ماذا وراء الصراع على سهل نينوى/ د.سوزان ئاميدي

 

يشهد العراق صراعا بين قوى إقليمية على مناطق استراتيجية فيه وهذه المرة تاخذ إسرائيل جانبا واضحا وخطيرا ، وسيمثل الطرف المقابل بالتأكيد ايران باعتبارها المسييرة لجميع شؤون العراق ، فقد قامت إسرائيل باستهداف مقرات تواجد الحشد الشعبي في مناطق سهل نينوى .
وارى في هذا الصراع اجندة خفية غير واضحة اذ نشاهد مواقع معينة للحشد الشعبي وغيرها تقوم أطراف محلية باستهدافها كما حصل في استهداف بيجي مؤخرا ، والمثير للجدل ان الأطراف العراقية كلها او اغلبها على علم بذلك !.
هنا ارى ان إسرائيل تستخدم في حربها هذه نفس اسلوب حربها على غزه وبالمقابل ايران تفرض معطيات على الارض العراقية تؤكد احتكارها لإدارة المنطقة ، ومن خلال تصريحاتها النارية من احتجاج وتهديد وتحدي اصبحت ايران بذلك تعلن عن مدى أهمية سهل نينوى بالنسبة لها ، بمعنى اخر سهل نينوى موقع صراع لكلا الطرفين لما تحمل من أهمية استراتيجية بالغة ، الامر الذي دفع بايران إرسال منظومة متطورة من الصواريخ الى حزب الله لتعزيز قوة أياديها في المناطق المجاورة لإسرائيل و “يقال” ان الصواريخ روسية الصنع .
وبعد إسقاط ايران طائرة استطلاع مسيرة فوق احدى مقرات الحشد الشعبي قرب بغداد اصبحت اجندة كلا الطرفين اكثر وضوح في صراعهم على المنطقة وممكن تحديد منطقة الصراع بالشكل التالي وحسب توقعاتي هي من سنجار الى عمق سهل نينوى ، ويبدو لي ان الوضع سيتطور مستقبلا وهذا ما نلاحظه في الاجتماعات المتكررة والمستمرة بين هادي العامري والقيادات الاخرى المسؤولة ، فضلا عن اجتماعات اخرى للتهدئة اذ يبدو ان العامري يطمح في تهدئة الوضع بين من يريدون إسقاط عادل عبد المهدي .
ومن الجدير بالذكر ان هذا الصراع بين إسرائيل وايران على مناطق سهل نينوى لا يحضى برضى امريكا وهذا كان واضحا عندما تسارعت امريكا بتصريح عن عدم تبنيها أي استهداف لمواقع الحشد ولتكذب بذلك ما جاء على لسان ابو مهدي المهندس .
وكذلك من الجدير بالذكر هناك اختلاف جلي بين تصريحات فالح الفياض و ابو مهدي المهندس فالأخير تصريحاته استفزازية بعيدة عن اَي شعور بالمسؤولية تجاه العراق ومستقبله .

One Comment on “ماذا وراء الصراع على سهل نينوى/ د.سوزان ئاميدي”

  1. الجذور التاريخية واضحة ومن يتنصل منها , الحرب في الشرق الأوسط بين كتلتين متعارضتين تاريخياً كتلة المحور الأغبياء لا يعترفون بالتاريخ ولهم الموت الزؤام وهم متنافرون حتى هذه اللحظة وكتلة الحلفاء المتعاونين ولهم الغلبة , هناك بيضة الميزان في الوسط تحول دون إنتصار الحلفاء النهائي .
    المحور وهم (إيران بمن فيهم شيعة العراق المستعربون وبشار المستعرب النصيري الكوردي, والكورد السوريون والأقليم وإسرائيل) هؤلاء هم في كفة واحدة ولو تعاونوا لكان النصر في يدهم منذ زمن , لكن الدين قد أفسد بضاعتهم في كل ناحية والهلاك في إنتظارهم بل وصلت طلائعه , أما الحلفاء المتعاونون الاّذكياء (( تركيا والسعودية والدول الخليجية تدعمهم أمريكا)) فهم متعاونون لكن هناك مخاوف وعدم ثقة , وكان النصر سيحسم لهم منذ مدة لولا إسرائيل التي لن تكون مع تركيا والسعودية أبداً وهي تعلم أن مستقبلها في إيران والكورد وهذا الغبيان يقفان منها موقف الأعداء الألداء (( لا تنسَي الكورد أشد عداءً لإسرائيل من إيران وإن أظهروا عكس ذلك )) وهكذا سيطول الصراع ولا يخسر أحد غير الكورد والمنتصر هو أردوكان فقط , لكن بوجود إسرائيل وإيران لن تنتهي فرص الكورد في الحياة ولابد من الإثنين أن يتعاونا يوماً على أعدائهما فيكون اليوم التالي ميلاد الدولة الكوردية …هذا حلم لكنه غير مستحيل

Comments are closed.