المرأة الكردية : مساواة، جمال، وصلابة الجبال- بقلم: فرياد إبراهيم

*
مقدما أقول: ان المرأة الكوردية بمعزل عما قيل عنها في الاسلام
(تكاثروا تناسلوا فإني مُباهٍ بكم الأمم يوم القيامة- حديث مسند.) و ( لحصيرة في فناء الدار خير من امرأة لا تلد- حديث مسند.) الحصيرة المتهرئة البالية في زاوية قذرة مهملة من اركان البيت خير من امرأة…!! وما ذنب هذه الأمرأة؟ بأي ذنب هتكت وحطت قدرها الى منزلة حصيرة بالية خرق ؟ لا سبب ولا باعث سوى انها لم تلد..! هل هذا قول رشيد؟ هل هذا قول حكيم أو قول من به مس من عفريت؟؟!!
*
فالمرأة الكردية عموما تتمتع بمكانة عالية في المجتمع والأسرة الكردية . فهي جميلة رشيقة بهية بملابسها المزركشة ومساوية تقريبا في الحقوق والواجبات مع الرجل. وهذه المساواة ليست جديدة على بنية المجتمع الكردي وانما هي عريقة قديمة قدم التأريخ. واستطاعت المرأة الكردية ان تتغلب حتى على القيود التي فرضت عليها من الأسلام فرضا. وها هنا مقدمة ونبذة قصيرة عن مكانة المراة في الأسرة وبعض الميزات الأجتماعية للمجتمع الكردي على وجه العموم والتي تكون جزءا جوهريا من تراثه الثقافي والقومي. وبمناسبة أعياد نوروز العيد القومي للشعب الكردي وددت أن أضع أمام عيون القراء الأعزاء والزملاء دور المرأة الكردية في المجتمع ومن خلال آراء بعض المستشرقين فيها.
فللمرأة الكردية ملابسها التقليدية المتميزة بزينتها وألوانها البهية الخلابة. ولم أر اوفى بالوصف مما قاله المستشرق الروسي فاسيلي نيكيتين:
ولم يسعني- ونحن نمرّ بالقرى الصغيرة أثناء الأيام التالية- إلا الإعجاب بالنساء الكرديات، بمشيتهن المنتصبة، وأقدامهن الثابتة الفخورة، وبأزيائهن الجميلة جداً، الأنثوية جداً، المتعددة الألوان، ومعظمها طويل الأكمام جداً، حتى يمكن أن يُعمل من نهايته عقدة تُدفَع إلى الخلف وراء الظهر… هكذا ينجزن أعمالهن وألوان ثيابهن تمرق من أمام العين منسجمةً بشكل ما: أزرق، وأصفر، وأحمر، وأخضر، وأرجواني، شيءٌ من الجمال والرقّة في كل عالمهن القاسي. ما أروع وأسنى هذه القرويات التيّاهات بألوانهن ووجوههن السافرة! وما أسماهنّ على تلك المخلوقات البائسات المنطويات؛ نساء المدينة في عباءاتهن وبراقعهن السود! إن هؤلاء القرويات هن أكثر حرية في شتّى النواحي من نساء المدينة حتى المدن الكردية نفسها”. (دانا آدمز شمدت: رحلة إلى بلاد شجعان، ص 234
*
ونفس المصدر: “والشيء الغريب في الرقصات الكردية هو إدراك حقيقة أن الرجال لا يعترضون على أن تقف إلى جانبهم في حلبة الرقص امرأة، بل على العكس فهم يشعرون بسرور بالغ في الرقص إلى جانب الحسناوات. وهكذا فعندما يرقص الكرد فيما بينهم، يجرّ كل واحد إلى جانبه فتاة، ويشدّ كتفه بجانب كتفها. وعندئذ تضمّ الحلقة عدداً من الرجال بقدر عدد النساء. إنني آسف لكوني لم أصادف رقصة مشتركة بنفسي، ولكن الكرد لا يرقصون بصورة مشتركة إلا فيما بينهم، وبعيداً عن نظرات الترك والجنود المُغْرِضة”. (نيكيتين: الكرد، ص )226)
*
