مقدمة : بالحقيقة إن السبب الأساسي الذي دعاني الى تفسير آيات محددة من سورة هود ، هو آستدلال المذهب الشيعي بالآية السادسة والثمانين من سورة هود ب( المهدي ) الموعود وفق المذاهب الإسلامية ، بخاصة لدى المذهب الشيعي الذي يزعم إنه وُلِدَ عام 255 للهجرة / 869 م ، وبعد عدة أعوام من ولادته آختفى بأمر من الله تعالى <!> ، وذلك حفظاً له وصوناً من الأعداء الذين كانوا يتربصون به لقتله خلال العهد العباسي ، إذ كان الخليفة المتوكل العباسي ينوي قتله كما يقول الشيعة ، لذلك إختفى المهدي عام 328 هجرية / 941 م ، ومنذ ذلك الحين والى آمتداد أيامنا هذه فإن ( المهدي ) هو مختفٍ عن أعين البشر ويعيش حياة سرية ، وقد نعت الشيعة هذا الإختفاء ل( المهدي ) بالغيبة الكبرى . ووفقاً للمذاهب الإسلامية فإن ( المهدي ) سيظهر الى الوجود العلني بعد آنتشار الجور والظلم والطغيان في الأرض ، حيث سيكون ظهور المهدي متزامناً مع نزول نبي الله عيسى بن مريم – عليه الصلاة والسلام – الى الأرض من السماء . الغريب في أمرهم هو أقوالهم ، أو الأخبار التي يقولون بها إن نبي الله عيسى المسيح سوف يكون بإمرة ( المهدي ) ويصلِّي خلفه ويقتدي به مأمونا ، أي إن ( المهدي ) سوف يكون إماما لنبي الله عيسى المسيح ، وهذا يتصادم كليا مع القرآن الكريم ، إذ لا يجوز قرآنيا تقدم أيَّ شخص على نبي من أنبياء الله تعالى ورسله ، بخاصة إن كان من أولوا العزم من الرسل كالمسيح عيسى بن مريم ، وما الحكمة في ذلك ..؟
للمذهب السني آختلاف مع المذهب الشيعي بشأن ( المهدي ) ، بل خلافات وفروقات أساسية ، فالمذهب السني لا يعتقد بأن ( المهدي ) قد وُلِدَ في فترة تاريخية محددة ، بل إنه سيولد فيما بعد ، ثم بعد آكتمال شروطه سيظهر في آخر الزمان . أيضا يعتقد المذهب السني بأن ( المهدي ) سوف يحارب الظلم والجور في الأرض ويقيم العدل الكامل فيها . أما المذهب الشيعي فهو يعتقد بعكس ذلك وله إضافات كثيرةغريبة تتناقض مع مهام ( المهدي ) في المذهب السني ، فالمذهب الشيعي يعتقد بأنه من مهامه ، هو محاكمة المغتصبين لخلافة وإمامة ورئاسة عليٍّ وأبناءه ، وهم : أبو بكر الصديق ، عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وغيرهم أيضا ، مثل بعض من زوجات نبي الله محمد – عليه الصلاة والسلام – ، وذلك بعد إحيائهم من أجداثهم ومراقدهم ، ثم مقاتلة مخالفي ( مذهب أهل البيت ) . هذا يعني إن ( المهدي ) الشيعي سوف يقاتل الأمة المسلمة ويفنيها ولا يبقى منها إلاّ أتباع ( مذهب أهل البيت ) ، حيث الإسلام ( المحمدي الأصيل ) بحسب مزاعم الشيعة . ربما الشعب الكردي في إقليم كردستان – العراق هو أول شعب سيتعرض للإستئصال والحصاد الدموي من قبل سيف ( المهدي ) كما قال بذلك رجل الدين الشيعي العراقي الشيخ جلال الدين الصغير في محاضرة له عام 2012 ، والمهدي ليس له وجود تاريخي ، ولا حقيقة تاريخية ، أي إنه لم يلد ، ولن يولد ، وما القول به إلاّ من المصنوعات والموضوعات من الأخبار ، وذلك لأغراض سياسية ولصراعات سياسية – مذهبية بالمقام الأول !
