محاولات حثيثة قام بها الكثير من الباحثين والعلماء لتجديد الفكر الديني والسعي في موائمة الانسنة والالسنة أي بين الثابت والمتغير في موضوعة النص الديني ، فكان هناك نزاع كبير بين الالتزام بمتن النص او استشفاف روح النص، فمن قال بالالتزام بالمتن لا يؤمن بالبعد الزماني والمكاني للنص ، باعتباره مطلق وثابت ، اما الفريق الاخر فيذهبون الى ثأثير المكان والزمان في صياغة النص وكينونته.
وبين تجميد العقل وتحريره تبقى الإشكالية مستمرة . فالفقهاء لا يجرؤن من الاقتراب للنص فضلا عن نقده أو نقضه ، وان خالف متطلبات المجتمع والزمن ، باعتباره من الثوابت التي لا يحق للفقيه ان يخالفها ، واستندوا الى حديث يقول: لا اجتهاد مقابل النص ، وعلى هذ الأساس نرى ان هناك كثير من النصوص قد لا يقبلها الفقيه لكنه مجبر على إثباتها ، ومنها نصوص الجهاد التي سنستعرضها فيما بعد.
هذه النصوص جائت في مقطع زمني معين وكانت ضرورة من ضرورات المرحلة، وبالتالي هي غير ثابته ولا مطلقه ، لانها لا تنسجم مع واقع الحياة والتنوع والتطور اليوم .
وهذا الكلام ينطبق على كثير من أبواب الفقه وليس الجهاد فحسب بدأ من الطهارة الى الخمس والزكاة .
فلو تتبعنا النصوص من خلال المفردات التي تخص الجهاد لاتضح لنا انها تواكب مرحلة معينة ولا يمكن تعميمها، فهي ساقطة بحكم قاعدة الثابت التي يلتزم بها البعض . فمثلا : الحديث القائل : ( امتي بسنابك خيلها ، ومراكز رماحها) أو
(خيول الغزاة في الدنيا خيولهم في الجنة ، وإن أردية الغزاة لسيوفهم )
فاليوم لا سيوف ولا خيول ولا رماح ولا غزو ، فكلها مفردات عفى عليها الزمن وأصبحت في متاحف اللغة .
فلو تمسكنا بثابت النص علينا ان نتمسك بمفرداته كذلك ، فلا يمكن ان نتمسك بالنص ونغير المفردات كما يحلو لنا فنحول السيف الى دبابه والرمح الى مدفعية والخيول الى طائرات .
وفي حديث اخر عن الامام الصادق يقول : بعث الله محمدا بخمسة أسياف : سيف مكفوف وسيف مغمود وثلاثة مشهورة ، سنتحدث عن الثلاثة .
اولها سيف على مشركي العرب فهؤلاء لا يقبل منهم الا القتل
والسيف الثاني على أهل الذمة اما ان يعطون الجرية او القتل
والسيف الثالث سيف على مشركي العجم ـ يعني : الترك والديلم والخزر فهؤلاء ينطبق عليها احكام اهل الذمة.
فلو أغفلنا المكان والزمان فهل هناك في العرب اليوم مشركين لكي نقاتلهم ؟؟؟؟ وان وجدوا. فمن هم ؟ هل هم الحكام الذين لا يرعون ولا يحفظون لله ذمة ،أم هم الشعوب التي لا تؤمن بالتطرف الديني وتريد ان تعيش بسلام ومحبة وهي تذبح يوميا بسيوف مشهورة للمتأسلمين والمجاهدين في سبيل الشيطان وشهوة الدم .
وهل هناك دار للإسلام ودار للحرب حتى تطبق احكام اهل الذمة؟؟؟ وما حاصل اليوم هو العكس تماماً ، بفضل المتمسكين بالثابت قلبت المعادلة وأصبحت دول المسلمين دار للحرب والقتال والكراهية ، وما يطلقون عليه بدار الحرب تحولت الى دار الاسلام التي تأوِي المسلمين وتنصفهم وتوفر لهم الحياة الحرة الكريمة ، تعلِّم أبناؤهم وترعى كبارهم وتوفر لهم كل مستلزمات العيش . حتى بات المسلمون يحلمون في العيش فيها ، بل يهربون من دار الاسلام الى دار الحرب والكفر ويتحملون المشاق ومخاطر الموت والغرق في المحيطات والبحار ، فعن اي دار للإسلام يتحدث المتشدقون بالدين. وأي أهل ذمة .
اما العجم المذكورون في الحديث ثلاثة انواع واليوم تعددت أنواع العجم فهناك الهنود والصينيون والأوروبيون وأقوام اخرى لم يكن يعرفهم المسلمون، لذلك لم يذكروهم ، فهل معنى ذلك اننا يجب ان نحارب الجميع ونحن لا نمتلك مسدس من صناعتنا من هنا لا بد من القول ان الزمان والمكان لأبد ان يؤخذا بنظر الاعتبار في فهم النص وطبيعته ، ولا يمكن ان يكون النص مطلقا وثباتا ً ، هذه نصوص. جائت في ظروفها الخاصة ولا يمكن ان نتمسك بها باعتبارها ثوابت ومقدسات . z
شكراً على المقال الديني ذي النزعة الوطنية الخالصة , لكن لنا فيه بعض الملاحظات, العجم في الحديث وعن العرب في صدر الإسلام هم أتباع الدولة الساسانية الكورد والفرس فقط , أكد على ذلك هارون الرشيد بعد ذلك بما يقرب من مئتي عام في حملته التعريبية على الموصل قائلاً (( والله لأقطعنَّ لسان كل من يتكلم الأعجمية )) وقد ذبح منهم مقتلةً عظيمة ــ هم الآن سكان بحزاني وبعشيقة ــ وكانوا كورداً داسنيين والبقية أهل الذمة وهم ليسوا عجماً وإستمر في هذه الحملة شرقاً بكل عنف حتى قتل في المعركة في طوس على يد حمزة قارمان بلوان, والأوربيون جميعهم فرنج واليونان روم والهنود إسمهم باقي حتى اليوم والترك كانوأ أصدقاء العرب وقد تخلصوا من العجم بفضل العرب وهم هكذا متحالفون حتى اليوم , وهكذا وبكل تأكيد العجم هم الكورد والفرس , بعد الإسلام فقط ظهر الكورد عن الفرس بحسب أرنولد توينبيوهي الحقيقة خاصةً بعد صلاح الدين
عن معنى عجم فدعني أفسرها قليلاً وقد لا تؤيدني , فهي مشتقة من إسم الإستفهام الفارسي (عجا) وتعني ماذا وكثير السؤال يعني غبي لا يفهم شيئاً فوصهم بها العرب وطبيعي كان العجم لهم للعرب تسمية مضادة
وشكراً
** من ألاخر
١: المؤسف أن كل الخراب والدمار أتانا من محمد وصعاليكه ، فبالمنطق والعقل ، كيف يستقيم الظل والعود أعوج ؟
٢: مصيبة الكثيرين من المنافقين أنهم يعلمون الحقيقة ولكنهم يتغاضون عنها خوفاً أو مصلحة ؟
٣: وأخيراً
لي الثقة أن الكوارث والويلات التي تجتاح شعوبنا ستولد تساءلات جادة عن أسبابها ومسببيها ، ويستحيل أن يبقى الحال عليه ولو كفر حتى كل المسلمين ، على أيدي تجار الدم والدين والمنافقين والمنتفعين ، وأولى مراحله ستكون محاربتهم ومن ثم فكره وفكرهم أعفن ، عاجلاً أو أجلاً وقد بدأت بوادره من العراق مهد الحضارات ، سلام