سوانح وبوارح .. حول بدعة المولد النبوي .. الجزء الرابع – موفق السباعي

نقول ابتداء ..

نحن لا نعارض .. ولا نرفض .. ولا نستنكر الاحتفاء برسول الله صلى الله عليه وسلم .. وتعظيمه .. وتمجيده .. وحبه ..

بل نحن أشد الناس حبا له .. من كل المغرضين .. والمبتدعين ..

بل نحن الذين نحث الناس .. وندفعهم دفعا .. ونحرضهم على حبه .. والتأسي .. والإقتداء به ..

حسب شرع الله .. وبالطريقة التي أمر بها سبحانه وتعالى ..

وليس حسب شرع الشيطان الخبيث .. الإله العبيدي .. ولا بالطريقة التي أمر بها ..

والتي ليس لها أي سند .. من قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ..

وإنما سندها ..فقط .. من قول علماء القرون الوسطى والمتأخرة ..

وهل يستوي كلام الله مع كلام البشر ؟؟؟!!!

وهناك مظاهر كثيرة .. وطرق عديدة للاحتفاء به ..

وكلها لها سند .. ومرجع من كلام الله تعالى .. ومن السنة المطهرة .. وليست ببدعة .. كالمولد ..

وسنعرض لكم بعضا من المظاهر الاحتفالية به .. ندعوكم إلى الأخذ بها .. إن كنتم صادقين في حبكم له ..

1-    تعالوا نقيم مهرجانات .. وندوات .. ولقاءات .. ومؤتمرات .. تُلقى فيها الكلمات العصماء .. والخطب الرنانة .. وتُنشد فيها الأناشيد الحماسية .. الجهادية .. كل أسبوع .. أو كل شهر .. أو كل ربع سنة .. أو كل نصف سنة .. أو كل سنة .. تحت عنوان عريض ( الرسول صلى الله عليه وسلم أسوتنا ) ..

والدليل الشرعي قوله تعالى : ( لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ ) ..

2-    أو تحت عنوان ( لنذكر الله .. ونذكر فضائل رسوله صلى الله عليه وسلم ) ..

والمستند الشرعي قوله تعالى ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱذۡكُرُواْ ٱللَّهَ ذِكۡرٗا كَثِيرٗا ) ..

( وَٱدۡعُ إِلَىٰ رَبِّكَۖ إِنَّكَ لَعَلَىٰ هُدٗى مُّسۡتَقِيمٖ ) ..

( وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٖ ) ..

3-    أو تحت عنوان ( لنبايع الرسول صلى الله عليه وسلم على الموت في سبيل الله ) ..

والمرجع الشرعي قوله تعالى : ( إِنَّ ٱلَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ ٱللَّهَ يَدُ ٱللَّهِ فَوۡقَ أَيۡدِيهِمۡۚ ) ..

( لَّقَدۡ رَضِيَ ٱللَّهُ عَنِ ٱلۡمُؤۡمِنِينَ إِذۡ يُبَايِعُونَكَ تَحۡتَ ٱلشَّجَرَةِ ) ..

4-    أو تحت عنوان ( تعالوا نؤمن ساعة ) ..

والدليل .. ما ورد في مصنف ابن أبي شيبة (قَالَ : كَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ يَأْخُذُ بِيَدِ النَّفَرِ مِنْ أَصْحَابِهِ فَيَقُولُ : تَعَالَوْا نُؤْمِنُ سَاعَةً ؛ تَعَالَوْا فَلْنَذْكُرْ اللَّهَ وَنَزْدَدْ إيمَانًا ، تَعَالَوْا نَذْكُرُهُ بِطَاعَتِهِ لَعَلَّهُ يَذْكُرُنَا بِمَغْفِرَتِهِ ) ..

وفي سنن أبي داود : ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ صَلَاةِ الْغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَعِيلَ وَلَأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مَنْ أَنْ أَعْتِقَ أَرْبَعَةً ) …

وهناك عشرات العناونين يمكن إحداثها .. تحت مظلة الإسلام .. وضمن أسواره وحدوده .. ولها دليل من قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم .. الذي لا يُعلى عليهما .. أي قول ..

إن كنتم تحبون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حقا وصدقا .. عليكم أن تتبعوا هذه الطريقة .. أو شبيه بها .. لأنها هي الطريقة الربانية الوحيدة .. التي تعبرعن حب الرسول صلى الله عليه وسلم ..

( فَإِن تُبۡتُمۡ فَهُوَ خَيۡرٞ لَّكُمۡۖ وَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَٱعۡلَمُوٓاْ أَنَّكُمۡ غَيۡرُ مُعۡجِزِي ٱللَّهِۗ ) ..

وإن لم تستجيبوا .. فاعلموا أن الكبرياء هو الذي يمنعكم من اتباع الحق ..

وحينئذ ينطبق عليكم قول الله تعالى :

( سَأَصۡرِفُ عَنۡ ءَايَٰتِيَ ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلۡأَرۡضِ بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَإِن يَرَوۡاْ كُلَّ ءَايَةٖ لَّا يُؤۡمِنُواْ بِهَا وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلرُّشۡدِ لَا يَتَّخِذُوهُ سَبِيلٗا وَإِن يَرَوۡاْ سَبِيلَ ٱلۡغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلٗاۚ ) ..

وهكذا تؤكدون ..

أنكم  تحبون أن :

تحصروا أنفسكم .. بالطريقة الشيطانية التي أمر بها الحاكم الفاطمي الكافر .. عدو الله وعدوكم ..

وتجعلونه يحتنكنكم .. ويجركم بوثاقه من أعناقكم .. وهو في قبره .. إلى التهلكة !!!

أبعد هذه المساحة الواسعة .. في التعبير عن حب النبي محمد صلى الله عليه وسلم ….

هل بقي لكم حجة .. في أن تستمروا في اتباع خطوات الشيطان ؟؟؟

وإن لم تغيروا طريقتكم القديمة … فستكون هذه الكلمات حجة عليكم يوم القيامة ..

لأنها أرشدتكم إلى الحق .. في التعبير عن حب المصطفى صلى الله عليه وسلم .. ولم تتبعوه !!!

وأبيتم إلا اتباع الهوى !!!

وإن قيمة محمد صلى الله عليه وسلم .. ليست في تاريخ ميلاده ..

ولكن قيمته..

أولا : في شخصيته العظيمة .. الفريدة التي صنعها الله على عينه ..

( وَٱصۡبِرۡ لِحُكۡمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعۡيُنِنَاۖ وَسَبِّحۡ بِحَمۡدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ ) ..

ومع هذا التعظيم الرباني الفائق له .. لم يجامله ربه .. ولم يسكت عن بعض المواقف التي صدرت منه .. فعاتبه .. ليس سرا .. بل جهرا في قرآن .. يُتلى إلى يوم القيامة ..

عاتبه في موقفه من الأعمى ..

( عَبَسَ وَتَوَلَّىٰٓ ﴿١﴾ أَن جَآءَهُ ٱلۡأَعۡمَىٰ ﴿٢﴾ وَمَا يُدۡرِيكَ لَعَلَّهُۥ يَزَّكَّىٰٓ ﴿٣﴾ أَوۡ يَذَّكَّرُ فَتَنفَعَهُ ٱلذِّكۡرَىٰٓ ﴿٤﴾ أَمَّا مَنِ ٱسۡتَغۡنَىٰ ﴿٥﴾فَأَنتَ لَهُۥ تَصَدَّىٰ ﴿٦﴾ وَمَا عَلَيۡكَ أَلَّا يَزَّكَّىٰ ﴿٧﴾ وَأَمَّا مَن جَآءَكَ يَسۡعَىٰ ﴿٨﴾ وَهُوَ يَخۡشَىٰ ﴿٩﴾ فَأَنتَ عَنۡهُ تَلَهَّىٰ ) ..

وعاتبه لم يحرم على نفسه .. ما أحله الله له ..

( يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ ٱللَّهُ لَكَۖ تَبۡتَغِي مَرۡضَاتَ أَزۡوَٰجِكَۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ﴿١﴾ قَدۡ فَرَضَ ٱللَّهُ لَكُمۡ تَحِلَّةَ أَيۡمَٰنِكُمۡۚ وَٱللَّهُ مَوۡلَىٰكُمۡۖ وَهُوَ ٱلۡعَلِيمُ ٱلۡحَكِيمُ ) ..

وخاطبه بلهجة قوية .. ثقيلة .. إذا فكر أن يغير في كلام الله ..

