصول قوات البيشمركة وسيطردون داعش وفي المساء تهبط المعنويات ثانية إلى أن كان صباح اليوم السادس وكانت المفاجأة. فقد قدم السواق وأيديهم خالية وقالوا بأن مسلحو الدولة الإسلامية منعوهم من جلب أية حاجة للأيزيديين بعد اليوم ليجبروا على الرجوع إلى مجمع الجزيرة أي سيباية شيخ خدر، ومما زاد من قلق الأهالي وخوفهم أكثر هو قدوم سيارتين قبيل الظهر إلى قرية السكينية وقالوا للناس: سمعنا بأن المدعو خيري الشيخ خدر في الجبل ومعه بعض الأسلحة والأعتدة ونريدكم أن تبلغوه عن لساننا بالنزول من الجبل وتسليم الأسلحة ولن يصيبه سوء إن فعل ذلك.
بعد مغادرة السيارتين المسلحتين سارع بعض الشباب بأخبارنا عن الأمر مع الدواعش ومحاولاتهم المختلفة أقناع الناس بالنزول من الجبل والرجوع إلى المجمع ليأسروا الجميع فقال خيري بحزم: هذا المساء على الجميع مغادرة المكان إلى الجهة الأخرى من الجبل ما عدا من يرغب في قتال الدواعش.
…يتبع