نعم كيف نقضي على الفساد ( والفاسدون بيدهم السلطة والنفوذ والقانون وهم الآمرون الناهون )
ربما هناك من يقول هذا تعميم والتعميم غير مقبول أقول نعم التعميم غير مقبول فقال اليس اتهامك كل المسئولين بأنهم لصوص وفاسدون هذا تعميم غير مقبول قلت له انا لم أعمم بل الواقع يقول ذلك ويتهمهم جميعا اي الطبقة السياسية بأنهم لصوص وفاسدون لان الذي يرى الفاسد واللص ويغض الطرف عنه فهو لص وفاسد بل انه هو الذي مهد للفاسد واللص ان يسرق ولولا سكوته لما تجرأ هذا اللص الفاسد على سرقة اموال العراقيين ونشر فساده لان مهمة المسئول حماية ثروة وارواح واعراض العراقيين من اي مجرم ولص وفاسد وباي وسيلة ومهما يصيبه من ضرر وخطر وتضحيات كما ان الراتب العالي الذي لا نظير له في العالم والامتيازات والمكاسب الكثيرة التي يحصل عليها المسئول هي فساد وسرقة ومن اهم ابواب الفساد لهذا نرى اللصوص والفاسدين في مقدمة المرشحين لمناصب المسئولية في البلاد ومن الطبيعي فهم اول الفائزين بحكم ما يملكون من تجربة في مجال الاحتيال والتضليل والخداع وحتى لو لم يحصلوا على الفوز فهم من ضمن حماية المسئول اعضاء في مكتب المسئول وصلاحية هؤلاء اوسع واكبر من صلاحية المسئول فهم الحلقة بين المسئول والناس التي تحقق رغبات ومهمات المسئول من رشاوى وصفقات تجارية وهمية وعقود فاسدة واستغلال نفوذ ومن تهديد وترغيب وعلاقات فاسدة مثل الدعارة وتجارة المخدرات وعمليات تهريب وحتى جرائم الخطف والاغتيال والاتفاقات المريبة وحتى التجسس والخيانة لان المسئول في هذه الحاله همه وهدفه وشغله الشاغل هو الحصول على المال الاكثر في وقت أقصر مهما كانت حقارة الوسيلة لهذا نرى هدفه الاول هو الحصول على المنصب الذي يدر اكثر ذهبا ويضمن له اكبر قوة ونفوذ
والغريب ان المسئول اللص الفاسد سند وعون وحبيب للمسئول اللص الفاسد رغم التنافس في ما بينهم حول الحصول على الكرسي الذي يدر اكثر ذهبا على النفوذ الاقوى الا انهما في حالة تعرض احدهم الى خطر يهب بسرعة المسئول الفاسد الفاسدون للدفاع عنه وحمايته وتغطية مفاسده وجرائمه وبكل الوسائل الرخيصة والحقيرة لرفع التهم عنه و انقاذه لان مجموعة الفساد واحدة وبعضهم يعرف اسرار بعض فالاطاحة بفاسد يعني الاطاحة بكل الفاسدين لهذا فهم يشكلون قوة دفاعية واحدة
وهذا يعني صعوبة كشف الفاسدين رغم انتشار الفساد وأتساعه وبشكل علني وبتحدي في كل مجالات الدولة ومن القمة الى القاعدة لكن الدولة عاجزة عن القاء القبض على فاسد واحد وأحالته على القضاء واصدار حكم قضائي بحقه
حتى لو القي القبض على بعض اللصوص والفاسدين واحالتهم الى القضاء وأصدار حكم قضائي بحقهم فالحكم يكون مخفف جدا لا يتناسب وحجم الجريمة هذا من جهة ومن جهة اخرى بين الحين والآخر يصدر قانون عفو عام فيكونوا في مقدمة المشمولين بهذا العفو ثم يكرموا ويعودوا الى مناصب اعلى واكثر نفوذا ويفتحوا باب الفساد والسرقة على مصراعيه
سمعنا وشاهدنا الكثير من المسئولين وزراء قادة اقيلوا من مناصبهم لفسادهم وخيانتهم ومساهمتهم في سرقة ثروة العراقيين وهتك اعراضهم بل هناك من شارك بقتل العراقيين نتيجة لتعاونهم مع داعش الوهابية والصدامية واذا بهم يعودوا الى مناصبهم مرة اخرى او ينقلوا الى مناصب اعلى تكريما لجهودهم في نشر الفساد ونهب اموال البلاد
لهذا نرى الفساد يزداد تفاقما واتساعا ونرى الفاسدين يزدادون قوة ونفوذ وسيطرة في كل المجالات رغم صرخات الشعب العراقي بكل الوانه واطيافه ومناطقه ورغم دعوة المرجعية الدينية المتكررة وصرختها المدوية ضد الفساد والفاسدين
الا ان الحكومة المسئولين كثير ما يسدون آذانهم عن هذه الصرخات ويتجاهلوها تماما ويخرجوا علينا بعبارات وجمل تتحدث عن الفساد والفاسدين وكأنهم ليسوا هم المقصودين واذا بهم جميعا آلهة كل واحد منهم انا النزيه والامين الاول
ومع ذلك لم يتخذ اي أجراء جدي ضد الفساد والفاسدين لهذا نرى لسن حالهم يطمئن بعضهم البعض (ناموا رغد) لا خوف عليكم كل شي بيدنا وما تسمعوه مجرد كلام نحن ورائه
فالقضاء على الفساد لا يمكن لشخص ولا اصدار قانون فالقضاء على الفساد يتطلب تشكيل هيئة تضم كل العراقيين الشرفاء اصحاب الضمائر الحية ومن كل الالوان والاطياف والاعراق الذين هدفهم انقاذ العراق الفساد والفاسدين ومتخلين عن مصالحهم الشخصية ومنافعهم الذاتية تماما هذا من جهة ومن جهة اخرى وضع عقوبات رادعة اخفها الاعدام ومصادرة امواله المنقولة وغير المنقولة وكل من شاركه في فساده او كان يعرف ولم يبلغ ومهما كان نوع الفساد حتى لو رشوة بمبلغ ربع دينار
والا الكلام عن القضاء على الفساد والفاسدين بالمشمش