( وَلَوۡ تَقَوَّلَ عَلَيۡنَا بَعۡضَ ٱلۡأَقَاوِيلِ ﴿٤٤﴾ لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ ﴿٤٥﴾ ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ ﴿٤٦﴾ فَمَا مِنكُم مِّنۡ أَحَدٍ عَنۡهُ حَٰجِزِينَ ) ..

ثانيا : وهو الأهم .. قيمته .. وعظمته في الرسالة التي حملها من الله إلى الناس ..

فالرسل كلهم أجمعون .. ما هم إلا وسائط نقل .. للرسالة الربانية إلى البشر ..

 ( يَٰٓأَيُّهَا ٱلرَّسُولُ بَلِّغۡ مَآ أُنزِلَ إِلَيۡكَ مِن رَّبِّكَۖ وَإِن لَّمۡ تَفۡعَلۡ فَمَا بَلَّغۡتَ رِسَالَتَهُۥۚ ) ..

ولذلك ..

كان تركيز الله على الرسالة أولا ..

وثانيا على شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم ..

أما تاريخ ميلاده ..

فذلك أمر عديم الأهمية .. وهامشي .. ولا قيمة له عند الله تعالى البتة ..

ولذلك لم يذكره رب العالمين .. وهو العليم باللحظة التي وُلد فيها ..

ولم يدع المسلمين إلى الاهتمام به .. بله الاحتفال به ..

فلولا الرسالة .. هل كان العالم سيسمع  .. عن محمد صلى الله عليه وسلم شيئا ؟؟؟ !!!

فهو تَشَرَف .. وتألق .. وبلغ ذرى المجد .. بالرسالة التي حملها .. وليس بالعكس ..

فالذين يعكسون الأمور ..

ويحتفلون بالميلاد العديم الأهمية .. ويتركون الأهم .. وهو الرسالة .. ومن حملها ..

إنما في قلوبهم مرض .. وعلى أبصارهم غشاوة .. وفي بصيرتهم عمى !!!

وهم في الآخرة من الخاسرين ..

