ايران ومبادرتها الاخيره ! / د.سوزان ئاميدي

 

يبدو ان ايران وصلت الى اخر النفق كونها اقدمت على طلب لتحويل البروتوكول الى اتفاق , فالبروتوكول الذي وقعت عليه ايران واصبحت بموجبه عضوا بمعاهدة الحد من انتشار الاسلحة النووية لم تقم بتصديقه الامر الذي جعلها في حل من اي التزام ,بمعنى ان تنفيذها بنود البروتوكول طوعي وليس ملزم , إلا ان اقتراح ايران باستعدادها لتصديق هذا البروتوكول وتحويله الى اتفاق هذا يعني انها تريد بذلك ان تبين حسن نواياها او انها مجبرة بسبب الوضع الذي وصلت اليه بعد فرض العقوبات عليها .

في كل الاحوال انه مقترح جيد وحكيم ان تمت الموافقة عليه وممكن ان يبعد شبح الحرب عنها , حيث ان الاتفاق سيجعلها ملزمة امام امريكا وبريطانيا ودول اخرى وسيعطي حق للمراقبين على تفتيش المفاعل النووية والعسكرية وستسمح للوكالة الدولية الذهاب الى المواقع المشتبه في قيام اي نشاط نووي فيها وبذلك يعطي الحق بتواجد المنظمة الدولية في طهران .

اذن هذا المقترح اراه تنازلا  كبيرا من ايران خاصة وان المقترح لم ياتي من الدول الاخرى بل هي التي اقدمت عليه  , علما ان الاتفاق لا يشمل فقط المنشئات النووية بل حتى المكملة للصناعات النووية وذلك لكي لا يسمح لها التفكير حتى بتصنيع سلاح نووي او رؤوس نووية .

ولكن هذه الاقتراح الايراني يقابله طلب او شرط وهو رفع الحصار عنها , هنا سؤال يطرح نفسه : امام هذا التطور الذي اعتبره خطوة استباقية داخل مجلس الامن لاعطاء مؤشر استعداد ايران للتفاهم هل سيقابله قبول او رفض من امريكا ؟ فامريكا قد لاتقبل برفع الحصار او العقوبات بسبب مواقف ايران السابقة وعدم احترامها للبروتوكول حتى وان كان طوعي وغير ملزم . وسؤال اخر : ماذا عن البيت الايراني ففي داخل ايران وهناك مشاكل بين قيادات الحرس الثوري الذي تحاول الوقوف امام اي اقتراح وتعتبره خيانة بل انها لا تعترف باي مبادرة تفاهم او تسوية إذ انهم يطلبون رفع  العقوبات قبل اَي اتفاق .