وعن الدفاع عن حقوق المرأة هناك كتاب و شعراء كورد بارزون ساهموا في إبراز دور المرأة واهمية بل اولوية مساواتها بالرجل كسبيل وحيد لنهضة الشعوب
فإذا كان قاسم أمين ناضل في سبيل حقوق المرأة بفكره، فقد ناضل عنها شاعران كرديان شهيران بأشعارهما، الأول هو أحمد شوقي في مصر، إنه وقف في قصيدة له ضد ظلم الرجال للنساء، وندّد بزواج كبار السن من الصبايا، قائلاً
ظلمَ الرجــالُ نساءَهمْ، وتعسّفوا
هل للنسـاء بمصرَ مِن أنصارِ؟!
يتزوّجون على نســـاءٍ تحتهمْ
لا صاحبــاتُ بَغيٍ، ولا بشِرار
مِـن كلّ ذي سبعين، يكتُم شيبَه
والشيبُ في فَوْدَيه ضوءُ نهـارِ
(أحمد شوقي: الشوقيات، 1/129 – 130
والشاعر الكردي الآخر جميل صِدْقي الزَهاوي، ويبدو أنه كان يقف بقوة ضد الظلم الواقع على كاهل المرأة، والدليل على ذلك أن المعادين لحقوق المرأة وقفوا ضده بصرامة، وكالوا له الشتائم، بل هدّدوه بالقتل أيضاً، وقال مستنكراً فرض النِّقاب على المرأة  وكان يسمّى الحِجاب
هكذا المسلمـون في كلّ صَقْعٍ حجبوا للجهـــالة المسلماتِ
سجنوهنّ في البيـوت، فشلّوا نصفَ شعبٍ يَهُــمّ بالحركاتِ
إنّ هذا الحجاب في كلّ أرضٍ ضررٌ للفتيــــان والفتـياتِ
لم يكن وضعُه من الدين شيئاً إنما قد أتى مــن العـــاداتِ
(جميل صدقي الزهاوي: ديوانه، ص 316، 319، 367)
*
اما صلابة المرأة الكردية فحدث ولا حرج . فلو سمعت أو قرأت أخبارهن وتأريخ نضالهن جنبا الى جنب مع الرجال لقررت ان لقب المرأة الحديدية أسند غدرا الى ماركريت تاتشر ، بطلة فوكلاند، ولجزمت أن خانزاد أميرة سوران كانت أجدر باللقب بإضافة كلمة واحدة ، اي بالتمام: المرأة الحديدية الصخرية
فبالنسبة إلى صلابة المرأة الكردية فما أكثر الأدلة على ذلك! أبرزها هو صمودها في مواجهة قسوة الحياة الرعوية والريفية، بكل ما تعنيه تلك الحياة من بؤس وكدح وشقاء، ثم هل هناك ثورة كردية نشبت من غير أن تكون المرأة مساهمة فيها بشكل مباشر وغير مباشر؟ وهل كان من الممكن للكردي أن يهجر الدار، ويحمل البندقة، ويلتحق بالجبال، لولا ثقته بأن شريكته سترعى الأولاد والماشية والحقل من بعده؟ وهل كان من الممكن للشباب الكرد أن يخوضوا غمار القتال، لولا أنهم رضعوا حليب الإباء والشجاعة من الأمهات؟ وها هو ذا دانا آدمز يصف امرأة كردية من جنوبي كردستان، تغادر قريتها إلى الجبل، لتنجو من قصف الطائرات المعادية، قائلاً:
سارت أمٌّ في مقتبل العمر ببطء في الطريق الصاعدة، وترعى نصف دزّينة من الأطفال، وأربعاً وخمساً من الماعز، وتحمل غِرارة كبيرة [كيس كبير] على عاتقها، وأردفت فوقها أوعية المطبخ وأوانيه، وتسوق بغلاً محمَّلاً بأثاث بيتيّ أمامها، وتنسج جَوْرَباً وهي سائرة، كانت تقصد كهفاً تقضي فيه نهارها، ثم تعود عند حلول المساء إلى القرية في موعد إشعال النار وخَبْزِ كمية من الرِّقاق (نان)، وعند الفجر تنهض ثانية، لتصنع اللبن والزبد بخضّ اللبن في زِقّ من جلد الماعز، بحركة رتيبة إلى الأمام والخلف، ثم تصعد الجبل ثانية هرباً من الطائرات المخيفة”. (دانا آدمز شمدت: رحلة إلى بلاد شجعان، ص327))
*
فرياد