الخميس 6 ربيع الآخر 1440

13 كانون الأول 2018

7 Comments on “سوانح وبوارح .. حول بدعة المولد النبوي .. الجزء الرابع – موفق السباعي”

  1. الجزء الاول
    الى اخي الطبيب وصاحب عيادة الأسنان المحترم
    أخاف ما أخاف ان تعالج المراجعين الى عيادتكم بالنفس الأسلوب العشوائي والمتذبذب والمتناقض والمتشكك بما انزل الله تعالى من الايات يسترشد فيها رسوله أن لا تسلكه كما سلك الآخرون ممن سبقه من المرسلين وكأنك تريد ان تقتل عصفوريين بحصوة او حجارة واحدة اولا ترضي بني إسرائيل وتهنأهم بما الفقوا اكاذيب على رسول الله ص وتزعم كما هم زعموا قبل اكثر من ١٤٠٠عام بالنسبة هذه الآية وقالوا نبي إسلام كذب على ربه فالله آنتقم منه وقطعنا الوتين ( وَلَوۡ تَقَوَّلَ عَلَيۡنَا بَعۡضَ ٱلۡأَقَاوِيلِ ﴿٤٤﴾ لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ ﴿٤٥﴾ ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ ﴿٤٦﴾)
    وكأنما نسيت هذه الآية يغربل كل الذين في قلوبهم زيغ
    وَيَوۡمَ نَبۡعَثُ فِى كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيدًا عَلَيۡهِم مِّنۡ أَنفُسِہِمۡ‌ وَجِئۡنَا بِكَ شَہِيدًا عَلَىٰ هَـٰٓؤُلَآءِ‌ وَنَزَّلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ تِبۡيَـٰنًا لِّكُلِّ شَىۡءٍ وَهُدًى وَرَحۡمَةً وَبُشۡرَىٰ لِلۡمُسۡلِمِينَ (٨٩).تفسير…( الآية واضحة مثل نور الشمس، لقد نزَّل الله تعالى على محمد الكتاب (القرءان) تبيانًا لكل شيء وهدًى ورحمة وبشرى للمسلمين، والله هذه الآية تكفي لمحوا وحي السنَّة الباطلة.
    لقد نزَّل الله القرءان على محمد بهدف أن يُبيِّن كل شيء من خلال آيات القرءان، وأن يهدي إلى طريق الخير طريق الجنَّة بآيات القرءان، وأن يرحم الناس بواسطة آيات القرءان، وأن يُبشِّر فقط المسلمين بالجنَّة في آيات القرءان، هذ هو دور الرسول محمد عليه السلام.)( لقد حاورت مُشركًا من جهلاء الدين في هذا الموضوع، فضرب لي مثلاً، وقال أنّ القرءان والسنَّة مَثَلَهُما ككتاب الرياضيَّات شامل للمنهج بتبيين مُعَلِّم الرياضيَّات وهذا لا يعني أنَّ كتاب الرياضيَّات ناقص.
    أقول: القرءان بُيِّنَ بتبيين القرءان لا بتبيين الرسول، الرسول لا يستطيع أن يُبيِّنَ القرءان من دون بيان آيات القرءان، تمامًا ككتاب الرياضيَّات، بدون أن نشبه كتاب البشر بكتاب الله تعالى. )
    إذا أخذنا هذا المثل على القرءان، نجد نفس المبدأ، القرءان كتاب حافظ لِعلْمِه، والرسول محمد ينقل هذا العِلْم الّذي بيَّنه له الله عزَّ وجلّ من خلال آياته وبعدها ينقل ويُبَلِّغ هذا العِلْم الموجود في القرءان من آيات القرءان نفسه وليس حسب هواه (السنَّة والحديث المفتريات على الرسول الكريم).
    وإذا أخطأ الرسول بِفِهْم آيات القرءان تمامًا كمُعَلِّم الرياضيَّات فهذا ليس ذَنْب القرءان، ولكن الرسول من المستحيل أن يُخطئ في القرءان لأنَّ الله اصطفاه، ولأنَّه تعالى يعلم الغيب ويعلم أنَّ الرسول محمد سوف يُبَلِّغ رسالة القرءان كما أمره في الوحي الّذي أنزله عليه (القرءان)، ولو عَلِمَ الله علَّام الغيوب أنَّ الرسول سوف يُخطئ لما جعل عندهُ رسالته ولعذََّّبه في الدنيا والآخرة، وهذا يُثبت أنَّ الرسول لم يَقُل ما قالته كتب السنَّة والأحاديث والتراث العَفِن ولكنه قال فقط القرءان.
    * سُوۡرَةُ الحَاقَّة
    وَلَوۡ تَقَوَّلَ عَلَيۡنَا بَعۡضَ ٱلۡأَقَاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذۡنَا مِنۡهُ بِٱلۡيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعۡنَا مِنۡهُ ٱلۡوَتِينَ (٤٦).
    * سُوۡرَةُ التّغَابُن
    وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ‌ فَإِن تَوَلَّيۡتُمۡ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلۡبَلَـٰغُ ٱلۡمُبِينُ (١٢).
    إذًا مهمَّة الرسول الوحيدة هي البلاغ، أي تبليغ رسالة القرءان لجميع الناس، ونحن مهمتُّنا أيضًا كمؤمنين أورثنا الله الكتاب بعد وفاة الرسول هي دراسة القرءان من آيات القرءان وتبليغه وبيانه للناس من خلال عِلْم الآيات وتمامًا كما أمرنا الله في االقرءان، ولذلك حفظه الله تعالى لنا بعد وفاة الرسول محمد عليه السلام، وهذا هو الفَرْق بين الرسول محمد والمؤمنين الحقيقييّن، وبين مُعَلِّم الرياضيَّات وصُنّاع الأحاديث والسنَّة والتراث العَفِن. وهذا هو الفرق أيضًا بين كتاب القرءان العظيم وبين كتاب الرياضيات وكتب التراث والأحاديث غير الصحيحة.
    (٤): البرهان المُبين أنَّه لا يوجد وحي غير وحي القرءان، ولا يوجد كتاب غير كتاب القرءان نجده في الآيات التلية:
    * سُوۡرَةُ الکهف
    وَٱتۡلُ مَآ أُوحِىَ إِلَيۡكَ مِن ڪِتَابِ رَبِّكَ‌ لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَـٰتِهِۦ وَلَن تَجِدَ مِن دُونِهِۦ مُلۡتَحَدًا (٢٧).
    * سُوۡرَةُ البَیّنَة
    بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
    لَمۡ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَـٰبِ وَٱلۡمُشۡرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأۡتِيَہُمُ ٱلۡبَيِّنَةُ (١) رَسُولٌ مِّنَ ٱللَّهِ يَتۡلُواْ صُحُفًا مُّطَهَّرَةً (٢) فِيہَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ (٣).
    * سُوۡرَةُ الرّعد
    كَذَالِكَ أَرۡسَلۡنَـٰكَ فِىٓ أُمَّةٍ قَدۡ خَلَتۡ مِن قَبۡلِهَآ أُمَمٌ لِّتَتۡلُوَاْ عَلَيۡہِمُ ٱلَّذِىٓ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ وَهُمۡ يَكۡفُرُونَ بِٱلرَّحۡمَـٰنِ‌ قُلۡ هُوَ رَبِّى لَآ إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ عَلَيۡهِ تَوَڪَّلۡتُ وَإِلَيۡهِ مَتَابِ (٣٠).
    * سُوۡرَةُ الإسرَاء
    وَبِٱلۡحَقِّ أَنزَلۡنَـٰهُ وَبِٱلۡحَقِّ نَزَلَ‌ وَمَآ أَرۡسَلۡنَـٰكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (١٠٥) وَقُرۡءَانًا فَرَقۡنَـٰهُ لِتَقۡرَأَهُ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكۡثٍ وَنَزَّلۡنَـٰهُ تَنزِيلاً (١٠٦) قُلۡ ءَامِنُواْ بِهِۦۤ أَوۡ لَا تُؤۡمِنُوٓاْ‌ إِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ مِن قَبۡلِهِۦۤ إِذَا يُتۡلَىٰ عَلَيۡہِمۡ يَخِرُّونَ لِلۡأَذۡقَانِ سُجَّدًا (١٠٧) وَيَقُولُونَ سُبۡحَـٰنَ رَبِّنَآ إِن كَانَ وَعۡدُ رَبِّنَا لَمَفۡعُولاً (١٠٨) وَيَخِرُّونَ لِلۡأَذۡقَانِ يَبۡكُونَ وَيَزِيدُهُمۡ خُشُوعًا (١٠٩).
    * سُوۡرَةُ یُونس
    وَإِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ ءَايَاتُنَا بَيِّنَـٰتٍ قَالَ ٱلَّذِينَ لَا يَرۡجُونَ لِقَآءَنَا ٱئۡتِ بِقُرۡءَانٍ غَيۡرِ هَـٰذَآ أَوۡ بَدِّلۡهُ‌ قُلۡ مَا يَكُونُ لِىٓ أَنۡ أُبَدِّلَهُ مِن تِلۡقَآىِٕ نَفۡسِىٓ‌ إِنۡ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَىَّ‌ إِنِّىٓ أَخَافُ إِنۡ عَصَيۡتُ رَبِّى عَذَابَ يَوۡمٍ عَظِيمٍ (١٥) قُل لَّوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَا تَلَوۡتُهُ عَلَيۡڪُمۡ وَلَآ أَدۡرَٮٰكُم بِهِۦ‌ فَقَدۡ لَبِثۡتُ فِيڪُمۡ عُمُرًا مِّن قَبۡلِهِۦۤ‌ أَفَلَا تَعۡقِلُونَ (١٦).
    * سُوۡرَةُ العَنکبوت
    وَكَذَالِكَ أَنزَلۡنَآ إِلَيۡكَ ٱلۡڪِتَـٰبَ‌ فَٱلَّذِينَ ءَاتَيۡنَـٰهُمُ ٱلۡڪِتَـٰبَ يُؤۡمِنُونَ بِهِۦ‌ وَمِنۡ هَـٰٓؤُلَآءِ مَن يُؤۡمِنُ بِهِۦ‌ وَمَا يَجۡحَدُ بِـَٔايَـٰتِنَآ إِلَّا ٱلۡڪَـٰفِرُونَ (٤٧) وَمَا كُنتَ تَتۡلُواْ مِن قَبۡلِهِۦ مِن كِتَـٰبٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ‌ إِذًا لَّٱرۡتَابَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ (٤٨) بَلۡ هُوَ ءَايَـٰتُۢ بَيِّنَـٰتٌ فِى صُدُورِ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ‌ وَمَا يَجۡحَدُ بِـَٔايَـٰتِنَآ إِلَّا ٱلظَّـٰلِمُونَ (٤٩) وَقَالُواْ لَوۡلَآ أُنزِلَ عَلَيۡهِ ءَايَـٰتٌ مِّن رَّبِّهِۦ‌ قُلۡ إِنَّمَا ٱلۡأَيَـٰتُ عِندَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَا۟ نَذِيرٌ مُّبِينٌ (٥٠) أَوَلَمۡ يَكۡفِهِمۡ أَنَّآ أَنزَلۡنَا عَلَيۡكَ ٱلۡڪِتَـٰبَ يُتۡلَىٰ عَلَيۡهِمۡ‌ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَرَحۡمَةً وَذِڪۡرَىٰ لِقَوۡمٍ يُؤۡمِنُونَ (٥١) قُلۡ كَفَىٰ بِٱللَّهِ بَيۡنِى وَبَيۡنَڪُمۡ شَہِيدًا‌ يَعۡلَمُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلۡأَرۡضِ‌ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱلۡبَـٰطِلِ وَڪَفَرُواْ بِٱللَّهِ أُوْلَـٰٓٮِٕكَ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ (٥٢).
    * سُوۡرَةُ غَافر
    قُلۡ إِنِّى نُهِيتُ أَنۡ أَعۡبُدَ ٱلَّذِينَ تَدۡعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ لَمَّا جَآءَنِىَ ٱلۡبَيِّنَـٰتُ مِن رَّبِّى وَأُمِرۡتُ أَنۡ أُسۡلِمَ لِرَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ (٦٦).
    * سُوۡرَةُ الحَدید
    هُوَ ٱلَّذِى يُنَزِّلُ عَلَىٰ عَبۡدِهِۦۤ ءَايَـٰتِۭ بَيِّنَـٰتٍ لِّيُخۡرِجَكُم مِّنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ‌ وَإِنَّ ٱللَّهَ بِكُمۡ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (٩).
    * سُوۡرَةُ إبراهیم
    بِسۡمِ ٱللهِ ٱلرَّحۡمَـٰنِ ٱلرَّحِيمِ
    الٓر‌ ڪِتَـٰبٌ أَنزَلۡنَـٰهُ إِلَيۡكَ لِتُخۡرِجَ ٱلنَّاسَ مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذۡنِ رَبِّهِمۡ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلۡعَزِيزِ ٱلۡحَمِيدِ (١) ٱللَّهِ ٱلَّذِى لَهُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِى ٱلۡأَرۡضِ‌ وَوَيۡلٌ لِّلۡكَـٰفِرِينَ مِنۡ عَذَابٍ شَدِيدٍ (٢) …. وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا بِلِسَانِ قَوۡمِهِۦ لِيُبَيِّنَ لَهُمۡ‌ فَيُضِلُّ ٱللَّهُ مَن يَشَآءُ وَيَهۡدِى مَن يَشَآءُ‌ وَهُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡحَكِيمُ (٤) وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَـٰتِنَآ أَنۡ أَخۡرِجۡ قَوۡمَكَ مِنَ ٱلظُّلُمَـٰتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَذَڪِّرۡهُم بِأَيَّٮٰمِ ٱللَّهِ‌ إِنَّ فِى ذَالِكَ لَأَيَـٰتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (٥).
    * سُوۡرَةُ الشّوریٰ
    وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحۡيًا أَوۡ مِن وَرَآىِٕ حِجَابٍ أَوۡ يُرۡسِلَ رَسُولاً فَيُوحِىَ بِإِذۡنِهِۦ مَا يَشَآءُ‌ إِنَّهُ عَلِىٌّ حَڪِيمٌ (٥١) وَكَذَالِكَ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ رُوحًا مِّنۡ أَمۡرِنَا‌ مَا كُنتَ تَدۡرِى مَا ٱلۡكِتَـٰبُ وَلَا ٱلۡإِيمَـٰنُ وَلَـٰكِن جَعَلۡنَـٰهُ نُورًا نَّہۡدِى بِهِۦ مَن نَّشَآءُ مِنۡ عِبَادِنَا‌ وَإِنَّكَ لَتَہۡدِىٓ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسۡتَقِيمٍ (٥٢) صِرَاطِ ٱللَّهِ ٱلَّذِى لَهُ مَا فِى ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَمَا فِى ٱلۡأَرۡضِ‌ أَلَآ إِلَى ٱللَّهِ تَصِيرُ ٱلۡأُمُورُ (٥٣).
    * سُوۡرَةُ الإسرَاء
    وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا لِلنَّاسِ فِى هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ فَأَبَىٰٓ أَكۡثَرُ ٱلنَّاسِ إِلَّا ڪُفُورًا (٨٩).
    * سُوۡرَةُ الکهف
    وَلَقَدۡ صَرَّفۡنَا فِى هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ لِلنَّاسِ مِن ڪُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ ٱلۡإِنسَـٰنُ أَڪۡثَرَ شَىۡءٍ جَدَلاً (٥٤).
    * سُوۡرَةُ الرُّوم
    وَلَقَدۡ ضَرَبۡنَا لِلنَّاسِ فِى هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ۬ وَلَٮِٕن جِئۡتَهُم بِـَٔايَةٍ لَّيَقُولَنَّ ٱلَّذِينَ ڪَفَرُوٓاْ إِنۡ أَنتُمۡ إِلَّا مُبۡطِلُونَ (٥٨).
    * سُوۡرَةُ الزُّمَر
    وَلَقَدۡ ضَرَبۡنَا لِلنَّاسِ فِى هَـٰذَا ٱلۡقُرۡءَانِ مِن كُلِّ مَثَلٍ لَّعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ (٢٧) قُرۡءَانًا عَرَبِيًّا غَيۡرَ ذِى عِوَجٍ لَّعَلَّهُمۡ يَتَّقُونَ (٢٨).
    بعد جميع تلك الآيات فهل التفصيل الّذي ذكره الله في جميع هذه الآيات ليس له دعوة بالقرءان، وأنَّ بيان الرسول محمد ليس من خلال آيات القرءان؟
    والسلام على من اتَّبع الهُدى.
    فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٥٧الاعراف)
    قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ﴿٥٨ يونس هَـٰذَا بَيَانٌ لِّلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوۡعِظَةٌ لِّلۡمُتَّقِينَ (١٣٨عمران
    وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ ﴿٣٦ الرعد﴾
    وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا ﴿٤٨ الشورى

