إن الأديان السماوية بعكس الأديان الأرضية ، أو الفلسفات والمدارس الفلسفية والفكرية لا تُسمى بأسماء أنبيائها ، بل بأسمائها الدينية وتُعرف بها . فالأديان اليهودية والنصرانية والصابئة والإسلام تاريخيا تُسمى بتسمياتها الدينية كما هي وتُعرف بها . فهذه الأديان السماوية لا تُسمى بالموسوية ، أو المسيحية ، أو اليوحنائية ، أو المحمدية ، وإن سُميت بها فذلك خطأ .
بالنسبة للتسمية الحالية المعروفة للنصرانية ، وهي المسيحية فهي تسمية حديثة النشأة ، إذ لا يوجد سند تاريخي لها حتى في التاريخ والكتب الدينية القديمة للديانة النصرانية . لا شك بأن ذلك خطأ بنسبة الديانة النصرانية الى نبيها عيسى المسيح وشخصه ، لأنه لم يكن المؤسس لها كما سائر الأديان السماوية الأخرى ، بل إنه كان مثل سائر الأنبياء النبي والداعي والمُبشِّر بها في قومه .
هكذا الأمر بالنسبة لتسمية [ الزرادشتية ] وإطلاقها عليها كديانة سماوية . على الصعيد التاريخي الغابر ، بخاصة تاريخ الأديان وكتبها الدينية نحن نفتقد الى سند أو دليل واحد ذكر وآعتبر إن تسمية [ الزرادشتية ] هي التسمية الدينية لها . على هذا الأساس نقرأ ونجد في الكتب الدينية المقدسة كالتوراة والأناجيل والقرآن الكريم تسمية [ المجوس ] ، و[ المجوسية ] ، أي : إن تسمية المجوسية هي إسم تاريخي للديانة الزرادشتية ، كما إنه في التاريخ كان مؤمنيها يُعرفون بآسم [ المجوس ] . لا بآسم آخر أو بتسمية آخرى لديانتهم . تأسيسا على ما ورد فإن تسمية الزرادشتية هي تسمية حديثة أيضا مثل تسمية المسيحية على الديانة النصرانية .
ثم إن لفظ [ المجوس ] ليس لفظا عربيا بالأصل وإنما عُرِّب من لفظ [ مغ ، مغوش ] وهذا اللفظ يعود الى اللغة البهلوية القديمة في بلاد ميديا وفارس ، حيث أم اللغة الكردية والفارسية الحالية ، ومعناه الخادم ، العابد ، أو رجال الدين ، أو الكهان ، أو طبقة منهم . أما الذي يُؤسف عليه إن بعضا من العرب ، أو غيرهم أيضا يسيؤون آستخدام لفظي [ المجوس ] ، و[ المجوسية ] ، وذلك كنقص ، أو شتيمة مع إن العكس هو الصحيح . لذا فإن لفظ [ مغوش ] ، أو [ المجوس ] كما باللغة العربية أطلق قديما على أتباع النبي زرادشت والمؤمنين به وبديانته التوحيدية بالأصل والأساس . قبل أعوام نشرت مقالة بهذا الشأن فيمكن مراجعته .
لعل السبب الأساسي هو إن الأديان السماوية ، على الأقل إسلاميا إنها ليست أديانا شخصية كي تُنتسب الى شخصياتها ورموزها التاريخيين ، ذلك إن المصدر والمؤسس للديانات السماوية ، هو الله عزوجل . وهذا بخلاف الأديان الأرضية التي تُعرف وتُنسب غالبا بمؤسسيها كبوذا وديانته التي تُشتهر وتُعرف بالديانة البوذية ، أو مثل المدارس الفكرية والفلسفية والدينية أيضا ، حيث تُعرف وتُتنسب الى قادتها ومؤسسيها ، مثل : الفلسفة الماركسية والماوية والفرويدية ، كما نلاحظ ذلك بوضوح في المذاهب الإسلامية ، مثل المذهب الشافعي ، والمذهب الحنبلي ، والمذهب المالكي ، والمذهب الحنفي ، والمذهب الإسماعيلي وغيرهم من المذاهب المنتشرة اليوم في العالم الإسلامي .
بالضبط كما تفضلت لا يوجد دليل تاريخي لدينٍ إسمه الزرادشتية إلا مؤخراً بعد الإسلام حيث أطلقت على الدين الفارسي الكوردي سيلاً من التسميات التحقيرية إحداها التنسيب إلى زرادشت الذي إعتبروه كافراً أيضاً كدينه الإسم الصحيح الذي أطلقه مؤمنوه عليه منذ العهد الميدي وحتى نهاية الساسان هو ما يلي :
[ساسانیان با گزیدن دین ((مزدیسنا ))به منزله دین رسمی كشور،] الساسانيون جعلوا الدين المزداسنية ديناً رسمياً للدولة ] عبدالقادر مارسوني قال : الزرادشتية هي توسّع وإمتداد للمزديسنا دين الدولة الميدية وهو لا يزال دين الئيزديين الداسنيين حتى اليوم هذا هو دين الشمس الكوردي ( أهورامزداسني /عبدة أهورامزدا)) كل قومٍ يلفظه بحسب رطانة لغته , اليونان سموه مكًوس والعرب مجوس وتسميات تحقيرية ما أنزل الله بها من سلطان
لماذا سموه بالزرادشتي وما علاقة زرادشت بهذا الدين الذي لم يُؤسسه ولا بشر به ؟
زرادشت ألغى تعدد الآلهة عدا أهورامزدا الشمس, وكتبه في كتابه آفستا ولم يُنسب إليه إلاّ بعد الإسلام هو كاتب الدين فقط إضافة إلى تغيرات توحيدية وإستحداث عيد نوروز بالحساب الدقيق