10-2-2019

4 Comments on “المرأة الكردية : مساواة، جمال، وصلابة الجبال- بقلم: فرياد إبراهيم”

  1. ١: أستطيع أن أجزم لولا المرأة الكوردية الأصيلة والحديدية لما بقى كورد ولا قضية كوردية ولا حتى غيرة رجالية ، ويكفي أن منهن اليوم ألاف المقاتلات ؟

    ٢: واقع المرأة الكوردية يقول {أنها بريئة من خلق وأخلاق وتعاليم الاسلام} فوالله هى أرفع وأسمى وأرقى مما نزل ، فهى محجبة حتى دون فرض من دين ، وشيخة محترمة بين أسرتها وجيرانها دون رقيب من مريض أو لعين ، ولكن تطبع بعض الكورد بتعاليم الاسلام مع ألاسف شوه صورتهن بمرور الأيام ، سلام ؟

  2. ومع ذلك فقد كرّمها الشعب الكوردي بختان الإناث الذي لم نسمعه سابقاً لكن الأخبار الأخيرة تزودنا بتزايد المختونات في كوردستان وقبل سنتين صرّح أناسٌ بوجوب تطبيق الختان من على الفضائيات الكوردية , في الوقت الذي يتبرأ منه أصحابه الأصليون ويُكافحونه , يتمسّك به الكورد علناً

  3. حفيدة عبد الباسط تتألق فى مسابقة فارس القرأن وتجوب العالم | القارئة سمية على الديب

    https://m.youtube.com/watch?v=Ni4kKXSs6mo
    عيلام …إيلام كوردية
    بلاد عَيلام
    بلاد فيما وراء دجلة، وإلى الشرق من مملكة بابل، وإلى الجنوب من مملكتي آشور وميديا، وعلى الضفة الشمالية لخليج العجم، وإلى الغرب من مملكة فارس. وكانت عاصمتها شوشان (أي شوش) ومن هنا سمي العيلاميون بالشوشانيين. وكانت عيلام مركز إمبراطورية قديمة. وكان لها دور سياسي مهم في تاريخ إمبراطوريات الشرق القديمة. وحوالي سنة 200 قبل الميلاد، استعاد العيلاميون قوتهم وتسلط بعض ملوكهم على مدن في بابل. وكدرلعومر ملك عيلام كان قائد ملوك الشرق الذين غزوا شرق الأردن في زمن إبراهيم (تك 14: 1ـ 11). د

    https://m.youtube.com/watch?v=vITPN-x2L4o

    الرئيسة التنفيذية لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد: أميركا تعهدت بحماية الأكراد من الأتر

    https://m.youtube.com/watch?v=9189cTDIkXI

    الولايات المتحدة – ناشفيل: أرض الأكر
    الولايات المتحدة – ناشفيل: أرض الكورد
    https://m.youtube.com/watch?v=MqkdNnDDyS0
    kurdish artists from middle east

    https://m.youtube.com/watch?v=MdJOKotoE6k

    مصر سرلعمالقة الاكراد ساعدوا المصريين

    https://m.youtube.com/watch?v=INViiJgsIoA

    شخصيات كردية عبر التاريخ
    عمالقة اكراد بنو الحضارة الس

    https://m.youtube.com/watch?v=m15C9C_GMog

    https://m.youtube.com/watch?v=QVk4vX187og

    يحيى و لميس و نجوم اكراد في تركيا

    https://m.youtube.com/watch?v=lTTiJfI-To4

  4. بالنسبة للعيلامين أشك في كورديتهم , مع أن الكورد قد سكنوا البصرة والمدائن وسكان الكوفة كلهم كورد سنجاريون وهم الفرس الذين إستوطنوا اليمن أثناء الحكم الساساني , العيلاميون يُسميهم الفرس بال ( سياه ) أي السود , هم بالتأكيد ليسوا أفارقة , ربما من البلوش وسكان جنوب بلاد إيران فبشرتهم سمراء , وهم آريون وليسوا ساميين

Comments are closed.