  2. الجزء الثاني﴾
    أدلة المؤيدين:- سئل الرسول عن صوم يوم الاثنين فقال ذاك يوم ولدت فيه وفي رواية وأنزل علي فيه “سئل النبي صلى الله عليه وسلم : لماذا تصوم يوم الاثنين ؟ قال : لأني فيه ولدت. فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحتفل في يوم مولده ، فكيف لا نحتفل نحن؟
    وقد ولد الرسول يوم الاثنين وأنزل عليه يوم الاثنين وتوفي يوم الاثنين وفي صحيح مسلم
    ثم لماذا ولد الرسول عليه الصلاة والسلام في شهر ربيع ولم يولد في شهر رمضان ولا ليلة القدر ولا الأشهر الحرم ولا ليلة النصف من شعبان ولا في يوم الجمعة ولا ليلتها ؟
    قيل لأن الله خلق الأقوات والأرزاق في يوم الاثنين .
    وقيل لكل إنسان من اسمه نصيب وكلمة ربيع تدل علي التفاؤل والبشارة
    وقيل إنما أراد الله أن تتشرف به الأزمنة لا العكس .
    قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين) أخرجه البخاري في صحيحه . فإذا كان الاحتفال بمولده كأحد مظاهر المحبة، فمن يحرم محبة الرسول صلى الله عليه وسلم
    سئل النبي صلى الله عليه وسلم : لماذا تصوم يوم الاثنين ؟ قال : لأني فيه ولدت. فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يحتفل في يوم مولده ، فكيف لا نحتفل نحن؟
    صلى الله عليه وسلم بالفرح والثياب الجديدة والحلوى والصلاة عليه صلى الله عليه وسلم
    ماثبت في الصحيحين من أن النبي حين قدم المدينة فوجد اليهود يصومون عاشوراء فسألهم فقالوا هذا يوم أغرق الله فيه فرعون ونجي موسي فنحن نصومه شكرا لله فقال صلي الله عليه وسلم ” أنا أحق بموسى منكم وصامه وأمر بصيامه ”
    ما رواه البيهقي من أن النبي عق عن نفسه بعد النبوة مع أنه ورد أن جده عبد المطلب عق عنه في سابع يوم ولادته والعقيقية لا تعاد مرة ثانية ”
    وجاء في شرح سنن ابن ماجه : الصواب أنه من البدع الحسنة المندوبة إذا خلا عن المنكرات شرعا .
    روى البخاري في صحيحه من تخفيف الله تعالى العذاب عن أبي لهب يوم الإثنين بسبب إعتاقه ثويبه (أمته) لأنها بشرته بميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم.
    ونقل الحافظ ابن حجر في فتح الباري عن السهيلي قوله: أن العباس رضي الله عنه قال: لما مات أبو لهب رأيته في منامي بعد حول في شر حال، فقال أبو لهب: ما لقيت بعدكم راحة، إلا أن العذاب يخفف عني كل يوم إثنين. قال العباس وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم الإثنين، وكانت ثويبة بشرت أبا لهب بمولده صلى الله عليه وسلم فأعتفها.
    فإذا كان أبو لهب الكافر الملعون يخفف عنه العذاب يوم ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم، فكيف يكون حال المسلم الطائع؟
    أدلة المؤيدين من القرآن الكريم استدلوا
    بقوله تعالي ” قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون ووجه الدلالة أن الله تعالى أمرنا بالفرح برحمته ، والنبي صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم أعظم رحمة، قال تعالى:” وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين”
    وقد روي عن ابن عباس في تفسير الآية أن فضل الله العلم، ورحمته محمد صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه وسلم
    قال تعالى: ” إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ” فالمسلم مأمور بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في كل الأوقات بما فيها يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم ، وما كان يبعث على المطلوب شرعا فهو مطلوب شرعا، فكم للصلاة عليه من فوائد دنيوية وأخروية عظيمة لا ينالها إلا من اختصهم الله عز وجل برحمته وسابق عنايته.
    قال تعالى: ” وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك وجاءك في هذه الحق وموعظة وذكرى للمؤمنين” ] فانظر رحمك الله ذكر سير الأنبياء فيه حكمة وموعظة في كل مكان وفي كل زمان ، فكيف إذا كان المذكور هو سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم ، وكيف إذا كان كل يوم من أيامه وكل فعل وقول وتقرير موجود بين أيدينا ، والآية عامة فأي حق تصدر حرمة من شخص بعدم ذكر النبي وسيرته صلى الله عليه وسلم في يوم معين؟
    وقال تباركت أسماؤه ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا ” النساء
    ويقول سبحانه في سورة المائدة ” قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ يَهْدِي بِهِ اللّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُم مِّنِ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ” قال أهل العلم من المفسرين أن المراد بالنور في قوله ” قد جاءكم من الله نور ” الضياء وقيل: الإسلام وقيل: محمد عليه الصلاة السلام والكتاب المبين في قوله ” وكتاب مبين ” أي القرآن فإنه يبين الأحكام . ونحن في شهر ربيع الأول الذي ولد فيه رسول الله صلي الله عليه وسلم وعند مجيئ هذا الشهر من كل عام نحن نتذاكر سيرة ميلاد النبي صلي الله عليه وسلم ونحن نتفكر اليوم في مولده نتكلم في نقاط أربع هي : ـ نسبه صلي الله عليه وسلم ، والعلة في مولده يتيما ، والعلة في مولده في هذا الشهر دون غيره من الشهور ثم حكم الاحتفال بمولده الشريف ”
    مولده “صلى الله عليه وسلم”: من السنة النبوية استدلوا
    حديث أنا دعوة إبراهيم و كان آخر من بشر بي عيسى بن مريم ‌.ورأت أمي حين حملت بي كأنه خرج منها نور أضأت له قصور بصري من أرض الشام ورد الحديث في طبقات بن سعد
    وتوفي أبوه عن عمر خمس وعشرون عاما كما ورد في طبقات بن سعد
    لطيــــــــــــــفة : ما لعلة في كون الرسول يتيما ؟؟؟؟
    قال بعض العلماء : ـ
    ولد الرسول يتيما لئلا يكون عليه حق لمخلوق .
    وقيل لينظر الرسول إذا وصل مدارج عزه إلي أوائل أمره ليعلم أن العزيز من أعزه الله وأن قوته ليست من الأباء ولا الأمهات ولا من المال إنما قوته من الله تعالي .
    الحمد لله نحمده سبحانه ونستعينه ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ بالله تعالي من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا إنه من يهده الله تعالي فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن سيدنا ونبينا وشفيعنا وقدوتنا ومخرجنا من الظلمات إلي النور سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وبعد :
    يقول الحق سبحانه ” لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ” التوبة وقرأ عبد الله المكي من أنفسكم بفتح الفاء من النفاسة، ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن فاطمة رضي الله عنها، أي جاءكم رسول من أشرفكم وأفضلكم،
    ويقول جل شأنه ” وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ ” العمران
    انقسم العلماء منذ زمن بعيد ـ في حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ـ إلي فريقين ـ وذلك منذ بداية التفكير في عمل الاحتفال وكان ذلك في القرن الرابع الهجري ولأن القرون الثلاثة الأولي مرت دون أن يعرفوا هذا الاحتفال ومن هنا وقع الخلاف بينهم وانقسموا بين مؤيد ومعارض واجتهد كل منهم في الإتيان بالدليل علي رأيه والحجة القاطعة علي كلامه وإليك آراؤهم ودليل كل منهم : ـ
    رأي المؤيدين:
    _____________
    قالوا أنها بدعة حسنة واعتمدوا علي قول الشافعي في تعريف البدعة “المحدثات من الأمور ضربان : أحدهما ما أحدث مما يخالف كتابا وسنة أو أثرا أو إجماعا فهذه البدعة ضلالة ” ثانيها : ما أحدث من الخير مما لاخلاف فيه لواحد من هذا فهي محدثة غير مذمومة ” وعلي قول سيدنا عمر في قيام رمضان نعمت البدعة هذه وذلك لأن النبي ترك فعلها في المسجد
    فالبدعة الحسنة متفق علي جواز فعلها والاستحباب لها ورجاء الثواب لمن حسنت نيته فيها وهي كل مبتدع موافق لقواعد الشريعة غير مخالف لشيء منها ولا يلزم من فعله محذور شرعي وذلك مثل بناء المنابر والمدارس وغير ذلك من أنواع البر التي لم تكن في الصدر الأول من الإسلام .
    قال الشيخ الجزري الشافعي صاحب علم قرءات القرآن الكريم هذه بدعة لابأس بها ، ولا تكره البدع إلا إذا راغمت السنة .
    وقال بعض العلماء هي بدعة حسنة إذا قصد فاعلها جمع الصالحين والصلاة علي النبي وإطعام الطعام للفقراء والمساكين . وقال آخر ليس هذا من السنن ولكن إذا أنفق في هذا اليوم وأظهر السرور بدخول النبي في الوجود واتخذ السماع الخالي من اجتماع المردان وإنشاد ما يثير نار الشهوة من العشقيات والمشوقات للشهوات الدنيوية وإنشاد ما يشوق إلي الآخرة فهو حسن
    وقال أحد العلماء أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة ولكنها مع ذلك اشتملت علي محاسن وضدها فمن تحري المحاسن وتجنب الضد كانت بدعة حسنة ويشترط في المولد أن يقتصر علي شكر الله تعالي ومظاهر ذلك من تلاوة القرآن وإطعام الفقراء والصدقة وإنشاد المدائح النبوية بصورة حسنة دون لهو

