خطأهم (جعلوا ايران عمقهم المذهبي وليس شيعة العراق) والحرس عمقهم الاستراتيجي وليس امريكا- سجاد تقي كاظم

بسم الله الرحمن الرحيم

 ازمة العراق وشيعته كمكون.. والشيعة العرب كلون اكبر للشيعة بارض الرافدين.. (بان قادة شيعة السلطة) بعد عام 2003 القادمين من ايران.. جعلوا (ايران عمقهم العقائدي سياسيا الولاء لنظام “ولاية الفقية” الحاكم بايران..  في وقت الغالبية الساحقة للشيعة بالعراق (بوسط وجنوب).. لا تؤمن بولاية الفقيه بل تتبع مرجعية النجف).. والادهى بانهم (جعلوا ايران عمقهم المذهبي) وليس (شيعة العراق يمثلون هذا العمق).. وجعلوا (قم ومشهد بايران) عمقهم (االمرجعي) وليس (مرجعية النجف الاشرف).. مع ادراكهم بان (امريكا هي العمق الاستراتيجي للشيعة بالعراق)..

   فهل رايتهم مثلا (قطر وهي دولة قزمية سواء بعدد السكان ومساحتها) تعتبر (السعودية الاكبر مساحة وسكانا.. وفيها الاماكن المقدسة للمسلمين).. هي (عمقها المذهبي او القومي او السياسي)؟ ؟الجواب كلا.. (فقطر تحافظ على تسننها وقوميتها ونظامها السياسي ذاتيا).. فلماذا ونحن (25 مليون شيعي بالعراق تم رهننا بكل رخص بايران من قبل حفنة رذيلة تتستر بالعمائم والدين والمذهب رهنت العراق وشيعته بايران.. علما المذهب و العمامة والدين منهم براء)..

  ولنتبه لحقيقة.. بان (بقاء الشيعة بالحكم بالعراق هو بدعم امريكي،) وليس (ايراني).. وكلنا نتذكر بعد انسحاب امريكا عام 2011 كاد الانهيار ان يسقط (الشيعة ديمغرافيا وسياسيا وجغرافيا).. لولا الدعم الدولي .. ولا ننسى ايضا بان وصول شيعة للسلطة بالعراق كان بعد اسقاط امريكا لصدام.. فايران اعجز من ان تدعم بقاء الشيعة بالحكم بالعراق، وكلنا راينا كيف هزم الحرس الثوري الايراني ومليشيات حزب الله ومليشية من الحشد وفاطميون وزينبون بسوريا وكادوا ان يتم رميهم بالبحر من قبل المعارضة لولا التدخل الروسي العسكري المباشر بريا وصاروخيا وجويا وبحريا..

   ولا ننسى ايران لمدة 8 سنوات.. عجزت عن اسقاط صدام .. .. لانها كانت تهدف (للسيطرة على العراق  عسكريا من قبل الجيش والحرس الثوري الايراني..  وجعله تحت حكم المرشد الايراني وهم يجهرون بذلك، ويجعلون العراق كحال الاحواز في ايران خاضعة للاحتلال الايراني)..  وشيعة العراق يعيشون بالظلم بظل امبرطوريات وانظمة حكمت ارض الرافدين.. ولم يظهر الامام المهدي.. بالتالي من اسقط الدكتاتور صدام والبعث وحكم الاقلية السنية وموروث 1400 سنة من حكم السنة على رقاب الشيعة عام 2003 هي امريكا وليس  ايران ولا الائمة المعصومين الاثني عشر ولا الامام المهدي.. ولا المعارضة المحسوبة زورا شيعيا ..  ولا روسيا ولا المحيط العربي السني الاقليمي الداعم لصدام..

  لذلك نجد اليوم الازمة الحقيقية بالعراق نتيجة الصراع الايراني ضد المجتمع الدولي وعلى راسه امريكا.. هي (ان شيعة السلطة) القادمين من ايران اعتبروا (عمقهم هو ايران) وليس (شيعة العراق الذين فقد هؤلاء السياسيين الموالين لايران شعبيتهم حتى قاطع معظم الشيعة العرب الانتخابات عام 2018) لذلك نجد شيعة العراق يعيشون سوء خدمات ووضع امني مزري وفساد مهول .. بالمقابل كانت ايران  تزداد قوة كلما زاد العراق وشيعته ضعفا لمدة 16 سنة الماضية… والاخطر ايران كلما يضيق عليها الخناق .. تنقل حروبها للعراق وتنقل ازماتها لداخل ارض الرافدين.. حيث تعتبر ايران العراق مجرد (حديقة خلفية للايرانيين)..

 والتناقض بان من حكم العراق بعد عام 2003 من (المحسوبين قادة شيعة) هم يمثلون الاقلية.. فقد هيمن (الصدريين والولائيين) على مصادر القرار.. (الولائيين الذين يتبعون بدعة ولاية الفقيه للخامنئي..  كالحشد والدعوة والمجلس .. الخ) يتبعون ايران.. و(الصدريين يتبعون عائل ال الصدر حكرا لمقتدى الصدر).. في حين الغالبية الساحقة من الشيعة بارض الرافدين تتبع المرجعية النجفية التي لا تطرح بدعة ولاية الفقيه..

