عندما يحذر وزير الداخلية الإيراني، عبدالرضا رحماني فضلي، من أن تؤدي التجمعات الاحتجاجية المتفرقة والإضرابات العمالية المستمرة إلى تجدد الاحتجاجات كتلك التي اندلعت أواخر ديسمبر 2017 وبداية عام 2018. فإننا يجب أن نأخذ بنظر الاعتبار إن هذا الوزير وبنفسه قد قام بالتحذير من تزايد التحرکات والنشاطات الاحتجاجية قبل إندلاع الانتفاضة التي يشير لها وهو يقارن بإرتفاع غير عادي في سقف الاحتجاجات الشعبية، ومن الواضح جدا بأن فضلي الذي أضاف أيضا في مقابلة مع التلفزيون الإيراني، يوم الأحد المنصرم وهو يٶکد ويشدد على خطورة الاحتجاجات، إنه” يجب ألا نغفل ونتجاهل الاحتجاجات وحالات الاستياء وأن لا نقوم بإجراءات وقائية وعدم الرد المناسب ونظن أنه ليس هناك شيء مهم”.
يومها کان وزير الداخلية هذا يحذر وهو يقارن بين إحتجاجات عام 2016 و2017 والفرق الشاسع بينهما، لکن مع ملاحظة مهمة جدا وهي إنه لم يکن هناك من تحذيرات وتأکيدات على دور مجاهدي خلق في الساحة الايرانية بل إن القادة والمسٶولون الايرانيوم کانوا يصرون حينها بأنه لم يعد لمجاهدي خلق من أي دور وتأثيرا في على الساحة الايرانية، لکن تصريح فضلي هذا ترافقها أيضا سلسلة من التصريحات من بينها تصريحات له شخصيا ولعلي ربيعي الناطق باسم حكومة روحاني ومصطفى بورمحمدي وزير العدل السابق في حكومة روحاني وعضو لجنة الموت في مجزرة عام 1988، هذا الى جانب ماقد قاله رئيس منظمة الدفاع المدني غلام رضا جلالي، بأن”مواجهة مجاهدي خلق في الفضاء المجازي أصعب من مرصاد”وهو يشير الى عمليات الضياء الخالد التي وصلت فيها قوات جيش التحرير الوطني الايراني الى مشارف مدينة کرمانشاه بعد أن حررت مساحات شاسعة وأعلن الخميني حالة النفير العام، وأضاف جلالي وهو يحذر من دور المنظمة وتأثيرها على الاوضاع في إيران:” لديهم الآن قاعدة في ألبانيا ويتابعون أهدافهم.”، وبطبيعة الحال فإن تصريحات ومواقف النظام لم تقف عند هذا الحد فقط بل وحتى إن النظام لجأ الى ماهو أبعد من ذلك بکثير، عندما نشرت وکالة أنباء مهر المحسوبة والمقربة من الاوساط الحاکمة من النظام خبرا تقول فيه:” وفقا لتغريدات القنصل الفرنسي العام في القدس بير كوشارد، سافرت زعيمة منظمة مجاهدي خلق الإرهابية مريم رجوي إلى تلأبيب للتفاوض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بشأن إجراءات معادية لإيران.” وزعمت هذه الوکالة بأن رودي جولياني المستشار القانوني لترامب والذي حضر التجمع السنوي الاخير في ألبانيا، رتب رحلة رجوي إلى إسرائيل حيث من المفترض أن تناقش فيها إستراتيجية مناهضة لإيران. ولاريب من إن التمعن في کل هذا والتدقيق والبحث فيه ملية يٶکد مدى خوف وهلع النظام من المستقبل الذي بات غامضا بالنسبة لها سواءا في داخل أم في خارج إيران ولاسيما إذا ماتذکرنا بأن إنتفاضة 28 ديسمبر/کانون الاول2017، قادتها مجاهدي خلق.