العلاقات بين واشنطن وأنقرة تمر بأعمق أزمة في تاريخها

قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية إن البنتاغون يجهد لتشجيع أنقرة على تبني “سياسة بناءة بشكل أكبر” فيما يخص مجالات موضع خلاف بين البلدين، مثل موضوع صواريخ “إس-400” الروسية (التي انتقدت واشنطن أنقرة بشدة على شرائها)، وأداء الجيش التركي في سوريا وغيرها من القضايا.

وجاءت هذه التصريحات ردا على تهديد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بإغلاق قاعدتي “إنجرليك” و”كوراجيك” التركيتين أمام القوت الجوية الأمريكية، في حال فرض واشنطن عقوبات على تركيا بسبب شرائها منظومات “إس-400″، الخطوة التي أعلنت واشنطن مرارا معارضتها لها.

ضربة مؤلمة

واعتبر الخبير العسكري الروسي، فلاديمير ليتوفكين، أن فقدان قاعدة “إنجرليك” الجوية، قد يكون ضربة شديدة على إمكانات الولايات المتحدة في خوض عمليات عسكرية في منطقة الشرق الأوسط. وقال ليتوفكين لـ RT: “في حال فقدان الولايات المتحدة والناتو لقاعدة إنجرليك، سيفقدان ركيزة لهما في الشرق الأوسط، فالحديث يدور عن مطار عملاق مزود بالبنى التحتية اللازمة لخدمة كل أنواع الطائرات، بما فيها القاذفات الاستراتيجية والقاذفات بعيدة المدى والمقاتلات والطائرات الهجومية، كما تحتوي هذه القاعدة على ما بين 20 و30 قنبلة نووية أمريكية مدفوعة بالجاذبية من نوع بي-61. وفقدان هذه القاعدة يعني فقدان موطئ القدم في الشرق الأوسط”.

يشار إلى أن الوجود العسكري الأمريكي في تركيا لا يقتصر على استخدام قاعدة “إنجرليك” الواقعة في جنوب البلاد، فهناك أيضا قاعدة “كوراجيك” الواقعة جنوب شرقي “إنجرليك”، وهي عنصر من عناصر الدرع الصاروخية للناتو في المنطقة. وتضم هذه القاعدة محطة رادار خاصة للإنذار المبكر، تعد ملكا للولايات المتحدة وتستخدم من قبل العسكريين الأمريكيين.

واعتبر قسطنطين بلوخين، خبير مركز الأبحاث في شؤون الأمن بأكاديمية العلوم الروسية، أن مجرد طرح مسألة إغلاق القاعدتين المذكورتين موضع النقاش يشير إلى أن العلاقات بين واشنطن وأنقرة تعيش أزمة جدية.

وقال بلوخين لـ RT: “إنها الأزمة الأعمق في العلاقات الثنائية. وإذا نظرنا إلى الأمر من المنظور البراغماتي، فمهمة الولايات المتحدة هي إبقاء تركيا في فلكها وإعادتها إلى الانضباط. لكن الأمريكيين، بدلا من أن يفعلوا ذلك بنوع من المرونة، يعزلون تركيا أكثر فأكثر”.

المصدر: RT