    علي بارزان
    ١٦ ١٢ ٢٠١٨

    1. الجزء الثالث
      رأي المؤيدين، وأولهم الإمام السيوطي، حيث قال: عندي أن أصل عمل المولد الذي هو اجتماع الناس وقراءة ما تيسر من القرآن ورواية الأخبار الواردة في مبدأ أمر النبي وما وقع في مولده من الآيات ثم يمد لهم سماط يأكلونه وينصرفون من غير زيادة على ذلك هو من البدع الحسنة التي يثاب عليها صاحبها لما فيه من تعظيم قدر النبي وإظهار الفرح والاستبشار بمولده الشريف، وهذا ابن الجوزي حيث قال عن المولد النبوي: من خواصه أنه أمان في ذلك العام وبشرى عاجلة بنيل البغية والمرام، ومعهم ابن حجر العسقلاني، حيث نقل عنه الحافظ السيوطي قوله: وقد سئل شيخ الإسلام حافظ العصر أبو الفضل ابن حجر عن عمل المولد فأجاب بما نصه: أصل عمل المولد بدعة لم تنقل عن السلف الصالح من القرون الثلاثة، ولكنها مع ذلك اشتملت على محاسن وضدها، فمن تحرى في عملها المحاسن وتجنب ضدها كانت بدعة حسنة، وقد ظهر لي تخريجها على أصل ثابت، وهو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم، فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون, ونجى موسى، فنحن نصومه شكرا لله، فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة، أو دفع نقمة ..) إلى أن قال: وأي نعمة أعظم من نعمة بروز هذا النبي .. نبي الرحمة في ذلك اليوم، فهذا ما يتعلق بأصل عمله، وأما ما يعمل فيه: فينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم الشكر لله تعالى من نحو ما تقدم من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاد شيء من المدائح النبوية والزهدية المحركة للقلوب إلى فعل الخير والعمل للآخرة، وقد ذهب إلى ذلك الرأي كذلك الإمام السخاوي، إمام القراءة، ومعاصر السيوطي، حيث قال عن المولد النبوي: لم يفعله أحد من السلف في القرون الثلاثة، وإنما حدث بعدُ، ثم ما زال أهل الإسلام من سائر الأقطار والمدن يعملون المولد ويتصدقون في لياليه بأنواع الصدقات ويعتنون بقراءة مولده الكريم، ويظهر عليهم من بركاته كل فضل عميم، ومال إلى رأيهم هذا ابنُ الحاج المالكي، حيث قال: فكان يجب أن نزداد يوم الاثنين الثاني عشر في ربيع الأول من العبادات والخير شكرا للمولى على ما أولانا من هذه النعم العظيمة وأعظمها ميلاد المصطفى (صلى الله عليه وسلم) وزاد قال أيضاً: ومن تعظيمه (صلى الله عليه وسلم) الفرح بليلة ولادته وقراءة المولد، ورجح ذلك الرأي العلامةُ ابن عابدين، حيث قال: اعلم أن من البدع المحمودة عمل المولد الشريف من الشهر الذي ولد فيه (صلى الله عليه وسلم)، وقال أيضاً: فالاجتماع لسماع قصة صاحب المعجزات عليه أفضل الصلوات وأكمل التحيات من اعظم القربات لما يشتمل عليه من المعجزات وكثرة الصلوات، وذكر مثله الحافظ عبد الرحيم العراقي، حيث قال: إن اتخاذ الوليمة وإطعام الطعام مستحب في كل وقت فكيف إذا انضم إلى ذلك الفرح والسرور بظهورنوررسول الله في هذا الشهر الشريف ولا يلزم من كونه بدعة كونه مكروها فكم من بدعة مستحبة قد تكون واجبة، ومشى على هذا الرأي أيضاً الحافظُ شمسُ الدين ابن الجزري، حيث نقلعنه الحافظ السيوطي قوله”:ثم رأيت إمام القراء الحافظ شمس الدين ابن الجزري قال في كتابه المسمَّى (عرف التعريف بالمولد الشريف) ما نصه: قد رُئِيَ أبو لهب بعد موته في النوم، فقيل له: ما حالك؟ فقال: في النار إلا أنه يخفف عني كل ليلة اثنين، وأمصُّ من بينِ أصبعي ماء بقدر هذا ـ وأشار لرأس أصبعه ـ وأن ذلك بإعتاقي لثويبة عندما بشرتْني بولادة النبي، وبإرضاعها له، فإذا كان أبو لهب الكافر الذي نزل القرآن بذمِّه جُوزِيَ في النار بفرحه ليلة مولد النبي (صلى الله عليه وسلم) به فما حال المسلم الموحد من أمة النبي يُسَرُّ بمولده، ويبذل ما تصل إليه قدرتُه في محبته؟!، لعمري إنما يكون جزاؤه من الله الكريم أن يدخله بفضله جنات النعيمة.
      ولد الرسول “صلى الله عليه وسلم” يوم الاثنين من شهر ربيع الأول في مكة المكرمة في دار معروفة بدار المولد، عام الفيل سنة 571م من أبوين معروفين.
      أبوه: عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان وينتهي نسبه إلي نابت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهم السلام .
      وأمه : آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة هنا تجتمع مع النبي فـ ” وهب ، وهاشم اخوة أولاد عبد مناف إذا أمه هي بنت عم جده عبد المطلب .
      سمّاه جده (محمد) “صلى الله عليه وسلم” وقد مات أبوه قبل ولادته.
      علي بارزان
      ١٦ ١٢ ٢٠١٨
      ·

