كثيرا ما كنا نسمع في اسواق الموصل عند البايعين بالكلمة الفارسية او الكوردية (تازة) بمعنى الجديد والحديث وعلى طراوة المادة ، وايضا بعض اتباع الديانة الايزيدية في مناطق ( شيخ ولاة ) التي تضم قضاء الشيخان وضواحيها يطلقون على ايزيدية اهل بعشيقة وبحزاني اسم ( تازى) .
ورود هذه الكلمة ليس محظ صدفة لما في المكونات القديمة من ارث تاريخي متواصل ومن هذا ضرورة النبش في نظرية الدلالة والمعرفة لبيان اصول اي بحث بالاعتماد على التاريخ واللغة والجغرافيا ، وقد قرأت في اقدم المصادر من كتاب افستا الزرادشتي (1) .
يقول في حقل – إفستا وميديا – (ان إفستا لم تكمن فارسية بدليل تعثر المترجمين الفرس في ترجمتها ولاقت التحريف من جراء ذلك حيث ورد معلومات غير متطابقة على ماكانت المناطق الفارسية الصحراواية زمن زرادشت وإفستا في الالف الاول ق. م.) (2).
فيما ذهب دياكانوف الى القول ( بان مصطلح aribi)) الدال على الجماعة المستخدم في كتابات الملك الاشوري سركون الثاني والذي صيغ من المفرد بصيغ المتنوعة [ arable، arubo، arabu ] لايعني عرب او عربي انما كان يقصد به سكان الصحراء الشرقية أي القبائل ألايرانية الفارسية الشرقية ، والوحدة الصوتية في الكلمة نفسها في اللغة العيلامية هي [Pe ] بدلا من [ Be ] لتدل بذلك على الجمع [Arapi] تدل على ألآريين ) (3) . وياتي معنى كلمة آري باللغة السنكسرية ( النبيل ) .
وفي حقل حول الحكام الاشرار جاء ( ستقع السلطة بيد الروميين والعرب [تازيكان] المحتزمين الذين يقتنعون بصعوبة وهم سيحكمون بشكل سئ لدرجة ان قتل الانسان الصادق العفيف كقتل ذبابة لن يعني شيئل عندهم ) (4).
و تذكر [ قصة (ماشا وماشيانة ) التي تشبه تماما قصة ادم وحواء، حيث ماشا وماشيا بعد انقطاع لمدة 50 سنة ظهرت لهما رغبة الجماع فتم ذلك وبعد تسعة اشهر ولد لها بنت وابن وبسبب جاذبيتها اكلا الاب الابن والام البنت . ثم بسبب ذلك حرم اهورامزدا الجاذبية واستمر نسلها بسبعة ازواج وكل اخ زوجا لاخت الثاني ومات ماشا وماشانا بعد 100 عام .فظهر من هؤلاء الازواج السبعة رجل باسم سياماك وإمراة باسم نيساك ومنها وُلٍِِد زوج اسمها فرافاك وفرافاكا وولد منها خمسة عشر زوج وكل زوج صار عرقا وتضاعف الجنس البشري ، وعبر تسعة اعراق على ظهر الثور سرساك بحر فراخفكارد ، اما سته اعراق (البشرية ) فبقت في خفانيراس ومن هذه الاعراق الستة ظهر عرق تاز وتازاك وتوجها الى سهل تازطان ( العربي) . وانبثق ايرانيون من زوج هوشنك وهوزاك ويذكر انتشار بقية الاعراق ضمن مجموعها االبالغ 25 عرقا ] (5) .
وفي مصدر اخر ( استعملت النصوص الفهلوية لفظة TAchiK في مقابل العرب كما استعملت الفارسية لفظة تازة بهذا المعنى ، وايضا استعمل الارمن كلمة تجك في معنى عرب ومسلمين وايضا استعملها الاتراك على الايرانيين وقالو تجك . ويرى بعض العلماء إن تاجك و تجك و تازك هي من الاصل المتقدم من اصل كلمة طي ولكلمة تازة في الفارسية بمعنى صحراوي من تاز TaZبمعنى الارض المقرفة الخالية . ولهذا بعض الباحثين قالوا تازى اطلقت على العرب لما اشتهر عنهم صحراويون . فيما زعم حمزة الاصفهاني ان الفرس اطلقوا على العرب لفظة تاجيان نسبة الى تاج بن مروان بن سياميك بن مشي بن كيومرث وهو جد العرب ) (6) .
وتوجد في العراق مدينة في كركوك تسمى تازة ، وفي [ المغرب العربي اكثر من مدينة باسم تازه وهي تعريب لفظة (تزاَ) ومعناها الامازيغي الثنية اي العقبة وفي معنى اخر تاتي باسم ( الممر) (7) .
وكلمة تاذى تعني كلب صيد في اللغة الكوردية وليس لها علاقة هنا بل المقصود كلمة تازة بمعنى الجديد ، وعلى الرغم من تشعب موضوعنا بالتاريخ واللغة لكن يظهر جليا إن الكلمة تخص [موقعا جغرافيا ] يسمى (سهل تازيكان ) .
والخلاصة ربما يقصد الجدد من الاقوام والاعراق الذي هاجروا وسكنوا فيه واطلقوا عليهم تازى ، وليس كما يظن بقومية او لدين معين اوغير ذلك من تنكيل بامر ما .
المصادر:
1- إفستا الكتاب المقدس للديانة الزرادشتية اعداد د. خليل عبدالرحمن – دمشق .
2- نفس المصدر السابق .
3- كتاب دياكانوف إ.م ميديا ترجمة وهبية شوكت محمد / دمشق .
4- و5 – نفس المصدر في 1و2 اعلاه .
6-كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الاسلام ج/1 للمؤرخ جواد علي / طبعة بغداد .
7- كتاب عبدالهادي التازي (رسائل مخزنية ).
خالد علوكة . يناير / 2019
تحية طيبة
المعاني ليست مستعصية , الأجنبي عندما يُحور اللفظ يجعل إبن اللغة لا يفهمها
ألآفستا تعني الماء باللهجات الثلاث 🙁 آب / آف / آو )والسين والتاء فعل كينونة فارسية للمفرد الثالث (آبست / آفة / ئاوة ) وتعني الحياة التي مصدرها الماء والإله المعني بها هو ئيناهيتا إله الماء ونحن نسمي يوم الجمعة بإسم هذا الإله (ئيني) وهو يوم مقدس عندنا ويوم الغسيل حتى الآن (روي / بالاف )
أما تازي فتعني عاري وكان يطلقه الساسانيون على العرب تحقيراً يوصفونهم بكلب الصيد العاري( سك شكاري) وحتى اليوم وقد تقلل إستعماله بفضل الملالي الشيعة ,وللأسف نحن الىن نخاف أن نطلقه على العرب الأُصلاء المسلمين الأقوياء نطلقها على الئيزديين الناطقين بالعربية , وبنفس الوقت كان العرب يردون عليهم بالغباء (عجم )وهو مشتق من أسم الإستفهام ( (عجا/ لماذا ؟) أي كثير السؤال لأنه غبي لا يفهم .
أما التاجيك , فمن التاج أي الملوكيون أصحاب التيجان وبالجيم الروسية تشبه زً الكوردية البهدينانية , فتختلط الاصوات بسب تداولها بين الاجانب