   والاخطر ان ممثل (المرجعية كامثال حسين الشهرستاني المتحالف مع الولائيين الموالين لايران كنوري المالكي ومليشة بدر بقيادة هادي العامري) ساهموا بشكل مخيف برهن العراق ايضا ايرانيا، بمجال الطاقة والنفط .. وبصفقات فساد مريبة.. لا يقلون خطرا عن الولائيين والصدريين.. ليبقى المكون الشيعي بالعراق  ايتام القيادة لحد اليوم..

 ومن الاخطاء الكارثية لشيعة السلطة بعد عام 2003 هم جعلوا (الدفاع عن المذهب له الاولية) وليس (الدفاع عن دماء ابناء المذهب).. لذلك نجد (التضيحة بعشرات الاف من دماء الشيعة بالعراق) بدون (وجع قلب).. تحت عنوان (لو قتل نص الشيعة لا تردوا ولو ابيدت محافظة شيعية عراقية لا تردوا).. بالمقابل (اختزل المذهب بعمائم المراجع والكتب الشيعية وبعوائل معممة واحزاب وقياداتها المدججة بالحمايات والسيارات المصفحة والرواتب الخرافية والعقود المالية المهولة فسادا).. في حين لو جعل (الدفاع عن دماء ابناء المذهب) لتم حماية  المذهب وابناءه معه.. وهذا كان سوف يتطلب مشروع وقضية واضحة للدفاع عن الشيعة العرب ككيان سياسي بوسط وجنوب.. ولكن المصالح الايرانية القذرة حالت دون ذلك..

  في حين عندما داعش هددت النجف وكربلاء بوثيقة الموصل عام 2014.. نجد المرجعية اعتبرت ذلك (تهديد للمذهب حيث بيوت المراجع واقامتهم ونساءهم وحريمهم و ابناءهم ودهاليز مصادرهم المالية  المهولة).. فاصدرت الكفائي التي سخرت ايرانيا لمصالح ايران القومية العليا، والاخطر اليوم ايران تريد تسخير (مليشيات الحشد) لتوجيهها بغير الهدف الذي صدرت منه الفتوى (فالفتوى خصصت ضد داعش)..  وليس (ضد حلفاء العراق وشيعته .. كامريكا التي دعمتنا بتحالف دولي وجوي بالحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية للخلافة داعش).. ولم نجد من مرجعية النجف اي (موقف للحيلوله دون جر العراق بصراع ليس له ناقة ولا جمل تريد ايران ان تجره اليه عبر مليشيات الحشد السيئة الصيت).. فهل السستاني يسخر دماء ابناء الشيعة العرب بالعراق لصالح دولته ايران (العرق دساس)..

    فارعب ما يرعب (الفرس) بايران بان يكون للشيعة العرب بوسط وجنوب منطقة العراق (كيان سياسي فدرالي لهم) مجاور (الاحواز  النفطية التي يقطنها الشيعة العرب).. ففور قيام اقليم وسط وجنوب يتخوف الايرانيين ان يصبح هذا الاقليم مركز استقطاب للشيعة العرب بالاحواز لينضمون هم لهذا الاقليم الكبير..

  واعلموا يا شيعة ارض الرافدين.. بان (الرئيس الامريكي ترامب) وضع استراتيجيته التي سوف (تنتفي الحاجة لمليشة الحشد ..  والحروب بالنيابة بالعراق ايرانيا).. بعد ان اوصل رسالته (تضربون مصالح امريكا وحلفاءها بالعراق وسوريا.. سنضربكم ايه الايرانيين بعمق داركم).. فهكذا (تصبح مليشة الحشد وعملاءها بالعراق .. حمل ثقيل على ايران نفسها ولا يعد لهم قيمة ايرانيا).. فايران استخدمتهم كمرتزقة .. كما صرح بذلك حسين سلامي بان خير وسيلة لتجنيب  ايران الحرب هي بابعادها لخارج حدود ايران بالعراق وسوريا.. بكل غطرسة ايرانية.. ولكن هذا المرة امريكا ارسلت رسالتها واستراتيجيتها (تضربون بالعراق نضربكم بايران).. فضربات المليشيات بالعراق اصبحت خطرا لداخل الحدود الايرانية..

 وهنا عودة لبدأ   بضرب مثل اخر (الجزائر وهي دولة مستقلة سنية المذهب قوميا عربية وبربرية) هل رايناها مثلا تختزل نفسها ومصالحها (بمصر لان الازهر مشيخة من مشايخ السنة موجودة بالقاهرة)؟؟ ام (للجزائريين شخصيتهم ومصالحهم الخاصة)؟؟ الجواب (لديهم شخصيتهم واستقلاليتهم ومصالحهم الخاصة) فلماذا نحن بالعراق دائما يراد ان نرهن بالغرباء (القوميين رهنوا العراق بمصر بكل خسة) (الاسلاميين رهنوا العراق بايران بكل نذالة).. الى متى؟.