      1. الجزء الرابع
        ماذا يريد الدعاة إلى الاحتفال بالمولد النبوي على التحديد؟ يصور دعاة الاحتفال والاحتفاء بيوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم على أنه هو مقتضى المحبة والتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن يوم مولده يوم مبارك ففيه أشرقت شمس الهـداية، وعم النور هذا الكون، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم يوم الاثنين، ولما سئل عن ذلك قـال: «هذا يوم ولدت فيه وترفع الأعمال إلى الله فيه، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم»، وأنه إذا كان العظماء يحتفل بمولدهم ومناسباتهم فالرسول صلى الله عليه وسلم أولى لأنه أعظم العظماء وأشرف القادة.. ويعرض دعاة الاحتفال بالمولد هذه القضية على أنها خصومة بين أحباب الرسول صلى الله عليه وسلم وبين أعدائه وخلاف بين من يعظمون الرسول صلى الله عليه وسلم ويقدرونه وينتصرون له، وبين من يهملونه، ولا يحبونه ولا يضعونه في الموضع اللائق به.
        مكانته من الدين الذي أمر الرسول صلى الله عليه وسلم بتبليغه وقـد فعل صلى الله عليه وسلم، فقد بين ما يجب على الأمة نحوه أتم البيان فقال: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» [أخرجه البخاري ومسلم]. وقال عمر بن الخطاب: والله يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال: «لا يا عمر حتى أكون أحب إليك من نفسك» فقـال – أي عمر – : فأنت الآن أحب إلي من نفسي، فقال: «الآن يا عمر» [أخرجه البخاري]..
        وممن ذهب إلى جوازه كذلك من المتأخرين العلامة محمد الطاهر بن عاشور شيخ جامع الزيتونة، ومن أبرز علماء المالكية فيها، أيّد الاعتناء بيوم المولد النبوي في قوله:(فَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِلْمَوَاقِيتِ الْمَحْدُودَةِ اعْتِبَارًا يُشْبِهُ اعْتِبَارَ الشَّيْءِ الْوَاحِدِ الْمُتَجَدِّدِ، وَإِنَّمَا هَذَا اعْتِبَارٌ لِلتَّذْكِيرِ بِالْأَيَّامِ الْعَظِيمَةِ الْمِقْدَارِ، كَمَا قَالَ تَعَالَى:(وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ) (إِبْرَاهِيم ـ 5)، فَخَلَعَ اللَّهُ عَلَى الْمَوَاقِيتِ الَّتِي قَارَنَهَا شَيْءٌ عَظِيمٌ فِي الْفَضْلِ أَنْ جَعَلَ لِتِلْكَ الْمَوَاقِيتِ فَضْلًا مُسْتَمِرًا تَنْوِيهًا بِكَوْنِهَا تَذْكِرَةً لِأَمْرٍ عَظِيمٍ، وَلَعَلَّ هَذَا هُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّهُ لِأَجْلِهِ سُنَّةَ الْهَدْيِ فِي الْحَجِّ، لِأَنَّ فِي مِثْلِ ذَلِكَ الْوَقْتِ ابْتَلَى اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ بِذَبْحِ وَلَدِهِ إِسْمَاعِيلَ وَأَظْهَرَ عَزْمَ إِبْرَاهِيمَ وَطَاعَتَهُ رَبَّهُ وَمِنْهُ أَخَذَ الْعُلَمَاءُ تَعْظِيمَ الْيَوْمِ الْمُوَافِقِ لِيَوْمِ وِلَادَةِ النَّبِيّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) وَيَجِئ مِنْ هَذَا إِكْرَامُ ذُرِّيَّةِ رَسُولِ اللَّهِ وَأَبْنَاءِ الصَّالِحِينَ وَتَعْظِيمِ وُلَاةِ الْأُمُورِ الشَّرْعِيَّةِ الْقَائِمِينَ مَقَامَ النَّبِيّ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فِي أَعْمَالِهِمْ مِنَ الْأُمَرَاءِ وَالْقُضَاةِ وَالْأَئِمَّةِ)، وشيخ الأزهر فضيلة الإمام الأكبر حسنين محمد مخلوف، حيث قال: “إن إحياء ليلة المولد الشريف وليالي هذا الشهر الكريم الذي أشرق فيه النور المحمدي إنما يكون بذكر الله، وشكره لما أنعم به على هذه الأمة من ظهور خير الخلق إلى عالم الوجود، ولا يكون ذلك إلا في أدب وخشوع وبعد عن المحرمات والبدع والمنكرات
        واعتبره الإمام أبو شامة شيخ النووي من البدع الحسنة، أو من أحسن ما ابتدع في زمنه، حيث قال: ومن أحسن ما ابتدع في زماننا ما يُفعل كل عام في اليوم الموافق لمولده (صلى الله عليه وسلم) من الصدقات، والمعروف، وإظهار الزينة والسرور، فإن ذلك مشعرٌ بمحبته (صلى الله عليه وسلم) وتعظيمه في قلب فاعل ذلك وشكراً لله تعالى على ما منّ به من إيجاد رسوله الذي أرسله رحمة للعالمين، وكذا مال هذا التوجه، الشهاب أحمد القسطلاني (شارح البخاري)، حيث قال: فرحم الله امرأ اتخذ ليالي شهر مولده المبارك أعياداً، ليكون أشد علة على من في قلبه مرض وإعياء داء، وصرح بالرأي نفسه الحافظُ شمسُ الدين بن ناصر الدين الدمشقيُّ، حيث قال في كتابه المسمَّى:(مورد الصادي في مولد الهادي): قد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الإثنين لإعتاقه ثويبة سرورًا بميلاد النبي، ثم أنشد:
        أتى أنه في يوم الاثنين دائمًا
        يخفف عنه للسرور بأحمدَا
        فما الظنُّ بالعبد الذي طُولُ عمره
        بأحمدَ مسرورٌ ومات موحِّدَا
        علي بارزان
        ١٦ ١٢ ٢٠١٩

  3. كل إنسان وجد , قد ولد في يوم ما , هذا لا جدال فيه , لكن يوم المولد النبوي قد وضعه إبن هشام بعد 200 هجرية إفترضه على أساس يوم وفاته وتقدير سنه باليوم والشهر والسنة في نفس اليوم الذي توفي فيه بعد أن أتمّ 63 عاماً بالكمال والتمام فهو يوم وفاته وليس يوم مولده , أيّ تاريخ عربي لم يُدوّن قبل المأمون نهائيّاً ولا حتى رسالة أو ورقة

    1. الجزء الخامس
      من خلال قراءتي للتاريخ، أقف في بعض الأحيان عند مقالات وإشارات ترد في بطون بعض أمهات الكتب وهي تطعن بالكورد، حتى يذهب البعض منهم الى حد وصفهم بأقذع الصفات والنعوت،ولا يتحرج البعض ممن كتبوا التاريخ أن يصفوهم بأنهم من قوم يأجوج ومأجوج المفسدين في الأرض.وغالبا ما يستشهد ممن في قلبه شيء من الحقد والكره ضد الكورد انظروا كيف يفتري الاخ الطبيب موفق السباعي بدون وجه الحق ويتناسى بأن كورد في أربيل عاصمة باشور كوردستان هم اول احتفلوا بمولود النبوي الشريف في العالم ولكن الكاتب المقالة يخطأ مرتين حيث جعل جام غضبه على الحكام الفاطميون وصفهم بالكفرة (أنكم تحبون أن :تحصروا أنفسكم
      (أربيل باشور كوردستان هي أول مدينة في العالم حيث أقيمت فيها احتفالات بمولد النبوي الشريف في (27 محرم 549هـ/1153م – 14 رمضان 630هـ/1232م)، لماذا ينكرون ).. بالطريقة الشيطانية التي أمر بها الحاكم الفاطمي الكافر .. عدو الله وعدوكم ..وتجعلونه يحتنكنكم .. ويجركم بوثاقه من أعناقكم .. وهو في قبره .. إلى التهلكة !!! ) الخطأ الكورد سبقوا الفاطميون بهذا الاحتفال
      الخطأ الثاني هو وغيره ينكرون فضل الكورد ولولا صلاح الدين الذي قضى على المماليك الفاطمين لكان مصر الان دولة الشيعية الم يكن أنكار الجميل من العرب السنة بالنسبة الى محاسن كورد
      ألم يكن أبو مسلم الخراساني كوديآ
      ألم بكم باني الدولة العباسية
      بالفيديو رأي الشيخ كشك في الاحتفال بمولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم
      https://m.youtube.com/watch?v=iBGvtPJNPOo
      أربيل تحيي ذكرى المولد النبوي
      https://m.youtube.com/watch?
      v=joguPAC8lbI