نصوص الآيات : { والى مدين أخاهم شُعَيباً قال ؛ يا قوم آعبدوا الله ما لكم من إلهٍ غيره ، ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير ، وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط (84) ويا قوم أوْفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تَعْثَوْا في الأرض مفسدين (85) بَقِيَّةُ الله خيرٌ لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ (86) قالوا ؛ يا شُعَيْبُ أصلاتك تأمرك أن نترك ما يعبد أباؤنا ، أو أن نفعل في أموالنا ما نشاء إنك لأنت الحليم الرشيد (87) } سورة هود
التفسير : بداية سورة هود تتحدث عن القرآن الكريم الذي { أحكمت آياته } في غاية الإتقان والدقة ، { ثم فُصِّلت } أخباره وأحكامه وأوامره ونواهيه التي تضمنت الفصاحة في الألفاظ ، والبهيَّة في المعاني المقرونة بالعدل ، وذلك من لدن الله تعالى الحكيم الخبير المُطَّلع على أحوال البشر كلها . ثم تتحدث السورة عن دعوة محمد نبي الله ورسوله – عليه الصلاة والسلام – لقومه بعبادة الله سبحانه وحده ونبذ الشرك وغيره من المواضيع .
ثم تبدأ السورة بعرض دعوات الأنبياء لأقوامهم مبتدءة بنوح وهود وصالح وابراهيم ولوط – عليهم الصلاة والسلام – ، ومن ثم تذكر دعوة نبي الله شعيب – عليه الصلاة والسلام – لقومه من الآية الرابعة والثمانين وحتى الآية السابعة والثمانين ، حيث في هذه الآيات يدعو شعيب قومه الى توحيد الله عزوجل وعبادته ونبذ الشرك وعدم النقص في الكيل والميزان خلال البيع ، لأنه آنتقاص بحقوق الناس ، وهو يراهم بخير إن آنتضموا وآستقاموا ويخاف عليهم إن فعلوا العكس في الدار الآخرة . بعدها أكد نبي الله شعيب لقومه الوفاء بالكيل والميزان وعدم بخس الناس أشياءهم وألاّ يُفسدوا في الأرض ، أي في بلادهم التي هم يقيمون فيها ، حيث { بقية الله خير } لهم ، أي : ما أبقاه الله تعالى لهم وتبقى عقب البيع والشراء بعد الإيفاء بالكيل والميزان إن كانوا حقا يُصدقون بحلال الله وحرامه ، ثم قال لهم شعيب بأنه ليس وكيلاً لله تعالى عليهم ، بل هو نبيه ومبلِّغه منه لهم ، فرد عليه قومه : يا شعيب أحقا دينك يأمرك أن نترك ما كان عليه آباءنا من عبادة للأوثان والأصنام ، أو أن نفعل في أموالنا من الزيادة والنقصان في الكيل والميزان أثناء عملية البيع والشراء ، بعدها قالوا بآستهزاء لشعيب بأنه الحليم الرشيد ..؟
كما نلاحظ بوضوح تام إن الآيات المتلوات أعلاه تتعلق بنبي الله تعالى شعيب وقومه فقط ، وحصرا ، وهي لا تتعلق بالإسلام ولا بني الإسلام محمد – عليه الصلاة والسلام – فضلا عن إرتباطها بشخص لا يُمكن مقارنته بالأنبياء بأيِّ شكل من الأشكال . إن ذلك من التفسير الشيعي هو عينة من مئات التفاسير الخاطئة ، بل المحرفة للأيات القرآنية والتعسف فيها وإخراجها من معانيها ومفاهيمها الصحيحة ، حيث كلها لا تتناقض مع القرآن الكريم ومقاصده الأساسية وحسب ، بل تصطدم معها مباشرة ، كل الإصطدام .
إذن ، أين ( المهدي ) المزعوم في الآية القرآنية السادسة والثمانين من سورة هود ، وأحقا أهكذا تُفهم الآيات القرآنية وتُفسَّرْ …؟
الكورد والشيعة المستعربون وإيران هم شعبٌ واحد وعنصرٌ واحد فعليهم أن يعرفو واقعهم وينسجمو على اعدائهم أو يموت كل واحدٍ منهم في مكانه , سيف المهدي هو سيف كوردي ولن يقضي على الكورد كما قال جمال الكبير المستعرب ربما سيمنعهم من الحوريات ومن اشجار الجنة أنا لا أضمن ذلك