داعش اليوم / د.سوزان ئاميدي

 

مع التصعيد الجاري بين وكلاء ايران وإسرائيل داعش تنهض من جديد .
تعتبر امريكا هي اول من استخدمت التقنية الحديثة للتجسس وجمع المعلومات فقد نشأت شبكة الإنترنت كمشروع سري لوزارة الدفاع الامريكية ومن ثم أصبحت بعد ذلك متاحة للعالم .
وعلية من السهولة ان يقوم الغرب وأمريكا بالسيطرة على الإرهاب الداعشي خاصة وان مجتمعات تواجدهم رافضة لأجنداتهم ،فقامت دول هذه المجتمعات بمحاربتهم ولكن عندما تكون أطراف إقليمية ودولية مستغلة داعش لمصالحها وتقوم ايضا بالتعاطي معه بشكل وآخر مما اصبح تحدي تواجد داعش ومحاربة افكارهم فوق مستوى القدرات المحلية لهذه الدول التي حاربت داعش ، والدليل على استغلال امريكا لداعش هو عدم منعها المنشورات المختلفة حتى أفلام الذبح والقتل وغيرها بل تركتها تقوم بدورها المؤثر خاصة على شريحة الشباب ، ويتابعون ايضا استقطاب داعش للشباب دون اَي موقف مناهض ، والمثير ان بلدان هؤلاء الشباب تغض النظر عنهم وهذا مؤشر خطير اذ يعتبر ذلك موافقة او اتفاق للخلاص منهم  .
وارى ان ما يثير الاستغراب هو عرض الغرب على العراق 20 مليار دولار مقابل الاحتفاظ بكوادر داعش بل هناك من يقوم برعاية الدواعش داخل العراق ، واغرب من كل ذلك وجود معسكر للنساء الدواعش، و”يقال” ان المراقبين او الزائرين لهذا المعسكر بانهم يعيشون كما كانوا في حالتهم قبل القبض عليهم وان السلطات تغض النظر ، والسبب غير معروف ، في الحقيقة يبدو ان الامر غير اعتباطي ، على سبيل المثال سجن الناصرية المخصص للدواعش المحكومين بالإعدام هذا السجن يحضى بخدمات عالية مقارنة بالأخرى وكل ذلك مقابل أموال تدفع  , وبالمقابل عراقيون عاديون يتم القبض عليهم وتمارس بحقهم مختلف أساليب التعذيب .
هذا كله من جانب ومن جانب آخر تركيا المستقطب الاول للدواعش ومخابراتها المسؤولة عن هذا الامر وبكل تفاصيلها من توفير الجوازات والسفر …. الخ ، ويمنحون كل التسهيلات من حيث الخطوط الجوية ومن ثم يرسلون الى معسكرات مستقبله في مناطق محددة ومنها غازي عنتاب ، هذه المعسكرات تقوم على تهيأتهم وتجهيزهم ومن ثم تمريرهم وإرسالهم الى العراق وسوريه ودول اخرى برفقة ادلاء لأخذهم عبر الحدود ، ولم تنجو دولة الاردن من هذا فقد تم إرسال دواعش الى أراضيها ايضا .
ومن الجدير بالذكر ان تركيا الحاضنة لهؤلاء الدواعش اول المناطق التي يتم دفع الدواعش اليها هي المناطق النفطية وهذا كان واضحا في مدى تعاون الدواعش مع تركيا للمتاجرة بالنفط كما توضح فيما بعد ان من يقود هذه التجارة هو ابن اردوغان .
في الواقع ما بين الدواعش عدد كبير من العراقيين والغاية خلق عداء بين السنة والشيعة فمؤامرة داعش على العراق وسورية مستمرة.
وهنا سؤال يطرح نفسه : فيما مضى وحسب المعطيات على ارض الواقع داعش عملت لمصلحة ايران فماذا عنها اليوم ؟.