      في ظل هكذا مجتمع تربينا نحن أبناء ذلك الجيل العظيم من ورثة أخلاق النبي الكريم الذي جاء بالحق ليتمم مكارم الأخلاق.
      وفي مدينة أربيل عاصمة كردستان التي حكمها السلطان مظفرالدين الكوكبري قبل أكثر من ثمانمائة عام (في (27 محرم 549هـ/1153م – 14 رمضان 630هـ/1232م)، ) )،خرجت سنة الإحتفال بالمولد النبوي الشريف،فحب أهلها لرسول الخاتم جعلتها سباقة بإطلاق الإحتفالات السنوية بمولده، لتستن بذلك سنة ما زالت متبعة بأنحاء كردستان ومنها إنتشرت من ذلك الزمان قبل ثمانمائة عام الى أرجاء المعمورة.
      وكانت إحتفالات المولد النبوي الشريف هي المناسبة التي يتدفق فيها المسلمون في أرجاء المنطقة على هذه المدينة لنيل الخير من صاحبها السلطان مظفرالدين الكوكبري الذي يصفه (صاحب كتاب البداية والنهاية ))بأنه كان أحد الأجواد والسادات الكبراء والملوك الأمجاد، له آثار حسنة، وكان يعمل المولد الشريف في ربيع الأول ويحتفل به احتفالا هائلا. وكان مع ذلك شهما شجاعا فاتكا بطلا عاقلا عالما عادلا رحمه الله وأكرم مثواه. وعن إحتفاله بالمولد النبوي الشريف قال سبط الجوزي كان مظفر الدين ينفق في السنة على المولد ثلاث مائة ألف دينار،وحكى بعض من حضر سماط المظفر في بعض الموالد، أنه كان يمد في ذلك السماط خمسة آلاف رأس مشوي، وعشرة آلاف دجاجة، ومائة ألف زبدية، وثلاثين ألف صحن حلوى، قال: وكان يحضر عنده في المولد أعيان العلماء والصوفية، فيخلع عليهم ويطلق لهم،ويعمل للصوفية سماعا من الظهر إلى الفجر، ويرقص بنفسه معهم، وكانت له دار ضيافة للوافدين من أي جهة على أي صفة، وكانت صدقاته في جميع القرب والطاعات على الحرمين وغيرهما، ويفك من الفرنج في كل سنة خلقا من الأسارى
      ومن تلك العادات التي إنتقلت من سلطانهم الكبير،يجود أهل أربيل خاصة وكردستان عموما بالكثير من الصدقات والخيرات في هذا اليوم،ناهيك عن تزيين واجهة المحلات وحتى البيوت بالأضوية الكهربائية الملونة،ومد صواني الحلويات بكافة أشكالها وعلى إمتداد شوارع المدينة، ويتدفق الأطفال الى الشوارع ليجمعوا ما خف وزنه عليهم من الحلويات وبعضهم يحمل أكياسا يملأها بعلب البيبسي والكوكا كولا،فيما تمتليء المساجد بالمحتفلين وهم يرددون قصيدة طويلة نظمها القاضي رشاد المفتي والد رئيس البرلمان الكردستاني الأسبق عدنان المفتي وهي قصيدة تضاهي قصيدة البردى للإمام البوصيري،ألفها القاضي رشاد باللغة الكردية، وأصبحت متداولة على ألسن الفرق الشعبية التي تتجمع بالمساجد والجوامع للإحتفال بهذه المناسبة العظيمة على وقع الدفوف والطبل في أجواء مشبعة بالفرح والسرور بحلول هذا اليوم المجيد.
      الكورد شعب ظلمهم التأريخ وغدر بهم العرب قبل الفرس والترك سبقها في الغدر والخيانة وانكار حقوقهم رغم آصالة كورد وهم أهل الديار وغيرهم غرباء جاؤا عراة غزاة همجيين مفسدين في الارض سعوا في الارض فسادآ وهلكوا الحرث والنسل والله لايحب الفساد
      مصيبة كورد وكوردستان بسطاء يكرمون ضيوف ويوفون بالهد لا يغدرون ولا يخونوا اصدقائهم وجيرانهم والكور لم ولن يطمحوا بأراضي غيرهم عكس اعدائهم
      وفي العصر الحديث تتوالى الإتهامات ضدهم الشعب الكوردي،فتارة يوصفون بأنهم إنفصاليون وشعوبيون،ويصل الحقد والكراهية بالعرب القومجية الى حد إخراجهم من ملة الإسلام والتشكيك بدينهم.مع أن المجتمع الكردي كان ومازال هو من أكثر المجتمعات تمسكا بيدنه وإسلامه السمح، الذي يستغل اليوم بأبشع صور الإستغلال مطية للسياسة والوصول الى الحكم، في حين أن الدين عند الأكراد حافظ على سماحته ونقائه وبساطته، فما زلت أذكر في طفولتي نقاء ذلك المجتمع الكردي، وكيف أن الناس في ذلك الزمان يبرون بعضهم ببعض،وكانت أخلاقهم وقيمهم تسمو فوق كل الخلافات التي تبقر اليوم البطون من أجلها، وتقطع الرؤوس المخالفة بعضها لبعض في كل شبر من أشبار الدول الإسلامية.
      علي بارزان
      ١٦ ١٢٢٠١٨

      1. الجزء السادس
        يا اخي الطبيب أعلم…أربيل باشور كوردستان هي أول مدينة في العالم حيث أقيمت فيها احتفالات بمولد النبوي الشريف في (27 محرم 549هـ/1153م – 14 رمضان 630هـ/1232م)، لماذا ينكرون تأريخ وفضل الكور وبطولاتهم ورجالاتهم وأنبيائهم هل حسدا من أنفسهم من بعد ماتبين لهم أن الحق مع الكورد وارضهم ووطنهم كوردستان مباركة عند الله إذ قال تعالى(فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28) وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلًا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ (29) ))
        قال تعالى: (لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا).
        ردا لأقاويل لطبيب الأسنان موفق السباعي سواء عليهم من اجل عيون بني اسرائيل والوهابين هل يحق لك ان تكفر الفاطمين بمجرد ولاءهم لآل البيت رسول الله ص ولماذا تناسى كورد في هذه المعادلة …
        أربيل باشور كوردستان هي أول مدينة في العالم حيث أقيمت فيها احتفالات بمولد النبوي الشريف في (27 محرم 549هـ/1153م – 14 رمضان 630هـ/1232م)، )
        و أحيت هذه المناسبة بتقاليد عاصمة ذات طابع خاص على مستوى العالم إبان عهد حاكم أربيل في عهد صلاح الدين الأيوبي، مظفر الدين أبو سعيد كوكبري (27 محرم 549هـ/1153م – 14 رمضان 630هـ/1232م)، إذ كان يحتفل به احتفالاً كبيرًا في كل سنة، وكان يصرف في الاحتفال ما يقدر بثلاثمئة ألف دينار سنوياً.
        وفي يوم المولد النبوي والذي يعتبر عطلة رسمية في كوردستان والعديد من البلدان الإسلامية، تشهد مدن الإقليم وخاصة العاصمة أربيل مظاهر احتفالية من توزيع حلوى المولد مجاناً وتزيين أغلب الشوارع والمحلات في منطقة القلعة الاثرية وعموم ارجاء مدينة أربيل بالزينة والشعارات المعبرة عن الفرح والسرور البالغ بهذه المناسبة.
        ومنذ ساعات الصباح الأولى اكتظت شوارع أربيل بأعداد كبيرة من المواطنين الذين خرجوا رفقة عوائلهم لإحياء ذكرى مولد الرسول عليه الصلاة والسلام، وشهدت المناطق المحيطة بقلعة أربيل التاريخية، تجمعات للمحتفلين الذين رفعوا الأعلام الدالة على المناسبة، واصطحبوا معهم مكبرات الصوت لبث الأناشيد والمدائح النبوية.
        ويقوم أهالي أربيل في هذا اليوم بتقديم خدمات الحلاقة والنقل بسيارات الأجرة والحافلات مجاناً، وتوزيع الوجبات والحلويات والعصائر وإقامة الولائم، مع التوزيع المجاني لمواد الزينة والأعلام المخصصة للاحتفال بالمولد النبوي، في جميع مناطق أربيل.
        وفي عهد كوكبري كان يتوجه إلى أربيل عدد كبير من الفقهاء والصوفية والوعّاظ، والشعراء من المناطق المجاورة ، فإذا كان قبل المولد بيومين أخرج كوكبري من الإبل والبقر والغنم وزفّها بالطبول والأناشيد، حتى يأتي بها إلى الميدان، ويشرعون في ذبحها، ويطبخونها، وفي صبيحة يوم المولد، كان يجتمع الناس والأعيان والرؤساء، ويُنصب كرسي للوعظ، وبعد ذلك تقام موائد عامة للطعام.
        قال رسول الله ص (وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في نار ). )
        لأنه جاء بزيادة يزعم أنها من الدين ولم يأت بها الرسول “صلى الله عليه وسلم”
        ففد قال “صلى الله عليه وسلم” : ( من تشبه بقوم فهو منهم وقال : ( خالفوا المشركين ). في مدحه وقد نهى “صلى الله عليه وسلم” عن الغلو في مدحه فقال : ( لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده ، فقولوا عبد الله ورسوله ).
        ونهانا نبينا صلى الله عليه وسلم عن الغلو خشية أن يصيبنا ما أصابهم ، فقال : ( إياكم والغلو ، فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو ) ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله } [يونس/18] ،
        وقال تعالى : { والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى } [الزمر ٣].
        ولماذا السكوت عن تصرفات عمر بن الخطاب
        اولا …إيقاف عمر…عن المؤلفة قلوبهم و سهمهم في الزكاة
        حدد سبحانه مصارف الزكاة الثمانية في سورة التوبة: “إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ”
        و من هذه الأصناف التي يجوز إخراج سهم من الزكاة إليها “المؤلفة قلوبهم” و هم الذين دخلوا في الإسلام حديثا يراد تأليف قلوبهم.
        و قد أخرج صلى الله عليه و سلم في حياته سهما للمؤلفة قلوبهم
        ٢-إدخال عمر الصلاة خير من النوم في الأذان…ولماذا تقبلون بدعته التي أدخلها على الأذن؟ الصلاة خير من النوم.
        من الذي أعطاه الحق ليجتهد مقابل النص النبوي والإلهي؟
        ٣-بدعـــــــــــة صلاة التراويح لمؤلفها عمر بن الخطاب…صحيح البخاري – كتاب صلاة التراويح – باب فضل من قام رمضان رقم ١٩٠٦
        إن من اعظم الاخلاق الشرعية المطلوبة من المسلم هي خلقه مع النبي صلى الله عليه وسلم ومعرفة كيفية التأدب معه بعد مماته، قال تعالى: (لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا).
        ميلاد رسول الانسانية صلى الله عليه وسلم ليس مجرد حدث تاريخي، بل كان وسيبقى تجربة حية متجددة للارض ككل، وللانسان في اي زمان ومكان، فقد فرح الوجود كله بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من جماد ونبات وحيوان، فرحت الملائكة والجن، ومع ذلك يعتبر البعض ان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم بدعة، حيث لم يثبت ان الصحابة والخلفاء الراشدين قد احتفلوا به، وهناك آراء تؤيد الاحتفال بهذه الذكرى العطرة الغالية، ولنتعرف على حجة المؤيدين واسباب المعارضين:في كل لحظة
        صحيح مسلم من حديث ابي قتادة «سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام الاثنين؟ فقال: ذلك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت، أو أنزل عليّ فيه»، كما نراه في ذكر ما خص الله أمه آمنة حينما ولدته «رأت أمي حين وضعتني سطع منها نور أضاءت له قصور بصرى» رواه ابن سعد وهو حسن.
        ثانيا: ان الله سبحانه وتعالى ذكر صراحة ميلاد كثير من الأنبياء ونوه بما في مولدهم من معجزات أو أهمية، فها هو القرآن الكريم يفيض في ذكر مولد أبينا آدم عليه السلام وكيفية خلقه العجيبة، كما يعرج في مواطن عديدة على ذكر ميلاد موسى عليه السلام وتفصيلات رضاعه وحضانته ونشأته بصورة مفصلة، ومثل ذلك يفعل في سرد وتفصيل أحداث ميلاد عيسى عليه السلام، أفيكون بعد هذا الحديث عن ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرا مستنكرا وبدعة؟!
        ثالثا: في يوم مولده صلى الله عليه وسلم وقعت حوادث عظيمة تناسب مكانته وشرفه، وذلك معروف لأهل العلم، ونذكر ببعض تلك الحوادث فنقول إن منها: منع الجن من استراق السمع من السماء، ومنها اهتزاز ايوان كسرى، وانطفاء نار فارس التي يعبدونها، ومنها بشارات كثيرة من الرهبان والكهان، فيوم مولده يستحق ان يشار اليه كيوم عظيم حفل بأحداث جسام.
        رابعا: إن مولده صلى الله عليه وسلم كان فيه من الخصائص النبوية ما يستحق النظر والانتباه ومن ذلك ان أمه لم تجد لحمله وحما ولا ألما، وذكر أبونعيم الحافظ في «كتاب الحلية» بإسناده ان النبي صلى الله عليه وسلم ولد مختونا.
        خامسا: إن الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم وإظهار الفرح والبشر بذلك كان سببا من أسباب الرحمة الإلهية ليس للمؤمنين بل حتى للكافرين فقد صح ان أبا لهب يخفف عنه العذاب كل يوم اثنين وهو في غمرات النار لفرحه بولادته صلى الله عليه وسلم واعتقاقه جاريته ثويبة التي بشرته بذلك، وان جده عبدالمطلب قد أظهر المزيد والمزيد من الفرح بولادته حينما حمله وقام يطوف ويقول:
        الحمدلله الذي أعطاني
        هذا الغلام الطاهر الأردان
        قد فاق في المهد على الأقران
        أعيذه بالبيت ذي الأركان
        من شر كل حاسد وشاني
        وان عمه العباس رضي الله عنه امتدح رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه فأشار الى مولده ونوره الباهر فيه فقال:
        وأنت لما ولدت أشرقت الأرض وضاءت بنورك الأفق
        فنحن في ذلك الضياء وفي النور وسبل الرشاد نخترق
        سادسا: لقد أفتى العلماء قديما وحديثا بجواز الاحتفال بيوم مولده صلى الله عليه وسلم، وبين أيدينا فتاوى الإمام ابن حجر والسيوطي وفتاوى الأزهر الشريف وفتاوى لجنة الإفتاء في دبي وفتاوى لجنة الإفتاء في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، وغيرها كثير.. وها هو نص فتوى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
        «لا مانع شرعا من المشاركة في إحياء مناسبة الهجرة النبوية، والمولد النبوي، والإسراء والمعراج، وغيرها بإلقاء المحاضرات الخاصة بموضوعاتها، ولا مانع من تخصيص أيامها من كل عام، ولا يختلف المولد النبوي في هذا عن سائر المناسبات الأخرى، شريطة عدم الاعتقاد بسنية إحيائها أو التعبد بها وإلا كانت من البدع المستحدثة وحينئذ لا تجوز، وانما يجوز إحياء هذه المناسبات لتذكير الناس بما فيها من أحداث عظيمة من سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، بشرط ان يكون الإحياء خاليا من المخالفات الشرعية»، والله تعالى أعلم.

        في هذاالرأي الشيخُ محمد سعيد رمضان البوطي، حيث قال: “الاحتفال بذكرى مولد رسول الله نشاط اجتماعي يبتغي منه خير دينيّ، فهو كالمؤتمرات والندوات الدينية التي تعقد في هذا العصر، ولم تكن معروفة من قبل. ومن ثم لا ينطبق تعريف البدعة على الاحتفال بالمولد، كما لاينطبق على الندوات والمؤتمرات الدينية، ولكن ينبغي أن تكون هذه الاحتفالات خالية من المنكرات
        علي بارزان
        ١٦ ١٢ ٢٠١٨

Comments are closed.